إن حياتك مغامرة كبيرة ..
وان لحظات عمرك مباراة خطيرة ..
فإياك أن تخرج منها خاسرا..
قبل أن تبنى لك بيتا في الجنة
إن المكارم لا تحصل بالمنى *** لكن لها بالتضحيات سبيلا
وخذ المكارم لا تخف أعبائها *** عبء المكارم لا يكون ثقيلا
سكان القمم أبعد ما يكونون عن زخارف هذه الدنيا وبهرجها ..الهم الأكبر لسكان القمم هم الآخرة ..
أما الدنيا فقد استصغروا متاعها .. واحتقروا نتائجها .. وترفعوا عن الاستباق فيها .. فتحرروا من قيودها وهمومها
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كانت الآخرة همه ..جعل الله غناه في قلبه .. وجمع له شمله.. وأتته الدنيا وهى راغمة ..ومن كانت الدنيا همه.. جعل الله فقره بين عينيه ..وفرق عليه شمله.. ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)
انه وعيد من الله جل جلاله لمن كانت الدنيا أكبر همه ..فهو مقبل عليها بكليته .. يجمع حطامها في نهم لا ينقضي .. منشغل بذلك عن الآخرة .. فمن كانت هذه حاله.. عوقب بشتات القلب ..فلا يزال لاهثا وراء المال والمناصب والشهوات .. يعب منها لكنه لا يشبع ولا يرتوي ولا يكتفي .. بل يظل في طلب المزيد ..
غافلا عن أنه لا يأتيه إلا ما كتب الله له من الرزق ..
وان حاله هذا هو عين الفقر ..حيث لا تنتهي حاجته.. ولا يحصل له الرضا بما جمع من المال..
وهذا معنى - جعل الله فقره بين عينيه
وفى المقابل حال الرجل الصالح الذي جعل الآخرة همه ..
فهو في سعى دائم لتحصيل الحسنات ..
والوصول إلى مرضاة رب الأرض والسماوات ..
مع حسن توكله على الله ..
فهذا يجمع الله له أمره..
ويرزقه القناعة.. والرضى .. وغنى النفس ..
ويبارك له في ماله.. وصحته وأولاده..
وهذا هو الغنى الحقيقي
منقـــــول...
الروابط المفضلة