بسماللهالرحمن الرحيم
الحمدللهوالصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومنوالاه
أما بعد :
الحمدللهأولا وآخرا وظاهرا وباطنا سرا وعلانية ..
اخواتي فيالله ..
في هذا الزمان وبين أكثر الناس تنتشربيننا آفة خطيرة
سيئة .. وهي محرمة في شرعنا .. وما انتشرت إلالسهولتها
وسرعة النطق بها لإنها تخرج من اللسان .. وحسبنااللهونعم الوكيل ....
تلك الآفة هي (التنابز بالالقاب ) ..وهوذكر الآخرين بألفاظ يكرهونها
بغير حق لغير حاجه ..
مثل (ياطويل) (ياقصير) (ياأعرج ) ( يأعور) (ياجاهل) و...الخ
وغيرها كثير ..
:
قالاللهتعالى ((﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْيَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًامِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَالاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُالظَّالِمُونَ))
فانظروا كيف نهىاللهعزوجل عن ذالك بلا الناهية ((ولاتنابزوا)) وجعله منالفسوق ومن الظلم ولابد له من توبة ..
كل هذا يدل على عظمة هذا الذنب الصغير فيأعيننا ..
وهكذا النبي صلىاللهعليه وسلم عده من أمورالجاهلية ..فقد جاء في صحيح البخاري
عن المعرور بن سويدقال: لقيت أباذر_-رضياللهعنه-
بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلافعيرته بأمه فقال لي النبي صلىاللهعليهوسلم يا أبا ذر أعيرته بأمهإنكامرؤ فيك جاهليةإخوانكم خولكم جعلهماللهتحت أيديكم فمن كان أخوه تحتيده فليطعمه مما يأكل وليلبسهمما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهمفأعينوهم..
ومن أخطر التنابز بالالقاب عندما تطلق علىوطنبأكمله أوقومأوقبيلةبأكملها وتصفها بشيء
مكروه وكأناللهأطلع المنابز بكل هؤلاء وبما في قلوبهم ومن ذالكالهجاء
فقدجلد عمر رضياللهعنه في الهجــاء وحبس ..
وصدق النبيصلىاللهعليه وسلم إذ يقول
(0أربع في أمتي من أمور الجاهليهلايتركونهن
الطعن في الأنساب
والفخربالاحساب
والاستسقاء بالنجوم
والنياحة على الميت ))
رواه مسلمرحمهاللهعن أبي مالك الأشعري رضياللهعنه
فالنبز في اللغة: اللقب، ويكثر استعماله فيما كان ذماً، والتنابز: التداعي بألقاب الذم.
ومعناه في الشرع قريب من المعنى اللغوي فهو: نعت الشخص أو نداؤه بصفة أو لقب أو اسم يكرهه، أو ما فيه ذم له أو تحقير أو استهزاء به أو سخرية منه.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 48603.
والقذف في اللغة: معناه الإلقاء والرمي بقوة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً. أي يلقى في قلوبكما.
ومعناه الشرعي: رمي الشخص بالزنا.
وقذف البريء كبيرة من كبائر الذنوب يجب على المسلم أن يحذر منها، ويبتعد عنها، ولتفاصيل أحكام القذف نحيلك إلى الفتوى رقم: 15776.
وأما السب فمعناه في اللغة: الشتم، والقطع، والطعن.
ومعناه في الشرع: شتم البريء وسبه في غير حق شرعي وهو محرم، فقد نهى الله عز وجل عن أذية المؤمن بأي وجه.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر.
وبهذا التعريف يتضح الفرق بين التنابز بالألقاب والقذف والسب، وأما كفارة من ارتكب شيئاً من هذه الأمور، فالتوبة النصوح وطلب السماح ممن وقع منه ظلم له.
فعلينا اخواتي أن نملك ألسنتنا وأن نحفظهاعن الطعن في الآخرين كائنين من كانوا
فكل ذالك من أمور الجاهلية ومن الغيبةالمحرمة والتنابز المحرم والفخر المحرم
والكبر المحرم وكم تجتمع من خصال الشرللمنابز ..
نسألاللهأن يجنبنا وإياكم كل شر وأن يحفظناويحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
آمين آمين
منقول مع اضافات
الروابط المفضلة