انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 17

الموضوع: من هم أولو العزم من الرسل ( إبراهيم عليه السلام )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)

    Jhd من هم أولو العزم من الرسل ( إبراهيم عليه السلام )









    الحمد للّه نستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا
    من يهده اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
    وأشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله



    قال تعالى:
    (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ)

    يوسف

    أخوتى فى الله

    نبى الله وخليله إبراهيم عليه السلام
    ثانى أولو العزم من الرُسل



    هو أحد أولو العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا وهم:
    نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد بترتيب بعثهم




    أخوتى فى الله

    هلموا بنا نتعرف على خليل الله أبو الأنبياء
    الذى من الممكن نضع له عنوانا هو:

    "إعمال العقل فى الوصول للخالق العظيم"

    وإبراهيم هو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب
    ورغم حدة الشدة وعنت البلاء كان إبراهيم هو العبد الذي وفى وزاد على الوفاء بالإحسان
    قال تعالى في سورة (النجم):

    (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)
    النجم : 37

    وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب
    وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه قال تعالى في سورة (البقرة):

    (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)
    البقرة :130

    وأثنى الله سبحانه على إبراهيم فقال في سورة (النحل):

    (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
    النحل :120


    وكان من فضل الله على إبراهيم أن جعله الله إماما للناس وجعل في ذريته النبوة والكتاب
    فكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم أولاده وأحفاده وتحقق وعد الله له فلم يبعث بعده نبي إلا جاء من نسله
    حتى إذا جاء آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم جاء تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم
    التي دعا الله فيها أن يبعث في الأميين رسولا منهم.

    ولو مضينا نبحث في فضل إبراهيم وتكريم الله له فسوف نمتلئ بالدهشة
    نحن أمام بشر جاء ربه بقلب سليم إنسان لم يكد الله يقول له أسلم حتى قال أسلمت لرب العالمين
    نبي هو أول من سمانا المسلمين نبي أثمرت دعوته المستجابة عن بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
    نبي كان جدا وأبا لكل أنبياء الله الذين جاءوا بعده نبي هادئ متسامح حليم أواه منيب

    قال تعالى :
    (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)
    هود :75

    وقال ايضا :
    (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
    الصافات:109


    يذكر لنا ربنا ذو الجلال والإكرام أمرا آخر أفضل من كل ما سبق
    فيقول الله عز وجل في محكم آياته:


    وقال جل وعلا :
    (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ
    وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا)

    النساء:125


    لم يرد في كتاب الله ذكر لنبي اتخذه الله خليلا غير إبراهيم
    قال العلماء: الخُلَّة هي شدة المحبة

    كان إبراهيم هو هذا العبد الرباني الذي استحق أن يتخذه الله خليلا
    لم يتحدث القرآن عن ميلاده أو طفولته ولا يتوقف عند عصره صراحة
    ولكنه يرسم صورة لجو الحياة في أيامه فتدب الحياة في عصره
    وترى الناس قد انقسموا ثلاث فئات:

    فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية
    وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر
    وفئة تعبد الملوك والحكام

    وفي هذا الجو ولد إبراهيم ولد في أسرة من أسر ذلك الزمان البعيد
    لم يكن رب الأسرة كافرا عاديا من عبدة الأصنام بل كان كافرا متميزا
    يصنع بيديه تماثيل الآلهة

    قيل أن أباه مات قبل ولادته فرباه عمه آزر وكان له بمثابة الأب
    وكان إبراهيم يدعوه بلفظ الأبوة وقيل أن أباه لم يمت وكان آزر هو والده حقا
    وقيل أن آزر اسم صنم اشتهر أبوه بصناعته ومهما يكن من أمر
    فقد ولد إبراهيم في هذه الأسرة


    رب الأسرة أعظم نحات يصنع تماثيل الآلهة
    ومهنة الأب تضفي عليه قداسة خاصة في قومه
    وتجعل لأسرته كلها مكانا ممتازا في المجتمع
    هي أسرة مرموقة أسرة من الصفوة الحاكمة

    من هذه الأسرة المقدسة ولد طفل قدر له أن يقف ضد أسرته
    وضد نظام مجتمعه وضد أوهام قومه وضد ظنون الكهنة
    وضد العروش القائمة وضد عبدة النجوم والكواكب
    وضد كل أنواع الشرك باختصار
    وكان طبيعيا أن يكون جزاؤه الإلقاء في النار حيا




    لنبدأ معه منذ طفولته:

    كان عقله مضيئا منذ طفولته أضاء الله قلبه وعقله وآتاه الحكمة منذ طفولته
    أدرك إبراهيم وهو طفل أن أباه يصنع تماثيل غريبة
    وسأله يوما عما يصنع فأخبره أنها تماثيل الآلهة
    ودهش إبراهيم وأحس داخل عقله بالرفض
    كان يلعب وهو طفل بهذه التماثيل ويمتطي ظهورها
    مثلما يمتطي الناس ظهور الحمير والبغال
    وشاهده أبوه يوما يركب ظهر أحد تمثال
    وغضب الأب وأمر ابنه ألا يلعب بهذا التمثال مرة ثانية

    سأل إبراهيم: أي تمثال هذا يا أبيتى؟ قال :هى الالهة التى تساعدنا

    قال إبراهيم: من أي شيء تصنع الآلهة؟ من الحجارة والخشب

    قال إبراهيم: يا أبي.. إن كانت الآلهة تساعد الإنسان فكيف يتأتى للإنسان أن يصنع آلهة؟

    وإذا كانت الآلهة مصنوعة من الخشب فإن إحراق الخشب خطيئة كبرى
    ولكن قل لي يا أبت وكسر الحجارة ايضا خطيئة
    قال إبراهيم وهو فى سن السابعة لابيه :انا لا احب هذه الالهة
    نهر آزر إبراهيم مد يده وضربه



    ومرت السنوات وكبر إبراهيم كان قلبه يمتلأ من طفولته بكراهية صادقة
    لهذه التماثيل التي يصنعها والده
    لم يكن يفهم كيف يمكن لإنسان عاقل أن يصنع بيديه تمثالا
    ثم يسجد بعد ذلك لما صنع بيديه
    لاحظ
    إبراهيم إن هذه التماثيل لا تشرب ولا تأكل ولا تتكلم
    ولا تستطيع أن تعتدل لو قلبها أحد على جنبها
    كيف يتصور الناس أن هذه التماثيل تضر وتنفع؟!

    عذبت هذه الفكرة
    إبراهيم طويلا أيمكن أن يكون كل قومه على خطأ
    وهو وحده على الحق؟ أليس هذا شيئا مدهشا؟

    كان لقوم إبراهيم معبد كبير يمتلئ بالتماثيل
    وكان في وسط المعبد محراب توضع فيه تماثيل أكبر الآلهة
    مردوخ
    وكانت الآلهة أنواعا وأصنافا وأشكالا
    وكان
    إبراهيم يزور المعبد مع والده وهو طفل
    كان يحس باحتقار عظيم لكل هذه الأخشاب والحجارة
    الأمر المدهش هو الناس قومه كانوا إذا دخلوا خفضوا رؤوسهم وحنوا ظهورهم
    وبدءوا يبكون ويتوسلون ويسألونها أشياء كأنها تسمع أو تفهم
    في البداية كان هذا المنظر يبدو مضحكا لإبراهيم
    ثم بدأ
    إبراهيم يحس بالغضب أليس شيئا عجيبا أن يكون كل هؤلاء الناس مخدوعين؟

    وزادت المشكلة عندما اراد والد
    إبراهيم كان يريد أن يكون إبراهيم كاهنا حين يكبر
    ولم يكن والد
    إبراهيم يريد من ابنه شيئا أكثر من أن يحترم هذه التماثيل
    غير أن
    إبراهيم كان لا يقتنع بذلك وكان دائما يعلن عن باحتقاره وكراهيته لها


    وذات يوم دخل إبراهيم المعبد مع أبيه وبدأت الاحتفالات بالتماثيل
    ووسط الاحتفال راح كبير الكهنة يوجه الحديث إلى تمثال كبير الآلهة
    وكان الكاهن يتحدث بصوت عميق مؤثر ويسأل التمثال أن يرحم قومه ويرزقهم
    وخرج صوت
    إبراهيم في سكون المعبد وهو يخاطب كبير الكهنة:
    إنه لا يسمعك يا سيدي الكاهن ألا تلاحظ انه لا يسمع؟

    والتفت الناس لهذا الصبي فوجدوه إبراهيم وشعر كبير الكهنة بالإحراج والغضب
    واعتذر الأب مدعيا أن ابنه مريض ولا يعرف ما يقول
    وخرج الاثنان من المعبد صحب الوالد
    إبراهيم إلى فراشه وأرقده فيه
    وتركه ومضى وامتلأ قلب الفتى الصغير بحزن كبير






    يتبع


    آخر مرة عدل بواسطة الثمال : 17-06-2015 في 10:58 PM السبب: شعار بوركت الجهود

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)
    تابع

    نبى الله وخليله
    إبراهيم عليه السلام
    ثانى أولو العزم من الرُسل




    عندما وصل إبراهيم لعمرالثالثة عشرأخذ يتفكرو يعمل عقله فى ملكوت الله
    فنظر إلى آثار قدرة الله تعالى في السماوات والأرض
    وشاء الله أن يلفت نظر إبراهيم إلى آيات الكون

    (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماواتِ والأرض وليكونَ من الموقنين)

    وهكذا كان يخرج إلى الخلاء ليلا وينظر فى السماء









    وكانت المواجهة مع عبدة الكواكب والنجوم:


    قرر إبراهيم عليه السلام مواجهة عبدة النجوم من قومه

    فأعلن عندما رأى أحد الكواكب في الليل أن هذا الكوكب ربه
    ويبدو أن قومه اطمأنوا له وحسبوا أنه يرفض عبادة التماثيل ويهوى عبادة الكواكب
    وكانت الناس حرة تعبد ما تشاء بين الوثنيات الثلاث:
    عبادة التماثيل والنجوم والملوك
    غير أن إبراهيم كان يدخر لقومه مفاجأة مذهلة في الصباح
    لقد أفل الكوكب الذي التحق بديانته بالأمس وإبراهيم لا يحب الآفلين
    فعاد إبراهيم في الليلة الثانية يعلن لقومه أن القمر ربه
    لم يكن قومه على درجة كافية من الذكاء ليدركوا أنه يسخر منهم برفق ولطف وحب
    كيف يعبدون ربا يختفي ثم يظهر يأفل ثم يشرق
    لم يفهم قومه هذا في المرة الأولى فكرره مع القمر
    لكن القمر كالزهرة كأي كوكب آخر يظهر ويختفي
    فقال إبراهيم عدما أفل القمر
    (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)

    فكيف يعبد الناس ربا يختفي ويأفل
    (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي)

    ويعاود إبراهيم محاولته في إقامة الحجة على الفئة الأولى من قومه
    عبدة الكواكب والنجوم فيعلن أن الشمس ربه لأنها أكبر من القمر
    وما أن غابت الشمس حتى أعلن براءته من عبادة النجوم والكواكب
    فكلها مغلوقات تأفل(تختفى)

    فوجه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ليس مشركا مثلهم
    استطاعت حجة إبراهيم أن تظهر الحق

    وبدأ صراع قومه معه لم يسكت عنه عبدة النجوم والكواكب
    بدءوا جدالهم وتخويفهم له وتهديده ورد إبراهيم عليهم قال:

    (أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81))
    (الأنعام)


    هكذا بين إبراهيم عليه السلام حجته لفئة عبدة النجوم والكواكب
    استعد لتبيين حجته لعبدة الأصنام
    آتاه الله الحجة في المرة الأولى كما سيؤتيه الحجة في كل مرة

    كان يؤيد إبراهيم ويريه ملكوت السماوات والأرض
    لم يكن معه غير إسلامه حين بدأ صراعه مع عبدة الأصنام
    هذه المرة يأخذ الصراع شكلا أعظم حدة لإن أبوه في الموضوع
    هذه مهنة الأب وسر مكانته وموضع تصديق القوم وهي العبادة التي تتبعها الأغلبية







    المواجهة مع عبدة الأصنام:

    خرج إبراهيم على قومه بدعوته
    قال بحسم غاضب وغيرة على الحق:
    قال تعالى :
    (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
    قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)
    قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (54)
    قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55)
    قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)

    (الأنبياء)

    انتهى الأمر وبدأ الصراع بين إبراهيم و أبيه وقومه
    كان أشدهم ذهولا وغضبا هو أباه أو عمه الذي رباه كأب واشتبك الأب والابن في الصراع فصلت بينهما المبادئ فاختلفا الابن يقف مع الله والأب يقف مع الباطل
    قال الأب لابنه: مصيبتي فيك كبيرة يا إبراهيم.. لقد خذلتني وأسأت إلي.
    رد القرآن عليه فقال إبراهيم:
    (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42)
    يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
    يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)
    يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا(45))
    (مريم)

    انتفض الأب واقفا وهو يرتعش من الغضب
    قال لإبراهيم وهو ثائر إذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف أرجمك
    سأقتلك ضربا بالحجارة هذا جزاء من يقف ضد الآلهة اخرج من بيتي
    لا أريد أن أراك اخرج.

    انتهى الأمر وأسفر الصراع عن طرد إبراهيم من بيته
    كما أسفر عن تهديده بالقتل رميا بالحجارة
    رغم ذلك تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم خاطب أباه بأدب الأنبياء
    قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد والتهديد بالقتل:
    (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)
    وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48))

    (مريم)
    وخرج إبراهيم من بيت أبيه هجر قومه وما يعبدون من دون الله
    وقرر في نفسه أمرا كان يعرف أن هناك احتفالا عظيما
    يقام على الضفة الأخرى من النهر وينصرف الناس جميعا إليه
    وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس

    وخرج إبراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد كانت الشوارع المؤدية إلى المعبد خالية
    وكان المعبد نفسه مهجورا انتقل كل الناس إلى الاحتفال
    دخل إبراهيم المعبد ومعه فأس حادة نظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب
    نظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا
    اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم:
    (أَلَا تَأْكُلُونَ)الصافات



    كان يسخر منهم ويعرف أنهم لا يأكلون وعاد يسأل التماثيل:
    (مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ)
    الصافات

    ثم هوى بفأسه على الآلهة.
    وتحولت الآلهة المعبودة إلى قطع صغيرة من الحجارة والأخشاب المهشمة
    إلا كبير الأصنام فقد تركه إبراهيم
    (لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)
    الصافات

    فيسألونه كيف وقعت الواقعة وهو حاضر فلم يدفع عن صغار الآلهة!
    ولعلهم حينئذ يراجعون القضية كلها فيرجعون إلى صوابهم.

    إلا أن قوم إبراهيم الذين عطّلت الخرافة عقولهم عن التفكير
    وغلّ التقليد أفكارهم عن التأمل والتدبر
    لم يسألوا أنفسهم:
    إن كانت هذه آلهة فكيف وقع لها ما وقع دون أن تدفع عن أنفسها شيئا؟!
    وهذا كبيرها كيف لم يدفع عنها؟!
    وبدلا من ذلك
    (قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
    عندئذ تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكرعلى أبيه ومن معه عبادة التماثيل
    ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم بعد انصرافهم عنها

    فأحضروا إبراهيم عليه السلام وتجمّع الناس وسألوه:
    (أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ)؟
    فأجابهم إبراهيم :
    (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ)

    وكان التهكم واضح في هذا الجواب الساخر
    فلا داعي لتسمية هذه كذبة من إبراهيم -عليه السلام-
    والبحث عن تعليلها بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون
    فالأمر أيسر من هذا بكثير إنما أراد أن يقول لهم:
    إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير
    الذي لا يملك مثلها حراكا فهي جماد لا إدراك له أصلا
    وأنتم كذلك مثلها لا تميزون بين الجائز والمستحيل
    فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها!
    ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا وردهم إلى شيء من التدبر التفكر:
    (فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ)
    الأنبياء:64


    وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخف
    وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة
    فيتدبروا ذلك السخف الذي يأخذون به أنفسهم وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون
    ولكنها لم تكن إلا لحظة واحدة أعقبها الظلام
    وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود:
    قال تعالى :
    (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ)
    (الأنبياء)

    وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس وكانت الثانية نكسة على الرؤوس
    كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب
    كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر
    أما الثانية فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير
    وإلا فإن قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم
    وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون؟
    ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهو الصبور الحليم
    لأن السخف هنا يجاوز صبر الحليم:
    قال تعالى:
    (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66)
    أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) )

    (الأنبياء)

    وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس
    والعجب من السخف الذي يتجاوز كل مألوف.
    عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل، فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ:
    (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) )
    (الأنبياء)









    يتبع


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)
    تابع

    نبى الله وخليله إبراهيم عليه السلام
    ثانى أولو العزم من الرُسل


    كان ملك بابل فى ذلك الوقت ملك أسمه النمرود بن كنعان
    وذكر أن النمرود هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة
    طغا وبغا وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا وادعى لنفسه الربوبية
    وعندما علم بما يقوله إبراهيم قال أحضروه هنا فى الحال
    ودار حوار بينه وبين إبراهيم


    الذى ورد في سورة البقرة
    قال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
    البقرة:258

    فَبُهِتَ :أصيب بالذهول

    وأمر باحراقه حيا جزاء تطاوله على الالهة وعلى الاله الملك
    وفعلا بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم انتشر النبأ في المملكة كلها
    وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة
    وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة
    وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والأشجار
    وأشعلوا فيها النار وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم
    فيها فيسقط في حفرة النار ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق
    واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء
    وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة
    وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار

    جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله:
    يا إبراهيم.. ألك حاجة؟
    قال إبراهيم: أما إليك فلا

    انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النارواستمر النيران مشتعلة لمدة من الزمن
    ولكن النار موجودة في مكانها ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق
    فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمرا
    قال تعالى:
    (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
    التوبة: 69




    أطاعت النار فكانت بردا وسلاما على إبراهيم
    احرقت قيوده فقط

    وخلال تلك الفترة جلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة
    كان يسبح بحمد ربه ويمجده
    لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع
    كان القلب مليئا بالحب وحده ومات الخوف وتلاشت الرهبة
    واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو

    جلس الدهماء والكبار والكهنة يرقبون النار من بعيد
    كانت حرارتها تدفع في وجوههم صهدا حارقا تكاد تزهق أرواحهم
    وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا
    فلما انطفأت فوجئوا ب إبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل
    وهم وجوههم مسودة من دخان الحريق وهو وجهه يتلألأ بالنور والجلال
    ثيابهم احترق نصفها بسبب ما تساقط عليها من الأخشاب الملتهبة
    وثيابه كما هي لم تحترق عليهم أثر الدخان والحريق
    وليس عليه أي اثر للدخان أو الحريق.

    خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة
    وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.

    قال تعالى :
    (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)
    التوبة :70
    خرج إبراهيم من النار سالما وخاف النمرود على ملكه ومكانته
    فأمر بطرده خارج البلاد

    انطلقت شهرة الشاب إبراهيم في المملكة كلها تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار
    وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف أخرس الملك

    وخرج إبراهيم من بلده وأهله ورغم حبه لهم وحرصه عليهم
    فقد غضب قومه وهجروه ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد
    امرأة تسمى سارة وقد صارت فيما بعد زوجته ورجل هو لوط أبن أخيه
    وقد صار نبيا فيما بعد
    قبل أن يهاجر دعا والده للإيمان ثم تبين لإبراهيم أن والده عدو لله
    وانه لا ينوي الإيمان فتبرأ منه وقطع علاقته به

    للمرة الثانية في قصص أولو العزم من الرسل نجد أن اب وابن مختلفين
    فى الايمان بالله وحدة وترك الشرك

    ففي قصة نوح كان الأب نبيا مؤمنا والابن كافرا
    وفي قصة إبراهيم كان الأب كافرا والابن نبيا مؤمنا

    وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله رغم كونه ابنه أو والده
    ولكن إبراهيم كان حليم عظيم الاخلاق فقال لابيه
    سأستغفر لك

    قال تعالى :
    (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ
    فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ )
    التوبة:113







    يتبع




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الردود
    5,330
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • الفائزة الثالثة فى مسابقة المرأة فى الإسلام
      • متميزة الشهر في ملتقى الإخاء
    (أوسمة)
    وعليكم السلام والرحمة والإكرام
    ولك الف تحية وتقدير من الجميع
    يا حبيبة القلب عم اقرا فقرة فقرة وانقل
    نفع الله بك الجميع بقمة الشوق

    في القلب

    في الذاكرة

    منارة للعلم

    لي

    ولكِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)
    تابع
    نبى الله وخليله
    إبراهيم عليه السلام

    ثانى أولو العزم من الرُسل


    خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته
    سافر إلى مدينة تدعى أور ومدينة تسمى حاران ثم رحل إلى فلسطين
    وخرجت معه ساره التى أمنت به وكانت أبنة عمه
    كذلك خرج معه ابن اخيه لوطا الرجل الوحيد الذي آمن به

    قال تعالى :
    (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
    العنكبوت:26

    و قال ايضا:
    (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
    الصافات :99

    ولسنا نعرف أبعاد المسافات التي قطعها إبراهيم في رحلته إلى الله
    كان دائما هو المسافر إلى الله سواء استقر به المقام في بيته
    أو حملته خطواته سائحا في الأرض مسافر إلى الله

    ملأ الله قلب إبراهيم بالسلام والحب واليقين
    وأراد أن يرى يوما كيف يحيي الله عز وجل الموتى
    حكى الله هذا الموقف في سورة (البقرة)
    قال تعالى:

    ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
    البقرة : 260

    هذا الطلب من إبراهيم لم يكن اختبارا منه لله سبحانه وتعالى
    ولكن كان يريد أن يؤكد لنفسه إنه على الحق وأن الله سبحانه و تعالى
    هو القادر على كل شئ لذلك نزلت الطمأنينة فى قلبه
    و الاطمئنان مع الإيمان هى درجة من درجات العليا فى الحب لله

    بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر وطوال هذا الوقت وخلال هذه الرحلات كلها
    كان يدعو الناس إلى عبادة الله ويحارب في سبيله ويخدم الضعفاء والفقراء
    ويعدل بين الناس ويهديهم إلى الحقيقة والحق

    وعندما علم أن فرعون مصر حاكم فاجرقالت له ساره لا تقول انى زوجتك
    وقل انى اختك وذلك لتأمن شره
    وحدثت لها هناك معجزة مع هذا الفرعون عندما اراد ان يغتصبها
    فقالت:

    ( اللهم إن كنت تعلم أنى آمنت بك وبرسولك وحصنت فرجى
    لا على زوجى فلا تسلط على هذا الكافر)

    شل الله يد الفرعون الفاجر فى لحظتها
    وخاف منها ومن إبراهيم وتركهم يعيشون فى مصر ما ارادوا


    وكانت زوجته سارة لا عاقرا لا تلد
    وكان فرعون مصر بعد أن رأى منهم الصلاح والتقوى ومن الاحداث التى جعلته
    يؤمنهم فى مصر وعندما خرجوا أهدى ساره جارية تسمى هاجر
    ومضى وقت طويل وكان إبراهيم قد صار شيخا
    وابيض شعره من خلال عمر أبيض أنفقه في الدعوة إلى الله وكان مقيم فى فلسطين
    وفكرت سارة إنها وإبراهيم وحيدان وهي لا تنجب أولادا
    ماذا لو قدمت له هاجر الشابة المصرية لتكون زوجة لزوجها؟

    وهكذا زوجت سارة سيدنا إبراهيم من هاجر
    وولدت هاجر ابنها الأول فأطلق والده عليه اسم "إسماعيل"

    كان إبراهيم شيخا حين ولدت له هاجر أول أبنائه إسماعيل الذى احبته ساره حبا جما
    عاش إبراهيم في أرض فلسطين قلبا يعبد الله ويسبح بحمده ويقدس به


    بينما كان لوط يعيش فى مكان قريب من شاطئ البحر الميت يسمى سدوم بالقرب من عاموريه وهو ما يسمى الأن (الاردن)
    وكان ايضا يدعوا الناس لعبادة الله وعدم الاشراك والافساد فى الارض


    المحنة الكبرى
    بدء قلب سارة يتغير عندما وجدت أن إبراهيم
    يعطى كل حبه وحنانه لطفله الرضيع اسماعيل و أمه هاجر
    وشكا إبراهيم إلى ربه فأمره بأن يخرج بأبنه الرضيع وأمه إلى مكان بعيد عن سارة

    استيقظ إبراهيم يوما فأمر زوجته هاجر أن تحمل ابنها وتستعد لرحلة طويلة
    وبعد أيام بدأت رحلة إبراهيم مع زوجته هاجر ومعهما ابنهما إسماعيل
    وكان الطفل رضيعا لم يفطم بعد وظل إبراهيم يسير وسط أرض مزروعة
    تأتي بعدها صحراء تجيء بعدها جبال حتى دخل إلى صحراء الجزيرة العربية
    وقصد إبراهيم واديا ليس فيه زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا مياه ولا شراب
    كان الوادي يخلو تماما من علامات الحياة وصل إبراهيم إلى الوادي
    وهبط من فوق ظهر دابته وأنزل زوجته وابنه وتركهما هناك
    ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام وقليلا من الماء لا يكفي يومين
    ثم استدار وتركهما وسار

    فأسرعت خلفه زوجته وهي تقول له:
    يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟

    لم يرد عليها سيدنا إبراهيم ظل يسير عادت تقول له ما قالته وهو صامت
    أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه
    أدركت أن الله أمره بذلك وسألته:
    هل الله أمرك بهذا؟ قال: إبراهيم عليه السلام: نعم.

    قالت زوجته المؤمنة العظيمة:
    لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا

    وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف
    ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:

    قال تعالى:

    ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ,
    رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ,
    رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ,

    رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء)
    إبراهيم : 38:35


    ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء
    وعاد راجعا إلى كفاحه في الدعوة إلى عبادة الله وحده

    أرضعت أم إسماعيل ابنها وأحست بالعطش كانت الشمس ملتهبة
    وساخنة وتثير الإحساس بالعطش بعد يومين انتهى الماء تماما وجف لبن الأم
    وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش كان الطعام قد انتهى هو الآخر
    وبدا الموقف صعبا وحرجا للغاية

    بدأ إسماعيل يبكي من العطش وتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء
    راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا"
    فصعدت إليه وراحت تبحث بهما عن بئر أو إنسان أو قافلة لم يكن هناك شيء
    ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"
    فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا
    وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه وأسرعت مرة اخرى إلى الصفا
    فوقفت عليه وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه
    وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين سبع مرات وهي تذهب وتعود
    عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث
    وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش


    وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله وضرب إسماعيل بقدمه الأرض
    وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم وفار الماء من البئر
    أنقذت حياتا الطفل والأم راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله
    وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة
    صدق ظنها حين قالت:
    إذن لن نضيع ما دام الله معنا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)


    تابع
    وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم
    عديدا من الناس وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان
    عاد إبراهيم بعد مدة من الزمان وشاهد المكان تدب فيه الحياة والحركة والزرع والماء

    كان قد كبر إسماعيل وتعلق به قلب إبراهيم جاءه العقب على كبر فأحبه
    وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء مبينا بسبب هذا الحب
    عندما رأى فى المنام أنه يذبح ولده إسماعيل

    أي نوع من الصراع نشب في نفسه يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط
    لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع
    نشب الصراع في نفس إبراهيم صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية
    فكر إبراهيم لماذا وجاءه الجواب أنه هكذا أراه الله
    ورؤيا الأنبياء حق لقد رأى نفسه في المنام يذبح ولده الوحيد
    هذا وحي من الله أن يذبح ولده الوحيد
    لماذا..؟
    ليس إبراهيم هو الذي يسأل الله لماذا أو لأي سبب فكر إبراهيم في ولده
    ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه
    الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا هذا أفضل انتهى الأمر وذهب إلى ولده:

    حكى الله تبارك وتعالى موقف ابتلاء إبراهيم في سورة (الصافات)
    قال عز وجل:

    ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ , فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ , فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ , فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ , َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ , قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ , إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ , وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ , وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ,
    سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ , كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ , إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ )

    الصافات :111:100

    انظر كيف يختبر الله عباده المؤمنون إن اشد الناس ابتلاء هم الانبياء فالاقل
    تأمل أي نوع من أنواع الاختبار نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض
    اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق جاءه ابن على كبر وقد طعن هو في السن
    ولا أمل هناك في أن ينجب غيره ثم هو يهم بذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره


    ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض
    وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح
    وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين وإذا أمر الله مطاع مهما يكن

    فَلَمَّا أَسْلَمَا

    استخدم القرآن هذا التعبير (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي


    تعطي كل شيء فلا يتبقى منك شيء.

    عندئذ فقط وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره
    نادى الله إبراهيم انتهى اختباره وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم
    صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين على مر الزمان

    ومضت قصة إبراهيم تركا ولده إسماعيل فى هذا الوادى العامر
    وعاد يضرب في أرض الله داعيا إليه
    ليعود بعد مدة من الزمان ليعيد بناء الكعبة المشرفة


    كان إبراهيم قد هاجر من أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق وعبر الأردن
    وسكن في أرض كنعان في البادية ولم يكن إبراهيم ينسى خلال دعوته إلى الله
    أن يسأل عن أخبار لوط مع قومه وكان لوط أول من آمن به
    وقد أثابه الله بأن بعثه نبيا إلى قوم من الفاجرين العصاة

    كان إبراهيم جالس لوحده في هذه اللحظة هبطت على الأرض ثلاثة من الملائكة:

    جبريل وإسرافيل وميكائيل يتشكلون في صور بشرية من الجمال الخارق
    ساروا صامتين مهمتهم مزودجة المرور على إبراهيم وتبشيره
    ثم زيارة قوم لوط ووضع حد لجرائمهم

    سار الملائكة الثلاثة قليلا ألقى أحدهم حصاة أمام إبراهيم
    رفع إبراهيم رأسه تأمل وجوههم لا يعرف أحدا فيهم بادروه بالتحية
    قالوا: سلاما.. قال: سلام

    نهض إبراهيم ورحب بهم أدخلهم بيته وهو يظن أنهم ضيوف وغرباء
    أجلسهم واطمأن أنهم قد اطمأنوا ثم استأذن وخرج راغ إلى أهله.

    نهضت زوجته سارة حين دخل عليها كانت أصبحت عجوزا قد ابيض شعرها
    ولم يعد يتوهج بالشباب فيها غير وميض الإيمان الذي يطل من عينيها

    قال إبراهيم لزوجته: زارنا ثلاثة غرباء

    سألته: من يكونون؟

    قال: لا أعرف أحدا فيهم وجوه غريبة على المكان
    لا ريب أنهم من مكان بعيد غير أن ملابسهم لا تشي بالسفر الطويل
    جهزي لهم طعاما
    وأشار إبراهيم بيده أن يتفضلوا باسم الله
    ويحكى لنا الله هذا الموقف فى سورة هود
    قال تعالى:

    هذا النبي الحليم الأواه المنيب. قال تعالى في سورة (هود):

    (وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ, , فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ , وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ , قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ , قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ , فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ , إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ , يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ )

    هود :75:69
    انت ساره قائمة تتابع الحوار بين زوجها وبينهم، فضحكت .
    التفت إليها أحد الملائكة وبشرها بإسحاق يبشرك الله بإسحاق.
    فأخفت العجوز وجهها تعجبا وقالت:
    هل أنجب وانا عجوز و زوجى شيخ كبير

    قالت لها الملائكة يقول لها:
    وسيكون اسمه اسحاق وهو سينجب يعقوب
    لا تتعجبوا يا أهل البيت إن الله حميد مجيد
    اذا قال لشئ كن فيكون
    وكانت هذه البشرى الكريمة من الله أن ينجب سيدنا إبراهيم من شريكة كفاحه
    وابنة عمه ساره التى كانت اول من امن به وكان يحبها حبا كبيرا

    هلاك قوم لوط


    بعد أن ذهب الخوف عن إبراهيم وفرح بالبشرى الساره لساره
    وتذكر أنهم أرسلوا إلى قوم لوط
    ولوط ابن أخيه النازح معه من مسقط رأسه والساكن على مقربة منه
    وإبراهيم يعرف معنى إرسال الملائكة إلى لوط وقومه
    هذا معناه وقوع عذاب مروع وطبيعة إبراهيم الرحيمة الودودة
    لا تجعله يطيق هلاك قوم بغضب من رب العالمين
    ربما رجع قوم لوط وأقلعوا وأسلموا أجابوا رسولهم

    وبدأ إبراهيم يجادل الملائكة في قوم لوط حدثهم عن احتمال إيمانهم
    ورجوعهم عن طريق الفجور وأفهمه الملائكة أن هؤلاء قوم مجرمون
    وأن مهمتهم هي إرسال حجارة من طين مسومة من عند ربك للمسرفين
    وعاد إبراهيم، بعد أن سد الملائكة باب هذا الحوار
    عاد يحدثهم عن المؤمنين من قوم لوط
    سألهم: أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟
    قال الملائكة: لا فراح ينقص من عدد المؤمنين ويسألهم أيهلكون القرية
    وفيها هذا العدد من المؤمنين

    ردته الملائكة بقولهم:
    نحن أعلم بمن فيها ثم أفهموه أن الأمر قد قضي
    وإن مشيئة الله تبارك وتعالى قد اقتضت نفاذ الأمر وهلاك قوم لوط
    أفهموا إبراهيم أن عليه أن يعرض عن هذا الحوار ليوفر حلمه ورحمته
    لقد جاء أمر ربه وتقرر عليهم (عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) عذاب لن يرده جدال إبراهيم


    وملخص قصة قوم لوط فى الآيات التالية

    عاش لوط(عليه السلام) في نفس زمن إبراهيم عليه السلام مرسلاً
    إلى بعض الأقوام المجاورة لإبراهيم كان هؤلاء القوم كما يخبرنا القرآن الكريم
    يمارسون نوعاً من الشذوذ لم تعرفه البشرية قبلهم
    عندما نصحهم لوط بأن يقلعوا عن ممارسة هذا الشذوذ وأنذرهم بطش الله وعقابه
    كذبوه وأنكروا نبوته ورسالته وتمادوا في شذوذهم وغيهم
    وفي النهاية هلك القوم بما وقع عليهم من كارثة مريعة

    والشئ الفظيع أن الجهلاء اصبحوا يطلقون على الشذوذ الجنسي عند الرجال
    ( اللواط ) مأخوذا من اسم النبى الصالح لوط

    قال تعالى :

    ( كَذَّبَتْ قَومُ لُوطٍ المُرْسَلِيْنَ * إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِيْنٌ * فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيْعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِيْنَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ العَالَمِيْنَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ ربُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المُخْرَجِيْنَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ القَالِيْن )
    الشعراء: 160-168

    وقد جاء ذكرهم فى العديد من سور القرآن ليبين الله للناس جزاء المفسدين

    (ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِيْنَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ المُنْذَرِيْنَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِيْنَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيْزُ الرَّحِيْمُ )
    الشعراء: 172-175


    يتبع


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)
    تابع
    اقامة القواعد و اعادة بناء الكعبة المشرفة وحسن الختام


    نعود لإبراهيم الذى أستوحش ابنه إسماعيل فذهب إليه ليزوره

    أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يقوم ببناء الكعبة الشريفة في مكة المكرمة
    و يعاونه في ذلك ابنه اسماعيل لتكون أول بيت يوضع للمسلمين
    وكان البيت الحرام قد بنته الملائكة ايام آدم ولكن مع طوفان نوح طمس


    واستجاب ابراهيم لأمر ربه بعد أن أرشده عن مكان البيت
    و قاما ببناء الكعبة دون توان أو كسل أوخوف

    فقال إبراهيم لابنه :
    يا بني إن الله قد أمرني أن أبني ها هنا بيتاً فرد عليه إسماعيل بالسمع و الطاعة


    قام كل من الأب و ابنه بحفر أساس الكعبة بالمعاول
    و تعاونا مع بعضها في رفع قواعدها ، حيث كان اسماعيل يأتي بالحجارة
    و إبراهيم يبني و ما إن ضعف إبراهيم عن عن رفع الحجارة للأعلى قال لابنه اسماعيل :
    يا بني احضر لي حجراً أضعه تحت قدمي لأتمكن من إتمام ما بدات به


    و قد جاء ذلك في سورة البقرة
    قال تعالى :
    (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ,

    رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ,

    رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ,

    وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ,

    إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ,

    وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

    البقرة : 132:127


    اخوتى فى الله
    هكذا نرى أن إبراهيم لم يصل إلى درجة أولو العزم من الرسل الا بالثبات
    واليقين على وجود إله عظيم يسير هذا الكون الفسيح
    وقد تفكر إبراهيم فى مخلوقات الله ولم يفكر فى ذات الله
    وكان صاحب قلب أواه حليم
    ومن نسله جاء الانبياء والمرسلين
    ف سيدنا إسماعيل هو ابو المسلمين لان من ذريته
    سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم
    و اسحاق خرج من نسله انبياء بنى إسرائيل (يعقوب)


    لذلك يجب علينا أن نقول كل صباح ومساء
    كما امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



    (انَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا أصبحَ قال أصبَحنا على فطرةِ الإسلامِ وكلمةِ الإخلاصِ ودينِ نبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وملَّةِ أبينا إبراهيمَ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ حنيفًا مسلمًا وما أنا منَ المشرِكينَ)

    إسناده صحيح

    ولنا لقاء قريب بمشيئة الله
    مع ثالث أولوا العزم من الرسل سيدنا موسى الكليم


    تمت الاستعانة ببعض المواقع المتخصصه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الردود
    5,330
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • الفائزة الثالثة فى مسابقة المرأة فى الإسلام
      • متميزة الشهر في ملتقى الإخاء
    (أوسمة)
    رضى الله عنك وارضاك يا الحبيبة ولا حرمتم
    اجر جهودكم ولك أطيب الدعوات من جروب
    الاخوات ٩١ اخت يدعين لك يا حبيبة على الفائدة
    والجميع ينتظرني بشوق ودروسك تتناقل في وسائل
    التواصل والأمهات يحكين القصص للأطفال عند النوم

    في القلب

    في الذاكرة

    منارة للعلم

    لي

    ولكِ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    مصر حماها الله
    الردود
    9,705
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    17
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • شمعة مضيئة
      • جليسة العلم
      • دُرَّة النزهة
      • سيدة منظمة
      • أبرار
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • الأم المثالية 1
      • حوارية مثقفة
      • وهج العطاء لركن الامومة
      • القلم المتألق
      • " أَلْمَاسَةُ النزهة "
      • رفيقة الصحابيات
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متميزة في الصوتيات
      • مصنفة مبدعة
      • مبدعه النافذة الاجتماعية
      • متألقة ركن السياحة و السفر
      • متميزة مسابقة أدب الرسائل
      • بصمة أمل
    (أوسمة)
    تعقيب كتبت بواسطة سحابة الوفاء عرض الرد
    رضى الله عنك وارضاك يا الحبيبة ولا حرمتم
    اجر جهودكم ولك أطيب الدعوات من جروب
    الاخوات ٩١ اخت يدعين لك يا حبيبة على الفائدة
    والجميع ينتظرني بشوق ودروسك تتناقل في وسائل
    التواصل والأمهات يحكين القصص للأطفال عند النوم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الردود
    5,330
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • الفائزة الثالثة فى مسابقة المرأة فى الإسلام
      • متميزة الشهر في ملتقى الإخاء
    (أوسمة)
    لازم أوصل لك الأمانة يا حبيبة الجميع يبلغوكي
    السلام ويقلن لأول مرة في حياتهن
    يسمعن بالمعلومات الرائعة ويستفدن منها
    وقلت انا مثلهن لأول مرة كلي أذان صاغية
    ومتابعة بشوق طلبوا مني ان أوصل لك يا حبيبة اللهم
    اني بلغت فاشهد وقصص الانبياء كمان

    في القلب

    في الذاكرة

    منارة للعلم

    لي

    ولكِ

مواضيع مشابهه

  1. من هم أولو العزم من الرسل ( نوح عليه السلام )
    بواسطة بنت النيل 4 في روضة السعداء
    الردود: 16
    اخر موضوع: 26-09-2016, 02:37 AM
  2. من هم أولو العزم من الرسل ( موسى عليه السلام )
    بواسطة بنت النيل 4 في روضة السعداء
    الردود: 9
    اخر موضوع: 23-07-2015, 04:08 PM
  3. من هم أولو العزم من الرسل ( عيسي عليه السلام )
    بواسطة بنت النيل 4 في روضة السعداء
    الردود: 10
    اخر موضوع: 20-07-2015, 06:20 PM
  4. صيفنا إبداع: أولوا العزم من الرسل _ إبراهيم عليه السلام
    بواسطة K.S.A.. في روضة السعداء
    الردود: 14
    اخر موضوع: 19-11-2010, 08:54 PM
  5. صيفنا إبداع: أولوا العزم من الرسل _ إبراهيم عليه السلام" نسخة "
    بواسطة K.S.A.. في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 14
    اخر موضوع: 19-11-2010, 08:54 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ