بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
بعد قرأتِ لكتاب بعنوان " رسالة إلى الرياضي " مؤلفها " عبد الوهاب الناصر الطريري " قررت أن أكتب لكم المختصر من هذا الكتاب لعل الله يغفر لي ولوالدي ولجميع أمة محمد ويهديهم إلى الرشد والصلاح .
أخي اللاعب ، أخي الرياضي ، في أفق النجومية ، أو ميدان الهواية أسألك وأنا أسأل صدرك الرحب وقلبك الطيب ، أسألك ثلاثة أسئلة :
1- ما هي مهمتنا في الحياة ؟
2- ماذا تنتظر منا الأمة ؟
3- ماذا حققنا للمستقبل ؟
ثم إني أستأذنك أخي الكريم أن أجيب عليها أنا .
أما مهمتك في الحياة فقد خلقك الله عبداً يحمل رسالة ، وخليفة في الأرض يعمل بمنهج ، ومجاهداً يجاهد لغاية . ( وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا ) سورة الأنعام آية 70
إن غيرنا لم يحمل ما حملنا من الميثاق ، ولم يتحمل ما تحملنا من الأمانة ، ولذا فلا نعجب أخي من عالم الكفر الذي يرى حياته تنتهي كلها كما تنتهي حياة أي حشرة ، أو كما ينفق أي حيوان ، لا نعجب بعد ذلك أن تكون سهرته كأساً ، و قرآنه غناء ، وجهاده عبثاً ، فحياته وهمومه تنتهي كلها هنا ، أما الذين يؤمنون بالغيب ويرجون لقاء الله فشأنهم شأن آخر .
إن سهرهم تهجد ، وإن نهارهم جهاد ، وإن حياتهم استقامة وطهر ونقاء
أما ماذا تنتظر منك الأمة ؟
فالأمة أخي تنتظر منك لساناً ناطقاً بالحق وساعداً مدافعاً عن المثل ، وفؤاداً مفعماً بالهدي ، وقلباً يرى بنور الوحي .
ليس المقصود أخي تربية الأبدان ثم تموت القلوب ، أو تقوية الأعضاء ثم تزهق المبادئ أو الاعتناء بالعضلات ثم تنهار الإرادة .
قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) و حاشاك أن تكون من الغافلين .
أما ماذا حققنا للمستقبل ؟
فإن للمؤمن مستقبلاً مع الله عز وجل هو عالم الغيب
عالم الغيب الذي آمنا به وكفر به الآخرون ، وصدقنا به وكذب به الآخرون .
أمامنا مستقبل في القبر تلك الروضة المنتظرة أو الحفرة المستعرة .
أمامنا العرض الأكبر على الله ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) سورة الحاقة آية 18
أمامنا نار حامية ، أو جنة قطوفها دانية .
أسألك أخي الكريم :
هل وقفت أمام المرآة فرأيت استدارة كتفيك ، ومتانة صدرك ، وقوة بدنك ، وهذا الجسم الممشوق ، الرياضي المتناسق . فهل سألت وتساءلت ماذا فعلت لوقاية هذا الجسم من نار وقودها الناس والحجارة ، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ؟
أعوذ بالله أن يكون جسدك هذا حطباً للنار أو فحمةً في جهنم
أخي الرياضي : ينبغي أن يبقى للعب وللرياضة وللكرة حجمها الطبيعي فلا تضخم ، ولا تتجاوز مساحاتها إلى القضايا والأهداف الكبرى في حياتنا ، بحيث تطغى على العواطف والمشاعر والانفعالات حتى ربما سمعت من يبكي فرحاً بفوز فريق ، ومن يصاب بالإغماء لهزيمة فريق . حتى تحولت الرياضة في حياة فريق من الناس إلى جنون .
" وجنون الرياضة عامة ، وجنون الكرة خاصة لون من الجنون يبثه اليهود في الأرض من خلال وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها ويوجهونها .
وكل فتى أو فتاه أصابه جنون الرياضة أو جنون الكرة فهو حبل من الناس يمد اليهود بتفاهة اهتماماته والوقت الحي الذي يقتله في الاهتمامات الفارغة بعيداً عن الرشد بعيد عن الوعي بعيد عن رحمة الله .
أخي الرياضي في نفسه وخلقه في قرآنه وإيمانه ، علينا جميعاً أن نحذر من الإقتداء بالنجوم العالمين وتقليدهم التقليد الساذج البليد .
فإن هذا في الحقيقة ضعف وانهزامية ورفض لعزة الإسلام لا تليق بك يا حفيد الصحابة .
تذكر أن لك قدوات وضيئة من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان الزبير بن العوام يخزن في ساعديه قوة مدمرة أمسك بالسيف فضرب به هام مشرك على رأسه الخوذة ففلق هامه وقد صدره وشق درعه حتى وصل السيف إلى إلى سرج الفرس ، فقال الناس ما أعجب سيف الزبير !! فغضب زبير فقال أين الساعد الذي تحمله ؟
وكان سلمه بن الأكوع يحمل نفسه على ساقيه تسابقان الريح فلم يسابقه أحد إلا سبقه و لا فاته أحد إلا أدركه . ولكن فيما أنفقت تلك القوة وفيما سخرت تلك الطاقة لقد صرفت و أنفقت في عزة الإسلام وجهاد الكافرين .
فينتظر من قوتك و رياضيتك أن ينفق شئ منها في هذا المجال .
أخي الرياضي ، هذه هتافات حملها من قلبي إلى قلبك الحب ، والولاء ، والأخوة ، أحملها إليك وأودعك الآن وأنا ادعوا الله أن تكون المؤمن القوي في إيمانه كما هو قوي في بدنه وأن تكون موفقاً حيثما توجهت ومباركاً حيثما كنت .
وأسأل ربي أن يحفظك ويرعاك و يسددك و يتولاك أن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم .
__________________________________________________ ___________________

أرجو من الجميع أن ينشروا هذا الموضوع أو أي موضوع كتبته لكم من قبل