كيف كان حال العالم قبل مولد النبي ﷺ ؟

كانت تسيطر عليه إمبراطوريتان عظيمتان هما الفرس والروم، استعمرت على أغلب الأرض بالظلم والإستبداد ، اختفى الحق والعدل والإنسانية ، كانت الروم شديدة الظلم لشعوبها أضعاف ما نراه من ظلم في عصرنا الحالي ،كان هناك تفاوت طبقي رهيب وصراع غير متكافئ بين الطبقة العليا وبين طبقات الشعوب المعدمة والفقيرة . أما الفرس فلم تكن أفضل من الروم فلم يشهد العالم نظام طبقي عنصري كالفرس حيث لم يكن للإنسان في ذاك الوقت أي قيمة . أما أوروبا فلم تشهد فترة أسوأ في الجهل والأمية والحروب الدامية كتلك الفترة من القرن السادس الميلادي.


******

كيف كان حال الجزيرة العربية قبل مولد النبيﷺ ؟

الوضع في ذاك الوقت عبارة عن قبائل متناحرة متصارعة ، فيها من الكراهية ما فيها ، وقطع الطرق ، والظلم ، انتشر وأد البنات ، كانت الوثنية تخيم على الجزيرة العربية .


******


كيف كان حال مكة قبل مولد النبي ﷺ ؟

كانت مكة مركز التجارة العالمي ، لا طريق للتجارة إلا عن طريق مكة ، فقد كانت تجارة بلاد فارس تأتى من الشرق إلى بلاد الشام عن طريق تجار قريش ، وهذه هي رحلة الشتاء و الصيف . كانت قريش تعقد الأحلاف مع القبائل ، فقد وضعت فوق الكعبة ٣٦٠ صنم بعدد قبائل الجزيرة العربية إرضاءا لتلك القبائل حتى تؤمن لقريش طرق التجارة ، أيضاً كانت مكة مركز ديني لوجود الكعبة المشرفة بها ، و مركز إقتصادي و مركز ثقافي لوجود سوق عكاظ ، و مركز سياسي لوجود دار الندوة الذي كان يجتمع فيه قادة القبائل لإتخاذ القرارت بالتشاور بينهم . أيضاً كانت مكة من أكثر البلدان أماناً فقد متن الله عليهم بقوله ( أولم نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.


******


مولد نبينا ﷺ :

ولد النبي ﷺ عام الفيل قيل أنه ولد بعد حادثة الفيل بـ ٥٠ يوما في صبيحة يوم الإثنين ١٢ من ربيع الأول الموافق ٢٠ أبريل سنة ٥٧١ ميلادي . لما ولدته أمه ( آمنة بنت وهب ) رأت نوراً يخرج منها حتى أضاء قصور الشام ،و قيل أن النبي ﷺ ولد ساجداً . لما علم جده عبد المطلب بخبر مولده سُرَّ بذلك و دخل به الكعبة و سماه مُحَمَّدَاً ، وعمل له عقيقة جمع لها أشراف قريش ، فلما سألوه عن سبب تسميته له وكيف أنه ترك أسماء أبائه و أجداده ؟ أجابهم : أحببت أن يُحمد فى الأرض من أهل الأرض ، و يُحمد فى السماء من أهل السماء" . و كلمة "مُحَمَّد" تعنى فى المعاجم العربية "المرء الذى يظل الناس يحمدونه على حسن فعله و قوله" . أي أنه يُحمد و يُحمد و يُحمد و من كثرة أفعاله الحسنة صار مُحَمَّد .



******

نسبه ﷺ :

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان و عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
▪️ تزوج عبدالله من آمنه ، وبعد شهر من الزواج خرج في تجارة إلى الشام ، ولم يعلم أن زوجته حامل ! ، ولما رجع من الشام أراد أن يزور أخواله بنو النجار في المدينة، فلما دخل عليهم أُصيب بمرض واشتد عليه حتى توفي و دفن بالمدينة.
▪️ لم تكن أسرة النبي ﷺ غنية ، بل كانت تميل إلى الفقر .



******

صفات النبي ﷺ الخَلقية :

كان وجه النبي ﷺ مستديراً ، أبيض تشوبه حُمره ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، جسمه متناسق ،شعره أسود،كثيف اللحية .
▪️ كان من عادة قريش أن ترسل أبنائها للصحراء حتى يشُبّ الولد فصيح اللسان، شجاعاً ، قوي البنية .
▪️ كانت نساء البادية تأتين لمكة لإرضاع أبناء قبائل مكة ، و يحرصن على اختيار من كان له أب غنيّ على قيد الحياة حتى ينلن الهدايا منه. لكن النبيﷺ كان يتيماً فقيرا لهذا تركوه حتى لم يبق من الأطفال غيره ، فما بقيت واحدة منهن إلا أخذت طفلاً وكان من بينهن حليمة السعدية التي لم تجد سوى محمدﷺ، فامتنعت عن أخذه لأنه يتيم الأب ، ولكنها كرهت أن ترجع من غير رضيع مما جعلها تأخذه إذ لا يوجد سواه. فلما أخذته وجدت من بركته ﷺ شيئاً كثيراً، فمكث ﷺ في بني سعد سنتين مدة الرضاعة. ثم ذهبت به حليمة إلى أمه لتطلب منها أن يبقى عندها مدة أخرى لما وجدته من بركتهﷺ .



******

حادثة شق الصدر :

لما بلغ النبيﷺ الخامسة من عمره وقعت حادثة شق الصدر. فقد جاء جبريل إلى محمدﷺ وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وصرعه وشق صدره واستخرج قلبه واستخرج منه علقة ، فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده كما كان.فلما علمت حليمة بهذه الحادثة خافت عليه فأرجعته إلى أمه.


******

وفاة آمنة بنت وهب أم النبي ﷺ :

بقي النبيﷺ عند أمه حتى بلغ ٦ سنوات ، حينها قررت أمه أصطحابه مع حاضنته أم أيمن للمدينة لزيارة بنو النجار ، وزيارة قبر زوجها. ذاق ﷺ مرارة اليُتم عندما رأى قبر أبيه ، لكنه ذاق أضعاف تلك المرارة في طريق عودتهم إلى مكة في مكان يسمى " الأبواء " حينما سقطت أمه الحنون على الأرض وفارقت الحياة أمام عينيه ، و حفر قبرها بنفسه مع أم أيمن ودفنت هناك ، لكنه أمر الله .
▪️ بعد وفاة أمه بقي ﷺ في كفالة جدِّه عبد المطلب حتى بلغ الثامنة من عمره، فتوفي جده وقبل وفاته أوصى عمَّه أبا طالب بكفالتهﷺ ، لأنه يعلم مدى حُبَّ أبي طالب لمحمد ﷺ
▪️احتضنه عمه أبو طالب مع أبنائه العشر ، حيث كانت تربيه فاطمة زوجة أبو طالب وكان النبي ﷺ يحبها حباً شديداً .
▪️لأن النبي ﷺ يعلم أن عمه أبو طالب فقير وحتى يعتمد على نفسه ، طلب منه أن يعمل في رعي الأغنام ، ثم في التجارة.


******

حرب الفجار :

لما بلغ النبي ﷺ سن ١٥ ، قامت حرب بين قريش وقبيلة قيس سميت بـ " حرب الفجار " لانتهاك المحارم بينهم في الأشهر الحرم ولما قطعوا فيه من الصلات والأرحام بينهم، وقد شارك فيها النبيﷺ ، حينما كان ينبل على عمومته؛ أي يجهز لهم النبل للرمي .



******

حلف الفضول :

وعلى أثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذى القعدة حين تداعت إليه قبائل من قريش‏، فاجتمعوا في دار عبد الله بن جُدْعان التيمى؛ لسنِّه وشرفه، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته، وشهد هذا الحلف رسول اللهﷺ، وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة‏:‏
‏(‏لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت‏)‏‏.‏



المصدر :
تلخيص و ترتيب لدروس شيخنا الفاضل الدكتور / بدر بن نادر المشاري فيما يتعلق بالسيرة النبوية في برنامج ( مع الرسول ) على قناة بداية الفضائية
بــقلم / حـمــامـة مــكــة

بارك الله فيك غاليتي
وجعله الله في ميزان حسناتك
موضوع قيم