الرسالة الرمضانية الثامنة عشر : احذر فتن ما قبل العشر

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ...أحبتي في الله ..
قال تعالى :" ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "
قال تعالى :" وكذلك جعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا "
... الفتن لابد منها ، فتنة الاختلاط بالناس ، فتنة الدنيا القائمة في قلوبنا ، فتنة أحداث الساعة والانجذاب لها .
وكل منها يزيغ القلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " حتى لا يزيغ قلب إن أزاغه إلا هي " أي الدنيا .

وبمجرد أن يلتفت القلب تجد آثار الزيغ " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين "

فعلينا أن نتصبر هذه الايام في مواجهة هذه الفتن ، فحذار من فتن ما قبل العشر ، فالشيطان يريد ان يدخلك مكبلا بهموم وغموم ومشاكل .
يشعرك بأن رمضان ضاع .

يشعرك أنك غير مقبول وأنك قلبيل الرفض لا هابيل القبول : " فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر "

يشعرك بأن ذنوبك ستظل آثارها ، وأنك لم توفق للمغفرة " أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم "

فالواجب العملي :

(1) فوض أمرك لربك واسأله التثبيت والإعانة .

(2) أحسن ظنك بربك وقل : هو أهل التقوى وأهل المغفرة وإن كنت أنا حتى أسوأ خلق الله ، فهذا شأني ، لكن ربي أرحم بي من ابي وأمي .

(3) عليك بالتضرع لتتأهب للعشر بقلب جديد عسى أن تزال القسوة " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا "
وقل :
يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما إني عبدك ببابك ، ذليلك ببابك ، أسيرك ببابك ، مسكينك ببابك ، ضيفك ببابك ، عبدك العاصي ببابك يا غياث المستغيثين ، مهمومك ببابك يا كاشف كرب المكروبين .
إلهي ..
أنت الغافر وأنا المسيء وهل يرحم المسيء إلا الغافر ؟؟؟

هاني حلمي
( 18 رمضان 1433 هـ )