انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 9 من 9

الموضوع: ماذا فعلت الفتاة في المطار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    في قلوب الجميع
    الردود
    913
    الجنس
    أنثى

    Thumbs up ماذا فعلت الفتاة في المطار

    هبطت الطائرة بسلام في أرض المطار.. تدافع الركاب في النزول من أجل السبق في عمل إجراءات القدوم ، فتزاحم الركاب في الصالة الداخلية بعد ما عبروا حواجز الجوازات انتظارا لأمتعتهم، وقد تزامن وصول طائرة أخرى مع هذه الطائرة، فاكتظت الصالة بالناس وضاق المكان !

    علت الأصوات وتشابكت تحيات القدوم .. والأيدي تلوح بالسلام من بعيد لمن ينتظرون خلف الزجاج، اختلطت صيحات الصغار ما بين الضحك والبكاء ، واختلطت أصوات الرجال ، فصار المكان أشبه بالبحر الذي تتلاطم أمواجه، لا تستطيع أن تميز ما يُقال ....

    ترى خطوطاً متباينة على وجوه هؤلاء ـ الرجال والنساء على حدّ سواء ـ تعطيك صورة واضحة عن مدى ما حققوه في رحلتهم، ولو فتشت في دفاترهم لوجدت العجب العجاب، كم من حسنة سجلت لأحدهم؟ وكثير منهم قد وضع على ظهره وزراً أتى يحمله وهو لا يدري.. فإن كان لا يدري فتلك مصيبة.. وإن كان.... ! ترى الكآبة على الوجوه فتعطيك قدراً من سبر ما اقترفت يده وأنامله في الأيام الخالية...

    بعض المشاهد تجبرك على التأمل في هذه الصالة، كل له حكاية وهدف ، ويتمايز الناس في ذلك، فبعضهم يحلق في الثريا ، والآخر يأبى إلا النزول في سفح الجبال وموضع الأقدام، والعجيب أنَّ هذا الإنسان قد يجلس عند موضع الأقدام بطوعه واختياره، والأنفس العالية تشدك رغماً عن أنفك لتأملها ..

    هذه قادمة من أوربا فتسابق اللحظات لتصل إلى صديقاتها لتروي لهم ما شاهدت هناك، وأخرى تراقب سير الأمتعة وعينها تبحث عن حقيبتها، ففيها تلك الفساتين التي بذلت مجهوداً كبيراً في اختيارها وشرائها مع الهدايا التي أحضرتها، وتلك تحلم بمقدار التميز التي ستحققه في أول مناسبة تحضرها، أما تلك فلها حكاية أخرى..

    تأخرت أمتعتي في الخروج وقد حان وقت صلاة العشاء، فقال صاحبي: هيا بنا نؤدي الصلاة في تلك الزاوية المعدة لصلاة المسافر المستعجل ريثما تصل الأمتعة، خرجت من وسط الزحام وأنا أفكر لماذا لم يفطن الناس إلى الصلاة؟ فجاءت الإجابة الفورية لعلهم قد صلوا أو سيصلونها عندما يعودوا إلى منازلهم ـ وهناك فسحة ولله الحمد ـ ولا أكتم سراً أن السعادة قد غمرتني وأحسست بنوع من الطمأنينة لأني سوف أودي الصلاة مع القلة القليلة التي فطنت للصلاة في هذا المكان وهذا الوقت ـ كل ذلك بفضل صاحبي الذي ذكرني....

    ولكن ما أقسى أن تذهب أحلامك سراباً وأن يسبقك غيرك إلى ما تنوي عمله.. فكم شدَّني ذلك المنظر المهيب الذي أنساني كل أحلامي وآمالي وحتى متاعبي خلال الرحلة الطويلة في الطائرة، وقفت مندهشاً وتسمَّرت في مكاني وأنا الذي ظننت أني الأول الذي يسبق للمصلى؟؟! فتبخرت السعادة وأحاطت بي الإشادة وتملكتني قشعريرة لم أتمالك نفسي، ولولا الحياء لجثوت على ركبتي المرتجفة التي عجزت أن تحملني، امتدت يدي لوجنتي لتمسح دمعة انسابت من عيني وأردت أن أخفيها حياء من الناس، كيف لمثلي أن يبكي بدون سبب...!!

    رأيت شيئاً لم أتوقعه.. فما الذي رأيت؟؟ هي يوشحها السواد فلا ترى منها شيئاً والسواد قد أضفى عليها مهابة ووقاراً، تقف بكل خشوع وتذلل وفخر واعتزاز، لم يتسرب إلى قلبها الخجل أو الخوف أو الإحساس بالنقص، مشت بخطوات ثابتة ووقفت بين يدي ربها في زاوية هذه الصالة تؤدي فريضة الصلاة لوحدها، لم تبهر عيونها تلك الأنوار ، أو يشوش على ذهنها الصخب والضوضاء ، أو الخجل والخوف من أن تعير بالتزمت أو التعقيد لصلاتها في مصلى قد أعدّ للرجال، هو الثبات واليقين والهروب من متع الدنيا التي نملكها، حتى في هذه اللحظات التي يسمح بتأجيل الصلاة إلى وقت آخر، ولكن هي الأنفس ذات الهمم العالية التي تعانق الثريا، فوقفنا برهة حتى أتمَّت صلاتها، وانسلت دون أن نشعر بها.

    فلماذا هي كذلك ؟! .. ولماذا لم تكن مثل قريناتها؟! .. وما الذي جعلها تفعل ذلك؟! .. وكم هي المسافة بين قناعاتها وقناعات الأخريات، فيما فعلت؟! .. هل تملك شيئاً لا يملكه غيرها ؟! .. كم يوجد مثل هذه الفتاة في هذا الزمن..؟

    هذه أسئلة جالت بخاطري وأنا أقف وسط الزحام مندهشاً مما رأيت، فلم أفق إلا على يد صاحبي وهو يجرني وقد أقيمت الصلاة..

    فمتى نذهب بتلقائية وعفوية لنؤدي الصلاة بدون أن نحتاج إلى أحد يجرَّنا إليها؟!



    موضوع جميل أعجبني
    منقول من لها أون لاين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2002
    الموقع
    مغتربة في وطني
    الردود
    3,966
    الجنس
    أنثى
    نعم والله كم هو رائع هذا المشهد

    الله يثبتنا واياها على الحق
    جزاك الله خير اختي على النقل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2000
    الردود
    9,839
    الجنس
    أنثى
    نعم..
    لله درها في زمن ضعف فيه الدين في قلوب الكثيرين..
    وتناسوا حق ربهم..
    هذا وقد جهز في هذا المطار مصلى ماذا لو كان لايوجد!

    وفقنا الله لما يحبه ويرضاه..



    نقل موفق..
    أثابك الرحمن..






    اللهم اجعل لي من كل همٍ فرجاً
    ومن كل ضيق مخرجاً
    وارزقني من حيث لاأحتسب


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الموقع
    السعودية
    الردود
    987
    الجنس
    جزاك الله خيرا على نقلك الكريم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    في قلوب الجميع
    الردود
    913
    الجنس
    أنثى

    أخيتي ((البشرى)):
    جزاك الله خيرا
    شاكرة مرورك الكريم


    أخيتي ((الجمان)):
    يشرفني مرورك :
    وجزيت خيرا


    أخيتي ((هنوي)):
    حياك الله
    شاكرة مرورك الكريم

  6. #6
    شمس's صورة
    شمس غير متواجد "النحوية البارعة" "درة التحفيظ 2" كبار الشخصيات
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الردود
    4,389
    الجنس
    امرأة
    بارك الله فيكِ بالتوفيق
    الرجــــــــــاء الـــــــــرد من الاخـــــــــوات فـــــقـــط

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    في قلوب الجميع
    الردود
    913
    الجنس
    أنثى
    أخيتي شمس:
    حياك الله
    وجزيت خيرا على المرور الكريم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    زمننا بحاجة إلى المئات من أمثالها ..

    جزاكِ الله خيراً .. نقل طيّب ..
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    في قلوب الجميع
    الردود
    913
    الجنس
    أنثى
    وخيتي حمامة الجنة:
    حياتس...والشر ماجاتس((أقلد كلام جدتي_الله يحفظها_))
    حياك الله
    شاكرة مرورك الكريم

مواضيع مشابهه

  1. ماذا فعلت ؟
    بواسطة أغلى البشر في المجلس العام
    الردود: 1
    اخر موضوع: 09-04-2010, 03:59 PM
  2. فتاة عمرها 14 سنة ماذا فعلت؟
    بواسطة um haron في روضة السعداء
    الردود: 21
    اخر موضوع: 04-03-2009, 07:26 PM
  3. ماذا فعلت هذه المراة
    بواسطة هدوان في نافذة إجتماعية
    الردود: 17
    اخر موضوع: 27-07-2008, 08:55 PM
  4. ماذا فعلت الفتاة التي عمرها 14 عاما ؟؟ أين نحن. .؟
    بواسطة اميرة الاحساس11 في فيض القلم
    الردود: 2
    اخر موضوع: 08-11-2007, 02:19 AM
  5. ماذا فعلت بنا... يا أسامه
    بواسطة أبو عبدالرحمن في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 04-01-2002, 09:05 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ