الرسالة الرمضانية الثامنة : ماذا أصنع مع قلبي ؟
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
يسألني الكثيرون :
ماذا أصنع مع هذا القلب الذي لا يلين ؟؟ أو إذا لان أحيانا لا يستقيم ؟؟ تعبت من حال قلبي !! دلني فأنا اشعر أن رمضان يتفلت مني ويضيع ، وأخشى عقوبات " رغم أنف " " بَعُد " من أدرك رمضان ولم يغفر له فيه ؟؟
وأنا أجيبك :
نحن الآن في مرحلة " غسيل القلوب " فلا تتعجل قطف الثمار ، فالملبس إذا اتسخ لا يُطيب قبل أن يُغسل .
(1) وعلى ذلك فأوصيك ونفسي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اغسل حوبتي .. واسلل سخائم صدري " أي اغسل قلبي من اثر الذنوب ، وانزع من صدري الآفات من غل وحقد وحسد ونحوها مما يفسد القلب .
(2) أفضل ما يُصلح القلب تدبر القرآن ، فاهتم بقراءة التفاسير في رمضان ، وتأمل الآيات " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
(3) حاول زيارة قبر أو مستشفى خلال يومي الجمعة والسبت فعسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، فهذه الزيارات لها مفعول قوي في " ذكرى الدار " ونفض الدنيا عن القلب .
(4) أكثر من الاستغفار ، واليوم تحرى ساعة الإجابة بالاعتكاف بين العصر والمغرب ، وحاول أن تستغفر كثيرا مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنها تصقل القلب وتطيبه كما قال صلى الله عليه وسلم : " فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه " أي جلي من الصدأ .
(5) أوصيك اليوم بالتبكير للجمعة والاغتسال قبلها ، والقرب من الإمام ، وعمارة اليوم بالذكر والدعاء ، فلعلك تقبل ، فيحيا قلبك .
خذها وصية جامعة :
إنما مراد الله منك قلبك ، فاهتم بعمارته وإصلاحه ، ودع عنك شكل الأعمال وكثرتها في الظاهر فالمهم أثرها عليك

هاني حلمي
(8 رمضان 1433 هـ )