عثمان بن عفان رضى الله عنه
دراسة الفتنة الكبرى.قتله رضى الله عنه
{ ابن سبأ اليهودي وأثره في إحداث الفتنة}
. {الجزء التاسع عشر}
▬▬▬۩ ۩▬▬▬
والرد على شُبهات من قتله


بقية الأحداث:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الرد على التهمة الثالثة:-
3- ابتدع في جمع القرآن وتأليفه وفي حرق المصاحف
قال الشيخ محب الدين عندما علق على رد ابن العربي أثناء ردهِ على هذه التهمة فقال: (العناية التي بذلها عظيما الإسلام أبو بكر وعمر , وأتمها أخوهما وصنوهما ذو النورين عثمان في جمع القرآن وتثبيته ورسمه، وكان لهم بها أعظم المنة على المسلمين , وبها حقق الله وعده، في قوله سبحانه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وقد تولى الخلافة بعد هؤلاء الشيوخ الثلاثة أمير المؤمنين علي فأمضى عملهم وأقر مصحف عثمان برسمه وتلاوته في جميع أمصار ولايته , وبذلك انعقد إجماع المسلمين في الصدر الأول على أن ما قام به أبو بكر وعمر وعثمان هو أعظم حسناتهم. بل نقل بعض علماء الشيعة هذا الإجماع على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وجاء في كتاب تاريخ القرآن لأبي عبد الله الزنجاني (ص 46) من شيعة عصرنا أن علي بن موسى المعروف بابن الطاووس (589- 664) وهو من علمائهم نقل في كتابه (سعد السعود) عن الشهرستاني في مقدمة تفسيره عن سويد بن غفلة قال سمعت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -يقول: "أيها الناس الله الله إياكم والغلو في أمر عثمان وقولكم حرّا ق المصاحف فو الله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, جمعنا وقال: ما تقولون في هذه القراءة التي أختلف الناس فيها. يلقى الرجل يقول قراءتي خير من قراءتك: وهذا يجر إلى الكفر؟ فقلنا ما الرأي؟ قال: أريد أن أجمع الناس على مصحف واحد , فإنكم إن أخلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافاً فقلنا نعمّا رأيت "، ومما لا ريب فيه أن البغاة أنفسهم كانوا في خلافة علي - رضي الله عنه - يقرأون في مصاحف عثمان التي أجمع عليها الصحابة وعلي فيهم) (1) .

الرد على التهمة الرابعة:
4- وحمى الحمى:

يقول ابن العربي: (وأما الحمى فكان قديماً فيقال أن عثمان زاد فيه لما زادت الرعية: وإذ جاز أصله للحاجة إليه جازت الزيادة لزيادة الحاجة) (1) ويقول محب الدين الخطيب: كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضاً في حيه استعوى كلباً، فحمى لخيله وإبله وسوائمهِِ مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره. فلما جاء الإسلام نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك واختص الحمى بإبل الزكاة المرصدة للجهاد والمصالح العامة فقال - صلى الله عليه وسلم - لا حمى إلا لله ورسوله) رواه البخاري .




الرد على التهمة الخامسة: -
5- أجلى أبا ذر إلى الربذه
يقول القاضي ابن العربي أثناء تفنيدهِ لهذهِ الشبهة: (وأما نفيه أبا ذر إلى الربذة فلم يفعل وكان أبو ذر زاهداً وكان ُيقرِّع عمال عثمان، ويتلو عليهم " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ اليم " التوبة [34] ويراهم يتوسعون في المراكب والملابس حين وجدوا، فينكر ذلك عليهم، ويريد تفريق جميع ذلك من بين أيديهم، وهو غير لازم.
قال ابن عمر وغيرهُ من الصحابة: إن ما أديت زكاته فليس بكنز، ... إلى أن قال ابن العربي وكلٌ على خير وبركة وفضل، وحال ُ أبي ذر أفضل. ولا تمكن لجميع الخلق، فلو كانوا عليها لهلكوا فسبحان مرتب المنازل)


الرد على التهمة السادسة:
6- أخرج من الشام أبا الدر داء

(ووقع بين أبي الدر داء ومعاوية كلام، وكان أبو الدر داء زاهداً فاضلاً قاضياً لهم، فلما اشتد في الحق وأخرج طريقة عمر في قوم لم يحتملوها عزلوه فخرج إلى المدينة، وهذه كلها مصالح لا تقدح في الدين، ولا تؤثر في منزلة أحد من المسلمين بحال.
وأبو ذر وأبو الدر داء بريئان من عاب، وعثمان برئ أعظم براءة وأكثر نزاهة فمن روى أنه نفى وروى سبباً فهو كله باطل)



الرد على التهمة السابعة: -
7- رد الحكَمَ بعد أن نفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وهذه التهمة يقول عنها القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله: (وأما ردُّ الحَكَم فلم يصح) . وعلق محب الدين علي كلام ابن العربي بقول: شيخ الإسلام بن تيميه في منهاج السنة 3/196: (طعن كثير من أهل العلم في نفيه وقالوا ذهب باختياره وقصة نفي الحكم ليست في الصحاح وليس لها إسناد يعرف به أمرها..... وقالوا هو ذهب باختياره ... فحتى ان كان النبي - صلى الله عليه وسلم -قد عزر رجلاً بالنفي لم يلزم أن يبقى منفيًا طول الزمان فإن هذا لا يعرف في شيء من الذنوب , ولم تأتِ الشريعة بذنب يبقي صاحبه منفيا دائما).



الرد على التهمة الثامنة: -
8- أبطل سنة القصر في الصلوات في السفر
(أما ترك القصر فاجتهاد , إذ سمع أن الناس افتتنوا في القصر وفعلوا ذلك في منازلهم ,فرأى أن السنة ربما أدَّت إلى إسقاط الفريضة فتركها خوف الذريعة مع أن جماعة من العلماء قالوا: إن المسافر مخير بين القصر والإتمام , واختلف في ذلك الصحابة)



الرد على التهمة التاسعة: -
9- ولىّ معاوية بن أبي سفيان

(أما معاوية فعمرُ ولاه , وجمع له الشامات كلها وأقرّه عثمان بل إنّما ولاه أبو بكر الصدَّيق - رضي الله عنه -. لأنه ولى أخاه يزيداً واستخلفه يزيد , فأقَّره عمرُ لتعلقه بولاية أبي بكر لأجل استخلاف واليه له , فتعلَّق عثمان بعمر واقرَّه.)




الرد على التهمة العاشرة:
10- ولىّ عبد الله بن عامر بن كريز.

(أما عبد الله بن [عامر بن] كريز فولاَّه لأنه كريم العمات والخالات) يقول محب الدين الخطيب: فهو عبشمي الآباء وهاشمي الخئولة وكان سخياً كريماً شجاعاً افتتح خرسان كلها وأطراف فارس وسجستان وكرمان وقضى على يزد جرد بن شهريار آخر ملوك فارس وقال عنه ابن كثير: هو أول من اتخذ الحياض بعرفة لحجاج بيت الله الحرام وأجرى إليها الماء المعين





الرد على التهمة الحادية عشر: -
11-ولىّ مروان بن الحكم.

وأما قول القائلين في مروان والوليد فشديد عليهم، وحكمهم عليهما بالفسق فسقٌ منهم، مروان بن الحكم رجل عادل من كبار الأُمة عند الصحابة التابعين وفقهاء المسلمين. أما الصحابة فإن سهل بن سعد الساعد ي روى عنه وأما التابعين فأصحابه في السن وإن جازهم باسم الصحبة في أحد القولين. وأما فقهاءُ الأمصار فكلهم على تعظيمه واعتبار خلافته والتلفت إلى فتواه والانقياد إلى روايته. وأما السفهاءُ من المؤرخين والأدباء يقولون على أقدارهم)


الرد على التهمة الثانية عشر: -
12- ولى الوليد بن عقبة بن معيط.

(وأما تولية الوليد بن عقبة فإن الناس على فساد النيات – أسرعوا إلى السيئات قبل الحسنات.
فذكر الإفترائيون أنه إنما ولاه للمعنى الذي تكلم به.
قال عثمان: ما وليتُ الوليد لأنه أخي وإنما ولَّيته لأنه ابن أُم حكيم البيضاء عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوأمة أبيه)
وعلق الشيخ محب الدين الخطيب على كلام ابن العربي في الحاشية قائلاً:
(قد يظن من لا يعرف صدر هذه الأمة إن أمير المؤمنين عثمان جاء بالوليد بن عقبة من عرض الطريق فولاه الكوفة.
أما الذين أنعم الله عليهم بنعمة الأنس بأحوال ذلك العصر وأهله فيعلمون أن دولة الإسلام الأولى في الخلافة أبي بكر تلقفت هذا الشاب الماضي العزيمة الرضي الخلق الصادق الإيمان فاستعملت مواهبه في سبيل الله إلى أن توفي أبو بكر،
وأول عمل له في خلافة أبي بكر أنه كان موضع سر في الرسائل الحربية التي دارت بين الخليفة وقائده خالد بن وليد في وقعة المذار مع الفرس سنة 12 (الطبري 4: 7) ،
_ ثم وجهه مدداً إلى قائده عياض بن غنم الفهري (الطبري 4: 22)
_وفي سنة 13 كان الوليد يلي لأبي بكر صدقات قضاعة ,
_ثم لما عزم الصديق على فتح الشام كان الوليد عنده بمنزلة عمرو بن العاص في الحرمة والثقة والكرامة , فكتب إلى عمرو بن العاص وإلى الوليد بن عقبة يدعوهما لقيادة فيالق الجهاد , فسار ابن العاص بلواء الإسلام نحو فلسطين , وسار الوليد بن عقبة قائداً إلى شرق الأردن (الطبري 4: 29-30) ,
_ثم رأينا الوليد في سنة 15 أميراً على بلاد بني تغلب وعرب الجزيرة (الطبري 4: 155) يحمي ظهور المجاهدين في شمال الشام لئلا يؤتوا من خلفهم , فكانت تحت قيادته ربيعة وتنوخ مسلمهم وكافرهم. وانتهز الوليد بن عقبة فرصة ولايته وقيادته على هذه الجهة التي كانت لا تزال مليئة بنصارى القبائل العربية فكان – مع جهاده الحربي وعمله الإداري – داعياً إلى الله يستعمل جميع أساليب الحكمة والموعظة الحسنة لحمل
نصارى إياد وتغلب على أن يكونوا مسلمين كسائر العرب.)




الرد على التهمة الثالثة عشر: -
13- أعطى مروان خُمس أفريقية.

(وأما إعطاؤه خُمس أفريقية لواحد فلم يصح. على أنه قد ذهب مالك وجماعة إلى أن الأمام يرى رأيه في الخُمس، وينفذ فيه ما أداهُ إليه اجتهاده، وأنَّ إعطاءه لواحد جائز)





الرد على التهمة الرابعة عشر: -
14- كان عمر يضرب بالدرة وهو يضرب بالعصا.

(وأما قولهم إنه ضرب بالعصا فما سمعته مما أطاع أو عصى، وإنما هو باطل يحكى وزور ُينثي فيالله وللنهى)
ومعنى نثى الخبر والحديث: أذاعه وأظهره. والنثا مثل الثناء. إلا أنه يكون في لخير والشر، والثناء في الخير






الرد على التهمة الخامسة عشر: -
15- وعلا على درجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد أنحط عنها أبو بكر وعمر.

(كان مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضيق المساحة في عصر النبوة وخلافة أبي بكر وكان من مناقب عثمان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -عندما زاد عدد الصحابة أن اشترى من مالهِ مساحة من الأرض وسع بها المسجد النبوي ثم وسعه أمير المؤمنين عمر فأدخل فيه دار العباس بن عبد المطلب. ثم ازداد عدد المصلين بازدياد عدد سكان المدينة وقاصديها فوسعه أمير المؤمنين عثمان مرة أخرى وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجدد بناءه. فاتساع المسجد وازدياد غاشيته وبعد أمكنة بعضهم عن منبر الخطابة يجوز أن يكون من ضرورات ارتفاع الخطيب ليراهم ويروه ويسمعوه)





الرد على التهمة السادسة عشر:
16- لم يحضر بدراً، وانهزم يوم أحد, وغاب عن بيعة الرضوان.

(قد أخرج الإمام البخاري من حديث عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر يريد حج البيت فرأى قوماً جلوساً فقال: من هؤلاء القوم؟ قالوا: هؤلاء قريش , قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر , إني سائلك عن شيء فحدثني عنه. هل تعلم أن عثمان فرَّ يوم أحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال الله أكبر! قال ابن عمر , وتعال أبين لك. أما فرارهُ يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له.{ ابن عمر يشير إلى الآية (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله ُ عنهم إن الله غفورٌ رحيم) آل عمران 155}
وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لك أجر رجل ممن شهد بدر وسهمه. وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحدٌ أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه , فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى (هذه يد عثمان) فضرب بها على يده فقال (هذه لعثمان) ثم قال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك) .





الرد على التهمة السابعة عشر: -
17- لم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان (الذي أعطى السكين إلى أبي لؤلؤة، وحرضه على عمر حتى قتله)
(وأما امتناعه عن قتل عبيد الله بن عمر بن خطاب بالهرمزان فإن ذلك باطل فإن كان لم يفعل فالصحابة متوافرون والأمر في أوله وقد قيل: إن الهرمزان سعى في قتل عمر , وحمل الخنجر وظهر تحت ثيابه وكان قتل عُبيد الله لهُ وعثمان لم يلي بعد، ولعل عثمان كان لا يرى على عبيد الله حقاً لما ثبت عنده من حال الهرمزان وفعله، وأيضاً فإن أحدًا لم يقم بطلبه، وكيف يصح مع هذه الاحتمالات كلها أن ينظر في أمر لم يصح؟)




الرد على التهمة الثامنة عشر: -
18- وكتب مع عبده على جمله كتابًا إلى ابن أبي السرح في قتل من ذكر فيه .

(وأما تعلُّقهم بأن الكتاب وجد مع راكب ,أو مع غلامه - ولم يقل أحد قط إنه كان غلامه - إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح. يأمره بقتل حامليه , فقد قال لهم عثمان: إما أن تقيموا شاهدين على ذلك وإلا فيميني أني ما كتبت ولا أمرت، وقد يكتب على لسان الرجل , ويضرب على خطه , وينقش على خاتمه) .
وقد قال: شيخ الإسلام بن تيميه (كل ذي علم بحال عثمان يعلم أنه لم يكن ممن يأمر بقتل محمد بن أبي بكر ولا أمثاله , ولا عرف منه قط أنه قتل أحداً من هذا الضرب , وقد سعوا في قتله (أي في قتل أمير المؤمنين عثمان) ودخل عليه محمد فيمن دخل وهو لا يأمر بقتالهم دفعاً عن نفسه , فكيف يبتدئ بقتل معصوم الدم)

نهاية الجزء تابعوا بارك الله فيكم للأهمية





منهاج السنة النبوية لإبن تيميه
تاريخ الطبري (2/653) بتصرف، وأنظر استشهاد عثمان ووقعة الجمل ص87-99.
(2) - البداية والنهاية (7 / 192) وكذلك تاريخ خليفة بن خياط ص80.
(3) –الشيعة والسنة إحسان إلهي ظهير ص12.
انظر كتاب العواصم من القوا صم: ص 61- 62 بتصرف يسير




الإسم:  البخارى 2.PNG
المشاهدات: 21826
الحجم:  205.0 كيلوبايت