ماذا يريد الله من البشر؟

و الإجابة واضحة فالله سبحانه يقول:

"و الله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عضيما"

"يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا"

النساء



إن الله سبحانه وتعالى لا يتركنا هكذا و إنما يرسل لنا في كل لحظة رسالة تقودنا إلى الهداية..

و إذا كان هناك من يتساءل:
ما ذنب المسلمين في الغرب الذين لم يسمعوا عن الإسلام؟ و كيف يحاسبون على ذلك؟..فإننا نقول:

إن الرسائل الربانية لا تنحصر في المسلمين فقط,و إنما تشمل الناس أجمعين..

و من رسائل الله لهداية البشر هذا الكون الواسع من حولنا, فمن يطالعه يشاهد بديع صنع الله تعالى, ولذا فالعلماء يقولون:

إن الله أرسل للبشر كتابين:

كتاب مقروء و هو القرآن الكريم و كتاب منظور و هو الكون,
حتى لا تكون حجة لمن لا يقرأ, فكل ما عليه أن ينظر حوله و يتفكر..

و الله سبحانه برحمته بنا لم يكتف بذلك, لكنه بعث رسائل خاصة....
لكل واحد فينا رسالة خاصة به وحده تجذب قلبه, و توقظه, وقد تهزه و تزلزل كيانه, لكن للأسف لسنا جميعا نجيد القراءة..لسنا جميعا نفهم على الله عز و جل فمنا من أدرك حكمة الله في تصريفه لحياته فيزيد تعلقه بالله سبحانه و من وفقه الله سبحانه هو من وفقه إلى فهم رسائله.. ومنا من تزيد غشاوته فلا يدرك هذه الرسائل و لا يفهمها.


قد تكون هذه الرسائل الخاصة خفية, مثل أن تقع عيناك على فقير معدم لا يجد ما يأكله أو يدور حول القمامة يحاول أن يجد فيها ما يسد رمقه..
أو أن ترى صاحب سلطان و قوة كيف ظلم و تجبر, حتى نزع الله منه سلطانه و تركه معدما, و ممكن أن تكون الرسائل أكثر و ضوحا, لكنها

تحتاج قراءة متأنية..موت صديق مثلا, أو مصيبة تقع لك فيذكرك الله.

فالله يوقفك و يقول لك: أين تذهب؟!! لن تسمعها بأذنيك, ولكن ستكون واضحة أمامك في مشكلة تحدث لك: في مرض إبن أو نقص في رزق..

من لك غير الله؟...

من سيأخذ بيديك غيره؟

و هذه الرسائل فقط تحتاج لقلوب نقية كي تفهمها