بسم الله الرحمن الرحيم
-------------------
وبعد أن غرقت الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الماضي في بحر من الدم ...
وبعد هذه الخسائر النفسية والمادية الكبيرة جدا ..
هل لنا أن نقف وقفة المتعقل مع الأحداث الدامية هذه بعيدا عن العواطف التي جرت الكثير من الشباب إلى تأييد هذا العمل تأييداً كاملا ؟
يا ترى ما موقف الشرع من هذا العمل البشع ؟
هل المصلحة الشرعية تؤيد مثل هذا العمل ؟
أرجو من الإخوة وضع العاطفة على قائمة الإنتظار قبل قراءة هذا المقال ..
وسوف نجمل هذا البحث في نقاط رئيسية هي كالتالي :
أولاً : نحن نبغض الولايات المتحدة الأمريكية وكل دول الكفر التي تعادي الإسلام ليلاً ونهاراً وهذه قاعدة يتفق عليها المسلمون أجمع . ونسأل الله عز وجل أن ينتقم منهم جميعا .
ثانياً: أباح لنا الشرع أن نقاتل الكفار ولكن ضوابط الشرع التي رسخها النبي صلى الله عليه وسلم تدعو إلى قتال المحاربين ومن رفع السلاح وليس قتل الأبرياء .
ثالثاً : ما فعله هؤلاء الذين يمكن أن نطلق عليهم إنتحاريين هو عمل مخالف للشرع بكل مقاييسه . ولا إخال هؤلاء إلا ممن تأثر بحماس الأغبياء الذي يورد مهالك الردى .
رابعاً : كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده يوصون قائد الجيش أن لا يقتل النساء والأطفال والشيوخ ، فما بالك بهذا العدد الغفير من الأبرياء - ومنهم المسلمون - الذين راحوا ضحية لهذا الهجوم البشع .
خامساً : العقل المنقاد للشرع هو الذي يعرف عواقب الأمور وما يؤول إليه الحال ، فيا ترى هل هذا انتصار على الكفار ؟
الجواب : لا وألف لا لأن النتيجة سوف تكون عكسية تماماً وقد بدت بوادر الضرر لمسلمي أمريكا وكندا وهولندا وغيرها وسوف يعرف هؤلاء الحمقى والذين أقدموا على هذا الفعل أن الضرر سيرجع بالدرجة الكبرى على المسلمين .
وتأكيدا لما ذكرته إليكم كلام الشيخ صالح اللحيدان والذي نشرته جريدة عكاظ :
أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ صالح اللحيدان ان الاسلام يحرم الاعتداء على البريء كما أن الشريعة الاسلامية لا تحل سفك الدماء إلا بحق شرعي كما لا يجوز سفك الدماء بالجملة. وقال فضيلة الشيخ صالح اللحيدان في حديث لـ(عكاظ) حول التفجيرات التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا وأودت بحياة الآلاف من المدنيين ان قتل الأبرياء من كبائر الذنوب وفظائع الجرائم. وأضاف ان ما حدث في امريكا هو عمل اجرامي خطير ولا يقره الدين الإسلامي بأي حال من الأحوال ولا يصح لأحد أن يستحسنه.أن يقوموا بظلم هؤلاء وخصوصا انهم لم يعتدوا ولم يرتكبوا أفعالا خطيرة.وقال ان ماحدث في امريكا وشاهدناه في الصور التلفزيونية عمل بشع خطير لا يرتضيه الدين الاسلامي
إضغط هنا لقراءة المقال في موقع الجريدةhttp://www.okaz.com.sa/OKAZ/DATA/2001/9/14/Art_5.XML
فهذا العمل - الذي قام به إناس غسلت عقولهم وزين لهم شيطانهم أن هذا من الجهاد الإسلامي - عمل بشع وجريمة نكراء يستنكرها كل من عرف قواعد الشرع وأمعن نظره في نصوصه وخلع من عينه حجب العاطفة الجامحة التي لا تنضبط بالشرع .
وهذه دعوة مني إلى كل من أيد هذا العمل أن يستغفر ربه وأن يتوب إليه وأن يفكر بعقل الشرع لا بعقل العاطفة ..
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
الروابط المفضلة