الآثار الواردة في فضل صيام شعبان:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهرٍ, إلا رمضان، وما رأيت أكثر صياماً منه في شعبان"رواه البخاري (196).
وعنها قال:
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم صام شهراً أكثر من شعبان وكان يصوم شعبان كله (1970).
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لآخر: "أصمتَ من سُرَر شعبان(2)؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين" رواه مسلم (2743)،
قال النووي:
"هذا الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة في النهي عن تقدم رمضان، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن الصوم المعتاد لا يدخل في النهي، وإنما النهي عن غير المعتاد. النووي (807/295).
ومما يدل على أفضلية صيامه ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان وكان يصوم شعبان كله" (2970).
وعند أبي داود:
"لا يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان يَصِلُه برمضان" أي كان يصوم معظمه، ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنه قال: جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول: صام الشهر كله. وقيل: يصوم كله تارة، ومعظمه تارة أخرى. وقيل: من أوله إلى آخره. (ا. هـ. ملخصاً من الفتح، 4/286).
للاطلاع على المصدر
للتثبت من صحة الأحاديث الواردة
العنوان هنا
الحكمة من صوم شعبان أكثر من غيره:
قال ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن (3/318):
"وفي صومه صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره ثلاث معان:
أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهراً، فجمع ذلك في شعبانليدركه قبل الصيام الفرض.
الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها.
الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمالفأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.ولكنَّ ابن حجر رحمه الله رجح هذا الأخير، فقال: "والأولى في ذلك ما جاء في حديث أصح مما مضى أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله! لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال:
"ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفعَ عملي وأنا صائم". ونحوه من حديث عائشة عن أبي يعلى، لكن قال فيه:
"إن الله يكتب كلَّ نفس ميتة تلك السنةفأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم" أ. هـ من الفتح (4/269).
الروابط المفضلة