انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: الحياء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    كندا
    الردود
    226
    الجنس
    أنثى

    الحياء

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
    و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
    أما بعد


    من كتاب الحياء
    دار القاسم


    [COLOR=Teal]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد .

    إن للخير والشر معان كامنة في النفس تعرف بعلامات وسمات دالة كما قال الشاعر:


    لا تسأل المرء عن أخلاقه *** في وجهه شاهد من الخير

    فمن سمات الخير: الدعه والحياء والكرم ومن سمات الشر: القحة والبذاء واللؤم


    حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه

    إذن: فالحياء علامة تدل على ما في النفس من الخير وهو إمارة صادقة على طبيعة الإنسان فيكشف عن مقدار بيانه وأدبه. فعندما ترى إنساناً يشمئز ويتحرج عن فعل ما لا ينبغي فاعلم أن فيه خيراً وإيماناً بقدر مافيه من ترك للقبائح.


    ما هو الحياء وما حقيقته؟

    الحياء: خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة التي تستلزم الأنصراف من القبائح وتركها وهو من أفضل صفات النفس وأجلها وهو من خلق الكرام وسمة أهل المرؤة والفضل.

    ومن الحكم التي قيلت في شأن الحياء: ( من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه ) وقال الشاعر:


    ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء

    لذلك فعندما نرى إنساناً لا يكترث ولا يبالي فيما يبدر منه من مظهره أو قوله أو حركاته يكون سبب ذلك قلة حيائه وضعف إيمانه كما جاء في الحديث: { إذا لم تستح فافعل ما شئت }.

    وقد قال الشاعر:


    إذا رزق الفتى وجهاً وقاحاً *** تقلب في الأمور كما يشاء


    فمالك في معاتبة الذي لا *** حياء لوجهه إلا العناء

    قال أبو حاتم: إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه.

    والحياء من الأخلاق الرفيعة التي أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها. وقد جاء في الصحيحين قول النبي : { الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان }.

    وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين: { الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر }.

    والسر في كون الحياء من الإيمان: لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة.


    ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين رركوبها إلا الحياء

    وقد قيل: ( الحياء نظام الإيمان فإذا انحل نظام الشيء تبدد ما فيه وتفرق ).

    فالحياء ملازم للعبد المؤمن كالظل لصاحبه وكحرارة بدنه لأنه جزء من عقيدته وإيمانه ومن هنا كان الحياء خيراً ولا يأتي إلا بالخير، كما في الصحيحين عن النبي : { الحياء لا يأتي إلا بخير } وفي رواية مسلم: { الحياء خير كله }.

    وفي الصحيحين أن النبي مر على رجل يعظ أخاه في الحياء: أي يعاتبه فيه لأنه اضر به، فقال له الرسول : { دعه فإن الحياء من الإيمان } فقد أمر الرسول ذلك الرجل أن يترك أخاه ويبقيه على حيائه ولو منع صاحبه من إستيفاء حقوقه. إذ ضياع حقوق المرء خير له من أن يفقد حيائه الذي هو من إيمانه وميزة إنسانيته وخيريته.

    ورحم الله امرأة كانت فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم: تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها. فسمعته فقال: ( لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيهل الرجل ). سبحان الله.. أين هذه المرأة من نساء اليوم تخرج المرأة كاشفة وجهها مبدية زينتها لا تستحي من الله ولا من الناس أضاعت ولدها فعند الله لها العوض والأجر أما المرأة التي حياءها وإيمانها فما أعظم الخسارة وما أسوأ العاقبة.

    وصدق الشاعر حين قال:


    فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا


    فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحسابا


    إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا


    بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا


    أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً


    ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً


    شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب

    أما انقباض النفس عن الفضائل والإنصراف عنها فلا يسمى حياء. فخلق الحياء في المسلم غير مانع له من أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر. فإذا منع العبد عن فعل ذلك باعث داخلي فليس هو حياء وإنما هو ضعف إيمانه وجبنه عن قول الحق: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب:53]... فهذا النبي مع شدة حيائه إلا أنه لم يكن يسكت عن قول الحق بل كان يغضب غضباً شديداً إذا انتهكت محارم الله.. فمن ذلك عندما شفع مرة عند رسول الله أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه فلم يمنعه حياؤه من أن يقول لأسامة في غضب: { أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله لو سرقت فاطمة لقطعت يدها }.

    ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فيقول لها ولم يمنعه الحياء في بيان العلم: { نعم، إذا رأت الماء } إذاً الحياء لا يمنع من الإستفسار والسؤال عما جهل من أمور الدين وما يجب عليه معرفته وقد قيل: ( لا يتعلم العلم مستكبر ولا مستح ). وهناك من النساء من يمنعها حياؤها بزعمها من ترك بعض العادات المحرمة التي اعتادت عليها في مجتمعها مثل مصافحة الرجال الأجانب والإختلاط بهم فلا تتحجب من أقارب زوجها ولا تمنع دخولهم عليها في بيتها حال غياب زوجها، والنبي يقول: { إياكم والدخول على النساء } [صحيح الجامع]. فإذا كان خير الخلق لا يصافح نساء الصحابة وهن خير القرون فما بال رجال ونسوة في عصر كثر فيه الشر وأهله أصبحوا لا يرون في المصافحة بأساًَ. محتجين أن قلوبهم تقية ونفوسهم نقية؟ فأيهم أزكى نفساً وأطهر قلباً؟ أهذا الغثاء أم تلك النفوس الكبيرة؟ فضلاً عن أن الرسول حذر من مس النساء فقال: { لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له } [صحيح الجامع].

    ومن الناس من يتساهل في إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنه يستحي من الإنكار على الناس. ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من مجاملة بعضهم لبعض في سماع الغيبة أو سماع أي من المنكرات أو رؤيتها، ونحوها فهذا جبن مذموم كل الذم وصاحبه شريك في الإثم إن لم ينكر أو يفارقهم.

    والله عز وجل قال: كُنتُم خَير اُمةٍ أخرِجت لِلنّاسِ تَأمرونَ بالمَعروف وَتَنهُونَ عَنِ المُنكرِ وَتُؤمِنُونَ باللّه [آل عمران:110].

    وقد حذرنا رسول الله من التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: { والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعوه فلا يستجاب لكم }.

    وينقسم الحياء من حيث الأصل إلى قسمين:

    1 ) حياء فطري غريزي.

    2 ) حياء مكتسب.

    قال القرطبي: ( الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان غير أن كن كان فيه غريزة الحياء فإنها تعينه على المكتسب وقد يتطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً... وهذا قول صحيح ومعلوم بالتجربة في مجال التربية فإن المتربي قد يكون في بدايته لا يملك حياء غريزياً أو أن عنده حياءاً غريزياً ناقصاً ثم ينشأ في جو ينمي بواعث الحياء في قلبة ويدله على خصال الحياء فإن هذا المتربى سيكتسب الحياء شيئاً فشيئاً ويقوى الحياء فى قلبه بالتوجيه والتربيه حتى يصبح الحياء خلقاً ملازماً له، وقد قال بعض الحكماء: ( احيو الحياء بمجالسة من يستحيا منه ) وهذا الكلام بديع المعنى بعيد الفقه.. حيث أن كثرة مجالسة من لا يستحيا منه لوضاعته أوحقارته أو قلة قدره ومروءته تخلق في النفس نوع التجانس معهم ثم إن قلة قدرهم عنده تجعلة لا يستحي منهم فيصنع ما يشاء بحضرة هذه الجماعة فيضعف عنده خصلة الحياء شيئاً فشيئاً فيتعود أن يصنع ما يشاء أمام الناس جميعاً. أما مجالسة من يستحيا منه لصلاحهم وعلو قدرهم فأنها تحيي في القلب الحياء فيظل الإنسان يراقب أفعاله وأقواله قبل صدورها حياء ممن يجالسه فيكون هذا خلقاً له ملازماً فتتعود نفسه إتيان الخصال المحمودة ومجانية وكراهية الخصال المذمومة.

    الحاصل: أن مجالس الأخيار تقوي الحياء المكتسب وتنميه، أما مجالسة الأرذال فإنها تحول بين العبد وبين اكتساب الحياء.


    والحياء أنواع

    1) الحياء من الله.

    2 ) الحياء من الملائكة.

    3 ) الحياء من الناس.

    4 ) الحياء من النفس.

    ( 1 ) الحياء من الله:

    قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:14] وقال تعالى: مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91] إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    فتجرؤ العبد على المعاصي واستخفافه بالأوامر والنواهي الشرعية يدل على عدم إجلاله لربه وعدم مراقبته لربه.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    ღ♥ღ .. وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَار ღ♥ღ
    الردود
    34,635
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    10
    جزاك الله خير اختي نسيبه على مشاركاتك القيمة
    الرجاء الرد من الأخوات فقط

    قريباً .... تجربتي مع الـ ديرم إميلان Dermamelan Mask بـ..الصور

  3. #3
    ناااصحة's صورة
    ناااصحة غير متواجد لجنة الجوال كبار الشخصيات "دانة الحوار" متألقة المداد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الموقع
    مع رفقة للخير هُم هذا السنا ()*
    الردود
    9,439
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    28
    بارك المولى فيك غاليتي نسيبه على هذا الموضوع القيم ..
    مدونة زاد الطريق رائعة جدا للقراءة من الجوال فيها دروس استاذة اناهيد السميري في العلم عن الله وشروحات متميزة

    هُنا .. زاد الطريق

    وهنا مدونة علم ينتفع به .. تفريغات للدروس اكثر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    بارك الله فيكِ وجزاكِ خير الجزاء ..
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الردود
    12,333
    الجنس




    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    جزاكِ الله خيراً يا نسيبة على ما نقلتيه لنا ..

    أسأل الله أن لا يحرمك الأجر والثواب ..

    وفقكِ الله ورعاك ..





    -- من أراد أن ينقل أياً من موضوعاتي فله ذلك بدون سؤالي أو إستئذاني وبدون حتى الإشارة إلى المصدر --
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    اطهر البقاع
    الردود
    1,109
    الجنس
    أنثى
    جزيت خيرا اختي السلفية

  7. #7
    شمس's صورة
    شمس غير متواجد "النحوية البارعة" "درة التحفيظ 2" كبار الشخصيات
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الردود
    4,389
    الجنس
    امرأة
    بارك الله فيكِ وجزاكِ خير الجزاء
    الرجــــــــــاء الـــــــــرد من الاخـــــــــوات فـــــقـــط

مواضيع مشابهه

  1. الحياء هام جدا...هام...
    بواسطة نجمة البيبان في الملتقى الحواري
    الردود: 14
    اخر موضوع: 03-06-2007, 11:02 PM
  2. نماذج من الحياء مقطع من شريط الحياء رائع ومفيد جدآ ...
    بواسطة أبو عبدالرحمن في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 0
    اخر موضوع: 09-06-2004, 02:33 PM
  3. قرب زمن الدجال
    بواسطة ؤؤؤؤ في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 04-06-2002, 11:55 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ