كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء ماشياً أو راكباً فيصلى ركعتين كما ذكر ذلك ابن عمر رضي الله عنهما
وفي قباء بنى المسجد الذي أسس على التقوى الذي نزلت فيه الآية الكريــمة
قال الله تعالى
{ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}
التوبة: 108
وفي هذه البقعة المباركة قباء كانت أم حرام تقيم فيها وتعد من أهلها وكان لها منزلة مُعتبرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد ورد أنه كان يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها ويصلى أحيانا.
أخرج مسلم بسنده عن أنس رضي الله عنه قال:
« دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي ..
فقال : قوموا فلأصلي بكم ـ في غير وقت صلاة ـ فصلى بنا ، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة »
فأي خير أعظم من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لها والدعاء لها بخير الدنيا والآخرة ؟
وروى عنها ابن عساكر بسنده عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
« أول جيش من أمتي يغزون البحرقد أوجبوا ووجبت لهم الجنة قالت أم حرام : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال أنت فيهم »
وفي واحدة من الزيارات النبوية لأم حرام صنعت له طعاماً فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه الشريف فنام
عندها ثم استيقظ وهو يضحك وبشرها بالشهادة فأصبحت تدعى الشهيدة
فقد أخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان خالته من الرضاع - فتطعمه وكانت أم حرام تحت (أي زوجة ) عبادة بن الصامت
فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك قالت
فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟
قال : ناس من أمتي يركبون ثبج وسط هذا البحرملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة
قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ، ثم استيقظ وهو يضحك قالت
فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟
قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون وسط هذا البحرملوكاً على الأسرة أو كالملوك على الأسرة نحو ما قال في الأول
فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال : أنت من الأولين »
وباتت أم حرام تنتظر ركب الغزاة لتكون معهم وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو راض عنها ولم تزل تنتظر البشارة النبوية إلى أن تحققت في وقت غير بعيد
ففي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة(27هـ)
ركبت أم حرام البحرفى جيش جهزه بقيادة معاوية بن سفيان رضي الله عنه لغزو جزيرة قبرص
فصرعت عن دابتها حتى خرجت من البحرفماتت ودفنت هناك رضي الله عنها
وتحقق قول النبي صلى الله عليه سلم لها أنت من الأولين
وهكذا كان أم حرام من الأولين وتحققت أحلامها بالشهادة
وكتبت في سجل الأوائل فيه أول مجاهدة في البحر وأول من غزا في البحر الأبيض من النساء
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث وروى عنها أجلاء الصحابة والتابعين
منهم زوجها عبادة بن الصامت وعمير بن الأسود وعطاء ابن يسار ويعلى بن شداد بن أوس
ولله در أبي نعيم عندما وصفها بقوله :
حميدة البر شهيدة البحر التواقة إلى مشاهدة الجنان
أ م حرام بن ملحان رضي الله عنها
وقد حباها الله سبحانه وتعالى بمكارم جمة بعد أن استشهدت منها :
ما ذكره هشام بن الغاز فقال :
رأيت قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة
رضي الله عن أم حرام بنت ملحان
وأسكنها فسيح جناته
الروابط المفضلة