انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: قصة شعيب عليه السلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    1,336
    الجنس
    أنثى

    قصة شعيب عليه السلام



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    قصة شعيب عليه السلام

    نبأه الله وأرسله إلى أهل مدين ، وكانوا مع شركهم يبخسون المكاييل

    والموازين ، ويغشون في المعاملات ، وينقصون النـــاس أشياءهم ،

    فدعاهم إلى توحيد الله ، ونهاهم عن الشرك به ، وأمرهم بالعدل فــي

    المعاملات، وزجرهم عن البخس في المعاملات، وذكرهم الخير الـذي

    أدره الله عليهم ، والأرزاق المتنوعة ، وأنهم ليسوا بحاجة إلـى ظلم

    الناس فـي أموالهم ، وخَوَّفهم العذاب المحيط في الدنيا قبل الآخرة ،

    فأجابوه ساخرين وردوا عليه متهكمين فقـالوا : { يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ

    تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَــــلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ

    لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}هود87 ،أي : فنحن جازمون على عبادة ما كان

    آباؤنا يعبدون ، وجازمون على أننا نفعل في أموالنا ما نريد مـن أي

    معاملة تكون ، فلا ندخل تحت أوامر الله وأوامر رسله ; فقال لهم :

    { يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً

    حَسَناً } أي : أغناني الله .


    { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } هود 88

    أي: ما نهيتكم عن المعاملات الخبيثة وظلم الناس فيها، إلا وأنا أول

    تارك لها ، مع أن الله أعطاني ووسَّع عليَّ وأنا محتاج إلى المعاملة،

    ولكني متقيد بطاعة ربي، إن أريد في فعلي وأمري لكم إلا الإصلاح،

    أي: أن تصلح أحوالكم الدينية والدنيوية ما استطعت { وَمَا تَوْفِيقِي

    إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } هود : 88 .


    ثـــم خوفهم أخذات الأمم التــي حولهم في الزمان والمكان فقال :

    { لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ

    هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } هود : 89 .


    ثم عرض عليهم التوبة ، ورغبهم فيها فقال { وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ

    تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } هود : 90 .


    فلم يفد فيهم ، فقــالــوا : { مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } وهـذا لعنادهم

    وبغضهم البليغ للحق {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ

    وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ

    وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } .


    ثم لما رأى عتوهم قال : { وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ

    سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي

    مَعَكُمْ رَقِيبٌ } { وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ

    بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ

    جَاثِمِينَ } هود : 93 - 94 .


    فأرسل الله عليهم حرا أخذ بأنفاسهم حتى كادوا يختنقون من شدته ،

    ثم في أثناء ذلك أرسل سحابة باردة فأظلتهم ، فتنادوا إلى ظلها غير

    الظليل ، فلما اجتمعوا فيها التهبت عليهم نارا ، فأحرقتهم وأصبحوا

    خامدين معذبين مذمومين ملعونين في جميع الأوقات .



    * وفي قصة شعيب فوائد متعددة :



    منها: أن بخس المكاييل والموازين خصوصا، وبخس الناس أشياءهم

    عموما من أعظم الجرائم الموجبة لعقوبات الدنيا والآخرة .


    ومنهــا : أن المعصية الواقعة لمن عدم منه الداعي والحاجة إليهـــا

    أعظم ، ولهـــذا كان الزنا من الشيخ أقبح من الشباب ، والكبر مــن

    الفقير أقبح من الغني ، والسرقة ممــن ليــس بمحتاج أعظـــم مــن

    وقوعها من المحتاج ؛ لهذا قال شعيب لقومه { إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ }

    هود : 84 . أي : بنعم كثيرة ، فأي أمر أحوجكم إلى الهلع إلى

    ما بأيدي الناس بطرق محرمة .


    ومنهــا : قــوله : { بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ } هود : 86 . فيه الحث على

    الرضا بما أعطى الله ، والاكتفاء بحلاله عن حرامه ، وقصر النظر

    على الموجود عندك من غير تطلع إلى ما عند الناس .


    ومنهـــا : فيــه دلالــة علــى أن الصلاة سبب لفعل الخيرات ، وتــرك

    المنكرات، وللنصيحة لعباد الله، وقد علم ذلك الكفار بما قالوا لشعيب

    { أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَـــلَ فِـــي أَمْوَالِنَــا

    مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } ، وقــال تعالى { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى

    عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } العنكبوت : 45 . ومن هنا تعرف حكمة الله

    ورحمته في أنه فرض علينا الصلوات تتكرر في اليوم والليلة لعظم

    وقعها ، وشدة نفعها ، وجميل آثارها ، فللَّه على ذلك أتم الحمد .


    ومنها : أن العبد في حركات بدنه وتصرفاته ، وفي معاملاته المالية،

    داخل تحت حجر الشريعة ، فما أبيح له منها فعله ، وما منعه الشرع

    تعين عليه تركه ، ومــن يزعم أنــه في ماله حر له أن يفعل ما يشاء

    من معاملات طيبة وخبيثة، فهو بمنزلة من يرى أن عمل بدنه كذلك،

    وأنه لا فرق عنده بين الكفر والإيمان، والصدق والكذب، وفعل الخير

    والشر ، الكل مباح ، ومن المعلوم أن هذا هو مذهب الإباحيين الذين

    هم شر الخليقة ، ومذهب قوم شعيب يشبه هذا ؛ لأنهم أنكروا علـــى

    شعيب لما نهاهم عن المعاملات الظالمة ، وأباح لهم سواها ، فردوا

    عليه أنهم أحرار في أموالهم، لهم أن يفعلوا فيها ما يريدون، ونظير

    هذا قول من قال {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} فمن سوَّى بين ما أباحه وبين

    ما حرمه الله فقد انحرف في فطرته وعقله بعدما انحرف في دينه .


    ومنهــا : أن الناصح للخلق الـــذي يأمرهم وينهاهم مــن تمام قبول

    الناس له : أنه إذا أمرهم بشيء أن يكون أول الفاعلين لـــه ، وإذا

    نهاهم عن شيء كان أول التاركين ؛ لقول شعيب : { وَمَا أُرِيدُ أَنْ

    أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } .


    ومنها : أن الأنبياء جميعهم بُعثوا بالإصلاح والصلاح ، ونهوا عــن

    الشرور والفساد ، فكل صلاح وإصلاح ديني ودنيوي فهــو مــن دين

    الأنبياء ، وخصوصا إمامهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلـم ،

    فإنه أبدأ وأعاد في هذا الأصل ، ووضع للخلق الأصول النافعة التـي

    يجرون عليها في الأمور العادية والدنيوية ، كما وضع لهم الأصول

    في الأمور الدينية، وأنه كما أن على العبد السعي والاجتهاد في فعل

    الصلاح والإصلاح ، فعليه أن يستمد العون من ربه على ذلك ، وأن

    يعلم أنه لا يقدر على ذلك ، ولا على تكميله إلا بالله ؛ لقول شعيب:

    { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ

    تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } .


    ومنهـــا : أن الداعي إلى الله يحتاج إلى الحلم وحسن الخلق ومقابلة

    المسيئين بأقوالهم وأفعالهم بضــد ذلك ، وأن لا يُحبطه أذى الخــلـق

    ولا يصده عـن شيء من دعوته ، وهـذا الخلق كماله للرسل صلوات

    الله عليهم وسلـم ، فانظر إلى شعيب عليه السلام ، وحسن خلقه مع

    قومــه ، ودعــوته لهــم بكــل طريق وهم يسمعونه الأقوال السيئة ،

    ويقابلونه المقابلة الفعلية ، وهــو صلى الله عليه وسلم يحلم عليهم

    ويصفح ، ويتكلم معهم كلام مــن لـم يصــدر منهــم لــه وفـــي حقه

    إلا الإحسان ، ويهون هذا الأمر أن هذا خُلُقٌ من ظفر به وحازه فـقد

    فـاز بالحظ العظيم ، وأن لصاحبه عنــد الله المقامات العالية والنعيم

    المقيم ، ويهونه أنه يعالج أمما قد طبعوا على أخلاق إزالتها وقلعها

    أصعب مـن قلع الجبال الرواسي ، ومرنوا على عقائد ومذاهب بذلوا

    فيها الأموال والأرواح، وقدموها على جميع المهمات عندهم، أفتظن

    مع هذا أن أمثال هؤلاء يقتنعون بمجرد القول بأن هذه مذاهب باطلة

    وأقوال فاسدة، أم تحسبهم يغتفرون لمن نالها بسوء ؟ . . كلا والله،

    إن هؤلاء يحتاجون إلى معالجات متنوعة بالطرق التي دعت إليهـــا

    الرسل ، يذكرون بنعم الله ، وأن الـــذي تفـــرد بالنعم يتعين أن يفرد

    بالعبادة، ويذكر لهم من تفاصيل النعم مالا يعد ولا يحصى، ويذكرون

    بمـا فـي مذاهبهم من الزيغ والفساد والاضطراب، والتناقض المزلزل

    للعقائد، الداعي إلى تركها ، ويذكرون بما بين أيديهم وما خلفهم من

    أيام الله ووقائعه بالأمم المكذبة للرسـل ، المنكرة للتوحيد، ويذكرون

    بما في الإيمان بالله وتوحيده ودينه من المحاسن والمصالح والمنافع

    الدينية والدنيوية، الجاذبة للقلوب ، المسهلة لكل مطلوب ، ومع هذا

    كله فيحتاج الخلق إلى الإحسان إليهم ، وبذل المعروف ، وأقــل ذلك

    الصبر على أذاهم وتحمل ما يصدر منهم، ولين الكلام معهم وسلوك

    كل سبيل حكمة معهم ، والتنقل معهم فـي الأمـــور بالاكتفاء ببعض

    مـا تسمح بــه أنفسهم ليستدرج بهـم إلى تكميله ، والبداءة بالأهم

    فالأهم ، وأعظمهم قياما بهذه الأمور وغيرها سيدهم وخاتمهم

    وإمام الخلق على الإطلاق : محمد صلى الله عليه وسلم .


    الكتاب : تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن


    ( ص 246 ) للشيخ عبد الرحمن السعدي



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    تسلمى حلوة قوووووووووووووى

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 22
    اخر موضوع: 29-12-2011, 09:24 PM
  2. شعيب عليه السلام والميزان
    بواسطة العجورية في روضة السعداء
    الردود: 10
    اخر موضوع: 16-04-2008, 12:57 PM
  3. سعدت بكم احبائي
    بواسطة منى احمد في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 9
    اخر موضوع: 11-03-2005, 10:30 PM
  4. 15)قصة شعيب عليه السلام
    بواسطة طلال في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 16-01-2001, 01:16 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ