عثمان بن عفان رضى الله عنه
دراسة الفتنة الكبرى.قتله رضى الله عنه
{ ابن سبأ اليهودي وأثره في إحداث الفتنة}
{الجزء الثامن عشر}
▬▬▬۩ ۩▬▬▬
ابن سبأ اليهودي وأثره في إحداث الفتنة:
بقية الأحداث
هذا وقد شعر عثمان رضي الله عنه بأن شيئاً ما يحاك في الأمصار وأن الأمة تمخض بشرّ فقال والله إن رحى الفتنة لدائرة فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها "
تاريخ الطبري (2/648 -647) بتصرف.
أخذ أهل الفتنة يتراسلون فيما بينهم، فلما رأوا أن عددهم قد كثر تواعدوا على أن يلتقوا عند المدينة في شوال من سنة (35هـ) في صفة الحجاج، فخرج أهل مصر في أربع رفاق .
ولم يجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب، وإنما خرجوا كالحجاج ومعهم المنافق ابن السوداء.
وخرج أهل الكوفة في عدد كعدد أهل مصر، وكذا أهل البصرة،
ولما اقتربوا من المدينة......
شرعوا في تنفيذ مرحلة أخرى من خطتهم، فقد اتفق أمرهم أن يبعثوا اثنين منهم ليطلعا على أخبار المدينة ويعرفا أحوال أهلها، وذهب الرجلان فلقيا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلياً وطلحة والزبير، وقالا: إنما جئنا نستعفي عثمان من بعض عمالنا، واستأذنا لرفاقهم بالدخول فأبى الصحابة.

وقال علي رضي الله عنه: لا أمركم بالإقدام على عثمان فإن أبيتم فبيض سيفرخ
تظاهر القوم بالرجوع وهم يبطنون أمراً لا يعلمه الناس فوصلت الأنباء إلى أهل المدينة بانصراف أهل الفتنة فهدأ الناس.

وفي الليل فوجئ أهل المدينة بأهل الفتنة يدخلون المدينة من كل مكان فتجمعوا في الشوارع وهم يكبرون
فجاء علي بن أبي طالب وقال: ما شأنكم؟ لماذا عدتم؟ فرد عليه الغافقي بأن عثمان غدر بهم، قال كيف؟ قال: قبضنا على رسول ومعه كتاب من عثمان يأمر فيه الأمراء بقتلنا!! ، فقال علي لأهل الكوفة والبصرة: وكيف علمتم بما لقي أهل مصر!! وقد سرتم مراحل ثم طويتم نحونا؟ هذا والله أمر أبرم بالمدينة.

وكان أمر الكتاب الذي زوّر على لسان عثمان - رضي الله عنه -اتخذوه ذريعة ليستحلوا دمه ويحاصروه في داره إلى أن قتلوه رضى الله عنه.

وكان هذا التزوير ليس الاول من نوعه الذي ُزوّر على لسان الصحابة، فهذه عائشة - رضي الله عنه -، تُتهم بأنها كتبت إلى الناس تأمرهم بالخروج على عثمان فتنفي وتقول: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لهم سواداً في بياض حتى جلست مجلسي هذا .

وما تلك اليد الخفية التي كانت تخط وراء الستار لتوقع الفرقة بين المسلمين، وتضع في سبيل ذلك الكتب على لسان الصحابة وتدبر مكيدة الكتاب المرسل إلى عامل عثمان على مصر، وتستغل الأمور لتقع الفتنة بالفعل إلا يد ذلك اليهودي الخبيث وأتباعه، فهم المحركون للفتنة.

يقول عنه الشيخ الدكتور إحسان إلهي ظهير:
(ولقد أجمع المؤرخون قاطبة شيعة كانوا أم أهل السنة، أن الذي أضرم نار الفتنة والفساد، ومشى بين المدن والقرى بالتحريض والإغراء على أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين عثمان بن عفان، ذي النورين - رضي الله عنه -، كان هذا اللعين وشرذمته اليهودية، وهم الذين أوقدوا نار العصيان، وأشعلوها كلما خمدت نيرانها، وكان يتجول من بلدة إلى بلدة، ويتنقل من قرية إلى قرية،) .




التهم الملفقة التي وجهت إلي عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، والتي استحلوا بها دمهُ رحمه الله ورضي عنه وأرضاه.
قام العلامة القاضي أبي بكر بن العربي المالكي رحمه الله المتوفى سنة 543هـ بذكر هذه التهم السبئية وقام بتفنيدها واحدة تلو الأخرى فجزاهُ الله عن الصحابة خير الجزاء.
التهم السبئية الموجهة ضد عثمان - رضي الله عنه وتفنيدها:
1- ضربه لعمار حتى فتق أمعاءه
2- ضربه لابن مسعود حتى كسر أضلاعه ومنعه عطاءه
3- ابتدع في جمع القرآن وتأليفه وفي حرق المصاحف
4- وحمى الحمى
5- أجلى أبا ذر إلى الربذه
6- أخرج من الشام أبا الدر داء
7- رد الحكَمَ بعد أن نفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
8- أبطل سنة القصر في الصلوات في السفر
9- ولىّ معاوية بن أبي سفيان
10- ولىّ عبد الله بن عامر بن كريز.
11-ولىّ مروان بن الحكم.
12- ولى الوليد بن عقبة بن معيط.
13- أعطى مروان خُمس أفريقية.
14- كان عمر يضرب بالدرة وهو يضرب بالعصا.
15- وعلا على درجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد أنحط عنها أبو بكر وعمر.
16- لم يحضر بدراً، وانهزم يوم أحد, وغاب عن بيعة الرضوان.
17- لم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان (الذي أعطى السكين إلى أبي لؤلؤة، وحرضه على عمر حتى قتله)
18- وكتب مع عبده على جمله كتابًا إلى ابن أبي السرح في قتل من ذكر فيه




الرد على هذه التهمه الملفقة ضد عثمان - رضي الله عنه -
يقول القاضي بن العربي رحمه الله:

1- ضربه لعمار حتى فتق أمعاءه
هذا كله باطل سنداً ومتناً لو أنه فتق أمعاءه ما عاش أبداً.
وقد علق على ذلك محب الدين الخطيب في الحاشية فقال:"وقد روى الطبري (5 / 99) عن سعيد بن المسيب أنه كان بين عمار وعباس بن عتبة بن أبي لهب خلاف حمل عثمان على أن يؤدبهما عليه بالضرب. قلت هذا مما يفعله ولي أمر في مثل هذه الأحوال قبل عثمان وبعده، كما فعل عمر مثل ذلك بأمثال عمار ومن هم خير من عمار بما له من حق الولاية على المسلمين

يقول ابن تيمية : وفي الجملة فإذا قيل أن عثمان ضرب ابن مسعود أو عمار فهذا لا يقدح في أحد منهم فإنا نشهد أن الثلاثة في الجنَّة وأنهم من أكابر أولياء الله المتقين، وأن ولي الله قد يصدر عنه ما يستحق عليه العقوبة الشرعية , فكيف بالتعزير، وقد ضرب عمر بن الخطاب أبي بن كعب بالدرة لما رأى الناس يمشون خلفه وقال: (هذه ذله للتابع وفتنة للمتبوع) " بل هذا يُعرفكِ كيف كان الصحابة لا يخشون فى الله لومة لائم ،وأنّهم نفذوا الحدود على انفسهم واحبائهم ولم يفرقوا فرضى الله عنهم وأرضاهم.



الرد على التهمة الثانية: -
2- ضربه لابن مسعود حتى كسر أضلاعه ومنعه عطاءه
يرد على هذه التهمه القاضي أبو بكر ابن العربي المتوفى 543هـ رحمه الله فيقول:
_ أما ضرب عثمان لابن مسعود فهو زور وكذب:
فعند ولاية عثمان كان ابن مسعود والياً لعمر على أموال الكوفة وسعد بن أبي وقاص واليًا على صلاتها وحربها فاختلف سعد وابن مسعود على قرض استقرضه سعد فعزل عثمان سعداً وأبقى ابن مسعود إلى هنا لا يوجد بين ابن مسعود وخليفته إلا الصفو.

_ فعزم عثمان على تعميم مصحف واحد في العالم الإسلامي يجمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على أنه هو المصحف الكامل الموافق لآخر عرضة عرض بها كتاب الله عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم -قبل وفاته , وكان ابن مسعود يود لو أن كتابة المصحف أنيطت به وكان أيضاً يود لو يبقى مصحفه الذي كان يكتبه لنفسه فيما مضى.

_ فجاء عمل عثمان على خلاف ما كان يود ابن مسعود في الحالتين.
_ أما اختيار عثمان زيد بن ثابت لكتابة المصحف الموحد فلأن أبا بكر وعمر اختاراه قبل ذلك لهذا العمل في خلافة أبي بكر بل إن أبا بكر وعمر اختارا زيد بن ثابت لأنه هو الذي حفظ العرضة الأخيرة لكتاب الله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبيل وفاته .

_فكان عثمان على حق في هذا وهو يعلم كما يعلم سائر الصحابة - مكانة ابن مسعود وعلمه وصدقه وإيمانه ثم أن عثمان كان على حق في غسل المصاحف الأخرى كلها ومنها مصحف ابن مسعود لأن توحيد كتابة المصحف على أكمل ما كان في استطاعة البشر هو من أعظم أعمال عثمان بإجماع الصحابة وكانت جهود الصحابة في كل ذلك مع عثمان على ابن مسعود

نهاية الجزء تابعوا بارك الله فيكم للأهمية.



- تاريخ الطبري
العواصم من القواصم القاضي أبو بكر ابن العربي المتوفى 543هـ رحمه الله
عبدا لله بن سبأ ودورهُ في أحداث الفتنة
وعلي خاتم الأولياء
- الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي للدكتور سليمان العودة ص24، والسنة والشيعة ص8.
- الشيعة والسنة إحسان إلهي ظهير
_ استشهاد عثمان ووقعة الجمل لخالد الغيث بتصرف.





الإسم:  ابن تيمية.PNG
المشاهدات: 25411
الحجم:  331.3 كيلوبايت