بسم الله الرحمن الرحيم











تعظيم شعائر الله
إن من أجل وأعظم العبادات القلبية
وهي من أهم أعمال القلوب
ألا وهي تعظيم الله عزوجل
والتي يتعين علينا أن نقومها في أنفسنا أولاً
وخصوصا في وقتنا الحالي
الذي ظهر فيه كثير من مخالفات التعظيم
والاستخفاف والأستهزاء بشعائر الله عزوجل
والتسفيه والإزدراء لدين الله تعالى
وأيضاً التكاسل والتباطؤ عن تنفيذ أمر الله وشرعه .


التعظيم في لغتنا العربية جائت من مصدر عظّم
بمعنى أننا نعظم الأمر تعظيما توقير وتجليلا وإحتراما والتفخيم والعلو .

اتذكر حكمة قراتها حكيمة لـ الشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد يقتضي تعظيم حرماته
وتعظيم حرماته يحول بينه وبين الذنوب
والمتجرئون على معاصيه ما قدروه حق قدره .








ومن الأمور التي تجدد الإيمان في قلوبنا
هو تعظيم حرمات الله يقول الله تعالى:
" وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"
الحج 32

فما مفهوم تعظيم شعائر الله عزوجل
؟؟؟؟؟؟

تعظيم شعائر الله
إذا فسرنا الشعائر بالهدايا فتعظيمها على وجهين:
أحدهما: أن يختارها عظام الأجسام، حساناً، جساماً،
سماناً، غالية الأثمان، ويترك المكاس .
الثانية :في تعظيم شعائر الله - تعالى -:
أن يعتقد أن طاعة الله - تعالى - في التقرب بها، وإهدائها إلى بيته المعظم
أمر عظيم لا بد وأن يحتفل به، ويتسارع فيه.








الشعائر:
اختلف في معناها فقال بعضهم: هي كل عبادة، وقال بعضهم:
بل المناسك في الحج، وقال بعضهم: بل المراد الهدى خاصة، والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء.

وتعظيم شعائر الله - تبارك وتعالى - يقتضي أمور:

1- تعظيم الله عزوجل
2- تعظيم ما جاء عنه في كتابه الكريم " القرآن الكريم "
3- تعظيم حرماته " وهي كل ما يجب احترامه والعمل بوجوبها والإقرار بها والقيام بحقوقها "
ومنها أيصاً تعظيم المقدسات الإسلامية " المسجد الحرام والمسجد النبوي "
وتعظيم الشعائر الدينية والأدب مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم
ومع أصحابه وآل بيته وتقديم سنته على جميع أقول البشر قاطبة .


ومن الشعائر منها ما هو زماني، ومنها ما هو مكاني:

فأما الشعائر الزمانية فمنها
" الأشهر الحرم وشهر رمضان "
فعلينا أن نعظم ما عظمه الله وعظمه رسوله صلى الله عليه وسلم على الكيفية التي أمروا بها
أو وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم دون ابتداع أو غلو في التعظيم .

أما الشعائر المكانية منها الثلاثة المساجد :
المسجد الحرام والمسجد النبوي وبيت المقدس
والمساجد من شعائر الله عزوجل ورفع الأذان فيها
من شعائر الله وتعظيمها من تعظيم شعائر الله عزوجل .

من الآيات الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:

قال الله تعالى : {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
سورة الحج 32 .

وقوله تعالى : {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ
إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}
سورة الحج 30 .

ومن الأحاديث الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:حديث جَابِرٍ - رضي الله عنه -
قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ:
أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
((نَعَمْ))"مسلم . وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ،
فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))
احمد .

وعَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ،
وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ؛ فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟
لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ! فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ؛
فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ،
فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ؛ فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ:
احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ؛
فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ فَجَعَلَتْ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ قَالَ: يَا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟
قَالَ: هَذِهِ غِفَارُ، قَالَ: مَا لِي وَلِغِفَار،َ ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ، فقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ
فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ سُلَيْمُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا؛ قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟
قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ، عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ:
الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ؛ الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ؛ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ،
ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَأَصْحَابُهُ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ؛
فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَة؟َ
قَالَ: ((مَا قَالَ؟)) قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ:
((كَذَبَ سَعْدٌ؛ وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ))
...الخ الحديث"البخاري .

وعن أبي هريرة - رضي لله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((دم عفراءَ أحبّ إلى الله من دم سَوداوين))رواه احمد ، أي ضحوا بالعفراء
وهي الشاة التي يضرب لونها إلى بياض غير ناصع، والعفرة لون الأرض،
فإن دمها عند الله أفضل من دم شاتين سوداوينفيض القدير .
- وعن أنس - رضي لله عنه - قال: "نحر النبي - صلى الله عليه وسلم -
بيده سبع بدن قياماً، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين"
صحيح البخاري .




وعن علي - رضي الله عنه - قال:
((أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن،
وألا نضحي بمقابَلَة، ولا مدابَرَة، ولا شَرْقاء، ولا خَرْقاء))
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل .





أن الله - تبارك وتعالى - قد حث وحض على تعظيم شعائره، وليس أدل على ذلك من قوله - تبارك وتعالى -:
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}سورة الحج 32 ،
فجعل تعظيم شعائر الله من التقوى،
وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن القلب هو محل التقوى
كما جاء عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:
((التقوى هاهنا ثلاثاً، وأشار إلى صدره))
صحيح مسلم ،

وإذا خشع القلب واتقى خشعت سائر الجوارح.
وليُعلَم أن شعائر الله - تبارك وتعالى - لا يعظمها إلا من عظم الله واتقاه، وعرفه - تبارك وتعالى -،
وقدَّره حق قدره، وهذا أمرٌ لا خلاف فيه بين المسلمين،
وكذا كل من يقرأ كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.











وهنا اختم بقولة رائعة لـ الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
" لا سعادة- أي للعباد-،ولا فلاح ولا صلاح لهم و لا نعيم إلا بأن يعرفوه-أي ربهم -
ويعبدوه ويكون وحده غاية مطلوبهم ، ونهاية مرادهم و ذكره و التقرب إليه قرة عيونهم
وحياة قلوبهم فمتى فقدوا ذلك كانوا أسوأ حالا من الأنعام بكثير ،
وكانت الأنعام أطيب عيش منهم في العاجل ، و أسلم عاقبة في الآجل ".
الصواعق المرسلة

ما شاء الله

جزاك الله كل خير اختى الغالية

وجعل موضوعك هذا فى موازين حسناتك

ماشاء الله موضوع رائع
جزاك الله كل خير

سبحان الله العظيم

موضوع اكثر من رااااااااااااااائع حبيبتي ثمال

قرأته بتمعن ليلة أمس ولكني لم أوفق في الرد على الموضوع

أسأل الله أن يوفقكِ لما يحب ويرضى

ويجعل كل ما كتبتيه في ميزان حسناتكِ

وجزاكِ الله خير الجزاء لأنه بالفعل استفدت من الموضوع

بووووركتِ يا حبيبة

جزاك الله خيرا ام عمر
وبارك الله فيك واحسن اليك وزادك من كرمه وفيض رحمته
وجعل كل ما تقدميه في ميزان حسناتك
وسبحانك ربي ما اعظمك وما ارحمك وما اقدرك
لك الاسماء الحسنى والصفات العلا فانت خير من تعبد وخير من تعطي وخير من يحق له التعظيم والتوقير
اللهم تقبلنا عندك في الصالحين

كتبت بواسطة asmaabhr

ما شاء الله

جزاك الله كل خير اختى الغالية

وجعل موضوعك هذا فى موازين حسناتك

بارك الله فيك غاليتي
نورتي ياعسل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله لاقوة إلا بالله

بارك الله في جهودك ونفع بك وأنار بصيرتك

وجعل ماقدمت خالصا لوجهه صالحا مقبولا

ثمال

ثمال