رسالةٌ مقترحةٌ من أب لابنه في الحثِّ على الصلاة
بقلم الشيخ: عبدالرزاق عبدالمحسن البدر
-ثبته الله-
نظرا لشكوى عدد من الآباء من تفريط أبنائهم في المحافظة على الصلاة وكسلهم عند إيقاظهم لها
حررت هذه الرسالة تعاوننا في نصح الأبناء جعلهم الله لنا أجمعين قرة أعين وأصلحهم وجعلهم
من المقيمين الصلاة بمنه وكرمه. بسم الله الرحمن الرحيم
ابني الوفي الكريم /................................ حفظك الله وبلغك رضاه
وأسعدك في دنياك وأخراك آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فهذه رسالة حب وتذكير أكتبها بمداد قلب أب عطوف ووالد مشفق لقرة عينه و
فلذة كبده راجيا سعادته ومبتغيا فوزه وطامعا في نجاته، واللهَ وحده أسأل أن يتولاك بتوفيقه
ويكلأك برعايته وتسديده.
اعلم ابني الكريم أنَّ أهمَّ أمور العبد ال صَّلاة؛ فمَن حافَظ عليها وحفِظها حفظَ دينَه،
ومن ضيَّعها كان لما سواها من عمله أشدَّ إضاعةً،
وهي عمود الإسلام وقَبول سائر الأعمالِ موقوفٌ على قَبول الصَّلاة,
فإذَا رُدَّت رُدَّت عليه سائر الأعمال، وهي أوَّل فروض الإسلام، وهي آخِر ما يُفقَد من الدِّين،
فهي أوَّل الإسلام وآخره، ولا يستقيمُ دينُ المسلم، ولا تصلح أعمالُه،
ولا يعتدلُ سلوكُه في شؤون دينه ودُنياه، حتَّى يُقيم هذه الصَّلاة على وجهها المشـروع .
ابني الكريم اعلم أن لك موقفين تقفهُما بين يدي الربِّ؛
أحدهما في هذه الحياة الدُّنيا، والآخر يوم تلقى الله جلَّ وعلا يوم القيامة، ويترتَّبُ على صلاحِ الموقف الأوَّل فلاحُك وسعادتُك في الموقف الثَّاني،
ويترتَّب على فسادِ حال العبدِ في الموقف الأوَّل ضياعُ أمره وخسرانُه في الموقف الثَّاني.
الموقف الأوَّل: هو هذه الصَّلاة الَّتي كتبها اللهُ جلَّ وعلا على عباده وافترضَها عليهم خمسَ مرَّاتٍ في اليوم واللَّيلة؛ فمَن حافظَ على هذه الصَّلاة، واعتَنى بها، وأدَّاها في أوقاتِها، وحافظَ على شُروطِها وأركانِها وواجباتِها هانَ عليه الموقفُ يوم القيامة، وأفلحَ وأنجحَ، وأمَّا إذا استهانَ بهذا الموقف؛ فلم يُعْنَ بهذه الصَّلاة، ولم يواظب عليها،
ولم يحافظ على أركانها وشروطها وواجباتها عَسُرَ عليه موقف يوم القيامة.
روى التِّرمذي والنَّسائي وغيرهما عن حُرَيث بن قَبيصَة رحمه الله قال: أتيتُ المدينة فسألت اللهَ ـ جلَّ وعلا ـ أن يرزقني جليسًا صالحًا، فجلستُ إلى أبي هريرة رضي الله عنه ، وقلتُ له: يا أبا هريرة! إنِّي سألتُ الله أن يرزقني جليسًا صالحًا؛ فعلِّمني حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلَّ الله أن ينفعني به! فقال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ؛ فَإِنْ صَلحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» وهو حديث صحيح.
فتأمَّل ـ ابني رعاك اللهُ ـ ترتُّبَ صلاح الموقف الثَّاني على صلاح الموقف الأوَّل، والخسران في الموقف الثَّاني على الخُسران في الموقِف الأوَّل. فاتَّقِ اللهَ في هذه الصَّلاة، وحافظ على هذا الموقف بين يدي الله ـ جلَّ وعلاـ ،
عظِّم هذه الصَّلاة يعظُم أمرُك عند الله، وتعلو مكانتُك عنده.
يا أيُّها الابن الموفَّق! إذا أكرمك اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ بأبٍ يعتني بك في هذه الصَّلاة حثًّا وحضًّا وترغيبًا؛
فإيَّاك ثمَّ إيَّاك أن تنزعج منه، أو أن تتضجَّر من متابعته لك؛
فإنَّه ـ والله ـ يعمل على إنقاذك من سَخَط الله، ويعمل على إيصالِك إلى مرضاة الله ـ تبارك وتعالى ـ، فإنَّ الله ـ جلَّ وعلا ـ
لا يرضى عنكَ إلَّاإذا كنتَ من أهل هذه الصَّلاة محافظةً عليها وأداءً لها.
-يُتبع-
الروابط المفضلة