ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




العلم بالشيء غير وجوده والاتصاف به؛ فكم من إنسان يعلم

ويعرف المحبة وأحكامها وجميع لوازمها، ولكن قلبه خالٍ

منها !



وكم من عبد يعرف ويعترف بقضاء الله وقدره وحسن كفايته،

ولكــــن إذا وقـــع المقدور بخلاف مـا يحــب رأيتـــه مضطرباً

لا طمأنينة عنده ولا ثقة ولا سكون ! وإلا فمـــن وصلت إلــى

قلبه معرفة الله حقيقة اطمأن إلى كفاية الله ، واستسلم لحكمه

حيثما تنقلت به الأحوال، وكم من إنسان يعرف أحكام التجارة

وتفاصيلها، ولكنه وقت العمل ومباشرة البيع والشراء

لا يحسن ما يحسنه غيره !


وهكذا كثير من الأمور على هذا النسق ؛ فلا تغتر إذا عرفت

الشيء بأنك متصف به ، ولهذا شرع للعبد أن يسأل الله

علماً نافعاً ، وهو العلم المثمر للعمل . والله أعلم .




كتاب : مجموع الفوائد واقتناص الأوابد


للشيخ عبد الرحمن السعدي ( ص 26 )




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ