انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: فُرَصٌ ومواسم، لكن أينَ المغتنمونَ؟! أينَ المستثمرونَ؟!!ماذا بعد رمضان والثبات بعد رم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الردود
    1,167
    الجنس
    أنثى

    فُرَصٌ ومواسم، لكن أينَ المغتنمونَ؟! أينَ المستثمرونَ؟!!ماذا بعد رمضان والثبات بعد رم

    فُرَصٌ ومواسم، لكن أينَ المغتنمونَ؟! أينَ المستثمرونَ؟!ماذا بعد رمضان والثبات بعد رمضان
    أيهَا المسلمُ المباركُ:


    ماذا بعد رمضان والثبات بعد رمضان للشيخ محمد حسين يعقوب






    تخيَّلْ تاجرًا جمعَ أموالاً وعقارًا ودُنيا، وهوَ في جَمعِهَا مُجِدٌّ ومجتهدٌ ناصبٌ، ثم لَمَّا بلغَ قمَّةَ الهرم واستوفى العِزَّةَ والجاهَ والنوال، فتحَ الخزائنَ للسُّرَّاق، وتركَهَا للقوارض والعوادي دونمَا حِفظٍ أو حِراسةٍ أو مُلازمةٍ، إذًا تضيع أموالُه وأملاكُه التي رَبِحها؛ لأنَّه ما حافظَ عليها.
    فكذلكَ مَنِ اكتسبَ أعمالاً وطاعاتٍ وحسناتٍ في رمضان، إذا لم يحرُسَها بالاستقامةِ، ويلازمها بقفلِ المداومَةِ، ويَجْعَلْها في حِرْزِ الاستمرار، ضاعتْ وأصبحتْ هباءً منثورًا - عياذًا بالله.
    وهلْ عَلمتَ تاجرًا يشقُّ كيسَ دراهِمِه؟! فكذلكَ الصائمُ عِندما يشقُّ كِيسَ حسناتِهِ بالتفريطِ والتضييعِ، ولقدْ أَضاعَ رمضانَ أقوامٌ بمجرَّد زوالِ آخِرِ لحظةٍ منه، بعضُهُم استقبلَ العيدَ مودعًا لكلِّ خيرٍ ألفه، ولكلِّ عملٍ صالحٍ عَمِلَهُ، وبعضُهم ودَّعَ رمضانَ بالمعصيَة، أولئك الذينَ خَسِروا وخَابوا وربِّ البيت.
    فما بالُ الكثيرين أخذوا ينصرمونَ وينصرفونَ عن صالحِ الأعمالِ بعدَ انصراف رمضان؟! كثيرٌ من الناسِ الآنَ ضَعُفَ وغابَ عَنْ صيامِهِ وقراءتِه، وجِدِّه واجتهادِه.
    فمَا بالُ أقوامٍ يُقبلونَ في رمضانَ على الطاعةِ والبرِّ، فإذا انسلخَ رمضانُ انسلخوا مِنْ كُلِ شيءٍ؟! وبئسَ القومُ الذينَ لا يعرفونَ اللهَ إلاَّ في رمضان.
    أينَ الذين عمروا المساجدَ في رمضان، وازدحموا في ليلةِ سبعٍ وعشرين، وختم القرآن؟! أين الأصواتُ المدويةُ بتلاوةِ التالِين؟! أينَ الذينَ تكاثروا على المساجدِ والمراكزِ الخيرية؛ آداءً للزكاةِ، ودفعًا لصدقة الفِطرِ؟! هل زاغتْ عنهم الأبصارُ، أو تخطفهم طيورٌ مِنَ السماء، أم حلَّتْ بِهم قارعةٌ في الدِّيار، أم أصابتْهم نازلةٌ أقعدتْهم على الفُرُشِ، أم أصابتهم سِهامُ المنايا فجعلتهم جثثًا هامدةً؟!
    نعوذُ بالله مِنَ العمى بعدَ البصيرة، ومن الضلالِ بعد الهدى، وإنَّ تلْكُمْ لمأساةٌ كُبرى، وخسارةٌ عُظمى أنْ يبنيَ الإنسانُ ثم يهدم، وأَنْ يستبدلَ الذي هو أدْنى بالذي هو خيرٌ.
    فيا أيها الصائمونَ القائمون، الداعونَ المتصدِّقون في رمضان، لا ترجِعُوا بعدَ الجماعةِ في المسجدِ إلى الصلاةِ في البيوتِ فُرادَى، ولا بعدَ القيامِ مع الإمامِ في الصلاةِ إلى القيامِ على الشاشة، والسَّهَرِ الحرام.
    فحذارِ حذارِ مِنَ النُّكوصِ على الأعقابِ، حذارِ - يا عبد الله - بعدَ أَنْ كنتَ في عدادِ الطائعين، وحزبِ الرحمنِ المفلِحين، فأُسبِلَ عليكَ لباسُ العفو والغفران، أَنْ تخلَعهُ بالمعصيةِ فتكونَ من حِزْبِ الشيطان.
    إنَّنا نقولُ لِمنْ صاموا وقاموا وتصدَّقُوا، وصلُّوا العيدَ كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33]، لا تُبطلوا صيامَكم وقيامَكم، ودعاءَكُم وإنفاقَكُم في رمضان بتَرْكِ الطاعةِ فيما بعدَه، فكما أَنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيئات، فكذلكَ السيئاتُ تَقضِي على الحسنات.
    قال - تعالى -: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]، قال السُّديُّ - رحمه الله -: هذه امرأةٌ خرقاءُ كانت بمكة، كلَّما غزلتْ شيئًا نقضتْه بعد إبرامه، وقال مجاهدٌ وقتادةُ - عليهما رحمة الله -: هذا مَثَلٌ لِمَن نقض عهدَه بعد توكيده، وهذا القول أرجحُ وأظهر، سواءٌ كان بمكَّة امرأة تنقض غزلَها أم لا، وهذا مَثَل العمل الذي لا يكون له ثمرةٌ ولا نتيجة، إلاَّ التعب والنصب.
    فإيَّاكم عبادَ الله، أن تكونوا مِن القَوم الذين لا يعرفون الله إلاَّ في رمضان، ولا يرتادون المساجدَ إلاَّ في بعض الأحيان.
    قيل لبِشْر الحافي: إنَّ قومًا يتعبَّدون ويجتهدون في رمضان، فقال: بئس القومُ قومٌ لا يعرفون لله حقًّا إلاَّ في رمضان، إنَّ الصالح الذي يتعبَّد ويجتهد السَّنةَ كُلَّها، وسُئِل الشبليُّ - رحمه الله -: أيُّما أفضل؛ رجب، أو شعبان؟ فقال: كن ربانيًّا، ولا تكن شعبانيًّا.
    أبَعْدَ عمل الصالحات، وكسْب الحسنات في شهر رمضان؛ شهر البركات، ينقلب البعضُ على عَقبيه، فيعود إلى شهواتِه مرَّةً أخرى، فيعب منها عبًّا، وينغمس فيها انغماسًا، فلا يمضي عليه قليلٌ من الوقت حتى تتضاعفَ سيئاتُه، وتكثر أخطاؤه وخطاياه؟! فمِن الناس مَن يتركُ الصلاةَ ويهجر المساجد، ومنهم مَن يُطلق لشهواته العِنان، ويُفْسِح لها الميدان، ومنهم مَن يُمسِك عن فِعْل البر والإحسان، وقراءة القرآن، كأنَّ رمضان وحده هو شهر الطاعة والعبادة، وسجن المعصية والرذيلة، حتى إذا ما انتهى رمضانُ تحكَّمت في بعض الناس الرذائل وتولَّى قيادتَهم الشيطانُ، وما أولئك بالمؤمنين؛ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 2- 4].
    أيُّها التائبُ الآيب في رمضان، استمِرَّ على توبتك، وابكِ على ذنبك، هذا السكيرُ الذي استطاع أن يهجر الخمر ثلاثين يومًا وثلاثين ليلة، فزَكَا قلبُه، وامتلأ جيبُه، وصحَّ بدنُه، لماذا لا يواصلُ العيش بعد رمضان على هذا المنوال والمنهاج، وقد عُلِم بالتجرِبة والاختبار أنَّ هذا الهجرَ قد نفعَه ولم يضرَّه، وتيسَّر له ولم يتعسَّر عليه؟!
    وهذا المدخِّن الذي ترَكَ التدخين ثلاثين يومًا، فأراح صدرَه، وسكنت أعصابُه، وقويت شهيتُه، لماذا لا يستمرُّ صائمًا عنه ليله ونهاره، وقد رأى أنَّ في طاقته الاستغناءَ عنه، والحياةَ بدونه؟!
    واعلمْ أيُّها التائب، المقلع عن الذنب، النادم على التفريط، أنَّ مَن تَرَك لله شيئًا عوَّضَه الله خيرًا منه.

    عباد الله:
    لئن انتهى موسمُ رمضان، وانقضى موسمُ الدعاءِ والقيام، فبَين أيدِينا مواسمُ متعدِّدة، وفُرصٌ متوالية، بين أيدِينا موسمٌ يتكرَّرٌ في اليومِ واللَّيلةِ خمسَ مرَّات؛ الصلواتُ الخمس، فهلْ حافظْنا عليها؟ يقول - جلَّ ذِكْرُه -: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].

    وعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن حافَظَ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة، ومَن لم يحافظْ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاة، وكان يومَ القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبَيِّ بن خَلَف))؛ رواه أحمد والطبراني وابن حبان.
    وقال الفاروق عمر - رضي الله عنه -: "لا حظَّ في الإسلام لِمَن تَرَك الصلاة".
    ولئن انتهى قيامُ رمضان، فإنَّ القيام - بحمد لله - لا ينتهي، فهناك الوتر والتهجد، وقيام الليل قال - تعالى -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] ، ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((أفضلُ الصلاة بعدَ الفريضة صلاةُ اللَّيْل))؛ رواه مسلم.
    بين أيدِينا لحظاتُ الأسحار، حينَ يقومُ الإنسانُ الليلَ، بين أيدِينا ساعةُ الإجابةِ في ثلثِ اللَّيلِ الأخير، بين أيدينا موسمٌ أسبوعيٌّ، وهو صلاةُ الجمعة، وفيه ساعةٌ لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يسألُ الله شيئًا إلاَّ أعطاهُ إيَّاه.
    ولئن انتهى صيامُ رمضان، فإنَّ الصيام - بحمد الله - لا ينتهي، فبين أيدِينا صيامُ البيضِ، والاثنينِ والخميس؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الأعمال تُعرَض فيها على الله، وأُحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم))؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصحَّحه الألباني في "الإرواء"، وأوصى - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبا هريرة - رضي الله عنه - بصيام ثلاثةِ أيَّام مِن كلِّ شهر، وقال: ((صَومُ ثلاثةِ أيَّام من كلِّ شهر صومُ الدهر كلِّه))؛ متفق عليه.
    فُرَصٌ ومواسم، لكن أينَ المغتنمونَ؟! أينَ المستثمرونَ؟!

    عباد الله:
    وإنَّ مِنْ متابعةِ الإحسانِ بعدَ رمضان صيامَ السِّتِّ من شوال، ندبَنا إليها رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في صحيحِ مسلمٍ عَنْ أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ صامَ رمضانَ، وأتبعهُ ستًّا مِنْ شوالَ، كانَ كصيامِ الدَّهرِ كُلِّهِ))، ووجهُ ذلك أَنَّ الله يَجزي على الحسنةِ بعشرِ أمثالِهَا، فصيامُ رمضانَ مضاعفًا بعشرةِ شهورٍ، وصيامُ الستِّ بستينَ يومًا، فحصلَ منْ ذلِكُم أجرُ صيام سنةٍ كاملةٍ.

    ووقتُها في شوال، وهي مستحبةٌ وغيرُ واجبةٍ، ويصحُّ صَومُهَا متفرقةً في أوَّل الشهر ووسطه وآخره، والأَولى المبادرةُ بالقضاءِ قبلَ صيام الست؛ قال - تعالى -: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84].


    آخر مرة عدل بواسطة الثمال : 20-07-2015 في 12:35 AM

مواضيع مشابهه

  1. هلْ تعلم أينَ توضع ذنوبكّ وآنت في صلآتكّ ~‎
    بواسطة ملكة الاحسااااس في همسات بنات
    الردود: 4
    اخر موضوع: 02-01-2011, 09:00 PM
  2. طريقه اكيده ان شاء الله لجنس الجنين
    بواسطة ام فهد HASSAN في الحمل والولادة و الرضاعة
    الردود: 7
    اخر موضوع: 21-06-2008, 09:47 AM
  3. زيت لجوز الحلو
    بواسطة راحة القلوب في العناية بالجسم والبشرة والمكياج والعطورات
    الردود: 4
    اخر موضوع: 04-09-2006, 05:25 AM
  4. معاكم حالة شبه ميؤس منها...............
    بواسطة مشروع ولد فاشل في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 39
    اخر موضوع: 10-06-2005, 08:20 PM
  5. لحوس الزعتر
    بواسطة الورده الدهبيه في المقبلات والسلطات والشوربات والمشروبات
    الردود: 15
    اخر موضوع: 16-04-2005, 11:05 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ