قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
رجل اشترى الجنة مرتين
رجل رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة
أول من هاجر بأهله بعد النبي لوط عليه السلام



اسلامه :
مر النبي صلى الله عليه وسلم بعثمان بن عفان فقال له :
يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى جميع خلقه.
يقول عثمان :
فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمدا عبده ورسوله .
هجرته :
على الرغم من شرف عثمان في قومه فقد نال من الأذى والعذاب الكثير,, فجاء هو وزوجته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالا له :
يا رسول الله لقد ضقنا باضطهاد قومنا وأذاهم بما يصبون في آذاننا من قذع السباب وفحش القول ,, فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم
وأخذ ينظر إلى ابنته وزوجها في رثاء واشفاق , ثم قال: :
"من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم الخليل ورفيق نبيه محمد"
فهاجر هو وزوجته إلى الحبشة وكان معهم أحد عشر رجلا وأربع نسوة وكانت أول هجرة في الإسلام




جهاده :
أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان بالتخلف عن بدر لمرض أصاب زوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
وماتت رقية يوم أن ورد البشير إلى المدينة بالنصر في موقعة بدر
كانت غبطة عثمان بمصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم عظيمة ولكنه أصبح حزينا لانقطاع هذه الصلة فلم ير بعد ذلك إلا مهموما محزونا لفقد زوجته وانقطاع صلته بالرسول عليه السلام
ورآه النبي فقال له ما لي أراك مهموما
فقال: وهل دخل على أحد ما دخل علي يا رسول الله ؟
ماتت ابنتك التي كانت عندي وانقطع ظهري وانقطع الصهر بيني وبينك ,,
فطيب نبي الله خاطره وزوجه ابنته أم كلثوم ,, فسمي بذي النورين
وشكا المهاجرون تغير الماء في المدينة ولم يجدوا فيها غير بئر واحدة وكانت ليهودي يغالي ثمنها , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
من يشتري بئر رومة فيجعلها صدقة للمسلمين سقاه الله يوم القيامة من العطش ؟
فلما سمع عثمان بن عفان قول النبي صلى الله عليه وسلم انطلق إلى اليهودي يساومه على شراء البئر , ولكن اليهدوي قال:
ليس لي ولعيالي غيرها , فقال له عثمان لا تبعها كلها بل نصفها , فدفع له عثمان عشرة آلاف درهم واتفق مع اليهودي على أن تكون يوما له ويما لليهودي .
فأباح عثمان السقيا منها بغير ثمن في يومه فكان للمسلمين يأخذون كفايتهم في ذلك اليوم
ونظر اليهودي فرأى أنه لا ينتفع بنصفه فقال لعثمان :
أفسدت علي بئري فاشتر النصف الآخر فدفع له عثمان ثمانية آلاف درهم ووهب البئر لمن يستسقي منها جميع الأيام
غزوة أحد شهد عثمان غزوة أحد ولكنه فر مع الذين فروا , ولكن الله عفا عنه وغفر له




رسول الله يبايع عن عثمان :
بعثه الرسول يوم الحديبية إلى سادات قريش ليخبرهم أنه لم يأت لحرب , إنه أتى زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته , ولكن لم يمنعه شرفه من أن يسلم من ألسنة السفهاء وأيديهم فأجاره منهم ابن عمه أبان بن سعيد بن العاص
فانقطع خبر عثمان فقال أصحاب الرسول أظنه فعلها ونحن محصورون
فقالوا وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص إليها ؟
فقال الرسول : ذلك ظني به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف به حتى أطوف
وبينما كان الرسول جالسا تحت شجرة الطلح وإذا برجل يسعى ويقول قتل عثمان
فهب النبي واقفا وقال إن الله أمرني بالبيعة
فبايع أصحاب الرسول وكانت بيعة الرضوان وبايع النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال :
اللهم إن عثمان ذهب في حاجة الله وحاجة رسوله فأنا أبايع عنه .
ولما بلغ قريش أن أصحاب الرسول بايعوه على قتال أهل مكة خافوه وبعثوا سهيل بن عمرو ليكتب صلحا مع الرسول وجاء عثمان ففرح المسلمون بعودته وأدركوا أن ما جاء به الرجل خبر كاذب واستقبلوه وسألوه :
هل طفت بالبيت ؟؟؟فقال عثمان في عتاب : بئسما ظننتم بي دعتني قريش إلى أن أطوف بالبيت فأبيت والذي نفسي بيده لو مكثت بها معتمرا سنة ما طفت حتى يطوف رسول الله





عثمان يكتب الوحي والنبي يبشره بالجنة :
كان عثمان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزوله وكان النبي يناديه متجببا ويقول له : اكتب عثيم .

ولما أراد رسول الله أن يزيد في مسجده قال :
من يزيد في مسجدنا ؟
فلم ينتظر ذي النورين واشترى موضع خمس سوار فزاد في المسجد فقال النبي :
إن أشد هذه الأمة بعد نبيها حياء عثمان .

يقول أبو موسى الأشعري :
كنت مع رسول الله في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق إذ استفتح رجل ,, فقال النبي عليه الصلاة والسلام :
يا عبدالله قم فافتح له الباب وبشره بالجنة
فقمت ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصذيق فأخبرته بما قال رسول الله فحمد الله فدخل فسلم وقعد وأغلقت الباب
فجعل النبي عليه الصلاة والسلام ينكت بعو في الأرض فاستفتح رجل آخر فقال رسول الله :
يا عبد الله قم فافتح له الباب وبشره بالجنة
فقمت وفتحت الباب فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي فحمد الله ودخل وسلم وقعد وأغلقت الباب
فجعل النبي ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح ثالث الباب فقال رسول الله يا عبد الله قم فافتح الباب وشره بالجنة على بلوى تكون
فقمت ففتحت الباب فإذا أنا بعثمان بن عفان فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان :
إنه المستعان وعليه التكلان .




غزوة تبوك :
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت له وأن بني الأصفر أرادوا غزو المدينة
فأعلن الني أنه يريد الروم وأخذ يحض أهل الغنى على النفقة والحمل في سبيل الله
فبادر كبار المسلمين ببذل أموالهم في سبيل الله وكان عثمان من أيسرهم حالا فقام وقال :
يا رسول الله علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ...
ثم حث النبي على النفقة على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان وقال :
يا رسول الله عي نائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ...
ثم حض رسول الله على النفقة على الجيش الثالثة فقام عثمان بن عفان وقال :
يا رسول الله علي ثلالثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض .
وجاء عثمان بألف دينار فصبها في حجر رسول الله فجعل النبي يقلبها بيديه ويقول :
ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم , ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم , ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم .
ولما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من عزوة تبوك مرضت ابنته أم كلثوم .. ثم ماتت , فحزن عثمان حزنا شديدا
فلما رأى النبي عليه السلام حزنه قال :
زوجوا عثمان لو كان لي ثالثة لزوجته وما زوجته إلا بوحي
وحث النبي عليه السلام أصحابه فقال :
ألا أبو أيم ,,ألا أخو أيم يزوج عثمان ؟ ولو كن عشرا لزوجتهن وما زوجته إلا بوحي من الله .




في عهد أبوبكر وعمر :
قحط الناس في عهد أبي بكر الصديق فقال الخليفة :لا تمسون حتى يفرج الله عنكم .
فلما كان الغد جاءه البشير وقال له :
لقد قدمت لعثمان ألف راحلة برا وطعاما
فغدا تجار المدينة إلى عثمان وقالو له :
بلغنا أنه قدم لك ألف راحلة بر وطعام
فقال عثمان نعم
قالوا : بعنا حتى نوسع على فقراء المدينة
فقال لهم :
كم تربحوني على شرائي من الشام ؟
قال تجار المدينة : العشرة اثني عشر
فقال عثمان : قد زادوني
قالوا : العشرة أربعة عشر
فقال: قد زادوني
قال تجار المدينة : العشرة خمسة عشر
فقال عثمان : قد زادوني
فنظر تجار المدينة بعضهم إلى بعض وتساءلوا :
من زادك ونحن تجار المدينة ؟؟؟
قال ذو النورين :زادني بكل درهم عشرة .. هل عندكم زيادة ؟
من الذي يستطيع أن يجعل الحسنة بعشرة أمثالها غير العزيز العليم ؟
لقد أدرك تجار المدينة أن عثمان يريد ثواب الآخرة فقالوا :
ليس عندنا زيادة .فقال عثمان :
فإني أشهدكم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المدينة .

ولما ثقل أبو بكر دعا عثمان بن عفان فجلس بجانبه على سريره فقال له :
أخبرني عن عمر ؟
فقال ذو النورين : أنت أخبرنا به .
ثم قال لذي النورين :
اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها
حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب أني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له واطيعو .
ثم راح في غيبوبة الموت , فلما أفاق من تلك الغشية سأل عثمان بن عفان :
من كتبت ؟
قال عثمان : عمر .
لقد كتبها وهو يعلم أنه لا يعدو بها نية الخليفة المحتضر فإن أفاق أتم عهده كما أراد
وإن مات في تلك الغشية بطلت اللجاجة فيما أراد وانسد باب الفتنة والخلاف .
نظر أبو بكر إلى عثمان نظرة المستريح إلى أمانة كاتبه وقال :
بارك الله فيك بأبي أنت وأمي لو كتبت نفسك كنت لها أهلا.




ولما بايع الناس عمر بن الخطاب كان عثمان أقرب الناس إلى أمير المؤمنين عمر
فركن في طلب المشورة وعمل بمشورته في إحصاء الناس والأعطية و في بدء السنة بشهر محرم .
وبعد وفاة أمير المؤمنين عمر بايع الناس عثمان بن عفان وبايعه علي بن أبي طالب وقال :
كان عثمان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين
وقال عبد الله بن مسعود ك
بايعنا عثمان ولم نأل
وقد بويع عثمان بعدة دفن عمر بثلاث ليال




جمع القرآن :
بعد أن أصبح القرآن كتاب شعوب كثيرة , لكل منها لهجته ولسانه فقد أمسى الاختلاف في قرآته مصدر خطر عظيم
وهو خطر يهدد وحدة الدولة الجديدة المنتشرة في مشارق الأرض ومغاربها أكثر مما يهدد القرآن ذاته فكتاب الله قد تكفل بحفظه
" إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
قرر أمير المؤمنين أن يكتب المصحف على حرف واحد وأن يجمع المسلمين في عهده وإلى أن تقوم الساعة على قراءة واحدة
ثم أمر بنسخ عدد من المصاحف وأرسل إلى كل افق مصحف وحرق ما سوى ذلك وأمر أن يعتمدوا عليه ويدعوا ما سوى ذلك .




حصاره:
لقد كان ثالث الخلفاء الراشدين مفرط الحياء , متسامحا , ولكنه لم يبرئ عماله من الخطأ
مما جعل الذين أثاروا الفتنة لوجه الفتنة يروجون إشاعات كاذبة خبيثه
واتخذوا من هذه المسائل المالية موضوعا خصبا لأخيلتهم التي تصنع البهتان وتنسج الأكاذيب
وصارت النصيحة الخالصة الأمينة الهادئة التي يسديها صحابي جليل لأمير المؤمنين تتحول على لسان من حوله وبطانته إلى قذف وسباب .
وكلمات العتاب التي يرسلها ذو النورين في حياء وأناة على شفاه الممشائين إلى وعيد وتهديد
فتأججت نيران الغضب فحاصر شراذم مسلحة من أهل الكوفة والبصرة ومصر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وحاصروا عثمان بن عفان ومنعوه الماء فأشرف عليهم وهو محصور فقال :
السلام عليكم .
فما رد عليه أحد من المتمردين
فقال الخليفة الثالث :
أنشدكم الله هل تعرفون أني اشتريت بئر رومة من مالي وجعلت فيه رشائي كرئاء رجل من المسلمين ؟؟؟
فقالوا : نعم .
فتساءل ذو النورين :
فعلام تمنعوني ماءها وأفطر على الماء المالح ؟
فلم يرد عليه أحد , فقال عثمان : أفيكم علي ؟
فقالوا لا , ثم قال : أفيكم سعد بن أبي وقاص ؟
قالوا : لا
فسكت عثمان بن عفان ثم قال : ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء ؟؟
فبلغ ذلك أبا الحسن فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء .
وغضب الرجل الحليم فقال للمتمردين :
أما والله لقد عبتم علي بما أقررتم لابن الخطاب , ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه فدنتم له على ما أحببتم وما أكرهتم
أما أنا فلنت لكم وأوطأت لكم كنفي وكففت يدي ولساني عنكم فجترأتم علي .
طفحت كلمات الخليفة الحيي المتسامح الوديع بصديد متقيح تكشف عن جرح أدمى مشاعره .




حاصروه شهرين وعشرين يوما ثم تسوروا داره فلما بلغ علي بن أبي طالب أن عثمان يراد قتله قال لابنيه الحسن والحسين :
اذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحد يصل إليه
يقول أبو هريرة :
إني لمحصور مع عثمان في الدار فرمى رجل منا فقلت : يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا منا رجلا , قال عثمان :
عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي .
قال أبو هريرة : فرميت سيفي لا أدري أين هو حتى الساعة ؟
وتسور محمد بن أبي بكر وصاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على أمير المؤمنين ولا يعلم أحد ممن كان معه " كان كل من كان معه فوق البيت "
ولم يكن معه إلا امرأته نائلة فقال محمد بن ابي بكر لصاحبيه مكانكما فإن معه امرأته حتى أبأكما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجاه حتى تقتلاه .
فدخل محمد فأخذ بلحية عثمان فقال له عثمان :
والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني , دعها يا بن أخي والله لقد كان أبوك يكرمها .
فتراخت يد محمد واستحيا وخرج فدخل صاحباه " رومان بن سرحان" وقال له :على أي دين أنت يا نعثل
"كان المتمردون يسمون عثمان نعثلا تشبها برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل , وقيل نعثل الشيخ الأحمق "
فقال ذو النورين : لست بنعثل ولكنبي عثمان بن عفان وانا على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين
قال رومان : كذبت وضربه على خده الأيسر فقتله فخر على الأرض
وسقطت قطرة أو قطرات من دم عثمان على المصحف الذي كان أمامه على قوله تعالى
" فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم "
قتل أمير المؤمنين عثمان وهو ابن ست وثمانين سنة
وكانت خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما