انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: ( حقوق المرأة ) : الشيخ زيد البحري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الردود
    466
    الجنس
    رجل

    ( حقوق المرأة ) : الشيخ زيد البحري

    خطبة عن ( حقوق المرأة )
    فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
    أما بعد ، فيا عبادَ الله :كثُر الكلام في هذه الأيام في وسائل الإعلام المرئية ، والمقروءة ، والمسموعة،كثر الحديث والكلام فيها عما يُسمّى ب((حقوق المرأة ))، وارتفعت الرايات ، والألوية تنادي بحقوقها .بل نبَحَتْ تلك الأبواق الشيطانية تطالب بمساواتها مع الرجل وازدادت هذه المطالبة حينما بثّت ، ونشرت ، وأذاعت وسائل الإعلام مبادئها ، ودموعها دموعَ التماسيح ، والتي تهدف من خلالها إلى تحقيق(( حرية المرأة )) كما يزعمون .وهذه الحملة – عبادَ الله – المُستهدَف منها من النساء ليست تلك المرأة الغربية ، إنما هي المرأة في هذا البلد الشريف ، والتي تستطلع من خلال الشاشات ما يُحاك ضدها، يُعرض أمامها ، ويُقدَّم أمام عينيها في قالبٍ من النصح ، الخير ، وهي لا تعلم هذه المسكينة بأنه خبث ودنس .وفي هذه الحملة الكبرى وللأسف خرجت طائفتان ممن ينتسبون إلى الإسلام :
    1- فطائفة تدعي بأن الإسلام سوَّى بين الرجل والمرأة ، فلا داعيَ إذاً أن ترخي الحجاب على وجهها ، ولا ضرورة – في ظنهم – أن تبقى المرأة وأن تمكث في بيتها لأنها كالرجل سواء ، لأنها مع الرجل سواء .2- وطائفةٌ زعمت – ولبئس زعمها – بأنّ الإسلام عدوٌ للمرأة ، انتقص كرامتها ، وحطّم كبرياءها ، وشعورها ، وأهان مكانتها ، وجعلها شهوةً بين يدي الرجل لا حسب .هذا زعمهم ، هؤلاء ، وأولئك في الحقيقة لا يعرفون حقيقة الإسلام عن المرأة ، أو يعرفون هذه الحقائق لكنهم يلبسون الحق بالباطل بغية الشرِّ والفساد للمجتمع .وحاشا إسلامنا أن يكون بهذا التصور المشين ، حاشاه أن يكون بهذا المستوى الرذيل .في الحقيقة أنّ حقيقة الإسلام عن المرأة لا يعرفها إلا أهل الخير ، والصلاح الذين عرفوا مكان المرأة المناسب لها .عبادَ الله ، اسألوا التاريخ . والتاريخ شاهد ،ماذا صنع الإسلام للمرأة ؟

    - على حين كان الرومان يقررون في القرن السادس أن المرأة روحٌ شريرة ، جاء الإسلام لينصف ، جاء ليقرر ، جاء رسول البشرية عليه الصلاة والسلام يعلنها قائلا- كما في المسند - : (( النساء شقائق الرجال )) - وعلى حين كان قانون الجاهلية يؤيد ( وأد البنات ) خيفة العار ، والفقر جاء القرآن ليبين،وليوضح} وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8} بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9}{ - وعلى حين كانت المرأة من سقط المتاع لا وزن لها ، ولا قيمة لها عند العرب ، جاء نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام يعلنها قائلاً : (( مَن كان له ثلاث بنات،فصبرعليهنّ ،وأطعمهنّ ،وكساهنّ ، كُنّ له حجاباً من النار )) - وعلى حين كان اليهود يعتبرونها بمثابة الخادمة ، ولأبيها الحق في بيعها ، وعلى حين كان العرب يحرمونها من الميراث ، جاء الإسلام ليفصل في هذه القضية ، فقال جلّ وعلا: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ{هذا هو حال المرأة في الزمن الماضي 0 أما حالها في هذا الزمن ، انظر إلى تلك المجتمعات التي تدَّعي الحرية ، انظر إلى المرأة في تلك البيئات المظلمة ، بل في تلك الغابات الموحشة التي امتلأت بذئاب البشر ، صارت المرأة في تلك الغابات تعرض نفسها للراغبين ، تقدم نفسها للطالبين ، فما الذي حصل ؟ الذي حصل أنها سقطت في براثن ، وفي مستنقعات الجنس ، فحطّمت بالتالي كيانها ، وأسرتها وأضاعت شرفها وكيانها .وهنا – وما أدراك ما هنا – هنا يحق للمرأة أن تفتخر بما أعطاها الإسلام أعطاها الإسلام كيانا اقتصاديا تتصرف في مالها دون ولاية ، ودون وكالة بل حقق لها كامل الحرية ، في أخطر المسائل التي تتعلق بحياتها ، وهي مسألة الزواج .فلا يجوز أن تُزوجَ المرأة إذا كانت بالغة عاقلة إلا بإذنها ، ولا يجوز لوليها أنْ يزوجها من غير إذنها ، ولا يتمُّ العقد إلا بإذنها ،(( لا تُزوج الثيب حتى تُستأمر ، ولا تُزوج البكر حتى تُستأذَن ، وإذنها صماتها )) هذا هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم .ويصبح العقد باطلا فيما لو أُبرم إذا لم تُبدي موافقتها عليه .إلى هذا الحد ، وإلى هذه الدرجة بلغ تكريم الإسلام للمرأة ، ولا يستطيع أحد مهما أوتيَ من التبجُّح أن يقول : إنّ الإسلام لم يعطِ للمرأة مكانةً ، ولا قيمة ، وأنّ دورها في الإسلام دورٌ ضئيل ، أو أنه لا يُؤبه لها .ولو كان الأمر كذلك ما عنى بها الإسلام هذه العناية الكاملة ، وما لم نذكرْه من هذه الأشياء عن محاسن ، وعن حقوق المرأة أكثر مما ذكرناه آنفا .فماذا تريد إذاً امرأة العصر ؟ أتريد المرأة المسلمة تبرجاً وسفوراً ؟أتريد أن تبدي للرجال جمال وجهها ، ومفاتن جسدها ؟ أتريد أن تخرج متبرجة متعطِّرة ؟إنّ المسألة – عبادَ الله – والله ليست منحصرة في كشف الوجه ، إنما المسألة سلسلة طويلةٌ حلقاتها .إذا كشفت المرأة عن وجهها سهل لها ، بل استمرأت أن تذهب حيثما شاءت وأن تحادث من شاءت ، وأن تضاحك من شاءت ، وأن ....، وأن .....رفع الحجاب وسيلة إن حُبِّذت ضُمَّت إليها للفجور وسائلُ

    فالاختلاط فمرقصٌ فموعـــدٌ فالاجتماع فخلوةٌ فتواصلُ

    سبحان الله! يزداد العجب حينما يُعلن ، ويُذاع ، ويُنشر من أنّ مسألة الحجاب مسألة خلافية بين الصحابة ، اختلف فيها : ابن عباس ، وابن مسعود رضي الله عنهم .ونحن نقول : إن هؤلاء كغيرهم مجتهدون ، مَنْ أصاب فله أجران ، ومَنْ أخطأ فله أجر واحد ، ومردُّ النزاع إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : }فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ– في أي شيء –فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ{ – ما هي العاقبة ؟ - }ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً{ .أي أحسن عاقبة ومآلا والأدلة جاءت صريحة بوجوب ستر وجه المرأة ، فمن الأدلة – وهذا طرفٌ منا وإلا فالأدلة كثيرة – منها : - في قصة وفي حادثة الإفك : لما رحل النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة ، وأتاها صفوان السُلمي ، فغطَّت وجهها ، فقالت : كان قدرآني قبل أن تنزل آية الحجاب ، وقد نزلت في السنة الرابعة من الهجرة .
    - ثمّ إنه عليه الصلاة والسلام أمر من أراد أن يخطب امرأة أن ينظر إليها ، فلو كان كشف الوجه جائزا ، لَما احتاج أن يأمره بأن ينظر إليها لأنه سينظر إليها في أي مكان .ولهذا قال جابر : كنتُ أتخبَّأُ لها حتى أراها .ثُمّ إنّ الجميع متفق على أنّ مكمن جمال المرأة ، وأنّ مكمن الفتنة فيها في وجهها .لو قلتَ رجل : هناك امرأة جميلة ، فقال لك : ما علامة جمالها ؟فقلت : إن ّساقيها جميلان ، وإنّ عضديها جميلان .لا أصبحتَ من الحمقى ، لماذا ؟ لأنّ مكمن جمال المرأة في وجهها ، ما وجنتاها ؟ ما عيناها ؟ ما فمها ؟هذا هو مكمن جمال المرأة .
    ولهذا نهى الإسلام أنْ تضرب المرأة برجليها ، حتى لا يُسمع خلخالها خشية الفتنة .فكيف يأمر بكشف الوجه؟ }وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ{.وقال جلّ وعلا : ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )).ولم يقل : إلا ما أظهرن منها ، هناك فرق بين ما ظهر ، وبين ما أظهر، لأن ما ظهر يدل على أنّ المرأة لا طاقة ولا قدرة لها في ذلك ، وذلك كما قال ابن مسعود : ((إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) كالعباءة ، ونحوها .ثّمّ لو قلنا بهذا ، قال في مطلع الآية : ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) . وفي نفس الآية قال : ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)) .سبحان الله! لو كان إبداء الزينة في أول الآية كشف الوجه ، وكشف اليدين فماذا يبقى للمحارم أن يروه من المرأة ؟ هل يروا جميع جسمها ؟

    فدلّ على أنّ هناك اختلافا ، افتراقا بين العبارتين .أما أدلة مَن قال بجواز كشف الوجه للمرأة فهي إما أحاديث غير صحيحة، أو أنها أحاديث صحيحة ، ولكنها غير صريحة .ومما استدلوا به حديث أسماء : لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بثيابٍ رقيقة ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( إنه يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يجوز لها أن تظهر من جسمها إلا هذا وهذا ، وأشار إلى الوجه ، وإلى الكفين )).فهذا الحديث من حيث السند ضعيف ، وفيه خمس علل ، بل إنّ في متنه نكارة .كيف يليق بأسماء زوجة الزبير بن العوام الذي هو من أشدِّ الصحابة غيرةً على زوجاته ، كيف يليق بها أن تخرج ، وكيف يليق بها أن تخرج بهذا المظهر أمام مرأى النبي عليه الصلاة والسلام ؟!ومن الأحاديث التي استدلوا بها -كما جاء في حديث أنس-أنه عليه الصلاة والسلام ، لما خطب بالنساء في العيدين ، قامت امرأةٌ سفعاء الخدين .فقالوا : هذا دليل على أنّ وجه المرأة يجوز أن يُكشف .وهذا الحديث منسوخ ، لماذا ؟

    لأنّ هذه الحادثة وقعت في السنة الثانية من الهجرة ، أما آية الحجاب فنزلت في السنة الرابعة من الهجرة .ومن قام عنده قائم الشبهة،أوقائم الشهوة في هذه المسألة فإنني أحيله على رسالة عظيمة،وهي رسالة لسماحة الشيخ العلّامة (( ابن عثيمين )) رحمة الله عليه .فقد ذكر الأدلة الصريحة الصحيحة الواضحة على وجوب ستر المرأة وجهها ، وذكر أدلة من نازع في ذلك ، وردَّ عليها ردّاً بيانا واضحا .إنني أقولها ، وبكل صراحة :
    أنّ من كشفت من الفتيات عن وجهها الآن ، ستكشف حتماً غداً عن صدرها وعن ساقيها ، وعن فخذيها ، ولا يُماري في هذا إلا مضلل مدلس .وأكبر دليل أنه في السنوات الماضية في البلدان الإسلامية ، لما كُشف الوجه ، ما الذي آلَ إليه الأمر ؟ ظهرتْ الساقان ، والآن كثيرٌ من النساء في تلك البلدان يلبسن من الثياب ما يصل إلى الركبة .بل أصدق البرهان في مجتمعنا أنّ النقاب في أول الأمر كان يُلبس ولا يظهر من المرأة إلا مقدار العينين مع ظهور شيء من الحاجبين ، فتطور الأمر بالنساء ، فجعلت المرأة تكتحل وتتزين ، ثمّ أخرجتْ أعالي خديها .وها نحن الآن نقترب من إظهار النصف الأعلى من الوجه ، وإذا استمرَّ الحال ، فالنصف الأسفل سيظهر منه ، وسيبدو منه على مرِّ السنين ، وحينها تكشف الفتيات ، والأمهات عن وجوههن بأكمله دون أن يكون هناك إنكار ، أو استنكار .فإذا لم يقف الجميع وقفة حازمة أمام هذه التيارات الجارفة فقل على النساء السلام .قال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين – : (( ما تركتُ بعدي فتنة هي أشدُّ ضرراً على الرجال من النساء )).وقال عليه الصلاة والسلام : (( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإنّ أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) .لا تأمننَّ على النساء ولو أخا ما في الرجال على النساء أميينُ إنّ الأمين وإنْ تحفَّظ جهــــده لابــد أن بنظـــــــرة سيخـــــــونُ عبادَ الله ، إنّ لسان حال البعض من الرجال والنساء يقول : إلى متى سنظلُّ متأخرين ؟ إلى متى يقف الدعاة والخطباء عن التقدم ؟ لماذا لا نقفو أثر الغرب ؟ سبحان الله! هل المدنيَّة أن يقف العاشقان في الطريق العام في قبلة عميقة ، أهذا هو التقدم ؟ أهذه هي المدنيَّة ؟ انظر إلى تلك البلدان الإسلامية التي كُشفت فيها الوجوه ، هل تقدموا ؟ والله بل تأخروا كثيراً .هل التقدم أن تخرج الفتاة والفتى معاً في نزهةٍ برية خلوية ؟ وهل التقدم ، وهل الرقي أن يُلوثَ المجتمع بأنْ تُطلق فتيانه ، وفتياته كالبهائم ينزو بعضهم على بعض ؟ هل البهجة أن تخرج المرأة متبرجة مُتجمِّلة؟ شرُّ البلية ما يُضحك .المرأة في الغرب – صحيحٌ أنها تلقَّت ضروراتها من الجنس مع الرجل ، ولكنها لم تعد أن تكون أمَّاً صالحة ، ولا زوجة صالحة .والواقع خير سجلٍ للمبصرين ، أساءت المرأة في الغرب إلى نفسها ، وأساء إليها من زعم أنهم أنصارها .فقد كانت عرضا يُصان ، وقد كانت أمانة تُصان ، فأصبحت حملا ، وعبئا ثقيلا لا يُطاق ، فما تسعها المروءة التي كانت تدافع عنها ، وما تسعها الغيرة التي كانت سببا في المحافظة عليها .((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )).وأخيرا ، عبادَ الله ، ماذا يريد الإسلام من المرأة ؟ الإسلام يريد من المرأة أن تكون زوجةً مطيعة لربها ، ومن ثَمَّ مطيعة لزوجها ، تسليه، وتذهب عنه همومه ، كشأن الصحابيات .لما جاء عليه الصلاة والسلام إلى خديجة – كما في صحيح البخاري – فقد خشي على نفسه ، وقد خاف لما نزل عليه الوحي ، فماذا قالت له مؤنِّسةً له قالت : (( كلا والله لا يُخزيك الله أبداً ، إنّك لتصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتحمل الكَلّ ، وتعين على نوائب الدهر )).يريد الإسلام من المرأة أن تكون مع زوجها ربَّة بيت ، ومربية أولاد .يريد منها أن تكون مُتفقِّهة متعلمة ، كعائشة ، وأم سَلَمة ، وأسماء .يريدها أن تكون صابرة عن مساخط الله جلّ وعلا ، لا تسقط مقابل كلام معسول ، أو أمنية موعودة ، أو مال مبذول .يريدها أن لا تفوتها صلاةٌ أينما كانت ، وألا تخالط الرجال مهما احتاجت وألا تلبس لبس الفاسقات مهما دُعيت ، وأُغريت .إذا تزوَّجتَ فكـــن حاذقـــــا واسأل عن الغصن وعن منبتهْفأول خبث الماء خبث ترابه وأول خبث القوم خبث المناكحِفقد رمانا عدو الإسلام – عبادَ الله – بأخطر سهامه حينما سعى إلى إفساد المرأة ، فأصاب إلى حدٍّ كبيرٍ ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فيا حبذا بل يجب وجوبا على الكل أن يقف أمام هذه التيَّارات الجارفة موقف الحزم والجد ، قبل أن يستشري الداء ، ويعمّنا البلاء من الله جلّ وعلا .((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً )).أقول ما تسمع ، وأستغفر الله لي ولك ، فاستغفره ، وتب إليه ، إنّ ربي كان توابا رحيما .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    الخطبة الثانية
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله إمام المهتدين المتقين ، وصلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحابته ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.أما بعد ، فيا عباد الله : إنّ من مزايا ، وإنّ من محاسن الإسلام أنه يسوي بين المرأة والرجل حينما تقتضي الفطرة ذلك ، وأن يُفرق بينها حينما تقتضي الفطرة ذلك .وقد نُقِمَ على الإسلام بأمور شتى ، قالوا فيها : إنّ الإسلام فضّل الرجل على المرأة في أمور .وإليكم هذه الأمور والجواب عنها : قالوا : إنّ الإسلام جعل للرجل في مسألة الإرث مثل حظِّ الأنثيين .ونحن نقول : إنّ هذا حق ، للرجل سهمان ، وللمرأة سهمٌ واحد ، ولكن تعالَوا بنا ، من هو المُكلَّف بالنفقة على الأسرة ، وعلى المرأة ؟ الرجل أم المرأة ؟ لا شكَّ أنّ المُكلَّف على الإنفاق إنما هو الرجل ، يأخذ الرجل ثلثي الثروة فينفقها على نفسه ، وعلى امرأته ، وعلى أسرته ، وتأخذ المرأة الثلث فتنفقه على نفسها ، بل تستأثر به ، وتحافظ عليه ، وترصده .فأيهما يصيب أكثر – عباد الله – بمنطق الحساب والأرقام ؟!بل مهما كانت ثروتها لا يجوز له أن يأخذ منها ولو شيئا يسيرا إلا برضاها التام .بل يجب عليه - ولو كانت من أثرى النساء – أن ينفق عليها كأنه لا مال لها ، وإن قصَّر ، أو فرَّط فلها أن تشكوَه في المحكمة ، فإذا لم يذعن للحكم الشرعي فلها أن تطالب بالفسخ من هذا الرجل .فأين الظلم ؟ وأين البغي ؟ ثُمّ إنّ هذا الأمر ليس مُعمَّما ، إنما هو في المال الموروث ، أما في الأموال الأخرى المكتسبة فالرجل والمرأة سواء ، بل إن المرأة لو اشتركت في تجارة مع زوجها ، أو أحد محارمها ، وشاءت أن يكون لها من الربح الثلثان ، وله الثلث لَجاز ذلك في الإسلام .إذاً لا ظلمَ ، ولا شبهة في ظلم .ومما نُقم على الإسلام : - أنه اعتبر شهادة امرأتين بشهادة رجلٍ واحد .وهذا حق ، ولكن المرأة – عباد الله في هذه المسألة - امرأة عاطفيَّة ، ضعيفٌ حفظُها ، فروعي أن تكون معها امرأة أخرى ، ثُمّ ليس هذا على إطلاقه ، بل إنه مما تُقبل فيه شهادة النساء مما يخفى على الرجال غالبا ولا يخفى على النساء ، كالرضاع مثلا يُكتفى بشهادة امرأة واحدة .ثمّ أيضا ما لا يطلع عليه إلا الرجال غالباً ، ولا يطلع عليه النساء يُقبل في ذلك من الرجال اثنان ، وأما بالنسبة للمرأة فيما تتطلع عليه غالباً يُقبل فيها قولُ امرأة واحدة .فأين الظلم عبادَ الله ؟! ومما نُقم على الإسلام : في تمييز الرجل عن المرأة في مسألة العقيقة .وذلك أنه إذا أتى مولودٌ ذكر فيُعقُّ عنه بشاتين ، والأنثى بشاةٍ واحدة .ونحن نقول : إنّ القلوبَ جُبلتْ وفُطرت – ولا يُنازع في هذا إلا جاهل ، أو ضالّ – جُبلت على حبّ الإنسان للذكر أكثر من الأنثى .وهذه جِبلَّةٌ وطبيعة ، فلما أنعم الله عزّ وجلّ على هذا الإنسان بهذا الذكر الذي هو في النعمة أعظم من الأنثى طُولب منه أن يشكر الله عزّ وجلّ بأكثر من مجيء الأنثى .فأين الظلم ؟ وأين البغي ؟ ومما نُقم على الإسلام : في كونه يُميز ، ويفضل الرجل على المرأة في مسألة ( القوامة ) ونحن نقول : إنّ الحياة لا تستقيم إلا أن يكون هناك رئيسٌ ، أو مرؤوس وإلا دبَّت الفوضى ، ودبّ الفساد في المجتمع ، وفي الأسرة .سنبقى أمام احتمالين : هل تُوكل مهمة القوامة للرجل أم للمرأة ؟هل توكل للمرأة ضعيفة الجسد التي تستهويها العاطفة ، والموضات ،وتغلِّب عاطفتها على فكرها،أم إلى الرجل القوي الجسد المسيطر على شهوته،والمسيطر على عاطفته ؟! إنّ كلّ عاقلٍ منصفٍ سيقول : إنّ الرجلَ أحق بها ، ثم كونه قوَّاما عليها لا يعني أنه أفضل منها ، بل التفضيل كما قال جلّ وعلا : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) .ومما نُقم على الإسلام : أنه جعل في الدِّية للرجل ضعفي دية المرأة .وهذا حق ، ولكن نقول : حينما تفتقد الأسرة الرجل يخسرونه خسارة مادية ومعنوية:- يخسرونه خسارة مادية لأنه المنفق عليهم ، ولأنه لو حصل في الأسرة قتل خطأ لَكان من العصبة الذين يُلزمون بدفع الدية لأولياء المقتول . - أما فقدان المرأة ، فهو فقدانٌ معنوي لا مادي .ومما نُقم على الإسلام : أنه أباح للرجل أن يُعدِّد ، ولم يُبح للمرأة أن تُعدِّد .فنحن نقول : التعدُّد أباحه الإسلام بشرط العدل ، لأنّ واقع المجتمعات كما ترون أن عدد الرجال ( أقل ) من عدد النساء ، وذلك بسبب الحروب ، وحوادث السيارات ، فلو تزوج كلُّ رجل بامرأة فسيبقى عددٌ فائضٌ من النساء ، فما مصيرهنّ ؟ وجدلا . أيهما أكرم للمرأة ؟ : - أن تكون زوجة ثانية لها حقوقها الزوجية . - أم تكون خليلة تمارس الجنس خلسة في الظلام أو جهارا في وضح النهار مرةً مع هذا ، ومرة مع هذا كالحمَّام الذي يُتخلَّى فيه .حتى إذا جاوزت الثلاثين قلّ الراغب فيها ، واستحكمت فيها الوحدة ، وعدمت الزوج والولد .ولا ريب أنّ حياة المرأة زوجة ثانية ، أو ثالثة ، أو رابعة خيرٌ ألف مرة من العنوسة ، أو من حياة العهر ، والفجور .ثم إنّ التعدد – عبادَ الله – قد يكون سببه العقم ، أو قد يكون السبب تكثير النسل ، فما هو الحل الأمثل ؟ أهو طلاق الأولى أم بقاؤها زوجة ثانية ،أو ثالثة مع زوجها ؟ ثم إنّ بعض الرجال فيه شبق ، لا تكفيه امرأة واحدة ، فراعى الإسلام هذا الأمر .وختاما : فالإسلام حينما فضَّل الرجل على المرأة في هذه الأمور فهو من مصلحة المرأة لا من مضرتها.} وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ{ } }فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ{ .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    مصر - القاهره
    الردود
    3,366
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    13
    التكريم
    (أوسمة)
    رفع آلله قدرگ فى آلدآرين
    وشگرآ لطرحگ آلمميز
    وآنتقآئگ آلهآتف
    چعله آلمولآ فى موزين حسنآتگ
    پورگت چهودگ
    دورة تعليم الامهات اللغه الانجليزيه المستوى الاول
    http://www.lakii.com/vb/a-87/a-804863/



    أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته
    دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذى لا يجد لكشف مانزل به إلا أنت ولا إله إلا أنت
    فارحمنا ياأرحم الراحمين واكشف عنا مانزل بنا من هؤلاء القوم الظالمين الباغين .
    اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا و هواننا على الناس.
    أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا.
    إلى من تكلنا يا رب؟ إلى بعيد يتجاهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا. إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى )


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    مصر - القاهره
    الردود
    3,366
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    13
    التكريم
    (أوسمة)

    بدون أدنى شك فان الاسلام قد كرم المرأه وكفل لها حق الحياة ونهى عن تلك البربرية التي كانت سائدة في الجاهلية ألا وهي وأد البنات
    ومنح
    المرأه من الحقوق ما رفع مكانتها وأعلى من شأنها بالنسبة لما كانت عليه قبل الاسلام ..
    ومن الواضح جليا أن الاتجاه السائد في الخطاب القرأنى وفي الأحاديث النبوية الشريفة هو المساواة التامة فيما يختص بالعبادات والواجبات الدينية.
    كذلك خصها
    الاسلام بالتكريم بوصفها أما ومنحها مكانة سامية في الجنة كما جاء في الحديث الشريف
    عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم –
    (( الجنة تحت أقدام الأمهات ))
    .
    الراوي:
    أنس بن مالك

    • كذلك جاء في القرأن الكريم كثير من الآيات ومن المصطلحات التي تؤكد التسوية بين الرجل والمرأه..
    • وتكليف المرأه بنفس ما كلف به الرجل فيما عدا ما يتنافى مع طبيعة المرأه وتكوينها الفيزيائي والبيولوجي مثل الجهاد في سبيل الله
    • حيث أن الجهاد فرض كفاية وليس فرض عين وأعفىالله سبحانه وتعالى المرأه من مسئوليتة الجهاد .
    • ومن هذه المصطلحات التي تؤكد التسوية بين الرجل والمرأه عبارات فيها ضبط قياسي وتطابق لغوي مثلما جاء في الآية الكريمة :
    • ( " والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " ) (الآية 35 الأحزاب)
    • . ولقد عرف الرجل سبحانه وتعالى الرجل والمرأه في كثير من الآيات الكريمة بأنهما الذكر والأنثى وقال " وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى " (الآية 45 النجم) ولم يقل الرجل والمرأة لأنه سبحانه وتعالى أراد أن يعلمنا أن العلاقة بين الجنسين علاقة تقابلية فالذكر هو الطرف المقابل للأنثى وبالالتقاء يكون التكامل بينهما.
    • كما أن الخطاب القرأنى أكد على أن طبيعة المرأه من نفس طبيعة الرجل أي أنهما جاءا من بوتقة واحدة
    • ( " ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) ..." _الآية 1 النساء)
    • كذلك هناك الآية الكريمة التي تؤكد على أن رأي المرأة لا يقل عن رأي الرجل وانها تشترك معه في الأمر والنهي في المجتمع الإسلامي
    • " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ..." (الآية 71 التوبة ) ..
    • وفي هذه الآية الكريمة تأكيد على أن المرأة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر تماما مثلما يفعل الرجل وليس فقط فيما يختص بأمور النساء والأطفال ولكن في كل الأمور المتعلقة بالدين والحياة والمجتمع والناس
    • بدون أية تفرقة بينها وبين الرجل ولذلك استخدم الخطاب القرآني الجمع المؤمنون والمؤمنات ولم يستخدم المفرد الذكر والأنثى ،
    • وكل هذه المعالم لشخصية المرأة المسلمة يلخصها لنا الحديث النبوي الشريف "قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    • إنما النساء شقائق الرجال. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. "
    • والشقيق هو الأخ من الأب الذي يتساوى معك في جميع الحقوق.
    • وعبر التاريخ الإسلامي شاركت المرأه المسلمه مع الرجل جنبا إلى جنب في الكفاح لنشر الاسلام والمحافظه عليه
    • فقد اشتركت المرأه المسلمه في أول هجرة للمسلمين إلى الحبشه وكذلك في الهجرة إلى المدينه المنوره وخرجت مع الرجال في الغزوات التي قادهاالرسول ( عليه الصلاة والسلام ) لنشرالاسلام واشتركت في ميادين القتال ليس فقط لتمريض الجرحى بل للمقاتلة بالسيف أيضا بالرغم من انها معفاة من الجهاد ومن حمل السلاح .
    • والتاريخ الإسلامي يؤكد لنا أن أول شهيدة في الإسلام هي امرأة تمسكت بالدين الإسلامي وبالتوحيد وواستشهدت وهي تردد "أحد... أحد" وهو الشهيدة سمية من آل ياسر عليهم السلام . كما اشتركت النساء في مبايعة الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) والمبايعة او البيعة معناها الانتخاب والتصويت طبقا لمصطلحاتنا الحديثة ، فقد بايعت النساء المسلمات النبي ( عليه الصلاة والسلام ) في بيعتي العقبة الاولى والثانية طبقا لما ذكرته كتب السنة وهذه المشاركة النسائية في البيعة للرسول الكريم تعتبر اقرارا لحقوق المرأة السياسية طبقا لمصطلحاتنا اليوم اذ أن بيعة العقبة تعتبر عقد تأسيس الدولة الإسلامية الاولى في يثرب.
    • كما أن الإسلام منح المرأة حق الذمة المالية قبل كل الحضارات الأخرى التي كانت تعتبر المرأة ملكا لزوجها يتصرف هو في مالها بحرية وليس لها الحق في مراجعته وكان هذا هو حال المرأة الغربية في أوروبا منذ القرون الوسطى وحتى نهاية القرن التاسع عشر
    • بينما المرأة المسلمة تمتعت بهذا الحق منذ ظهور الإسلام
    • الذي كفل لها حق البيع والشراء وابرام العقود دون أي تدخل من أي رجل سواء أكان أبا او أخا او زوجا او ابنا.

    دورة تعليم الامهات اللغه الانجليزيه المستوى الاول
    http://www.lakii.com/vb/a-87/a-804863/



    أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته
    دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذى لا يجد لكشف مانزل به إلا أنت ولا إله إلا أنت
    فارحمنا ياأرحم الراحمين واكشف عنا مانزل بنا من هؤلاء القوم الظالمين الباغين .
    اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا و هواننا على الناس.
    أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا.
    إلى من تكلنا يا رب؟ إلى بعيد يتجاهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا. إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى )


مواضيع مشابهه

  1. حكم تغطية المرأة يديها ورجليها في الصلاة : الشيخ زيد البحري
    بواسطة مجدي الصلاحي في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 1
    اخر موضوع: 26-11-2013, 01:15 AM
  2. ( حقوق اليتامى ) : الشيخ زيد البحري
    بواسطة مجدي الصلاحي في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 02-11-2013, 09:27 PM
  3. كيف تستغل المرأة رمضان وهي في المطبخ ؟ : الشيخ زيد البحري
    بواسطة مجدي الصلاحي في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 2
    اخر موضوع: 29-07-2013, 08:48 PM
  4. دخول المرأة على الطبيب : الشيخ زيد البحري
    بواسطة مجدي الصلاحي في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 1
    اخر موضوع: 05-04-2013, 11:49 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ