انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: القرآن الكريم من التدبر إلى التأثر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الردود
    143
    الجنس

    القرآن الكريم من التدبر إلى التأثر

    القرآن الكريم نور البصائر وهداية العقول وطمأنينة القلوب وشفاء النفوس ولكي يحقق القرآن في الأفراد أثاره ويؤتي في الأمة ثماره فإنه لابد من أمرين أساسيين : حسن الفهم له وقوة اليقين به .

    · أولا : حسن الفهم

    الفهم الصائب أساس العمل الصالح ، وإذا لم يتحقق حسن الفهم فإنه لا مناص من أمرين : الحيرة والاضطراب وعدم العمل ، أو العمل على أساس منحرف أو مختل لا يوصل إلى الغاية المنشودة والنهاية المحمودة ، قال ابن تيمية :" حاجة الأمة ماسة إلى فهم القرآن ." . وكي نصل إلى حسن الفهم علينا بهذه الخطوات :

    1. حسن الصلة : كيف يفهم القرآن من يهجره ولا يقرؤه ؟ ، وأنّى لمن ترك تلاوته والاستماع إليه أن يفقهه ، ومن هنا لابد من :

    · كثرة التلاوة : وهو أمر رباني قال تعالى ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت ان أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن ) ( النمل : 91-92)

    · تجويد التلاوة : بمعرفة الأداء الصحيح بالتلقي والمشافهة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة " .

    · حسن التلاوة : وفي ذلك قوله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا ) (المزمل :4) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ".

    · الإنصات للتلاوة : وقد قال تعالى: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ( الأعراف : 204)

    · التأني في التلاوة : وقد ورد في حديث ابن مسعود رضي الله عنه :" لا تهذوا القرآن هذّا كهذّ الشعر ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ".



    2. حسن التدبر : والمراد بالتدبر تفهم المعاني وتدبر المقاصد ليحصل الاتعاظ ويقع العمل ، وهو أمر مهم جعله الله مقصدا أساسيا لنزول القرآن فقال :" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) ( ص: 29) ، ومدح الحق جل وعلا من تدبر وانتفع ، فذكر من صفات عباد الرحمن : ( والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما عميانا )( الفرقان :73) ، وذم الله عز وجل من ترك التدبر فقال :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ( محمد : 24) ، والتدبر من النصح لكتاب الله الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي سياق معنى النصح لكتاب الله عدّ النووي التدبر من ضمنه فقال :" والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله".



    وحسن الصلة معين على التدبر ، فهذا ابن كثير يقول في الترتيل : " المطلوب شرعا إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه " ، والنووي يقول :" الترتيل مستحب للتدبر وغيره " ، فمن أدام الصلة بالقرآن تلاوة وتجويدا وتحسينا ..)، قال ابن باز عن قارئ القرآن :" ينبغي له أن لا يتعجل ، وأن، يطمئن في قراءته ، وأن ، يرتل .. المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته ، وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل " ، والعكس صحيح فالقراءة السريعة بعيدة كل البعد عن التدبر كما قال القرطبي :" لا يصح التدبر مع الهذّ ".



    والاستماع الواعي له أعظم الأثر في التدبر والتأثر ، وقد كان الفاروق رضي الله عنه يقول لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :" يا أبا موسى ذكرنا ربنا ، فيقرأ وهم يسمعون ويبكون ".



    وهذا أعظم تأثيرا في القلب كما قال ابن القيم :" فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن والتدبر ".



    وقد جمع الأمران ( حسن الصلة والتدبر ) في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ".



    · ثانيا : قوة اليقين :

    لابد من الاعتقاد الجازم بكل ما في القرآن من الأخبار والحقائق ، وبسلامة وكمال ما فيه من الأحكام والشرائع ، وصدق ما فيه من الوعد والوعيد ، والتسليم بما فيه من الحكم والسنن وذلك كله بيقين راسخ يقتنع به العقل ، ويطمئن به القلب في سائر الأماكن والأزمان ، وفي كل الظروف والأحوال .



    وأبرز ما ينبغي الإيمان واليقين به كبريات الحقائق المتصلة بالقرآن ومنها :

    أ – الكمال المطلق : اليقين بأن ما في القرآن من العقائد والشرائع والأحكام والآداب هو الكمال الذي لا نقص فيه ، وهو الذي تتحقق به السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة ، وهو يلبي الاحتياجات ، ويحل المشكلات ، ويعالج المستجدات ، فالله جل وعلا قال :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"(المائدة : 3) ، وفي كل ميدان ومجال نجد القرآن يقدم الأكمل والأمثل والأفضل "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " ( الإسراء :9)

    ب- الشمول التام : فاليقين لابد أن يكون جازما بأن القرآن شامل شمولا عاما ، فهو بالنسبة للفرد يخاطب عقله وروحه وجوارحه ، وهو لا يقتصر على العناية بشأن الآخرة دون شأن الدنيا ، ولا ينحصر في شعائر العبادة دون تنظيم شؤون المعاملات ، وإحكام نظام القضاء والمرافعات ، وأسس السياسة وقواعد الاجتماع إلى جميع شؤون الحياة ، كما قال تعالى : " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء " ( النحل : 89) ، وقال جل وعلا :" ما فرطنا في الكتاب من شيء " ( الأنعام : 38) .

    ج- السنن الماضية : واليقين بأن ما في القرآن من السنن الإلهية التي فيها ذكر أساب القوة والضعف ، والنهوض والسقوط ، والصلاح والفساد أنها كما أخبر الله بها لا تتغير ولا تتبدل :" فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا " ( فاطر : 43) ، وهذه السنن هي المنطلقات الأساسية في معرفة الأحداث وتحليل النتائج كما في قوله تعالى :" إن الله لا يصلح عمل المفسدين " ( يونس :81) وقوله :" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( الرعد : 11) .



    وإذا وجد حسن الفهم ، وقوة اليقين تحققت البداية الصحيحة للانطلاقة الإيجابية لتغيير واقع الأمة وتربية نشئها وصناعة أجيالها .


    .................................................. ................
    أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

    د. علي بن عمر بادحدح

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    جارالحرم ...
    الردود
    941
    الجنس
    ذكر

    جزيت خيرا

    أخى vip

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الردود
    627
    الجنس
    رجل
    بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الردود
    143
    الجنس
    جزاكما الله خيرا

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 19
    اخر موضوع: 27-11-2012, 12:04 PM
  2. الردود: 14
    اخر موضوع: 18-02-2011, 11:49 PM
  3. معا نقرأ ونختم القرآن الكريم..مع التدبر والتفسير
    بواسطة yasmine_ 2006 في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 116
    اخر موضوع: 20-09-2009, 09:11 AM
  4. الردود: 0
    اخر موضوع: 03-01-2008, 01:00 AM
  5. تدبر القرأن و التأثر به
    بواسطة rumah في روضة السعداء
    الردود: 6
    اخر موضوع: 18-01-2005, 02:01 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ