اختى سهيله حزنت جدا عندما سمعت قصتك وسعيده على خوفك من الله وحرصك فى الابتعاد عن هذه الكبائر والتى تعد شرك بالله اثبتى اختى على الحق
وانظرى لحالك مع الله واعلمى انه لن يصيبنا ألا ما كتب الله لنا
هل التعامل مع السحرة لربط سحر أو فكه أو لأذية الناس شرك أكبر مخرج من الملة يوجب على صاحبه الخلود في النار؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التعامل مع السحرة محرم تحريما شديدا، فقد زجر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ليس منا من سحر أو سحر له. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وقد قال ابن سعود: من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه البيهقي
وقد تكلم أهل العلم في تكفير من أتى السحرة وطلب منهم عمل السحر، فذكروا أن من اعتقد أن الساحر يعلم الغيب أو أنه يضر أو ينفع بسحره فهذا الاعتقاد كفر أكبر، ومثل ذلك طاعتهم فيما يأمرون به من التقرب للجان بالذبح أو غيره.
وأما من كان لا يعتقد اطلاعهم على الغيب فقد اختلف فيه
فيختلف حكم منأتى الكاهن أو العراف باختلاف حاله، ويمكن حصره في ثلاث حالات:
الأولى: من أتاهوصدقه في قوله معتقداً علمه بالغيب، فإنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة بلا خلاف، وذلكلإشراكه به مع الله في علم الغيب الذي استأثر به لنفسه، قال سبحانه: (قل لا يعلم منفي السموات والأرض الغيب إلا الله)[النمل:65] ولجحده تكذيب النبي صلى الله عليه وسلملهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فيما يقول فقدكفر بما أنزل على محمد" رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأما منأتاه وصدقه مع اعتقاده أنه لا يعلم الغيب، وأنه يأخذ أخباره من الجن الذين يسترقونالسمع، أو من القرين المصاحب للإنسان، فبعض العلماء قال: إنه يكفر كفراً مخرجاً منالملة، والبعض الآخر قال: كفراً دون كفر، وهو كبيرة من الكبائر.
والثانية: من أتاهلمجرد السؤال ولم يصدقه، فهذا لم يكفر لكنه ارتكب كبيرة من الكبائر، ويحرم ثواب صلاتهأربعين يوماً زجراً له على معصيته، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "منأتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم وأحمد عن بعضأمهات المؤمنين.
الثالثة: من أتاهليبين للناس كذبه أو لينكر عليه فعله، وهذا مشروع مأجور صاحبه على ذلك، بل قد يكونواجباً عليه إن كان مستطيعاً له، وذلك قياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أفضل علاج للمسحور
ترقي نفسك بالقرآن والأدعية المأثورة، فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك، وهما: المعوذتان، وفي الحديث: لم يتعوذ بمثلهما ـ وكذلك قراءة آية الكرسي، فإنها مطردة للشياطين. انتهى.
ويمكن كذلك التداوي بما يشرع التداوي به؛ كالعسل وزمزم والحبة السوداء والسدر، كما ورد عن بعض السلف استعمال الآيات التي يذكر فيها إبطال السحر، كقوله تعالى: فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ {يونس:81-82}.
وقوله تعالى: فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {الأعراف: 118ـ 121}.
وقوله تعالى: وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى {طه:69}.
وكذلك من المشروع للمسحور وغيره التحصن بالأذكار المشروعة؛ كأذكار الصباح والمساء، والمحافظة على الوضوء، وقراءة سورة الفاتحة والبقرة وغيرهما، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {الإسراء:82}.
والله أعلم.
الروابط المفضلة