انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (أبو لهب)؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    الموقع
    مصر
    الردود
    383
    الجنس
    امرأة

    Jhd لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (أبو لهب)؟؟




    الإسم:  033111040358f9p79ioy1x.png
المشاهدات: 2146
الحجم:  75.9 كيلوبايت

    ( تفسير سورة (المسد)
    _______________________



    {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}

    هو : عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[

    عبد العزى بن عبد المطلب المعروف بكنية أبو لهب هو عم الرسول محمد ; وكنيته أبو عتبة مات سنة 624م.
    وهو الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد ; .
    عرف عبد العزى بكنية أبو عتبة نسبة لابنه الأكبر عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب،
    ولكن الاسم المشهور له هو أبو لهب، لقبه إياه أبوه عبد المطلب لوسامته وإشراق وجهه.
    يوم ولادة محمد ; جاءت جاريته ثويبة وبشّرته بميلاد ابن أخيه ففرح لذلك وحرّرها من الرق.


    زوجته المكنَّاة بأم جميل _
    هي : أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
    •وهي أخت الصحابي أبو سفيان بن حرب.

    •وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: { وامرأته حمالة الحطب } قال: كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي ليعقره وأصحابه.
    •كانت امرأة أبِي لَهبٍ تَحْمل الشَّوك، وتضَعُه في طريق النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى بابه ليلاً، وكان بيت أبي لهب قريباً من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الأذى أشد،وكانت امرأةً سليطةً تبسط فيه لسانَها، وتطيل عليه الافتراءَ والدسَّ، وتؤجِّج نار الفِتْنة، وتثير حربًا شعواءَ على النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولذلك وصَفَها القرآنُ بِحَمَّالة الْحَطب.

    أم جميل لم تَكْتف بِهذا، بل راحَتْ تضغط على ولدَيْها عُتْبة وعُتَيبة ليطلِّقا بنتَيِ الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالت لولدَيْها: رأسي برأسَيْكما حرامٌ إن لَم تُطَلِّقا بنتَيْ مُحمَّد، فلم يكن لَهما إلاَّ الرُّضوخ لَها، فقاما بِتَطليق بنتَيِ الرسول أمِّ كلثوم ورُقيَّة.

    _قال ابن إسحاق : وكانت قريش إنما تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم مذمما ، ثم يسبونه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألا تعجبون لما يصرف الله عني من أذى قريش ، يسبون و يهجون مذمما ، وأنا محمد رواه البخارى




    أبناؤه :كان له أربعة أبناء_
    الصحابي عُتْبة بن أبي لهب.
    الصحابي معتب بن أبي لهب.
    عُتَيبةبن أبي لهب.
    الصحابية درة بنت أبي لهب.كانت من المهاجرات إلى المدينة.

    •وقد أسلم الأولان يوم فتح مكة، وشهدا حنيناً والطائف، وأما "عُتيبة" فلم يسلم، وكانت أم كلثوم بنت رسول الله عنده، وأختها رُقية عند أخيه عُتبة،

    ♦وكان قد خطب بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم لولديه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما حتى يثقل كاهل محمد بهما!
    •فلما نزلت السورة قال أبو لهب لهما: رأسي ورأسكما حرام _أي لا أراكما ولا
    أكلمكما _ إِن لم تطلقا ابنتي محمد، فطلقاهما وتزوجهما فيما بعد عثمان بن عفان (تزوج رقية ولمَّا ماتت تزوج ام كلثوم).




    معنى السورة
    ♥ومعنى تَبَّتْ هلكَتْ وخسرت، وقوله: وَتَبَّ أيْ: وقد تبَّ وهلَك وخَسِر، فالْجُملة الأولى دعاءٌ عليه بالْهَلاك والْخُسران، والجملة الثَّانية: إخبارٌ عن أنَّ هذا الدُّعاء قد استُجِيب، وأنَّ الْخُسران قد نزل به فعلاً.
    . ففي آية قصيرة واحدة في مطلع السورة تصدر الدعوة وتتحقق، وتنتهي المعركة

    ♥فأما الذي يتلو هذه الآية فهو تقرير ووصف لما كان.

    ♦ مَا أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ; هذا بيانٌ أنَّ ماله وجاهَه لن يُغْنِيا عنه من عذاب الله - تعالى - شيئًا.

    • سيصلى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ بيانٌ للعاقبة السيِّئة التي تنتظره، بعد هذا الذمِّ والتأنيب والوعيد؛ أيْ: سيُلْقَى بأبي لَهبٍ في نارٍ شديدة الحرارة، تَشْوي الوجوهَ والأبدان، ووصَفَ - سبحانه - النَّار بأنَّها "ذات لَهَبٍ"؛ لزيادة تقرير الْمُناسبة بين اسْمِه وكُفْره؛ إذْ هو معروفٌ بأبي لَهب، والنار موصوفة بأنَّها ذاتُ لَهب شديد.

    ♦ثُمَّ أعقب - سبحانه - ذلك، بذمِّ زوجه التي كانت تُشاركه العداوةَ لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ أنَّها كانت تَحْمل بنفسها حزمة الشَّوْك والْحَسك والسَّعْدَان، فتنثرها باللَّيل في طريقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لإِيذائه به.

    •ويصحُّ أن يكون المرادُ بِهذه الجملة الكنايةَ عن مشْيِها بين النَّاس بالنَّميمة، وإشاعة السُّوء حول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنه يقول لِمَن يَمشي بالنَّميمة لِيُفسد بين الناس: إنسانٌ يَحمل الحطب بين الناس؛ أيْ: إنَّه يفسد بينهم.

    ♦ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ والجِيد: العنق، والمسَد: اللِّيف الْمَتين الذي فُتِل بشدَّة، فعَن سعيد بن المسيب أنَّه قال: كان لَها قلادةٌ ثَمينة، فقالت: لأَبِيعنَّها ولأُنْفِقنَّ ثَمنها في عداوة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأبدَلَها الله عنها حبْلاً في جيدها من مسَدِ النار.



    •قال العلماء: وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوة، فإنه منذ نزل قوله تعالى: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان، لم يقيض لهما أن يؤمنا، ولا واحد منهما لا ظاهرًا ولا باطنًا، لا مسرًا ولا معلنًا، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة. ابن كثير
    فقد نزلت هذه السورة قبل وفاة أبي لهب بعشرة سنوات.




    دروس وعبر

    •إنَّ من يتدبر القرآن قد يتعجب من نزول سورة كاملة -حتى لو كانت قصيرة- فقط لأجل الردِّ على أبي لهب وزوجته، ويتعجبون أكثر وأكثر من أن هناك تصريحًا باسم الرجل، مع أن الكفار الذين تعدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كُثُر، ومع ذلك أشار لهم القرآن الكريم تلميحًا وليس تصريحًا.

    ♦ويزداد العجب أكثر عندما نجد اهتمامًا بأمر زوجة أبي لهب، حيث أفردت السورة لها آيتين من أصل خمس آيات، وسُمِّيت السورة بـ"سورة المسد"، وهو أمر متعلق بزوجة أبي لهب.

    •وإذا أردت العجب أكثر فاعلم أن تاريخ أبي لهب وزوجته مع المسلمين ليس فيه تعذيب بالسياط، ولا ضرب بالسيوف، ولا إصابات أو جروح، ولا قتل أو اغتيال!!

    ♥إذن لماذا هذه اللعنات المنصبَّة على هذا الرجل وامرأته؟!

    ♦أختصر لك المسافات.. لقد كان الرجل -وكذلك امرأته- من الإعلاميين الخطرين أصحاب الآراء المضللة! وبالتالي لم يكن أذاهما يقف عند مسلم أو مسلمة، إنما كان يتعدى ليصل إلى كل البشر الذين يستمعون لهما أو يشاهدونهما..

    •وكم من البشر صُدُّوا عن سبيل الله بكلماتهما! وكم من الآلام شعر بها الدعاة من جرَّاء كذبهما وتدليسهما..!

    .♦فالناس عندهم فطرة طيبة، ولو استمعوا إلى القرآن والسُّنَّة لاهتدى معظمهم، فيأتي هؤلاء الإعلاميون الفاجرون ويُزيِّفون الواقع، ويُخوِّفون الناس، ويُبعدونهم عن طريق الدين، فيصير الإعلاميون بذلك أشد خطرًا على الدعوة من الجلاّدين الذين يمسكون السياط بأيديهم، أو الحكام الذين يزجُّون بالمؤمنين في سجونهم..

    •ومن هنا ذكر الله عز وجل في حق أبي لهب ما لم يذكره في حق شياطين قريش الآخرين، والذين كان جهدهم منصبًّا على التعذيب الماديِّ للمسلمين.



    مواقفهما المخزية من أول أيام الدعوة..


    _ عن ابْن عباسٍ - رضي الله عنْهما - قال: لَمَّا نزلتْ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء: 214]، صَعِد النبِيُّ - صلى الله عليْه وسلم - على الصَّفا بِمَكَّة المكرمة - والحديث رواه البخاريُّ وغيره - فجعل يُنادي: ((يا بَنِي فِهْرٍ، يا بني عديٍّ)) لِبُطون قريْشٍ.

    _وفي رواية: وضع أصبعَيْه في أذنيه وظلَّ يَصْرخ بأعلى صوته: ((واصَباحاه، واصباحاه!)) حتَّى اجْتمعوا، فجعل الرجل إذا لَمْ يَسْتطعْ أنْ يَخْرج أرْسل رسولاً لينْظر ما هو؟ فجاء أبو لَهبٍ وقريْشٌ - هنا سيُقيم عليهم الْحجَّة ابتداءً - فقال: ((أرأيْتَكمْ لوْ أخْبرْتُكمْ أنَّ خيْلاً بالْوادي تريد أنْ تُغِير عليكم أكُنْتم مُصَدِّقيَّ؟))، قالوا: نعمْ؛ ما جرَّبْنا عليْك إلا صدْقًا، قال: ((فإنِّي نذيرٌ لكمْ بيْن يدَيْ عذابٍ شديدٍ))، وفي رواية في الصحيح: ((وإنِّي أنا النَّذير العريان))؛ أيِ: الذي لَم يُمْهِله الوقت ليرتدي ثيابه، فجاء عريانًا لِيُنذر قومه من النَّار.

    _وكان أوَّلَ مَن ردَّ عليه عمُّه أبو لَهب، نظر إليه نظرةً يتطاير منها الشَّرر، وقال له: "تبًّا لك سائرَ اليوْم، ألِهذا جَمعْتَنا؟!"؛ أيْ: أجَمَعتنا من أجل هذا الكذب، ومن أجل هذا الْهُراء؟! أنت رسول الله إلينا؟! أنت نذيرٌ إلينا من عند الله - جلَّ وعلا -؟! ألِهَذا جمعتنا؟!
    فنَزَل السورة يقتص الله - جلَّ وعلا - فوريًّا لحبيبه ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    _________________

    _ وقال محمد بن إسحاق: حدثني حُسَين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس قال: سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول: إني لمع أبي رجل شاب، أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع القبائل- ووراءه رجل أحول وضيء، ذو جُمَّة- يَقِفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبيلة فيقول: «يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفِّذَ عن الله ما بعثني به». وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان، هذا يريد منكم أن تسلُخوا اللات والعزى، وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أُقَيْش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه. فقلت لأبي: من هذا؟ قال: عمه أبو لهب.
    رواه أحمد أيضا، والطبراني بهذا اللفظ.

    ____________________

    ♦كانت أم جميل زوجة أبي لهب تتابع الأخبار، وتتحرك في وسط المجتمع لتنقل لهم الجديد من منظورها المضلل، فلما رأت أن الوحي لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة، ذهبت إليه متشفية وقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك! فنزلت (سورة الضحى).
    ______________________


    •لكن الإعلامية أم جميل انطلقت تنشر خبر تأخُّر الوحي بصياغتها المضللة الكاذبة، تقول للناس: إن الذي يأتيه شيطان، وإنه لم يعد يلقاه. بينما الحقيقة أن الذي يأتيه ملك، وهو مستمر في لُقياه. فانظر إليها كيف نقلت طرفًا صغيرًا من الخبر -وهو تأخُّر الوحي فترة قصيرة- بصورة مُشوَّهة فاجرة! وكيف أضافت من عندها، وكيف حذفت من الحقيقة، وكيف تحركت ونشطت في الباطل!!
    ________________________


    ♦وزوجها أبو لهب على درب الباطل يسير بجدٍّ واجتهاد.. ينافس زوجته في إعلامها الكاذب.
    ‏‎ كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول للناس:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا، وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لاَ يَسْكُتُ، يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، إِلاَّ أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلاً أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ. ابن كثير
    ‏‎ فبالطبع كان الناس يقولون: "عَمُّه أعلم به"؛ أيْ: إذا قال عمُّه: إنه كذَّاب فهو كذلك، وإذا قال: إنه ساحر فهو كذلك

    _________________________

    ♥وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد وأحمد بن إسحاق قالا حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، ومعه أبو بكر. فقال له أبو بكر: لو تَنَحَّيت لا تُؤذيك بشيء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه سَيُحال بيني وبينها». فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر، هجانا صاحبك. فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية ما نَطَق بالشعر ولا يتفوه به. فقالت: إنك لمصدق، فلما ولت قال أبو بكر، رضي الله عنه: ما رأتك؟ قال: «لا ما زال ملك يسترني حتى ولت».
    ثم قال البزار: لا نعلمه يُروَى بأحسنَ من هذا الإسناد، عن أبي بكر، رضي الله عنه.

    ♦قال ابن إسحاق : فوالله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه ، أما والله إني لشاعرة ، ثم قالت :
    مذمما عصينا وأمره أبَيْنا
    ودينه قَلَيْنا *
    •ثم انصرفت ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أما تُراها رأتك ؟ فقال : ما رأتني ، لقد أخذ الله ببصرها عني .
    قال ابن هشام : قولها ( ودينه قلينا ) رواه البخاري



    النهايات الكئيبة لمن حارب الله ورسوله:
    فقد قال الله على نهاية الظالمين_
    _(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين،)
    _ وهذه إهانة متوقعة، فالله عز وجل هو الذي قال: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18].

    ♥لِنَنظر إلى عُتَيبة بن أبي لَهب، لَمَّا سمع كلام أُمِّه حَمَّالةِ الحطب، ماذا فعَل؟ وماذا جرى له؟! ذهب إلى سيِّدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال يا محمَّد: أنا أَكْفر بـ النَّجْمِ إِذَا هَوَى [النجم: 1] وبالذي دَنَا فَتَدَلَّى [النجم: 8]، ثم تَسلَّط عليه بالأذى، وشقَّ قميصه، وتَفَل في وجْهِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلاَّ أن البزاق لَم يقَعْ عليه، وحينئذٍ دعا عليه النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال: ((اللهم سَلِّط عليه كلبًا من كلابك)). قال عنه الحافظ ابن حجر : هو حديث حسن أخرجه الحاكم.

    _ثم عاد عُتَيبة إلى أبي لَهبٍ، وأخبره، ثم خرج إلى الشام، فنَزلوا مَنْزلاً، فأشرف عليهم راهبٌ من الدِّير، وقال: إنَّ هذه أرض مسْبعة (أرض كثيرة السِّباع)، فقال أبو لَهب لأصحابه: أغيثونا يا معشر قريشٍ هذه اللَّيلة؛ فإنِّي أخاف على ابني عُتَيبة من دعوة محمَّد، فجمعوا جِمالَهم، وأناخوها حوْلَهم وأحدقوا بِعُتيبة، فجاء السَّبُع يتشمَّم وجوهَهم، حتَّى ضرب عتيبة، فقتَله.
    ♦ سبحان الله إنَّ دعوة المظلوم مستجابة، فما بالك لو كان المظلومُ سيِّدَ البشَرِ محمَّد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!

    ______________________________


    ♥تعالوا لِنَرى كيف كانت نِهاية أُمِّ جميل؟ كيف عاقبَها الله تعالى؟ إنَّ الله عاقبها مِن جنس العمل، فقد كانت تأتي كلَّ يومٍ بِحزمةٍ كبيرة من الْحَسك - وهو نباتٌ له ثَمرة ذات شوك تعلق بأصواف الغنَم - فتطرحها في طريق النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبينما هي حامِلَةٌ ذاتَ يومٍ حُزمةً، فقعدت على حجَرٍ لتستريح، فجُذبت مِن خلفها، وقد كانت تَحْتطب في حبْلٍ تَجْعله في جيدها من لِيفٍ، فخنقها اللهُ - جلَّ وعزَّ - به فهَلَكت، وهو في الآخرة حَبْل من نار.

    سبحان ربِّي! ماتت بِحَبلٍ من ليف في الدُّنيا على حُزْمة الشَّوك الذي تُؤْذي به الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو حبل ممتدٌّ لَها في الآخرة لكنه مَمْسودٌ بالنَّار، وهكذا كانت نِهاية الظُّلم والفساد.

    __________________________



    ♥-والآن لنرى نهاية أبى لهب فقد مات بعد أن علم أن المؤمنين قد انتصروا في بدر، فأُصيب بهمٍّ وكمد وحزن، ثم زاد الأمر فأصابه الله عز وجل بقرحة كان العرب يتشاءمون منها اسمها "العَدَسَة"، فمات بها، ولم يستطع أحد من أقربائه أن يقترب منه ليدفنه عدة أيام حتى تعفَّن في بيته. وعندما عيَّر الناس أبناءه بتركه، ألقوا عليه الماء من بعيد، ثم حملوه في ثيابه مسرعين إلى أعلى مكة، فألقوه على جبل، ثم رموه بالحجارة حتى وارَوْه تحتها!



    فأفيقوا أيها الإعلاميون المدلسون..فهذه نهاية امثالكم
    ______________________________

    وهل أثَّرت هذه الأكاذيب الباطلة على حركته ونشاطه صلى الله عليه وسلم؟!

    أبدًا والله.. إنه أخذ الموضوع ببساطة عجيبة، وعلَّق عليه تعليقًا لا يتخيله أحد! لقد سمعهم يسخرون منه، ويلقبونه بالمذمم، فماذا قال؟! لقد قال لأصحابه: «أَلاَ تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؟! يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ».. وأكمل طريقه صلى الله عليه وسلم، وشجَّع أصحابه على إكمال الطريق، فلا وقت عند الدعاة الصادقين لهذه التُّرَّهات والأباطيل.

    وهكذاأنزل الله سورةً تُتْلى إلى يوم القيامة؛ لِتَكون أيضاً عِظَةً وعِبْرة لكلِّ امرأة تَعْمل للشَّر، وتدبِّر لأذيَّة الناس، ولكلِّ امرأة تَمْنع الآخرين من نشر الخير، فما أكثر آباءَ لَهبٍ وأُمَّهاتِ لَهب في زماننا! ما أكثر هؤلاء الصَّادين عن سبيل الله، الْمَشَّائين بالنَّميمة بين الناس، الذين يعملون على زَرْع العداوة والبغضاء بين المؤمنين والمؤمنات!كم امرأةً في دنيا اليوم تَخلَّقَت بأخلاق زوجة أبي لَهَب؟ كمْ حَمَّالةَ حطَبٍ تَحْطب الكلام؟ كم من امرأةٍ كانت سببًا في تفريق الأُسَر؟ كم امرأةً كانت سببًا في تدمير عائلةٍ بأكملها؟ كم من أُمٍّ كانتْ سببًا في خراب بيت ولَدِها وطلاقِ زوجته؟ قصَّة أُمِّ جميل والواقع الذي نعيشه يُثْبِت لنا أنَّ أحد أسباب الطَّلاق في المُجتمعات تدخُّل الأُمَّهات في حياة الأولاد مع أزواجهم، فكَمْ سَمِعنا عن أمَّهاتٍ غَيُورات متسلِّطات آذَيْن أولادَهنَّ وأزواجَهم، وتسبَّبْن في خراب بيوتِهِم شعَرْن أو لَم يشعرن.

    ♥فإيَّاكِ أيَّتُها الأُمُّ من الظُّلم، إيَّاكِ أن تكوني كحَمَّالة الحطب؛ فالعالَمُ اليومَ يعجُّ بالقيل والقال، وأكثَرُه على وجْه الإفساد وإشعال الفِتْنة وخراب البيوت، المرأة المؤمنة الصَّالحة مَن تُعِين زوجَها على اتِّباع الحقِّ، وتأخذ بيده وتُعِينه عن الفرار من الباطل، والأُمُّ المؤمنة الصالحة مَن ترحم بيتَها وأُسْرتَها، فتدُلَّهم على الخير أينما كان.



    وأخيرا يا أيها المسلمين لا يعطلنَّكم هذا الغثاء الذي تسمعونه من أمثال أبي لهب وزوجته ومن الإعلاميين.. فأين هما الآن؟ وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟

    أمَّا هما فقد أهانهما الله عز وجل وأدخلهما نارًا لا خروج منها، وأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رفع الله تعالى ذكره وأعزَّ أمره، ونصره وأصحابه، وما زلنا نذكرهم بالخير والثناء، وما زال العالم كله يتدبر في آثارهم العظيمة، وأمجادهم الجليلة..فأبشروا واطمئنوا أيها المؤمنون..

    فوالله، ليثلجنَّ الله صدوركم بعزِّ هذا الدين، وليشفينَّ صدوركم برؤية الخزي يعلو هؤلاء المجرمين.. وليأتينَّ يوم -أحسبه قريبًا إن شاء الله- يتصاغر فيه هؤلاء المدلسون، ويتوارون عن أعين الناس، بعد أن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها، فهذه نهايات حتميَّة لمن قضى عمره يُبعِد الناس عن طريق ربِّ العالمين..



    بقى لنا ان نعرف هل ثبت شيء عن تخفيف العذاب في النار لأبي لهب ؟
    يقول الشيخ فى الاسلام سؤال وجواب
    أما ما يروى في تخفيف العذاب عن أبي لهب بسبب عتقه ثويبة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من كلام الصحابة ، وإنما رؤيا منام أريها بعض أهله ، لا يجوز أن يعارض به ما سبق تقريره من بطلان حسنات الكافرين في الدنيا ، وأنها لا تغني عنهم عند الله شيئا ، فضلا عن أن الوارد في ذلك إنما هو بسند مرسل .
    ومن أراد قراءة اللأجابة كاملة

    http://islamqa.info/ar/139986
    ((((((((((((((((((((((((((
    •تفسير ابن كثير
    ♦ابن الاثير
    •السيرة لابن هشام
    ♦الظلال
    •راغب السرجانى
    ♦الشيخ محمد جمعة
    الحلبوسي






    الصور المرفقة الصور المرفقة  
    آخر مرة عدل بواسطة قطـرات : 02-03-2015 في 12:12 AM السبب: بارك الله فيك (:

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 4
    اخر موضوع: 20-12-2014, 10:25 PM
  2. ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ... )
    بواسطة أزهار عبدالرحمن في روضة السعداء
    الردود: 5
    اخر موضوع: 23-10-2010, 12:17 AM
  3. إذَا كَانَ الأمْس ضَآعَ .. فبَينَ يدَيكَ اليَومْ
    بواسطة ودود -ولود في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 29-11-2009, 09:00 PM
  4. اللهمَّ إنِّى كَانَ لِى وَلَد ْ.... !!
    بواسطة بداية داعية في فيض القلم
    الردود: 16
    اخر موضوع: 12-05-2009, 08:05 PM
  5. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ...
    بواسطة زهر النسرين في الملتقى الحواري
    الردود: 4
    اخر موضوع: 27-05-2003, 02:55 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ