بسم الله الرحمن الرحيم



أخي المسلم ويا أيتها المسلمة ينبغي أن نعلم جميعا أن الاسلام الحنيف حثنا علي صلة أرحامنا وعلمنا أن صلة الرحم من المبادئ الإسلامية ألأولي والأصول الكبري التي طلع بها هذا الدين الحنيف علي الدنيا منذ اليوم الأول ألذي صدع فيه نبينا محمد صلي الله عليه وسلم بالدعو مبينا أسسها وموضحا معالمها ويشهد لذلك حديث ابو سفيان الطويل مع هرقل الذي ورد في الصحيحين (اذ سأل هرقل أبا سفيان \ماذا يأمركم النبي ألذي بعث فيكم فأجابه أبو سفيان بأنه يقول محمد أن اعبدو الله ولا تشركو به شيأ واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف وصلة الآرحام ) ذلك أخي في الله إعلم أن الإسلام إهتم بالرحم اهتماما ما عرفته الإنسانية في غيره من الأديان والنظم والشرائع فديننا أوصي بالرحم ورغب في صلتها وتوعد من قطعها واليك أخي هذا الحديث الصحيح (عن أبو هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ((أن الله تعالي خلق الخلق حتي اذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أم ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟قالت بلي قال فذلك لك ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم اقرؤا ان شئتم قول الله عز وجل ((فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدو في الأرض وتقطعوا أرحامكم+أولئك الذين لعنهم الله فأصم وأعمي أبصارهم ))سورة النساء
واليك هذا الحديث ((قول نبيك محمد صلي الله عليه وسلم ((لا يدخل الجنة قاطع رحم)) نسأل الله العفو والعافية فان المسلم المتطلع لرضوان ربه وسلامة آخرته لتهزه الأيات والأحاديث من الأعماق اذ يقرر في نفسه أن قطيعة الرحم تحجب الرحمة وترد الدعاء وتحبط العمل وهناك أيات كثيرة وأحاديث في عقوبة قاطع رحمه ويكفيك أخي أن تعلم أن الرحم أعلي الله من شأنها اذ جعلها مشتقة من اسمه الرحمن وكرمها بهذا جل في علاه
فقد قال في الحديث القدسي ((أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققتلها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته أو بتته))أخرجه البخاري في الأدب المفرد
فيجب عليك أخي المسلم أن تكون واصل لرحمك حسب هدي دينك الحنيف فلا تلهيك الدنيا ولا المال ولا الزوجة ولا الأولاد عن تفقد ذوي رحمك وقرابتك وبرهم واكرامهم ومعونتهم وأن تمدهم بمالك الخاص يقول نبيك محمد صلي الله عليه وسلم((الصدقة علي المسكين صدقة وعلي ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة))
وأنفق عليهم أخي الكريم من أفضل مم تحب مؤمن بقول الله عز وجل((لن تنالو البرحتي تنفقو مما تحبون ))ال عمران
وينبغي عليك أخي أن تكون واصل لرحمك حتي لو كانو غيرمسلمين مصداقا لقول نبيك محمد صلي الله عليه وسلم ((ان آل فلان ليسو بأوليائي وانما ولي الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم أبلها ببلالها ))أي أصلها بالمعروف متفق عليه
لأن نبينا محمد صلي الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين ونحن نقتدي به في كل أعماله وأقواله ولهذا لم يجد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حرجا من أن يهدي حلة بعث بها اليه الرسول عليه الصلاة والسلام الي أخ له من أمه كان مشركا
وينبغي أخي المسلم ينبغي أن تكون واصل لرحمك بمعناها الواسع لاببذل المال فقط بل أعم من ذلك وأوسع تكون ببذل المال وتكون بالزيارة التي توثق المحبة والقرب وتكون بالتناصح والعون والايثار والانصاف وبالكلمة الطيبة واللقاء الحسن والابتسامة الودود وغير ذلك من الأعمال الطيبة التي فيها حب ورحمة
وينبغي لك أخي أن تكون واصل لرحمك حتي ولو لم يصلوك ذلك أن المسلم الذي يريد بصلته لرحمه رضوان الله عز وجل أن يتخلق بالخلق الاسلامي السامي لا ينتظر مكافأته بصلته بمثل ما يفعل ضارب أروع الأمثلةبأخلاقه الرفيعة مع أقاربه
مؤمن بقول نبيه محمد صلي الله عليه وسلم ((ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها ))رواه البخاري
فمن هنا كان المسلم الحق واصل لرحمه علي كل حال متطلع دوما مرضاة ربه في هذه الصلة مترفع عن الجهالات والاساءات معرض عن الصغائر التي تشغل الناس فهو أكبر من ذلك كله راجيا ثواب ربه وصلته له سبحانه وتعالي

أسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعلنا ممن يصل رحمه ويرضي ربه اللهم امين