كان للإمام أبي حنيفة جار سكّير، و في كل ليلة إذا أقام الإمام لقيام الليل سمع الرجل يقول:
أضاعوني و أي فتىً أضاعوا...
و يظل يرددها مع الشراب، و تبدأ الهلوسة كلما دارت الخمر برأسه... و يبدو أنه يعاني من مشكلة عائلية... و يستمر إزعاجه للإمام بصوته...
حتى جاءت الشرطة في يوم و قبضت عليه و استعد الإمام لقيام الليل فلم يسمع صوت الفتى، فسأل عليه و علم أن الشرطة قبضت عليه، فذهب الإمام إلى الشرطة و طلب منهم الإفراج عنه على ضمانته فأخرجه الإمام و أركبه معه على دابته و لم يتحدث معه الإمام في شيء... حتى وصل معه إلى منزله، و قال له:
هل أضعناك يا فتى؟
فقال له:
لا والله ما أضعتني، ووالله لن أشرب الخمر بعد اليوم.
تعلموا يا شباب... لماذا لم ينصحه الإمام من قبل؟
لأنه ينتظر الوقت المناسب للحديث معه، فكل إنسان به لحظات يكون فيها أقرب ما يكون للإستجابة للنصح... كل انسان له محطة، و من الخير أن يجد الداعي ينتظره عندها فيكون أول من يأخذ بيده.
و لماذا لم يحدثه طوال الطريق لأنه ترك الموقف يفعل فعله في قلب الفتى حتى يتم الخير الذي بذله إليه إلى أخره بتوصيله إلى بيته...
و عند ذلك وصل النصح و تحقق المراد.
الروابط المفضلة