( أطفالنا وصلاة التراويح )







بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( مروا أبناءكم بًالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)
الراوي:جد عمرو بن شعيب المحدث:الألباني المصدر:إرواء الغليل الجزء أو الصفحة:298 حكم المحدث:صحيح




لقد حرص الإسلام على تربية النشء منذ الصغر على الصلاة فهى عماد الدين
كما حرص على حضور المساجد والصلاة فيها بل والتبكير لإدراك تكبيرة الإحرام
فما كان هناك صحابى الا وتجد أولاده يصلون معه فى المسجد فكان امراً مُعتاداً. ولا يقبلون فيه بديل!! ويعاقبونهم اذا تأخروا عنها لأى سبب ما دام ليس بعذر شرعى..

• فهذاأحد الصحابة ممن شهد بدرا سأل ولده بعدما رجع إلى البيت : أصليت معنا ؟ فقال : نعم فقال له : هل أدركت التكبيرة الأولى فقال : لا فقال له : لما فاتك من التكبيرة الأولى خير لك من مائة ناقة .انظر كيف الصحابي يحبب لولده الصلاة ويرغبه في الحرص على التكبيرة الأولى !!
تأخر عمر بن عبدا لعزيز عن صلاة الجماعة في أحد الأيام فسأله معلمه :لم تأخرت ؟ فقال : كانت خادمتي ترجل شعري فأرسل المعلم إلى أبيه عبدا لعزيز ( وكان واليا على مصر ) يخبره بذلك فأرسل والد عمر رسولا إلى عمر فلم يكلمه حتى حلق شعر رأسه تدبر معي كيف غرس والد عمر أهمية الصلاة في نفس ولده عمر بان حلق الشعر الذي بسببه تأخر عن الصلاة ليبين له أن لا شيء ينبغي أن يؤخر المسلم عن الصلاة
_ فهل اقتديت بوالد عمر في ذلك فقلت لأولادك : لا تؤخركم المذاكرة ولا الدراسة ولا اللعب عن الصلاة فإذا تأخرتم بسبب شيء من ذلك فتربصوا العقاب وانتظروه .!!
أم أنَّنا أصبحا نُعاقبهم على ترك المذاكرة والتقصير فى الأمور الدنيوية ولم يَعُد فى بالنا وحسباننا الصلاة والمساجد؟؟!أم اننا أنفسنا تركنا الذهاب للمساجد وصلينا فى البيوت؟؟!! أم أننا تركنا الصلاة نفسها؟؟؟



صلاة الجماعة للأطفال وحضور المساجد ثواب له ولوالديه ففى الحديث:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ مَنْ الْقَوْمُ قَالُوا الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا فَقَالَتْ أَلِهَذَا حَجٌّ قَالَ نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ ) رواه مسلم
قال النووى فى شرح الحديث:
_فيه حُجة للشافعي ومالك وأحمد وجماهير العلماء أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان لا يجزيه عن حجة الإسلام ، بل يقع تطوعا ، وهذا الحديث صريح فيه.انتهى

أقول فقيسوا على هذا بقية العبادات وأهمها الصلاة .



الطفل المميز و الغير مميز:


_ يحرص كثير من الآباء على اصطحاب أطفالهم إلى المسجد لأداء الصلاة خصوصاً الجمعة؛ بهدف تعويدهم الصلاة وترغيبهم بارتياد المساجد، دون مراعاة صغر سنهم واحتياجاتهم الطفولية، فذاك ابن الرابعة سرعان ما يشعر بالملل من طول الخطبة أو الصلاة، وشقيقه الذي يصغره يبكي باستمرار طالبًا الرجوع إلى البيت، مما يشتت انتباه المصلين، ويعكر صفو الأجواء الإيمانية، ويرهق الأطفال وقد ينتزع رغبتهم في الصلاة
_ولذلك يفرق العلماء بين الطفل المميز و الغير مميز وها هى أقوالهم...
•السؤال: قرأت أنه لا حرج على الصبي فوق السابعة أن يصطف كباقي المصلين في الجماعة..فما حكم من دون السابعة ..هل يبطل الصلاة؟ كذا إن مر أمام المصلين في غير الجماعة هل يبطل الصلاة ؟
_ الجواب :الحمد لله أولا :
لا حرج على الصبي المميز أن يصف مع الجماعة ، بل ينبغي تعويده ذلك وتشجيعه عليه ، وتمكينه من الصف الأول وغيره إذا سَبق إليه .
والتمييز لا يختص بسن السابعة، فقد يكون الطفل ذكيا نابها وهو في السادسة أو الخامسة ،فيعقل الصلاة ، ويلتزم بآداب المسجد .الإسلام سؤال وجواب

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " التمييز يكون غالباً في سبع سنين، ولكن قد يميز الصبي وعمره خمس سنين.
قال محمود بن الربيع رضي الله عنه: عقلت مَجَّة مجّها الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهي وأنا ابن خمس سنين. فبعض الصغار يكون ذكياً يميز وهو صغير، وبعضهم يبلغ ثماني سنين وما يميز " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (13/37).
وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد ؟ فقال : "إن كان لا يعبث لصغره ، ويُكَفُ إذا نُهي فلا أرى بهذا بأسا ، وإن كان يعبث لصغره فلا أرى أن يؤتى به إلى المسجد " انتهى من المدونة (1/195) .
_فمن كان دون التمييز فلا ينبغي إحضاره
إلا عند الاضطرار أو الحاجة ، كأن تتغيب أمه عن البيت ولا يمكن للأب تركه في البيت بمفرده ، ونحو ذلك . ابن العثيمين



_أن اصطحاب الأطفال إلى المساجد وارد عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والدليل أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي بالناس، وكان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه مستلقيين على ظهره، فأطال النبي السجدة حتى ظن الصحابة أن مكروه أصابه، ولما رفع رأسه سأله الصحابة عن سببه إطالته، فقال رسول الله:
"كرهت أن أقوم من السجود حتى يقضي نهمه من الركوب".
هذا يدل على السماح للأطفال بالذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة"، مشترطًا لذلك الالتزام والاقتداء بأخلاق الرسول الكريم وأهل بيته، وعدم التأثير على المصلين، أو اللهو واللعب.
_ ناصحًا ذويهم بتعليمهم آداب المسجد قبل الذهاب إلى الصلاة، والتشديد عليهم بعدم إحداث أي فوضى أو اللعب في أثناء خطبة الإمام والصلاة.



وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم إحضار الصبيان الذين هم دون التمييز ممن يُلَبَّسُّون الحفائظ التي ربما يكون أو غالب ما يكون فيها النجاسة؟ وإذا حضروا هل يُطْرَدون أم لا؟
فأجاب
"إحضار الصبيان للمساجد لا بأس به ما لم يكن منهم أذية ، فإن كان منهم أذية فإنهم يُمنعون .

على كل حال: إذا كان في إحضاره أذية أو كان أبوه -مثلاً- يتشوش في صلاته بناء على محافظته على الولد فلا يأتي به،
ثم إذا كان صغيراً عليه الحفائظ فلن يستفيد من الحضور،

ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يدخل في صلاته يريد أن يطيل فيها ، فيسمع بكاء الصبي فيتجوَّز في صلاته مخافة أن تفتتن الأم ، وهذا يدل على أن الصبيان موجودون في المساجد.
لكن كما قلنا : إذا حصل منهم أذية فإنهم يُمنعون عن طريق أولياء أمورهم ؛ لئلا يحصل فتنة ؛ لأنك لو طردت صبياً له سبع سنوات يؤذي في المسجد ، وضربته سيقوم عليك أبوه ؛ لأن الناس الآن غالبهم ليس عندهم عدل ولا إنصاف ، ويتكلم معك وربما يحصل عداوة وبغضاء. فعلاج المسألة هو: أن نمنعهم عن طريق آبائهم حتى لا يحصل في ذلك فتنة.فنتصل بأولياء أمورهم ،ونقول: أطفالكم يشوِّشون علينا ، يؤذوننا وما أشبه ذلك ،
ويقول:أما مسألة إحضاره فليس الأفضل إحضاره؛ لكن قد تُضْطَر الأم إلى إحضاره؛ لأنه ليس في البيت أحد وهي تحب أن تحضر الدرس، وتحب أن تحضر قيام رمضان وما أشبه ذلك ،و قد تكون أم الولد ليست موجودة ، ميتة، أو ذهبت إلى شغل لابد منه، وليس في البيت أحد فالاب الآن بين أمرين: إما أن يترك صلاة الجماعة ويقعد مع صبيه، وإما أن يأتي به.




وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
ما حكم مصافة الطفل غير المميز في الصف وعمره أقل من خمس سنوات ؟
وإذا كان لا يجوز فهل يعتبر قاطعا للصف ؟ وإذا كان قاطعا للصف هل على الإمام أن يؤخره إلى مؤخرة المسجد ؟ أفيدونا حفظكم الله حيث إن ذلك يكثر عندنا في المساجد؟
فأجاب:
"تضمن هذا السؤال مسألتين:
المسألة الأولى : مصافة هذا الصبي الذي لا يميز وجوابها أن مصافته لا تصح ؛ لأن صلاته لا تصح ومن لا تصح صلاته لا تصح مصافته ، وعلى هذا فلو كان رجلان تقدم أحدهما ليكون إماما وتأخر الثاني مع هذا الطفل الذي لم يميز فإنه يعتبر مصليا منفردا لا تصح صلاته ويجب عليه أن يصف مع الإمام .

أما المسألة الثانية : فهو قطع الصف ، فلا يعتبر وقوف هذا الطفل قاطعا للصف ؛ لأن مسافته قصيرة فلا يكون قاطعا للصف ، لكن ينبغي لأولياء الأمور ألا يأتوا بمثل هذا الطفل الصغير لأنه يشغل المصلين ، فإما أن يعبث حال وجوده في الصف فيشغل من حوله ، وإما ألا يعبث ولكن يشغل ولي أمره .
نعم ، إن دعت الضرورة إلى ذلك مثل ألا يكون في البيت أحد مع هذا الطفل الصغير أو ليس معه إلا أطفال لا يعتمد الإنسان على حفظهم له ويخشى وليه أن يعبث هذا الطفل بنار أو غيرها ، فهذه ضرورة لا بأس أن يحضره ولكن عليه أن يكف أذاه عن المصلين " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
ثالثا :
مرور الصبي غير المميز بين يدي المصلي في المسجد أو غيره لا يقطع الصلاة ،
وإنما يقطع الصلاة مرور المرأة والكلب والحمار.
؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:

( يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ) رواه مسلم (511).
وفي رواية : (والكلب الأسود) قال الراوي : قُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ : (الْكَلْبُ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ) .
وينظر جواب السؤال رقم (25803) .
الإسلام سؤال وجواب


وخلاصة الحكم:


إنَّه ينبغى الحرص على ذهاب الصغار المميزين للصلاة ولهم ولكم أجر؛ ومنع الغير مميزين لما يُحدثونه فى المسجد لعدم ادراكهم؛ وأنَّه لا ثواب لمن يصطحبهم بل قد يكون عليه وزر وعقاب لأذيته للمصلين والإفساد فى بيت الله.
فمن كان عندها صغار غير مميزين فالأولى لها الصلاة فى البيت الا لو حققت الشروط السابقة(مضطرة لأنها تكسل مثلاً عن الصلاة فى البيت واذا جلست لن تُصليها؛ تنتبه لنظافة أطفالها ولبسهم ما يمنع نجاسة المسجد والحرص على عدم التشويش على المصلين خصوصاً بكاء الأطفال وهكذا ومنع حركاتهم فى المسجد التى تُفسد على المصلين صلاتهم من خشوع فى الصلاة وغيرها !!
* ولكن أقول.. إن كنت تذهبين للمسجد بأولادك كأنكِ ذاهبة للحديقة دون اعتبار لحرمة بيت الله والصلاة وتتخلقين بالأخلاق التى لا تُرضى الله فما أن يعاتبك احد حتى تعلى صوتكِ وتشتمى وتأتى بأنواع الحلويات والمأكولات لأولادك وينشرها اطفالك فى المسجد فأذا صلت النساء امتلأت ملابسها ببقاياكم!! أقول لها اتقِ الله جلوسك فى بيتك ثوابه أعظم وانتِ فى غنى عن ضياع حسناتكِ فى هذا الشهر المبارك.


::رمضان مبارك على المسلمين جميعاً طابت أوقاتكم،فى أمان الله.