عثمان بن عفان رضى الله عنه
دراسة الفتنة الكبرى و أحداث قتله رضى الله عنه
{ ابن سبأ اليهودي وأثره في إحداث الفتنة}
. {الجزءالعشرون}
▬▬▬۩ ۩▬▬▬


بقية الأحداث:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

يقول ابن كثير

" كان حصار عثمان مستمراً من أواخر ذي القعدة إلى يوم الجمعة الثامن عشر من ذي الحجة،
_فلما كان قبل ذلك بيوم، قال عثمان للذين عنده في الدار من المهاجرين والأنصار، وكانوا قريباً من سبعمائة، فيهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ومروان وأبو هريرة، وخلق من مواليه، ولو تركهم لمنعوه فقال لهم:
أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إلى منزله، وعنده من أعيان الصحابة وأبنائهم جم غفير وقال لرقيقه:
من أغمد سيفه فهو حر فبرد القتال من داخل، وحمي من خارج، واشتد الأمر، وكان سبب ذلك أن عثمان رأى في المنام رؤيا دلت على اقتراب أجله فاستسلم لأمر الله رجاء موعوده، وشوقاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وليكون خير ابني آدم حيث قال حين أراد أخوه قتله: إني أريدُ أن تبوء بإثْمِي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاءُ الظّالمين "
" المائدة:29 "(1) -البداية والنهاية 178-179/7 بتصرف



ويقول ابن الأثير

: (كان بمصر محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حُذيفة يحرضان على عثمان.
*فلما خرج المصريون خرج فيهم عبد الرحمن بن عديس البلوي في خمسمائة وقيل ألف وفيهم كنانة بن بشير الليثي , وسودان بن حمران وقتيرة بن فلان السكوني وعليهم جميعاً الغافقي بن حرب العكي

*وخرج أهل الكوفة وفيهم زيد بن صوحان العبدي , والأشتر النخعي وزياد بن النضر الحارثي وعبد الله بن الأصم العامر ي وهم في عداد أهل مصر.
*وخرج أهل البصرة وفيهم حكيم بن جبلة العبد ي وذريح بن عباد وبشر بن شريح القيسي وابن المحترش وهم بعداد أهل مصر وأميرهم حرقوص بن زهير السعدي

*فخرجوا جميعاً في شوال من سنة 35 هـ وأظهروا أنهم يريدون الحج , فلما كانوا من المدينة على ثلاث , تقدم ناس من أهل البصرة فنزلوا ذا خُشب وكان هواهم في طلحة , وتقدم ناس من الكوفة وكان هواهم في الزبير وتركوا الأعوص وجاءهم ناس من أهل مصر وكان هواهم في علي ونزلوا عامتهم بذي المروة ومشى فيما بين أهل مصر وأهل البصرة زياد بن النضر , وعبد الله بن الأصم , وقالا لهم: لا تعجلوا حتى ندخل المدينة ونرتاد لكم فقد بلغنا أنهم عسكروا لنا

فوالله إن كان هذا حقاً استحلوا قتالنا بعد علم حالنا إنِّ أمرنا لباطل , وإن كان الذي بلغنا باطلاً رجعنا إليكم بالخبر. قالوا: اذهبا. فذهبا فدخلا فلقيا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -وعلياً وطلحة والزبير , فقالا: إنما نريد هذا البيت ونستعفي من بعض عمالنا , استأذناهم في الدخول فكلمهما أُبىّ ونهاهما ,فرجعا إلى أصحابهما. فاجتمع نفر من أهل مصر فأتوا علياً, ونفر من أهل البصرة فأتوا طلحة ونفر من أهل الكوفة فأتوا الزبير , وقال كل فريق منهم:إن بايعنا صاحبنا وإلا ّكذبناهم وفرقنا جماعتهم , ثم رجعنا عليهم حتى نبغتهم
* فأتى المصريون علياً وهو في عسكر عند أحجار الزيت متقلداً سيفه , وقد أرسل ابنه الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع إليه , فسلموا عليه
وعرضوا عليه فصاح بهم وطردهم وقال: لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة وجيش ذي خُشُب والأعوص ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - , فانصرفوا عنه.

* وأتى البصريون طلحة فقال لهم مثل ذلك وكان قد أرسل أبنيه إلى عثمان ,
*وأتى الكوفيون الزبير فقال لهم مثل ذلك وكان قد أرسل ابنه عبد الله إلى عثمان فرجعوا وتفرقوا عن ذي خُشُب وذي المروة والأعوص إلى عسكرهم ليتفرق أهل المدينة ثم يرجعوا إليهم.

*فلما بلغوا عسكرهم تفرق أهل المدينة فرجعوا إليهم فلم يشعر أهل المدينة إلا والتكبير في نواحيها ونزلوها وأحاطوا بعثمان
* وقالوا: من كف يده فهو آمن وصلى عثمان بالناس أياماً ولزم الناس بيوتهم وهم يصلون خلفه وهم في عينه أدق من التراب , وكانوا يمنعون الناس من الاجتماع ولما جاءت الجمعة التي على أثر دخولهم خرج عثمان فصلى بالناس ثم قام على المنبر فقال: يا هؤلاء الله , الله فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -, فامحوا الخطأ بالصواب.
*فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا أشهد بذلك فأقعده حكيم بن جبلة , وقام زيد بن ثابت فأقعده محمد بن أبي قتيرة وثار القوم بأجمعهم فحصبوا الناس حتى أخرجوهم من المسجد وحصبوا عثمان حتى ُصرع عن المنبر مغشياً عليه فأُدخل داره , ثم صلى عثمان بالنَّاس بعدما نزلوا به في المسجد .
*ثم منعوه الصلاة وصلى بالناس أميرهم الغافقي , وتفرّق أهل المدينة في حيطانهم , ولزموا بيوتهم لا يجلس أحد ولا يخرج إلا بسيفه ليمتنع به وكان الحصار أربعين يوماً ومن تعرض لهم وضعوا فيه السلاح)




*وهناك بعض الروايات تفيد أن عثمان - رضي الله عنه - أرسل إلى الأمصار يطلب منهم العون بعد أن اشتد عليه التضييق والحصار وهذا خبر لا يصح منه شيء لأن منهج عثمان - رضي الله عنه -كان الصبر والكف عن القتال امتثالا لوصية الرسول - صلى الله
عليه وسلم -( - الكامل في التاريخ بتصرف ص (529 - 531 / 2)
له وذلك لحديث عائشة رضى الله عنها قالت:

(لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد عاهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على عهد سأصبر عليه , قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عهد إليه فيما يكون من أمره)
لهذا وضع مصلحة الرعية في المقام الأول
* روى الطبري إن معاوية قال لعثمان بن عفان (يا أمير المؤمنين انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به فإن أهل الشام على الأمر لم يزالوا فقال أنا لا أبيع جوار رسول الله بشيء وإن كان فيه قطع خيط عنقي
*قال فابعث إليك جندا منهم يقيم بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إياك؟ قال أنا لا أقتر على جيران رسول الله الأرزاق بجند تساكنهم وأضيق على أهل دار الهجرة والنصرة قال والله يا أمير المؤمنين لتغتالن أو لتغزين قال حسبي الله ونعم الوكيل).

* وإلى جانب صبره واحتسابه حفظاً لكيان الأمة من التمزق والضياع وقف عثمان- رضي الله عنه - موقف آخر أشد صلابة وهو عدم إجابته الخارجين إلى خلع نفسه من الخلافة فلو أجابهم إلى ما يريدون لسن بذلك سنة , وهي كلما كره قوم أميرهم خلعوه .

*ومما لا شك فيه أن هذا الصنيع من عثمان كان أعظم وأقوى ما يستطيع أن يفعله إذ لجأ إلى أهون الشرين وأخف الضررين ليدعم بهذا الفداء نظام الخلافة الإسلامية ولهذا احتج عثمان - رضي الله عنه -على المحاصرين بقوله: إن وجدتم في الحق أن تضعوا رجلي في قيد فضعوها .

** وفي هذه الظروف العصيبة التي عانى منها هذا الشيخ الذي جاوز الثمانين من عمره فهو يتصرف مع هذه الأزمة بحكمة وصبر كما وصاه رسول الله فقد ثبت إن الرسول قال لعثمان :
(يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه يقول ذلك ثلاث مرات - صححه الألباني في ظلال الجنة حديث رقم 1176
* قال النعمان: فقلت لعائشة ما منعك أن تعلمي الناس بهذا قالت أنسيته)



يقول ابن كثير:

(ولهذا صمموا على حصره والتضييق عليه، حتى منعوه الميرة والماء والخروج إلى المسجد، وتهددوه بالقتل، ولهذا خاطبهم بما خاطبهم به من توسعة المسجد وهو أول من منع منه، ومن وقفه بئر رومه على المسلمين وهو أول من منع ماءها، ومن أنه سمع رسول الله يقول: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" وذكر أنه لم يقتل نفساً، ولا ارتد بعد إيمانه، ولا زنى في جاهلية ولا إسلام، بل ولامسَّ فرجه بيمينه بعد أن بايع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي رواية بعد أن كتب بها المفصل، ثم ذكر لهم من فضائله ومناقبه ما لعله ينجع فيهم بالكف عنه والرجوع إلى الطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر منهم
_فأبوا إلا الاستمرار على ما هم عليه من البغي والعدوان، ومنعوا الناس من الدخول إليه)
_( واستمر الحصار عليه - رضي الله عنه -حتى أنهم منعوا عنه الماء , فوصل الخبر إلى أمهات المؤمنين فجاءت أم حبيبة رضي الله عنها وكانت من أقارب عثمان فأخذت الماء وجعلته تحت ثوبها , وركبت بغله وحولها حشمها وخدمها، فقالوا: ما جاءبك؟ فقالت: إن عنده وصايا بني أمية لأيتام وأرامل، فأحببت أن أذكره بها، فكذبوها في ذلك ونالها منهم شدة عظيمة، وقطعوا حزام البغلة وندَّت بها، وكادت أو سقطت عنها، وكادت تقتل لولا تلاحق بها الناس فأمسكوا بدابتها، ووقع أمر كبير جداً، ولم يبق يحصل لعثمان وأهله من الماء إلا ما يوصله إليهم آل عمرو بن حزم في الخفية ليلاً فإنا لله وإنا إليه راجعون .
واستمر الحصار
*على عثمان - رضي الله عنه - وكان خلال هذه المدة في غاية الشجاعة وضبط النفس رغم قسوة الظروف ورغم الحصار , ولطالما كان يطل على المحاصرين ويخطب فيهم ويذكرهم بمواقفه لعلهم يلينون لكنهم لم يفعلوا.
_ روى الطبري عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري.


*(قال: أشرف عليهم عثمان - رضي الله عنه -ذات يوم فقال: السلام عليكم قال فما سمع أحد من الناس رد عليه إلا أن يرد رجل في نفسه فقال: أنشدكم بالله هل علمتم أني اشتريت بئر رومه من مالي يستعذب بها فجعلت رشائي منها كرشاء رجل من المسلمين؟ قال: قيل نعم قال فما يمنعني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر قال أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد قيل نعم قال فهل علمتم أحداً من الناس منع أن يصلي فيه من قبلي؟ قال: أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله يذكر كذا وكذا أشياء بشأنه إلى أن قال فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ فيهم الموعظة وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم قال ثم أنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه قال وذاك أنه رأى من الليل أن نبي الله يقول افطر عندنا الليلة)
* وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -للذين حاصروا عثمان - رضي الله عنه -يوم الدار: (إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافاً , أو قال: اختلافاً وفتنة , فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ فقال: عليكم بالأمين وأصحابه , وهو يشير إلى عثمان بذلك) السلسلة الصحيحة حديث رقم 3188

روى ابن ماجة في السنن إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: (في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قلنا: يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم فجاء فخلا به فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلمه ووجه عثمان يتغير.

_ قال: قيس فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن عفان قال: يوم الدار إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا فأنا صائر إليه أو قال علي في حديثه وأنا صابر عليه قال قيس فكانوا يرونه ذلك اليوم)

* وكان أهل الفتنة أثناء حصارهم لعثمان في داره ومنعه من الصلاة بالناس , هم الذين يصلون بهم وكان الذي يصلي بالناس الغافقي بن حرب .
_وأخرج البخاري في صحيحه عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن , عن عبد الله بن خيار": أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام عامة ونزل بك ما نرى ويصلي بنا إمام الفتنة ونتحرج فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس , فإذا أحسن الناس فأحسن معهم , وإذا أساءوا فأجتنب إساءتهم"
**وحدثت بعض المناوشات بين شباب الصحابة والثوار فخرج خلالها بعض الصحابة أمثال الحسن بن علي وغيره وهذا الخبر يؤيده ما ذكره ابن عبد البر عن كنانة مولى صفية بنت حيي بن الأخطب قال:
(شهدت مقتل عثمان , فأخرج من الدار أمامي أربع من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين. وكانوا يدرؤون عن عثمان - رضي الله عنه - وهم: الحسن والحسين أبناء علي, وعبد الله بن الزبير ,ومروان بن الحكم) ابن عبد البر في الاستيعاب 3/1387، والبخاري في التاريخ الكبير 7/237
*يقول ابن كثير: (قال سيف بن عمر التميمي رحمه الله عن العيص بن القاسم عن رجل عن الخنساء مولاة أسامة بن زيد وكانت تكون مع نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان.
*أنها كانت في الدار ودخل محمد بن أبي بكر وأخذ بلحيته فقال: مهلاً يا بن أخي فوالله لقد أخذت مأخذاً ما كان أبوك ليأخذ به , فتركه وانصرف مستحيياً نادماً فاستقبله القوم على باب الصّفة فردهم طويلاً حتى غلبوه ودخلوا وخرج محمد راجعاً.
*فأتاه رجل بيده جريدة يقدمهم حتى قام على عثمان فضرب بها رأسه فشجه , فقطر دمه على المصحف حتى لطخه , ثم تعاوروا عليه فأتاه رجل فضربه على الثدي بالسيف , ووثبت نائلة بنت الفرافصة الكلبية فصاحت وألقت نفسها عليه ,
* وقالت يا بنت شيبة أيقتل أمير المؤمنين؟ وأخذت السيف فقطع الرجل يدها , وانتهبوا متاع الدار ومر رجل على عثمان ورأسه مع المصحف فضرب رأسه برجله ونحاه عن المصحف وقال: ما رأيت كاليوم وجه كافر أحسن ولا مضجع كافر أكرم.

قال والله ما تركوا في داره شيئاً حتى الأقداح إلا ذهبوا به



_ويروي ابن كثير عن ابن عساكر:
*أنهُ جاء رجل من كنده من أهل مصر يلقب حماراً ويكنى بأبي رومان , وقال قتادة: اسمه رومان , وقال غيره كان أزرق أشقر , وقيل كان اسمه سودان بن رومان المرادي. وعن ابن عمر قال كان اسم الذي قتل عثمان أسود بن حمران ضربه بحربة وبيده السيف صلتا
ًقال:
ثم جاء فضربه في صدره حتى أقعصه. ثم وضع ذباب السيف في بطنه واتكأ عليه وتحامل حتى قتله.
*وقامت نائلة دونه فقطع السيف أصابعها رضي الله عنها.
*ويقول ابن كثير: وثبت من غير وجه أن أول قطرة من دمه سقطت على قوله تعالى: فسيكفيكهُمُ الله وهو السميع العليم. البقرة: 137
*ويروى أنه وصل إليها في التلاوة أيضاً حين دخلوا عليه، وليس ببعيد فإنه كان قد وضع المصحف يقرأ فيه القرآن. قلت: نعم لقد اقتص الله من القتلة الخوراج،" وقد أقسم بعض السلف بالله إنه ما مات أحد من قتلة عثمان إلا مقتولاً رواه ابن جرير
*وقال بعضهم: ما مات أحد منهم حتى جن.
" ويروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت في حلقه .
*والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان: لقد أخذت بلحيةٍ كان أبوك يكرمها. فتذمر من ذلك وغطى وجهه ورجع وحاجرَ دونه فلم يفد وكان أمر الله قدراً مقدوراً وكان ذلك في الكتاب مسطورا ً



وروى ابن عساكر:
أن عمر وبن الحمق وثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات وقال: أما الثلاث فهن لله وست لما كان في صدري عليه) .
_ يقول ابن كثير:
(كانت مدة حصار عثمان في داره أربعين يوماً على المشهور , وكان قتله في يوم الجمعة بلا خلاف وكان ذلك في ثماني ليلة خلت من ذي الحجة سنة 35هـ على الصحيح المشهور , فكانت خلافته اثنتي عشر سنة إلا اثني عشر يوماً، وأما عمره - رضي الله عنه - فجاوز اثنتين وثمانين سنة , وقيل أربعة وثمانين سنة وقال قتادة: توفي عن ثمان وثمانين أو تسعين سنة.
* وأما موضع قبره بلا خلاف دفن بحش كوكب شرقي البقيع .
وقال الإمام مالك:

بلغني أن عثمان - رضي الله عنه - كان يمر بمكان قبره من حش كوكب فيقول: سيدفن هنا رجل صالح
وقال البخاري في التاريخ: حدثنا موسى بن إسماعيل عن عيسى بن منهال حدثنا غالب عن محمد بن سيرين
قال: كنت أطوف بالكعبة وإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظن أن تغفر لي، فقلت: يا عبد الله ما سمعتُ أحداً يقول ما تقول، قال: كنت أعطيت لله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته فلما قتل ووضع على سريره في بيته والناس يجيئون يصلون عليه. فدخلت وكأني أصلي عليه فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه ولحيته ولطمته وقد يبست يميني. قال ابن سيرين رأيتها يابسة كأنها عود) فرحم الله عثمان - رضي الله عنه - وأسكنه فسيح الجنان- البداية والنهاية 7- 181- 182-183-187 بتصرف


جزاكم الله خيرا على طيب المتابعة وارجو الصبر على قراءة وتدبر بقية الموضوع لاهميته
بارك الله فيمن قرأ ونشر وايقظ المسلمين وأجلى الحقائق التاريخية التى شوهها وافترى عليها الكارهين للإسلام.
دمتم فى رعاية الرحمن


(=============*#*=============)
منهاج السنة النبوية لإبن تيميه
تاريخ الطبري (2/653) بتصرف، وأنظر استشهاد عثمان ووقعة الجمل .
- البداية والنهاية (7 / 192) وكذلك تاريخ خليفة بن خياط .
–الشيعة والسنة إحسان إلهي ظهير ص12.
انظر كتاب العواصم من القوا صم: بتصرف يسير


الإسم:  البخارىتنزيل.PNG
المشاهدات: 15278
الحجم:  333.4 كيلوبايت