بركة الدعاء باسم الله الأعظم
.................................
إن شأن الدعاء عظيم وإن فضله لكبير ، يدلنا على ذلك قوله تعالى {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }الأعراف55
وما أحوجنا - بجانب العمل الجاد والأخذ بالأسباب - في مثل هذه الأزمات التي نواجهها والمؤامرات التي تحاك ضد بلدنا أن نلجأ إلى الله بالدعاء أن يفرج عنا ، وأن يؤلف بين قلوبنا ، وإذا كان البعض قد سخر من قول الرئيس في بعض المناسبات أننا سنستعين على التغلب على أزماتنا بالدعاء ، فإننا نقول : لا غنى لنا عن اللجوء إلى الله تعالى ودعائه بالغدو والآصال أن يخفف عنا وعن بلدنا ما نحن فيه .
ففي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ وأنس بن مالك قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ » أي الزموا هذا الدعاء واستمروا عليه .
وينبغي على المسلم أن يتخير أوقات الإجابة والدعاء بالجوامع من الكلمات وخصوصا اسم الله الأعظم .
ولقد وردت عدة أحاديث في تعيين اسم الله الأعظم ، ومنها ما رواه الترمذي وغيره بسند صحيح عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 163) وَفَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ {الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} (آل عمران: 2) »
وفي الترمذي وغيره عن بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ» فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى »
وفي الترمذي أيضا بسند صحيح عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ وَرَجُلٌ قَدْ صَلَّى وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ؟ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»
وهذا الاسم الأعظم كان يعلمه كثير من العلماء والأولياء ولكنهم كانوا لا يُعَلِّمُونه إلا للأتقياء والأمناء .
ومن ذلك ما جاء في / ثمرات الأوراق في المحاضرات - للإمام السيوطي ( 1/150) أن ذا النون المصري كان يعرف الاسم الأعظم ، قال يوسف بن الحسن : لما تحققت منه ذلك قصدت مصر وخدمته سنة ، ثم قلت له : يرحمك الله إني قد خدمتك ووجب حقي عليك وأشتهي أن تعلمني اسم الله الأعظم ، فلا تجد له موضعاً مثلي .
قال : فسكت ولم يجبني ستة أشهر ، وأومأ إلي أنه يعلمني ، ثم أخرج من بيته طبقا ومكبة وقد شدا بمنديل ، وكان ذو النون يسكن الجيزة ، فقال : تعرف فلانا صديقنا من الفسطاط ؟ قلت : نعم ، قال : فأحب أن تؤدي هذا إليه .
قال : فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشي طول الطريق وأقول مثل ذي النون يوجه إلى فلان بهدية ؟ ترى أي شيء هي ؟ فلم أصبر أن بلغت الجسر ، فحللت المنديل ورفعت المكبة فإذا فأرة نفرت من الطبق وفرت ، فاغتظت غيظاً شديداً وقلت : ذو النون المصري يسخر بي ويوجه مع مثلي فأرة ؟ فرجعت على ذلك الغيظ ، فلما رآني علم ما في وجهي ، فقال : يا أحمق ائتمنتك على فأرة فخنتني فكيف أأتمنك على اسم الله الأعظم ؟
الروابط المفضلة