بسم الله الرحمن الرحيم
نعيم بن مسعود
هو صحابي جليل و اسمه نعيم بن مسعود الغطفاني ….اسلم في توقيت هاام جدااا في تاريخ الإسلام و المسلمين – و كان لاسلامه دورا عظيما في تفريق جيوش الأحزاب في غزوة الخندق
فحينما اجتمع اليهود و الكفار على محاربة رسول الله و أصحابه ….أشار سلمان لفارسي على رسول لله بحفر الخندق ليكون الفاصل بينهم وبين الأحزاب فان حاولوا الوصول إليهم وقعوا في الخندق
إلا أن الحصار طال على المسلمين و اشتد بهم الحر والعطش والجوع …واستشعر رسول الله ما آل إليه حال المسلمين معه …و استشعر أيضا بحكمته والهام من الله الشقاق الذى بدأ يدب في أطراف الأحزاب
و عندما جاءه نعيم بن مسعود مسلما ….قال نعيم :
- ان قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت يا رسول الله
فرد عليه صلى الله عليه وسلم :
- إنما أنت فينا رجل واحد …ولكن خذّل عنا في صفوف الأعداء ..ان استطعت فان الحرب خدعه
فاتجه نعيم على اثر ذلك الامر النبوي إلى يهود بني قريظه – و قد كان نديمهم في الجاهلية –
وقال لهم :
- قد عرفتم مدى ودي وإياكم …وان قريشا و غطفان يختلف أمرهم عنكم إن المدينة بلدكم فيها أموالكم ونساءكم وأولادكم و لا تستطيعوا ان تغادروا إلى سواها …وقريشا إن خسرت لن تخسر شيئا وسترحل إلى نسائها و أموالها …أما انتم ستواجهون المسلمون وحدكم ولن تقدروا عليهم ….فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشراف رجالهم ثقة لكم
فقالوا :
- أشرت بالرأي والله يا نعيم
و غادر نعيم إلي قريشا فقال لآبى سفيان ومن معه :
- تعرفون معشر قريش ودي لكم و فراقي لمحمد …ولا يخفى عليكم أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا مع محمد ..فأرسلوا له انهم قد ندموا على ما فعلوا وان كان يرضيه أن يأخذوا منكم رجالا أشرافا و يسلموهم له فيضرب أعناقهم …وقد أرسل محمدا : أن نعم
فان بعث إليكم اليهود يطلبون رهائن فاعلموا بخيانتهم .
وذهب إلى غطفان وقال لهم مثلما قال لقريش
...................
وعندما ذهبت قريشا إلي اليهود تطالبهم بالخروج للقتال قال لهم اليهود بان اليوم يوم السبت لا قتال فيه وان أرادوهم أن يقاتلوا معهم فاليعطونهم رهائن من أشراف رجالهم يأمنوا بهم غدرهم
فعندما رجع عكرمة ومن معه إلى قومهم اخبروهم بان ما اخبرهم به نعيم صدق …و قال اليهود نفس الحديث ..
فدبت الفرقة بين الأحزاب
و هكذا أفلحت الحرب النفسية الموجهة في تمزيق عرا التحالف بين أحزاب الكفر فلم تكد تمضي ثلاث أسابيع على ذلك الحصار المضروب من حول المسلمين حتى دب القنوط و التخاذل في صفوف الأحزاب و بقيت جبهة المسلمين سليمة
و كان هذا بداية النصر الذي هزم فيه الله عز وجل الأحزاب وحده
.....................
( ملخص : من كتاب الأوائل في حضارة الإسلام ---تأليف : سيف الدين الكاتب )
الروابط المفضلة