قال لي أحد الشباب الذين أشهد لهم بحُسن الخُلُق والالتزام بالدين شكلا وموضوعا ً: " أريد ان أنصر الإسلام حتى لا يحاسبني الله عز وجل يوم القيامة على تقصيري ويسألني ( ماذا قدَّمتَ للإسلام ؟!))"

فقلت له : وما هو الإسلام أولاً؟

فنظر إليَّ بتعجب ولم يرد .

فقلت له : إنه الاستسلام والانقياد التام لأوامر الله سبحانه ونعالى ، والانتهاء عما نهى عنه !
والآن لكي تنصر الإسلام عليكَ أن تعين الآخرين على تنفيذ أوامر الله تعالى و اجتناب نواهيه !

فنظر إلي نظرة موافقة !

فقلتُ: إذن من أراد ان ينصر الإسلام عليه ان يعين الغير- على سبيل المثال لا الحصر- على ما يلي :

أولاً : الفهم الصحيح لمعنى الإسلام

ثانياً: إخلاص النية لله عز وجل في كل عمل حتى تٌقبل أعمالهم.

ثالثاً: التعرف على الله سبحانه وتعالى من خلال الفهم الصحيح لأسماءه الحسنى وصفاته العُلا ، فإذاعرفوه أحبوه وإن أحبوه أطاعوه بدون جهد ولا مشقة .

رابعاً : التعرف على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال قراءة سيرته الصحيحة، فإذاعرفوه حق المعرفة ، أحبوة وتأسَّوا بأخلاقه دون مشقة ؛ خاصة أخلاقه في الحرب وأخلاقه مع من يخالفوه في الرأي .
يمكن مراجعة هذا الكتاب عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الحرب :

مكتبة صيد الفوائد الاسلامية

خامساً: التعرف على المواقع التي تخدم السنة وتيسر التعرف على درجة الحديث من حيث الصحة والضعف وغير ذلك مثل موقع الدرر السنِّية
الدرر السنية - بحث

سادساً: احترام أصحاب الديانات الأخرى ، فالإسلام يعطي كل إنسان حرية العقيدة لقوله تعالى : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ..." سورة البقرة -256، فكيف يَحْجُر بشر على أخيه الإنسان أو يتهمه لمجرد أنه على غير دينه ؟!!

سابعاً:طاعة أمر الله تعالى للمسلمين بالتفكر في خلق الله وتدبُّر القرآن !

ثامناً :الانتباه إلى أن الموت في سبيل الله شيء عظيم و عبادة من العبادات ....ولكنه -مثل سائر العبادات- ينبغي أن يتم بشروطه وأركانه الصحيحة وفقاً لما جاء في القرآن الكريم والسنَّة الشريفة ، وأن الأعظم منه "الحياة في سبيل الله " !

أنظر ملخص لمحاضرة فضيلة الدكتور سلمن بن فهد العودة حول هذا الأمر :

http://www.lakii.com/vb/a-6/a-622432/

تاسعاً : الانتباه إلى ان الله تعالى نهى عن نقل الأخبار بدون تثبُّت من صحَّتها لقوله سبحانه:
سورة النور- 15{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }

عاشراً: التعرف على روح الإسلام من خلال الأحاديث التالية وغيرها:
*"المُسلم من سلِمَ المُسلمون من لسانه ويده،والمُهاجر من هجَر ما نهى الله عنه " صحيح البخاري.

*" يا أبا هريرةَ ! كُنْ وَرِعًا تَكُنْ من أَعْبَدِ الناسِ ، وارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن من أَغْنَى الناسِ ،وأَحِبَّ للمسلمينَ والمؤمنينَ ما تجب لنفسك، واكره لهم ماتكره لنفسك واهل بيتك تكن مؤمناً، وجاور مَن جاورتَ بإحسان تكُن مسلما ً، وإياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ ؛ فإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فسادُ القلبِ" صحيح الجامع

*" لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " صحيح البخاري

*" مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيراً أو ليصمُت ، و مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم جاره، و مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفه" حديث صحيح

* "ليس المؤمن بطعَّان ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيء"رواه عبد الله بن مسعود بإسناد جيد

صحيح مسلم «كفى بالمرء إثما أن يحدِّث بكل ما سمع »*

* "مَن لَم يَشكُر الناس ، لم يشكُر الله" حسن صحيح

ولا تنسَ يا أخي الكريم الوصية الربانية : ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..." 125 النحل

و أرجو ملاحظة :" جادِلهُم بالتي هي (أحسن) وليس بالحُسنى "!!!!

وأخيراً ياسيدي الفاضل: تذكَّر أن تكون - قبل كل ذلك - ((مسلماً قدوة)) ، فإن الأفعال تؤثر أكثر بكثير من الأقوال ؛ كما يقول المثل الإنجليزي:
"Deeds speak louder than words"!

ولك وحدك القرار

فتبسَّم ضاحكا ًوشكرني وانصرف .