البراء بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
هو أخو انس بن مالك الأنصاري …وهو واحد من فريق الموت
ولقد بلغ من حرصه على الموت و استهانته بالحياة أن خافه و حذر منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لا لطعن في دينه و لا حنكته ولا شجاعته
ولكن لاستهانته بالحياة
في كل معركة كان يتمنى الشهادة
فهذا هو في حروب الردة يوم اليمامة يقاتل يضراوه أسد …..ينشد الشهادة
و ينادي في قومه:
-يا أهل المدينة لا مدينه لكم اليوم …إنما هو الله و حده ثم الجنه
وحمل المسلمون بعد كلماته على أصحاب مسيلمه الكذاب حملة صدق
ففرواا هاربين معتصمين بحديقة عرفت فيما بعد ( حديقة الموت )
لكن كيف للمسلمين اقتحامها و قد حصنها المرتدون بالأسوار العالية و اخذوا يرشقون صدور المسلمين بالنبال
فما كان من البراء – الباحث عن الشهادة أن نادى في قومه وقال:
-يا قومي ضعوني على الترس و ارفعوه على الرماح ثم اقذفوني في الحديقة قرب بابها فأما استشهد و أما افتح لكم الباب
و رفعته الرماح ألقته في حديقة الموت بين الآلف من أصحاب مسيلمه
فنزل عليهم كالصاعقة …وما زال يجالدهم أمام باب الحديقة حتى قتل عشرة منهم وفتح الباب وبه بضع وثمانون جرحا
و انتصر المسلمون بفتح باب الحديقة …وحمل البراء جريحا و أقام على مداواته خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى شفى
ولم يباس البراء من طلب الشهادة في أي موقعه من المواقع
وفي يوم فتح ( تستر ) في بلاد فارس …..كان اليوم المشهود و الوقت الموعود …لقد حان رحيل المحب إلى حبيبه
في هذه المعركة تحصن الفرس في قلعه عظيمة ثم لجئوا إلى حيلة دنيئة …حيث عمدوا إلى خطاطيف من حديد و الفولاذ المحمى بالنار واخذوا يلقونها من فوق الأسوار
و أصاب إحدى الخطاطيف انس ين مالك أخو البراء …فما كان من الأخير إلا أن اندفع كالصقر لا يبالي بحرارتها التي تصهر الأجساد فتمسك بالخطاف و يخلص أخاه منه
و يعجب المسلمون من ذلك ….و يعجبون اكثر حينما ينظرون إلى يدي البراء فلا يجدون إلا عظمتين متفحمتين ….أما اللحم فقد انصهر و سقط
يا الله لله درك يا براء – لقد قصرت دونك روايات الأبطال التي نصنعها من الخيال –
و يشتد الحصار – و يشتد أذى الفرس بالمسلمين و يذكر المسلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رب أشعث اغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك "
وهنا يجد البراء فرصته للأقسام على الله بأمرين النصر للمسلمين والشهادة…
ويستجيب الله دعاء البراء ، فيفتح على المسلمين و ينهزم أعدائهم ….و يفوز البراء بالشهادة في سبيل الله
رحم الله البراء فلقد طلب الموت له مرارا ….فوهبت له الحياة
مع الخالدين أنت يا براء
---من كتاب رجال ونساء حول الرسول ----
الروابط المفضلة