الصّحابي الجليل عبد الله بن قيس بن سليم، المعروف بأبي موسى الأشعري، وقد رزقه الله صوتًا عَذْبًا، فكان من أحسنِ الصّحابة صوتًا في قراءة القرآن. قال عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:
لقد أُعْطِي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود
جاء أبو موسى إلى مكة قبل ظهور الإسلام، واشتهر بين أهل مكة بالتجارة وحسن المعاملة. ولمّا ظهر الإسلام ودعا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم إليه، أسرع أبو موسى ليعلن إسلامه، ويشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله، ثمّ طلب من النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، أن يرجع إلى قومه بني أشعر ليدعوهم إلى الله، وينشر بينهم الإسلام، ويعلّمهم أمور الدّين الحنيف، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فذهب أبو موسى إلى قومه، وأخذ يدعوهم إلى الإسلام، فاستجاب له كثيرون، فهاجر بهم إلى الحبشة، وكان عددهم يزيد عن الخمسين رجلا، من بينهم شقيقاه، أبو رُهْم وأبو عامر، وأمّه ظبية بنت وهب، وبعض النساء والصبيان.
واستعمله النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، على زُبيد وعَدَن، وغزا أبو موسى وجاهد مع الرّسول حتّى قيل عنه:
سيد الفوارس أبو موسى
وغزا بالبصريين ابتغاء الأجر والثواب من الله عزّ وجلّ، فافتتح الأهواز، كما فتح الرها وسميساط وغير ذلك، وظل واليًا على البصرة في خلافة عثمان بن عفان، حتّى طلب أهل الكوفة من أمير المؤمنين أن يولّيه عليهم، فوافق الخليفة عثمان على ذلك، وأقرَّه أميرًا على الكوفة.
ومكث أبو موسى في إمارة الكوفة حتّى استشهد عثمان رضي الله عنه، وجاء من بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، فعاد أبو موسى إلى مكة المكرمة، وعكف على العبادة والصّلاة حتّى توفي، رضي الله عنه، سنة 42هـ.
تابعونا مع صحابي آخر
بإذن الله
الروابط المفضلة