ملخص الشريط الثاني من سلسلة الدار الآخرة
للشيخ محمد حسين يعقوب
_____________________
فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله
اللهم وأجمعنا في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك
اللهم وأجمعنا على حوض النبي محمد فشفعه فينا كما آمنا به ولم نره
أحبتي في الله ألتقي بكم الليلة والشوق قد أبلغني جهدي
وآه لعمر بن الخطاب حين كان يخطر على باله أخاه في ليلة من الليالي فيقول : ما أطولها من ليلة متى يطلع الصبح
فإذا أصبح غدا إليه وأعتنقه وقال إني أحبك في الله
أحبتي في الله نلتقي الليلة مع أول باب من أبواب الآخرة بعد أن مات الإنسان ووضع في قبره
سنترك المقبور إما في روضة وإما في حفرة
سنترك المقبور لنبقى مع حالنا الآن
ماذا ننتظر بعد الموت وبعد القبر؟
إننا في هذه الأيام وفي وجه أخص نعيش أشراط الساعة
وفي مدة هذا الأسبوع المنصرم أجمع العلامات الصغرى ولاحظت أن معظم العلامات الصغرى وإن لم يكن كلها قد ظهر في عصرنا هذا
وقلت (إنا لله وإنا إليه راجعون) لم نعد ننتظر إلا خروج المسيخ الدجال
نبدأ منذ الليلة الكلام عن اليوم الآخر:
ما أعجب أحواله وما أصعب أهواله
ذكر القيامة أزعج المتقين، خوف العرض على الله أقلق المذنبين ، يوم الحساب أبكى العابدين، فمالي أرى قلوبكم قد قست فلا تلين
اللهم لين قلوبنا
عون بن عبد الله كان يناجي ربه في الليل فيقول:
ويحي كيف أغفل ولا يُغفل عني
ويحي أم كيف تهنئني معيشتي واليوم الثقيل ورائي
ويحي كيف لا يطول حزني ولا أدري ما فعل في ذنبي
ويحي كيف أؤخر عملي ولا أعلم متى أجلي
ويحي كيف يشتد عجبي بالدنيا وليست بداري
ويحي فأجمع لها وفي غيرها قراري
ويحي كيف تعظم رغبتي في الدنيا والقليل منها يكفيني
ويحي كيف آمن فيها ولا يدوم فيها حالي
ويحي كيف يشتد حرصي عليها ولا ينفعني ما تركت منها بعدي
ويحي كيف أوثرها وقد ضرت من آثرها من قبلي
ويحي كيف لا أفك نفسي من قبل أن يغلق رهني
ويحي وويح نفسي
اليقين في الآخرة يغلب همه عليها
ينبغي أن يكون هم الآخرة هو الهم الأول والأوسط والأخير فإذا كان ذلك كذلك سيرت إلى الله على الصراط المستقيم
انظر إلى أول لقاء تلقى فيه ربك فتقف بين يديه
انظر إلى نفسك الآن
أتحب لقاء الله أم تكره لقائه؟
إذا وقفت الآن بحالك هذا؟ بذنوبك هذه؟ بمعاصيك تلك؟
كيف تقف بين يدي الله؟ فيعاتبك الله
إنني والله أخشى إن وقفت بين يدي الله أن يقول لي:
أفٍ لك من شيخ
يارب أرجو رحمتك فلا تخيب فيك رجائي
ولكن الرجاء لابد له من عمل حقيقي تقبل به على الله
قال تعالى (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
يا غافلًا عن القيامة ستدري بمن تقع الندامة
يا معرضًا عن الاستقامة أين وجه السلامة
يا مبنيًا بالقدرة سيندثر بنائك
يا مستأنسًا بداره ستخلو منك أوطانك
يا كثير الخطايا سيخف ميزانك
يا مشغولًا بلهوه سينشر ديوانك
يا أعجميّ الفهم متى تفهم
أتعادي النصيحة وتوالي الأرقم
تؤثر على طاعة الله كسب درهم
تفرح بالذنب وعقوبته جهنم
ستعلم والله غدًا حالك
ستعلم ستعلم ستعلم
سترى من يبكي ومن يندم
إذا جثا الخليل إبراهيم وتزلزل بن مريم
يا عاشق الدنيا كم أنت متيم
يا من إذا خطرت له معصية صمم
ما فعلُك فعل من يريد ُ أن يسلم
ما للفلاح عليك علامة والله أعلم
إن كان سمعك فقل لي وتكلم
أخي الشاب أيها المثخن نفسه بجراحات الشاب
حسبك ما مضى فقد سودت الكتاب
أبعد الشيب وعظ أو زجر أو عتاب
هيهات تفرقت وصل الوصل وتقطعت الأسباب
إن الناس في عصرنا نسوا الله ومن ثم أن هناك قيامة وأن هناك عذاب
كم حسرة في يوم الحسرة
اللهم قربنا إلى رحمتك وقرب رحمتك منا
اللهم اجعلنا من أهل الحسنى وزيادة
إخواني أحسنوا الرجوع إلى الله
القيامة القيامة
يوم يجعل الولدان شيبا
يوم لا كالأيام، ساعة لا كالساعات
تعالى أجمع لك أساميه لتعرف ما فيه:
يوم الحسرة يوم الندامة يوم المحاسبة يوم المسألة يوم المسابقة يوم المناقشة يوم المنافسة يوم الزلزلة يوم الدمدمة يوم الصاعقة يوم الواقعة يوم القارعة يوم الراجفة يوم الرادفة يوم الغاشية يوم الداهية يوم الآزفة يوم الحاقة يوم الطامة يوم الصاخة يوم القيامة يوم التلاق يوم الفراق يوم المساق يوم القصاص يوم التناد يوم الحساب يوم المئاب يوم العذاب يوم الخلاص يوم اللقاء يوم البقاء يوم القضاء يوم الجزاء يوم البكاء يوم الحشر يوم الوعيد يوم العرض يوم الوزن يوم الحق يوم الحكم يوم الفصل يوم الجمع يوم البعث يوم الفتح يوم الخزي يوم عظيم يوم عقيم يوم عسير يوم الدين يوم اليقين يوم النشور يوم المصير يوم النفخة يوم الصيحة يوم الرجفة يوم الرجة يوم الزجرة يوم السكرة يوم الفزع يوم المنتهى يوم الجزع يوم المأوى يوم الميقات يوم المرصاد يوم الميعاد يوم القلق يوم العرق يوم الافتقار يوم الانكسار يوم الانكدار يوم الانتشار يوم الانشقاق يوم الوقوف يوم الخروج يوم الخلود يوم التغابن
يوم القيامة يوم عبوس يوم معلوم يوم مشهود يوم الساعة يوم لا ريب فيه
يوم القيامة يوم تبل السرائر
يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا
يوم تشخص فيه الأبصار
يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا
يوم الفضيحة الكبرى
يومٌ ..يوم يدعون إلى نار جهنم دعا
يوم تقلب وجوههم في النار
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه
يومٌ لا مرد له من الله
يوم هم بارزون
يوم ترد المعاذير
يوم تبلى السرائر
يوم تظهر الضمائر
يوم تكشف الأستار
يوم تخشع الأبصار
يوم يقل الالتفات
يوم تبرز الخطيات
يوم تظهر الخفيات
يوم يساق العباد ومعهم الشهود والأشهاد
يوم يشيب الصغير ويسكر الكبير
يوم القيامة
يوم يعاتبك الله
يوم يوبخك العظيم فيقول يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
ما غرك؟
ما غرك بربك الكريم ؟
حيث أغلقت الأبواب وأرخيت الستور
يوم استترت عن الخلائق فاقترفت الفجور
يوم تشهد عليك جوارحك
فالويل كل الويل للغافلين
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ)
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ)
(يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)
من أجل هذا نذكر القيامة
نخشى أن تطلع علينا القيامة الآن فنحشر
فإذا حشرنا فليس هناك وعظ إنما هو الحساب
تعالى لنعلم ما هو اعتقاد الموحد في الآخرة؟
يقوم على ثلاثة سوق
1_ أن تعلم يقينًا أن الساعة آتية لا ريب فيها ، ومن أيقن بهذا استقام واتبع فما غفل
2- لا يعلم قيام الساعة إلا الله
3-أن الساعة هي قريب وتأتي بغتة
والمؤمن الموحد بيقينه في الآخرة يستروح من سجن الدنيا
فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فإذا ضاقت عليه الدنيا تذكر الآخرة فانشرح صدره واستنار قلبه واطمأن عقله وهدأت نفسه وقام يقول (الحمد لله أن لنا يومًا آخر نعوض لنا فيه عن الدنيا)
ُروي بعض السلف في المنام وكان قد صام أربعين سنة لم يفطر إلا الفطر والأضحى (افطر ما حرم صيامه وصام ما أبيح صيامه) ولما روي في المنام بعد موته قيل له : ما فعل ربك بك بعد موتك، قال:رفعني وأكرمني وأباح لي الجنة بما فيها وقال لي : كل يا من لم يأكل واشرب يا من لم يشرب
والله لو لم تكن لنا آخرة لقاتلنا البشر لكي نحصل لذات الدنيا ولكن لأننا نطمع في الآخرة صارت الدنيا عندنا لا قيمة لها فتركناها لهم
كما قال الحسن البصري :
إذا رأيت الرجل ينافسك في الآخرة فنافسه فيها ، وإذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فألقها في نحره
قال تعالى :
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴿42﴾ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ﴿43﴾ إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ﴿44﴾ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ﴿45﴾ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)
قال تعالى:
(نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا)
انظر يا مغرور يوم ترى الساعة ستكون الستون سنة ساعة ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
عاش حياته بالطول ولعرض 60 سنة ثم يوم القيامة يقسم أنها كانت ساعة لذلك لما أخبر الله المؤمنين بذلك جعلوا الدنيا تحت الأقدام ،فأثمر الإيمان في قلوبهم فخامة الآخرة وحقارة الدنيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها " [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].
(ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً أو متعلماً (
اللهم اجعلنا هؤلاء الأربعة
وما والاه:وما والى الذكر أو والى الله
الرسول يؤثر الحصير في جنبه
لو جبنا لكم حصير في المسجد زى اللي كان الرسول بينام عليه متقدرش تقعد عليه تقول عاوزين نجمع تبرعات علشان نفرش موكيت
لما نام يوما على فراشه فوجده وطيئا (بقى طري ) فنومه ولم يقم الليل فلما استيقظ لصلاة الصبح
قال : ماذا صنعتم بفراشي هذا ؟
قالت: يا رسول الله إنما طويته لك ليكون ألين تحت جنبك
فقال:ردوه إلى ما كان عليه فقد منعني وردي البارحة
ينبغي أن تأخذ من دنياك لآخرتك
الروابط المفضلة