امراض القلوب : شهوات وشبهات

مرض الشهوات ...
يسارع القلب المفرط عن ذكر الله وخشيته ، إلى
كل شهوة وهوى حتى تهوى به ؛ إذا لم يستيقظ
ويعي ويدرك خطورة طريق الردى
وترفّع بنفسه العزيزة عن سفاسف الأمور وشهواتها
ومن الأفضل إذا لم يكن ذا حاجة ملحّة نتركه
ونقنع بما عندنا ، قال صلى الله عليه وسلم :
" إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه "
وإذا تمادى العبد في تلبية رغباته واتباع
شهواته ، فلا تزال به الشهوات تقوده حتى
يدنو إلى منزلة الحيوان ، نسأل الله العافية
ولا يزال المؤمن يترك ما تهواه النفس ويغض
البصر ويسعى ليرتفع بروحه عن ما يدنيها
ويقنع بما يملك ؛ حتى يرتقي إلى منزلة الملائكة ،
والشفاء من مرض الشهوات يسير وهو بترك
الشهوات ، والمحافظة على العبادات والطاعات
وبذكر الله وملازمة أهل الصلاح
وقد يسير ذوو الشهوات والهوى حتى تصل بهم إلى الخروج
من دائرة الإسلام .. نسأل الله السلامة
مثلما فعل ت بمنافقين السلف وعلمانيّ وليبراليّ الخلف
فمن نافسك على الآخرة فنافسه ، ومن نافسك على الدنيا فدعها له




و مرض الشبهات... فهو مرض خطير جداً ،
إذا دخل القلب أزاغه ، يبدأ هذا المرض حين
يدخل القلب حقد على الصالحين إما لمكانتهم
أو لأنهم من غير قبيلته ، وتبدأ حمية الجاهلية
تأخذ منه كل مأخذ حتى ترديه في مهاوي الردى
تعرف صاحب هذا المرض بإنه يتنقص من
علماء السلف والخلف يتنقص من معظم المشائخ
حتى يصبح يستهزئ بمجالس الذكر وحلقات
القرآن ويسخر من القائمين عليها ، يطلق عنان
الفكر دون تثبّت في العقل ورسوخ في النقل
تراه في حين يستهين بأهل العلوم الشرعية ؛
يدافع مدافعة مستميتة لأهل البدع
ولا يزال يقوده ابليس في هذا حتى يفقده غيرته
على دينه فلا يحل حلالا ولا يحرم حراما
قال تعالى : { فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم }
ولو كان القلب مليء بذكر الله وتدبر آيات الله
لما وجد الحقد والحسد والعصبية القبلية
مجال لهم لينفذوا وينفخ فيها الشيطان حتى
تربوا وتكبر حتى يصبح صاحبه في مصاف
الملحدين ، وعلاج هذا المرض إذا كان في
بدايته فعلاجه يسير يستطيع العاقل أن يتداركه
أما إذا وصل في مرحلة متقدمة فتحتاج إلى
قلب قوي يستطيع حرب شياطين الانس والجن
نسأل الله السلامة والعافية