بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى سرية في البحر فبينما هم كذلك إذ رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف يهتف من فوقهم يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى أخبرنا إن كنت مخبرا قال : (( إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش )) الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : رجاله موثوقون وضعفه الألباني

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )) متفق عليه واللفظ للبخاري

ورواية عند مسلم : (( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي . للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد )) رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وزاد : " ومن دخله لم يظمأ أبدا "

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان )) رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال الألباني : حسن صحيح

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به , قال : (( عليك بالصيام فإنه لا مثل له )) رواه النسائي وصححه الألباني

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا )) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

قال الإمام السيوطي رحمه الله في شرح حديث أبو سعيد رضي الله عنه : " يصوم يوماً في سبيل الله أي في طاعته يعني قاصدا به وجه الله تعالى وقيل إنه الجهاد في سبيل الله سبعين خريفا أي مسيرة سبعين سنة والمراد المبالغة في البعد وكثيرا ما يجئ السبعون عبارة عن التكثير قاله القرطبي " الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج (432/3)


الأحاديث السابقة كلها مِن ( صحيح الترغيب والترهيب ) عدا الحديث الأول