كريم الشاذلي




الإنسان يألف النعمة، فيرتع فيها صباح مساء غير مؤدي حق الواهب عليه من شكر و امتنان، بل قد يزدريها جهلا و غرورا، و ما أكثر الذين يرفلون في نعم الله ناقمين غير حامدين، فيبخسون حق الله عليهم، و يصيبهم بلاء الجحود و النكران.

لذا أحببت أن أتأمل معك عزيزي القارئ تلك الإحصائية التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عن السعادة، و أطمع منك أن تطالعها بتدبر و تأمل، و تقف أمام أرقامها لبرهة ..

فلأرقامها دوي هائل على نفس تتفكر ..

إن استيقظت هذا الصباح و أنت معافى في بدنك، فأنت أسعد من مليون شخص سيموتون في الأيام المقبلة.

إن لم تعان أبدا من الحرب و الجوع و العزلة، إذن أنت أسعد بكثير من 500 مليون شخص في العالم.

إن كان في استطاعتك ممارسة شعائرك الدينية بحرية، من دون أن تكون مرغم على ذلك. و من دون أن يتم إيقافك، أو قتلك، فأنت أسعد بكثير من ثلاثة مليارات شخص في العالم.

إن كان في ثلاجتك أكل، و على جسدك ثوب و فوق رأسك سقف، فأنت إذن أغنى من 70 بالمائة من سكان الأرض.

إن كنت تملك حسابا في البنك، أو قليلا من المال في البيت، إذن أنت واحد من الثمانية في المائة الميسورين في هذا العالم.

أما و قد تمكنت من قراءة هذه الإحصائية، فأنت محظوظ، لأنك لست في عداد الملياري إنسان، الذين لا يتقنون القراءة
.

رب إني لما أنزلت غلي من خير فقير