انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: الجنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    كندا
    الردود
    226
    الجنس
    أنثى

    Question الجنة

    الحمد لله الذي أكرم أولياءه بجنات النعيم. وأسبغ عليهم فيها حُلَل النَّضَارة والتَّكريم. والصلاة والسلام على نبيه الهادي إلى الصراط المستقيم. وعلى آله وأصحابه مصابيح الليل البَهيم. وبعد:

    اختي المسلمه: لقد ظل هذا الإنسان يبحث عن السعادة في ليله وفي نهاره! لا يدع باباً يشمّ منه ريحاً للسعادة إلا طرقه! بحثٌ شديد.. وحرصٌ أكيد..

    اختي: هي ( الدنيا! ) بآلامها وشجونها! الخلق يتقلبون في بلائها ما بين حُلو ومُر! ولكن قل لي اختي: هل صفت لأحد؟!

    هل اعتصر أحد سعادتها خالية من الأكدار والآلام؟!

    هل سَعِد أحد حتى قال الناس: هذا أسعد الناس؟!

    و ( هي! ) هل أعطت أحداً من خيرها صافياً؟!

    هل اتخذت أحداً من الخلق صفيّاً؟! فمنحته برّها، وأَغدَقت عليه ألطافها وقالت له: أنت السّعيد وحدك ببري من بين الخلق؟!

    اختي: كم هي هذه الدنيا رخيصة! وكم هي خائنة وغادرة! إذا أضحكت أبكت! وإذا أعطت أخذت! تمنح لصيدها الطعم الثمين! فيأكل هنيئاً مسروراً! حتى إذا قال لنفسه: أنا السعيد صبّت عليه بلاءها وشرورها! فعادت السعادة شقاء! وعاد النعيم بؤساً ونكداً!

    اختي: هي ( الدنيا! ) لو صفت لأحد لكان أولى الناس بذلك سيد الخلائق، والناطق بالوحي الصادق، رسولنا محمد ، خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير! خرج من الدنيا ولم يجمع بها درهماً ولا ديناراً!

    اختي: هي ( الدنيا! ) غُصَصُها لا تنقضي.. وأكدارها لا تنجلي.. وسهامها عن الفؤاد لا تنثني..

    اختي في الله: هل فكّرت يوماً في سعادة خالية من الأكدار؟!

    هل فكّرت يوماً في سعادة أصفى من الدموع! وأنصع من لبن الضُّرُوع؟! هل فكرت في حياة لا شقاء فيها؟! ولا سقم ! ولا جوع! ولا حزن! ولا نصب؟!

    حياة لا موت فيها! حياة تحيا فيه روحك ويحيا بدنك!

    حياة سعى من أجل تحصيلها الأحياء! أحياء القلوب! لا أموات القلوب! إنها الحياة الأبدية في دار القرار. ومنازل الأبرار.. حياة ينسى صاحبها الشقاء.. وتُزًفُّ إليه السعادة صافية غرّاء... وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:64].

    اختي المسلمه: أتدري أين هذه السعادة الخالية من الآلام والأحزان؟! أتدري أين هذه السعادة الكاملة؟!! جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ [فاطر:33-35].

    إنها ( الجنة! ) دار النعيم.. دار المقامة.. المقام الأمين.. ودار السرور.. قال عنها النبي : { من يدخلها ينعم لا ييأس، ويخلّد لا يموت، ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم } [رواه الترمذي وأحمد، تخريج المشكاة:563].

    اختي: بأي وصف أصف لك الجنة؟! وهي النعيم الذي لا يدركه إلا مالك النعم تبارك وتعالى.. وإن أخبرتك عن نعيمها فإنما أخبرك عن القليل! أما رأيت اختي كيف وصف الله تعالى جناته وما فيها من النعيم الكثير؟! قال رسول الله : { قال الله تعالى: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت! ولا أذن سمعت! ولا خطر على قلب بشر! ). فاقرأوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة:17] } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي: ألا فلتعجبي إن كنت متعجبه! تلك هي الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه وأهل طاعته.. فكم لهااختي من وصف يأخذ بالألباب.. ومن محاسن تأسر أولي الألباب.. قال : { موضع سوط في الجنّة خير من الدنيا وما فيها } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي في الله: إنها ( الجنة! ) تلك السلعة الغالية!

    إنها ( الجنة! ) تلك البضاعة الرابحة!

    إنها ( الجنة! ) بذل الصالحون مهرها في دار الدنيا قبل الرحيل..

    وقدموا ليوم زفافها عليهم صالح العمل الجميل. قال النبي : { من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية إلا إن سلعة الله الجنة } [رواه الترمذي، السلسلة الصحيحة: 2335].

    اختي: تلك هي الجنة! سلعة الله الغالية.. ولنفاستها حفها الله بالمكاره! فكانت كالدرّة النفيسة التي لا يوصل إليها إلا بعد خوض وغوص لجج البحر. قال : { حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي: تلك هي الجنَّة! سعى نحوها الصالحون.. وتنافس فيها المتنافسون.. ولها قامت سوق الأعمال فكان الرَّابحون، وكان الخاسرون!.. ولمثلها فليعمل العاملون..

    اختي: لقد تزينت الجنَّة لأهلها حتى غدت أزين من الزِّينة! ولقد تجملت لخُطَّابها حتى غدت أجمل من الجمال!

    اختي المسلم: هي الجنَّة! دار الأولياء. وموطن الأتقياء.. ومنازل السُّعداء.. من دخلها فهو السَّعيد حقاً! وجاز أن يُمنح لقب السعادة صدقاً! وكيف لا! وهي سعادة صنعها ملك الملوك، الغني واهب السعادة عز وجل وتنزه تعالى..

    اختي: ألا تُحب أن أصف لك تلك الدُّرَّة الفريدة! وتلك الدار البديعة؟! فقف معي اختي عند هذا الوصف العجيب!

    سئل رسول الله عن بناء الجنَّة فقال: { لبنة من فضة ولبنة من ذهب! ومِلاطُها ( المادة بين اللبنتين ) المسك الأدفر! وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت! وتُربتها الزَّعفران! من يدخلها ينعم لا يبأس! ويخلد لا يموت! ولا تبلى ثيابهم! ولا يفنى شبابهم! } [رواه الترمذي وأحمد، تخريج المشكاة: 5630].

    اختي: إن الداخل إلى بيت أول ما يدخل من الباب، فيا تُرى كيف هو باب الجنَّة؟!

    قال عتبة بن غزوان رضي الله عنه: ( ولقد ذُكرَ لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنَّة مسيرة أربعين سنة! وليأتينَّ عليها يوم وهو كظيظ من الزِّحام! ) [رواه مسلم].

    اختي: لقد أخبرنا نبينا أن في الجنَّة ثمانية أبواب يوم أن قال : { في الجنَّة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الرَّيان لا يدخله إلا الصائمون } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي : يا لسعادة الصَّائمين يوم يدخلون من الباب ثم يُغلَق بعدهم فلا يدخله أحد سواهم! اختي ما أربحها من بضاعة.. وما أسعدها من ساعة.. قال رسول الله : { من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي في الجنَّة: يا عبدالله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الرَّيان } قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله ما على أحد يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة! فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟! قال رسول الله : { نعم وأرجو أن تكون منهم } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي: تلك هي أربعة أبواب وما أضنك تزهد عن معرفة بقية الأبواب! ( بقي من الأبواب الحج، ومنها باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، ومنها باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولا عذاب! ومنها باب الذكر أو العلم ) [فتح الباري:7/34] بتصرف.

    اختي المسلمه: تلك هي الأبواب التي سيدخل منها السُّعداء.. فأين أنت يومهااختي ! أتراك في تلك الجموع التي تروم دخول الجنان؟! أم في جموع أخرى؟! فيا لذة قوم نَعِمُوا بالصالحات في دار الدُّنيا! ونَعِمُوا بالجنَّات في دار الآخرة! إنها الطاعات اختي ! إنها الباقيات الصالحات! المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيرعِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَير أَمَلاً [الكهف:46].

    اختي: تلك هي أبواب الجنَّة! جعلني الله وإيّاك من الواردين عليها يوم تبيضُّ وجوه السُّعداء في دار النَّعيم..
    اختي: هنيئاً لتلك الوجوه يوم أن تُحشر إلى دار السعادة فتستقبلها الملائكة: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر:73].

    اختي: فإذا دخلوا تحقَّق يومها الوعد الصادق: وَنَزَعنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّن غِلٍّ إخوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [الحجر:47].

    قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( أول ما يدخل أهل الجنَّة الجنَّة تعرض لهم عينان فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله تعالى ما في قلوبهم من غِل! ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم، وتصفُو وجوههم، وتجرى عليهم نضرة النَّعيم! ).

    اختي: فإذا قرَّ القرار بأهل الجنَّة، ورأوا ما فيها من النعيم الذي لا يُحصى! نادى منادٍ: ( إن لكم أن تصحُّوا فلا تسقموا أبداً! وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً! وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً! وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً! ) فذلك قوله عز وجل: وَنُودُواْ أَن تِلكُمُ الجَنَّةُ أُورِثتُمُوهَا بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ [الأعراف:43] [رواه مسلم].

    اختي في الله: إن نعيم أهل الجنَّة إنما يُلَذُّ بموعود الله تعالى لأوليائه فيها بالخلود الدائم! والأمن من سخطه وغضبه.. فتلك أخي لأهل الجنَّة لذَّة فوق ما يجدونه من نعيم الجِنان! يَدعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوتَ إِلا المَوتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُم عَذَابَ الجَحِيمِ [الدخان:56،55]

    اختي: لا تسلي عن ما يجدونه في جنة الله من النعيم الذي فاق الوصف! فيا للسعيد يومها! فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُواْ وَاشرَبُواْ هَنِيئا بِمَا أَسلَفتُم فِى الأيَّامِ الخَالِيَة [الحاقة:21-24] فانظر كيف تلذذوا في دار لا عناء فيها قُطُوفُهَا دَانِيةٌ قال قتادة: ( دنت فلا يرد أيديهم عنها بُعدٌ ولا شوك! ) وَذُلِلَت قُطُوفُهَا تَذلِيلا [الإنسان:14] قال مجاهد: ( أي ذُللت ثمارها يتناولون منها كيف شاءوا إن قام ارتفعت بقدره! وإن قعد تدلت إليه! وإن اضطجع تدلَّت إليه حتى يتناولها! ).

    اختي: فيا لها من لذات متصلة زادها لذة الأمن من غضب الله تعالى أو التحول عن ذلك النعيم..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    كندا
    الردود
    226
    الجنس
    أنثى
    اختي: وتتواصل اللذات على أهل الجنَّة.. يُطَافُ عَلَيهِم بِكَأسٍ مِنّ مَّعِيِن (45) بَيضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لا فِيهَا غَولٌ وَلا هُم عَنهَا يُنزَفُونَ [الصافات:45-47] مِّن مَّعِيِن قال قتادة: ( كأس من خمر لم تُعصر ! والمعين: هي الجارية ). لا فِيهَا غَولٌ وَلا هُم عَنهَا يُنزَفُونَ قال قتادة: ( لا تذهب عقولهم! ولا تصدع رؤوسهم! ولا توجع بطونهم ).

    ألاقولي معي: يا شاربين لخمر الدُنيا! أما لكم في خمر الجنَّة حاجة؟! ماذا وجدتم في خمر الدُّنيا؟! أولها: سُكر! وآخرها: أسقام وأوجاع وذهاب للعقول!

    اختي: إلى تلك المجالس! مجالس أهل الجنَّة، والتي امتلأت بهجة وسروراً.. وها هم الخدام يغدون ويروحون عليهم بأنواع المطاعم والمشارب! وَيَطُوفُ عَلَيهِم وِلدَانٌ مُّخلَّدُونَ إِذَا رَأَيتَهُم حَسِبتَهُم لُؤلُؤاً مَّنثُوراً (19) وَإذَا رَأَيتَ ثَمَّ رَأَيتَ نَعِيماً وَمُلكاً كَبِيراً [الإنسان:20،19] قال ابن عباس رضي الله عنه: ( بينا المؤمن على فراشه إذ أبصر شيئاً يسير نحوه فجعل يقول: لؤلؤ! فإذا ولدان مخلدون ).

    اختي المسلمه: طعام أهل الجنَّة وشرابهم كله مسرات ولذاذات! لا أذى فيهما.. فلا بول! ولا غائط! ولا بُصاق!

    قال النبي : { يأكل أهل الجنَّة فيها ويشربون ولا يتغوطون! ولا يمتخطون! ولا يبولون! ولكن طعامهم ذاك جُشاء كرشح المسك! يلهمون التسبيح والحمد كما تلهمون النَّفس! } [رواه مسلم].

    قال النبي : { ولو أن امرأة من أهل الجنَّة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما! ولملأته ريحاً! ولنصيفُها على رأسها خير من الدُّنيا وما فيها! } [رواه البخاري].

    اختي: إنه مهر أغلى من الذهب والفضة! مهر أنت باذله وأنت قابضه! اختي هذا هو صك المهر: وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:12]

    قال قتادة: ( الصبر صبران: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله ).

    اختي: السعيد غداً من سَعِدَ في دنياه بطاعة الله تعالى، والشقي من شقي بمعاصيه!

    اختي: ما أورف أشجار الجنَّة! وما أمتع ظلها! وما أحسن منظرها! إِنَّ لِلمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعنَاباً [النبأ32،31].

    قال رسول الله : { ما في الجنَّة شجرة إلا وساقها من ذهب } [رواه الترمذي، صحيح الجامع:5647].

    اختي: وها هي شجرة من أشجار الجنَّة يخبرنا عنها النبي : { إن في الجنَّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها! واقرؤوا إن شئتم: وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ [الواقعة:30] } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي المسلمه: وأما غُرف الجنة وقصورها فقد فاقت الوصف بناءً! وجمالاً! لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَواْ رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِّن فَوقِهَا غُرَفٌ مَّبنيَّةٌ تَجرِى مِن تَحتِهَا الأنهَارُ وَعدَ اللهِ لا يُخلِفُ اللهُ المِيعَادَ [الزمر:20]

    قال رسول الله : { إن في الجنة لغرفاً يُرى ظهورها من بطونها! وبطونها من ظهورها! } فقام إليه أعرابي فقال: لمن هي يا نبيّ الله؟ قال: { هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام } [رواه الترمذي وأحمد، صحيح الجامع:2119].

    اختي: ما أسعد السُّعداء وهم يطوفون في تلك الغُرف والقصور.. والكل بنعيم الله مسرور.. قال : { إن للمؤمن في الجنَّة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوَّفة! طولها ستون ميلاً! للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً! } [رواه البخاري ومسلم].

    اختي: كيف أنت في دار الدُّنيا إذا كنت في قصر جميل قد حفت به الحدائق الوارفة الجميلة! وجرت جداول الماء تحت أشجاره! وغردت عصافيره! وسرت نسمات لينة فلامست الأشجار! وهبت نحوك وقد مزجت بعبير الأزهار! كيف بك أنت وقتها؟! ما أظنُّك ستفيق من نشوتك إلا على يد تربُتُ على كتفك!



    اختي: ما اسعد أولئك الداخلين جنات الله تعالى.. الفائزين برضوانه الأكبر.. جعلني الله وإياك في زمرتهم بمنّه وعظيم لُطفه وإحسانه.

    اختي: لا أنسى أن ألفت ناظريك إلى تلك الأنهار التي طالما ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز إذا ذُكرت الجنان مَّثَلُ الجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأنهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهَارٌ مِنّ خَمرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنهَارٌ مِّن عَسَلٍ مُّصَفُّى وَلَهُم فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغفِرَةٌ مِّن رَّبهِم [محمد:15].

    اختي: إنها ليست كأنهار الدُّنيا التي تعرفها! فهي أنهار تفيض بأحسن ما تشتهيه الأنفُس.. من ماء طيب! ولبن شهيّ! وخمر ليست كخمر الدُّنيا! وعسل أكرم به من عسل! لا كعسل الدُّنيا وصفه تعالى بأنه مُصفى! إذ أن كل ما في الجنة لا كدر فيه!

    اختي: إن أنهار الجنَّة لا تجري على أخدود كأنهار الدُّنيا! وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أنهار الجنَّة: أهي تجري في أخدود؟! فقال: ( لا ولكنها تفيض على وجه الأرض! لا تفيض هاهنا ولا هاهنا! ).

    اختي: ألا قولي معي: تبارك الله الذي أحسن كل شيء خلقه.. جلت قدرته عن الوصف.. وإذا أراد شيئاً قال له: كُن فيكون!


    أنهار في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان


    من تحتهم تجري كما شاؤوا *** مفجرة وما للنهر من نقصان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    كندا
    الردود
    226
    الجنس
    أنثى
    اختي المسلمه: بقيت لذة لأهل الجنة! لطالما عمل لها العاملون وذاب شوقاً لها المتقون.. فهي لذة اللذات.. وغاية الأمنيات إذا نالها أهل الجنَّة نسوا ما هم فيه من النعيم! فما ألذها لهم في جنَّات النعيم!

    اختي: إنها اللذة الكبرى! والنعمة العظمى! أجل ما فاز به أهل الجنان.. وأعظم ما ناله أهل الإيمان..

    إنها ( رؤية الله تبارك وتعالى! ) فما أسعد أهل الجنة يوم يناديهم منادٍ: ( يا أهل الجنَّة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه! فيقولون: وما هو؟! ألم يثقل الله موازيننا؟! ويبيض وجوهنا؟! ويدخلنا الجنَّة؟! وينجنا من النار؟! )

    قال: ( فيكشف الحجاب! فينظرون إليه! فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر - يعني إليه - ولا أقرّ لأعينهم ) [رواه مسلم والترمذي وابن ماجة]. وفي رواية مسلم: ( ثم تلا هذه الآية: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26].

    وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه: ( الحسنى: الجنَّة. والزيادة: النظر إلى وجهه الكريم ). فما أسعد تلك الوجوه يوم تفوز بالنظر إلى ربها تبارك وتعالى! فتزداد نضرة وبهاء! وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23،22].

    قال الحسن البصري رحمه الله: ( النضرة: الحسن. نظرت إلى ربها فنضرت بنوره! ).

    اختي في الله: تلك هي الجنَّة! مهما وصفتها لك فأنى لي أن أجلي لك نعيمها وحبورها؟!

    فلا تنس أختي: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت! ولا أُذنٌ سمعت! ولا خطر على قلب بشر! ) [رواه البخاري ومسلم].

    اختي: وقبل أن أطوي هذه الأوراق.. الله أرجو أن تطوي ملائكة الله صحيفتي وصحيفتك على أحسن الأعمال، وجعلها الله لي ولك بشرى بجنانه يوم لقائه..

    اختي المسلمه: هل سألتي نفسك يوماً: ما هو مهر الجنَّة؟! فإن مهرها ليس ذهباً ولا فضة! ولا حتى الدنيا بكنوزها لو بذلتها مهراً لجنة الله تعالى ما قُبلت منك!!

    اختي: مهر الجنَّة: إدمان الصالحات.. والتزود بالطاعات.. واجتناب المحرمات.. ورفض المنكرات.. وإخلاصك لله تعالى في توحيده وطاعته.. طريق إلى الجنَّة..

    اختي: خطواتك إلى الصلوات في بيوت الله تعالى غادياً ورائحاً.. طريق إلى الجنَّة.. وحرصك على تعلم العلم النافع وشهودك مجالس الذكر.. طريق إلى الجنَّة..

    اختي: ترديدك لآيات الله تعالى وتلاوتك لكتابه العزيز في ساعات الليل والنهار.. طريق إلى الجنَّة.. وبرُّك بأبويك والتفاني في خدمتهما وإسعادهما.. طريق إلى الجنَّة..

    اختي: تبسمك في وجه أخيك المسلم ولينك له وتطييب خاطره بالكلمة الطيبة. طريق إلى الجنة..

    اختي: برُّك بالضعفاء والمساكين.. ومسح دموع المحرومين بإحسانك.. طريق إلى الجنَّة..

    اختي: المال غداً إما رحمة لأصحابه وإما وبالاً عليهم فزكاتك وتصدقك منه.. طريق إلى الجنة..

    اختي: التزامك بكريم الأخلاق وفضائل السجايا.. طريق إلى الجنَّة..

    اختي: قيامك بنشر المودة والمحبة بينك وبين جيرانك.. طريق إلى الجنَّة. وقيامك في جُنح الليل المظلم تُرتل آيات من كتاب ربك تعالى وتصلي ركعات.. طريق إلى الجنَّة..

    اختي: صدقك في بيعك وشرائك وحرصك على المال الحلال.. طريق إلى الجنَّة.. وصدق نيَّتك وإقبالك على ربك تعالى وحب مراضيه وبُغض مساخطه.. طريق إلى الجنة..

    اختي: إنها ( الجنَّة! ) سلعة الله الغالية! أعدَّها الله تعالى لمن بذل مهرها! وقد عرفت أخي المهر.. فلا تأتين ربك تعالى غداً ويدك خالية من مهر جنته! فتندم في يوم الحسرات.. يوم لا تنفع إلا الصالحات.. وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7].


    __________________________________________________ __
    الجنة
    من كتاب****أزهري أحمد محمود
    دار ابن خزيمة
    green

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    جارالحرم ...
    الردود
    941
    الجنس
    ذكر
    بوركتى
    الوقت لا يكفى لقراءة تلك الكلمات الرائعة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الموقع
    الكويت
    الردود
    3,652
    الجنس
    جزاك الله خيرا أختي ( نسيبه ) ،

    على هذا النقل الطيب ،

    عسى الله يجعلنا ممن يدخلون الجنه بدون حساب .

    -------------------
    لا عز لنا إلا بالإسلام
    -------------------
    *** لطفا الرد من النساء فقط
    -------------

مواضيع مشابهه

  1. الحنة.. الحنة.. الحنة.. إلحقونى محتاجتكم
    بواسطة شـــــــــمس91 في العناية بالشعر وتصفيفة - تسريحات, عروس, قصات, صبغة
    الردود: 4
    اخر موضوع: 11-03-2007, 02:46 PM
  2. شهد الجنة..........الملتقى الجنة(باذن اللله).....مفاجاة للقمر...
    بواسطة الشذى الفواح في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 16
    اخر موضوع: 11-07-2006, 06:10 PM
  3. هلموا الي رحاب الجنة مع الشيخ نبيل العوضي... من اروع ماسمعت في وصف الجنة
    بواسطة شمالية غربية في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 8
    اخر موضوع: 28-01-2003, 10:19 AM
  4. الردود: 5
    اخر موضوع: 18-12-2002, 07:10 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ