انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: خواطر قرآنية لعمرو خالد:سور إبراهيم والحِجر والنحل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة

    Thumbs up خواطر قرآنية لعمرو خالد:سور إبراهيم والحِجر والنحل

    سورة إبراهيم
    يظن كثير من الناس أن أعظم نعم الله هي المال أو الطعام أو الأولاد ...ولكن هذه السورة تقول لنا أن أعظم نعمة هي نعمة الإيمان!!!!
    وأسوأ نِقمة تصيب ابن آدم هي نِقمة الكُفر أو البُعد عن منهج الله.
    فهل نشعر بذلك؟!!
    لذا تتحدث هذه السورة عن الرسل و مواجهاتهم مع أقوامهم .
    وهي لا تذكر رسولاً بعينه،وإنما تقول " الرسل"
    فتأتي المواجهات كلها، ثم توضِّح خطورة الكفر ،حتى تصل إلى خُطبة إبليس لمَن معه في جهنَّم!!!!
    تقول الآية(22):" وقال الشيطانُ لما قُضِيَ الأمرُ :إنَّ الله وعدكُم وعدَ الحق ووعدتُكُم فأخلَفتُكُم ،وما كان لي علَيكُم مِن سُلطانٍ إلا أن دَعَوتُكُم فاستجَبتُم لي * فلا تلوموني ولوموا أنفسَكُم ، ما أنا بِمُصرِخِكُم وما أنتُم بِمُصرِخِيَّ * إنِّي كفَرت بِما أشرَكتُموني مِن قَبل* إنَّ الظالمين لهم عذابٌ أليم"
    ثم تنتقل بنا السورة إلى أعظم نعمة وفائدة في الأرض، وهي الكلمة الطيِّبة!!! أي كلمة التوحيد:
    " لا إله إلا الله "
    هذه الكلمة يشبِّهُها الله تعالى بشجرة طيِّبة أصلها ثابتٌ وفَرعُها في السماء!!!
    وهذا تقريب للأذهان لأن النعَم لدينا معظمها مقترنٌ بالطعام الذي تنتجه الشجر .
    فنعمة الإيمان لها أصل ثابت، و لها ذِكرٌ في السماء، وثمارها مُتاحة في كل وقت ...أما نِقمة الكُفر فلا قرار لها ، لأنها زاهقة باطلة .
    تنتقل السورة بعد ذلك إلى نموذج فَهِم َ ووَعِيَ قيمة نعم الله عليه فوظَّفها في خدمة الله تبارك وتعالى ،وهو إبراهيم عليه السلام،الذي نسمعه في الآية (39) يقول:" الحمد لله الذي وهب لي على الكِبَرِ إسماعيل وإسحاق إنَّ ربي لسميعُ الدُّعاء"
    ثم يدعو الله أن يعينه وذُرِّيته(وهما النعمة )على طاعة الله وعبادته ،وأن يغفر له ولوالديه وللمؤمنين جميعا.
    وعلى عكس هذا النموذج نرى في الآيات الأخيرة نموذجاً لمن جحد نعمة الله عليه ،وابتعد عنه سبحانه وهم الظالمون الذين كذَّبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبغيره من الرُّسُل ، وآذَوا المؤمنين ،وارتكبوا ما يشاءون من المعاصي.
    ***
    سورة الحِجر
    هي سورة مكية نزلت في وقت كان الإيذاء بالمسلمين شديداً ،وصورة الإسلام في مكة يُنظر إليها نظرة المتَّهم ،والاستهزاء والامتهان بالإسلام في أَوجِه ...فنزلت سورة الحجر لتبلغ المسلمين رسالة مهمة،وهي أن الدين محفوظ ،فاستمروا في طاعة الله والدعوة إليه ولا تيأسوا.وهذه رسالة لنا اليوم: يا مسلمون لا تنبهروا بقوة أعدائكم ،وتخشَوهم،بل استمروا في طاعة الله واثبتوا ، ولا تتوقفوا عن الدعوة إليه ،لأن دين الله يحفظه الله ،فلا تشعروا بالضعف فيتسرب إليكم الإحساس بالهزيمة وتفتُر الهِمَم عن الدعوة.
    ولعلنا نلاحظ أن العشر أجزاء الأولى من القرآن كانت توضِّح المنهج ،أما العشر أجزاء الثانية منه – ومنها سورة الحجر- فتوضح كيفية الثبات على هذا المنهج!!
    ولأن سورة الحجر تتحدث عن حفظ الله تعالى للقرآن ، فقد جاءت كلمة حفظ بها أكثر من مرة:
    فالسماء محفوظة:" وحفِظناها من كلِّ شَيطانٍ رجيم"،
    والقرآن محفوظ:" إنَّا له لحافِظون"
    والأرزاق محفوظة: "وأنْبتنا فيها مِن كلِّ شيءٍ مَوزون"
    والمؤمنون محفوظون من الشيطان: "إلا عبادَكَ منهم المُخلَصين"

    إلا مَن أبَى واتَّبع الشيطان : " إنَّ عبادي ليس لكَ عليهم سُلطان إلا مَن اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوين"

    إذن لماذا القلق،ولماذا الخوف؟؟ المطلوب منك فقط يا مؤمن أن تَثبُت على الطاعة وألا تتوقف عن الدعوة.
    ثم توضح السورة موقف الشيطان من المؤمنين : "لَأُزَيِنَنَّ لهُم في الأرض"
    أقسم الشيطان أن يزين للمؤمنين الشر،كمنظر إباحي،أو معصية ٍ ما، أو ثقافات غربية مُنحَلَّة ...مع ملاحظة أننا لا نرفض كل هذه الثقافات، ولكن ما يتعارض منها مع منهجنا فقط.
    و الحل هو:" لا تمُدَّنَّ عينيك" أي: لا تنبهر بها !!
    والآن: لماذا سُمِّيَت السورة بهذا الاسم؟
    لأن الحِجر هو المكان الذي كان ثمود-قوم صالح عليه السلام- يختبئون فيه ويحتمون به من الزلازل وغيرها،وظنّوا أن هذا الحِجر يحفظهم من كافة الأخطار فكانوا يشعرون بالأمان بسببه،فكانت النتيجة أن أهلكهم الله بشيء غير متوقَّع : الصَيحة!!!ليقول لهم:
    " لا حافِظ إلا الله"!!!!!
    لذلك سمَّاهُم في الآية 80:" أصحاب الحِجر"،ولم يقُل ثمود كما سمَّاهم في السور الأخرى من القرآن الكريم
    هؤلاء القوم كانت مشكلتهم أنهم ابتعدوا عن منهج الله تعالى ،وظنّوا أن الحِجر سيحفظهم.
    والخطاب موجَّه إلينا أيضاً:" إيَّاكم أن تظُنوا أن الوسائل المادِّية مهما بَدَت لكم قوية ومنيعة هي الحافظة فالحِفظ من الله وحده...وإذا أردتَم أن تستشعروا حفظ الله لكم، فاقرأوا سورة الحِجر!!!!
    **********
    سورة النحل
    هذه السورة تُسمَى بسورة النِّعَم ،و هدفها هو أن تقول لنا: إنَّ نِعَم الله لا تُعَدُّ ولا تُحصى
    فأحسِنوا استخدامها ،ووَظِّفوها في طاعة الله.
    ولعلنا نتذكر أن سورة إبراهيم قد أبرزت بوضوح نعمة الوحي،أو الإيمان...أما هذه السورة فقد تحدثت عن كل النعم.
    فمعاني هذه السورة واضحة ،وفيها يُذكر كل نعمتين معا ، وكان أول ما ذُكر منها هو أجلَّ هذه النِّعَم على الإطلاق ،وهي نِعمة الوحي أي القرآن الكريم الذي يُحيي القلوب،كما يُحيي الماء الأرض...ثم تظل السورة تعدِّد نعم الله التي اعتدنا عليها حتى أننا لم نعد ننتبه إلى وجودها ،فتتحدث عن الغذاء،والمطر،ونعمة تسخير السماوات والأرض للإنسان بأمر الله ...ثم تتحدث عن نعم أخرى لا يظن الإنسان أنها نِعم مثل: البحر وما يخرج منه من خيرات عميمة، و الجبال الراسخة التي تُثبِّت الأرض، ،وما يجري على الأرض من أنهار ماؤها عذب للشُرب،وما يسَّر الله لنا من طُرُُق نهتدي بها للوصول إلى ما نبغي من أماكن،والنجوم التي نهتدي بها ليلاً ،والأنعام وما يخرج منها من لبن صافي سائغ ، مع أنه محاط بالدم والفرث...ولكننا –بفضل الله تعالى -لا نجد به نقطة دم، أو أثر للفرث!!!
    ونِعمة أن يُرزق الإنسان ببنات.
    وكذلك السمع والأبصار والأفئدة...أليست هذه نِعَم؟؟!!!

    إن نعم الله متعدِّدة:
    نِعَم اجتماعية،
    ونعمة السكَن ،
    ونعمة المَلْبس ،
    ونِعمة الستر :كما جاء في الآية :"ولو يؤاخذ ُالله الناسَ بِذنوبِهِم ما تركَ على ظَهرِها مِن دابَّة" فلك أن تتخيل أن يكون لكل ذنب تفعله رائحة!!!

    ثم تجيء الآية المحورية في هذه السورة وهي الآية رقم 18 التي تقول:
    " وإن تَعُدُّوا نِعمَةَ اللهِ لا تُحصوها"
    ثم تنتقل السورة إلى مفهوم جديد وهو: التحذير من سوء استخدام النِعم ،ونلاحظ أنه بعد عدة آيات تتحدث عن نعم الله يأتي فاصل مثل: " وإن تعُدُّوا نِعمة الله لا تُحصوها"!!!!
    ومثل:" وما بِكُم مِن نِعمةٍ فمِنَ الله"
    لتلفت النظر إلى أن استشعار النعمة هو بداية التمهيد لشكر الخالق عليها،فالنِعمة قيدُها الشُكر.
    ثم تحذِّر الآية 55 من خطورة عدم شكر النعمة.
    وتتسائل الآية 17 : هل يُعقل أن تُستخدم نعمة الله في معصيته؟!!!
    ثم تجيء آية شديدة وهي الآية رقم 112لتحذِر من عدم الشكر على النِّعمة والكُفر بالمُنعِم،تقول:
    " وضرب اللهُ مَثَلاً قريةً كانت آمِنةً مُطمئنَّة يأتيها رِزقُها مِن كُلِّ مكانٍ فكَفَرَت بِأَنعُمِ الله فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوفِ بما كانوا يَصنَعون"
    والآن لماذا سُمِّيَت سورة النِّعَم بسورة النحل؟
    إن المعنى جميل جدا،وقد جاء في الآية رقم(69 ): وهو أن الله تعالى أوحى إلى النحل أن يتخذوا من الجبال بيوتاً ،وفي الشجر،وفيما يبني الناس من البيوت والسُّقُف،ثم أمره مأن يأكلوا منكل الثمرات ،ثم طلب منهم أن يسلُكوا طرق الله المذلَّلة لهم"
    فنجد الأوامر قد جاءت في الآية كالتالي:
    إتَّخذي
    كُلي
    إسلُكي
    ثم جاء ت النتيجة: يُخرج ...مَن الذي يُخرج ؟! الله
    فلما أطاع النحل أوامر ربه أخرج الله من بطونه غذاءً نافعاً شهيَّاً إسمه العسل!!!!
    وكأنه يقول لنا: إتَّبِعوا أوامري يُخرِج منكم للمجتمع خير نافع محبَّب إلى الخَلق !!!!
    ولذلك تحدَّثت أول آية من هذه السورة عن نعمة الوحي،ولهذا السبب أمرت هذه السورة باستعمال النِّعم في مرضاة الله...وكأن النحل نموذج تطبيقي واضح لحُسن استخدام نعم الله ، وطاعة أوامره!!!!!
    ****

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    في قلوب الأنقياء
    الردود
    6,635
    الجنس
    بارك الله فيك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة
    وفيكِ بارك الله يا مشرفتنا الفاضلة، ونفع بك الإسلام والمسلمين،آمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة
    سورة الإسراء
    =======
    تتحدث هذه السورة عن القرآن الكريم بشكل طويل وتفصيلي، وكأنَّ هدفها هو أن تساعدك على استشعار قيمة القرآن .
    وهي تروي –كما هو واضح من اسمها-قصة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ...فلماذا لا نجد سورة أخرى باسم المعراج؟!!
    و ما هو الشيء الأساسي في قصة الإسراء لتُسمَّى به السورة؟!
    أهو قَطع المسافة من مكة المكرَّمة إلى بيت المقدس في وقت قصير جداً؟!
    أم أن هناك مَعنىً أهم؟!!
    الحقيقة أن الأهم هو أنه -صلى الله عليه وسلم- لما وصل إلى المسجد الأقصى وجد فيه اجتماعاً لم يحدث مثله في تاريخ البشرية !!! و هو اجتماع كل الأنبياء –معاً- في المسجد الأقصى!!!! فقال له جبريل عليه السلام:" تقدَّم يا محمد" ،فصلَّى بالأنبياء إماماً
    فكانت هذه الصلاة عنوان انتقال الرسالة من المم السابقة إلى هذه الأمة _أمة محمد_ ورمز لتكليف النبي صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده بالمسؤولية عن الكتاب ،وهو الرسالة التي أُرسلت إلى البشرية ،وانتقلت من نبي إلى آخَر، منذ نوح ،ومروراً بأولاده ،ثم موسى وعيسى ،حتى وصلت إلى محمد صلى الله عليه وسلم ...وكأن الركعتين اللتين صلى فيهما إماماً بالأنبياء هما الرمز لتسلُّمه الرسالة من هؤلاء الأنبياء ليحمل مسؤوليتها –وأُمَّته من بعده- إلى يوم القيامة!!!!!
    هذه السورة هي أكثر سور القرآن التي ذُكِرَ فيها الكتاب : أي القرآن!!
    لماذا؟
    الإجابة تتضح حين نعرف لماذا سُمِّيت بسورة الإسراء ؟!!!
    إن حادثة الإسراء هي حادثة انتقال القرآن إلى محمد،وبداية مسؤوليتنا عن القرآن!!!
    ولهذا فإن محور هذه السورة يدور حول قيمة القرآن ... هذا القرآن الذي علاه التراب في بيوتنا لأننا لا نفتحه إلا في شهر رمضان كل عام ،
    وهذا القرآن الذي نختمه دون أن نكلِّف أنفسنا عناء فهم معاني كلماته، أواستيعاب أفكاره!!!!
    وهذا القرآن الذي تحدَّث عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا إنَّها ستكونُ فِتنة"!! فقال سيدنا علي:" فما المخرج منها يا رسول الله؟" فقال له:" كتابُ الله : فيه نبأ مَن قبلَكُم وخَبَر ما بعدَكُم، وحُكمَ ما بينَكُم ،وهو الفَصْل ليس بالهَزل...مَن ترَكَهُ مِن جبَّارٍ قصَمَه ُالله،ومَن ابتَغى الهُدى في غيرهِ أضلَّهُ الله
    وهو حَبلُ اللهِ المَتين، وهو الذِّكرُ الحكيم، وهو الصِّراط المستقيم الذي لا تَزيغُ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ،ولا يشبع منه العُلماء، ولا يبلى من كَثرَة الرَّد (أي لا يمل الإنسان من كَثرة قراءته)،و لا تنقضي عجائبُه ،وهو الذي لم تنتَهِ الجِنّ ُ إذ سمعوه إلا أن قالوا:" إنَّا سمِعنا قُرآناً عَجَباً" وهو الذي مَن قال به صدَق،ومَن حكَم به عَدَل،ومن عمِل به أُجِر،ومن دعا إليهِ هُدِيَ إلى صِراطٍ مُستقيم"

    ولعلنا نلاحظ أن هذه السورة جاء ت في منتصف القرآن الكريم،لتذكِّركَ بِعَظَمة هذا القرآن ....لعلك لا تُفرِّط فيه!!!!
    فالآية الأولى من السورة تتحدث عن حادثة انتقاله إلينا ،ثم تذكر الآية الثانية أن الكتاب كان مع موسى،وكان هذا الكتاب ُهدىً لقومه بني إسرائيل ،ثم تشير الآية الثالثة إلى أنه وصل إليهم عن طريق نوح عليه السلام وذُرِّيته ...فماذا فعل بنو إسرائيل بالكتاب؟!!!
    تروي الآيات التالية كيف أنهم فرَّطوا فيه!!!!
    فماذا حدث بعد التفريط؟!!
    لقد استبدلهم ربهم ،وذهب الكتاب إلى قومِ غيرهم!!!!
    وهنا تحذير لنا يقول: "يا أُمَّة الإسلام لا تفرِّطوا في حق الكتاب عليكم فيستبدلكم الله وينزعه من بين أيديكم !!!!"
    ثم تبدأ الآيات في الحديث عن قيمة الكتاب، وما يحتويه من دُرَر،وكنوز ... و أنه لا يأمر إلا بالخير .
    ثم توضح الآيات (منذ الآية رقم 23 ) الأوامر التي يأمر بها الكتاب...ولعلنا نلاحظ أن كل هذه الأوامر مقبولة لدى الفطرة البشرية السليمة ،مثل: بر الوالدين،وصِلة الأرحام،والإحسان إلى المسكين وابن السبيل،وعدم التبذير،وعدم البخل،وعدم قتل الأولاد،وعدم الزِّنا،..((وعن الزنا نجد الله تعالى يقول" وَساء سبيلا" لأنه فِعلٌ بالغ القُبح،و لا يترتب على المَشي في طريقه إلا الهلاك والكوارث، مثل قتل الأنفس ،وضعف الرزق ،وظُلمة الوجه،واختلاط الأنساب...وغير ذلك))
    ثم تتساءل الآيات: كيف يأمركم الكتاب بكل ما يحفظكم ،ويحمي مصالحكم ،ويتفق مع فطرتكم ،ويضمن لكم الحياة الكريمة... ثم تفرِّطوا فيه، ولا تعيشوا معه ؟!!!!
    ثم تأتي أوامر أخرى تتفق أيضاً مع الفطرة السليمة،وتضمن للإنسان الحياة الكريمة،ثم تُختَتم بتعقيب رائع من الله سبحانه وتعالى في الآية 39 :" ذلك مِمَّا أَوحى إليكَ ربُّكَ مِن الكِتاب ِوالحِكمة ،ولا تجعل مع اللهِ إلَهاً آخَرَ فتُلقَى في جهنَّم مَلوماً مَدحوراً"
    بعد ذلك تتحدث الآيات التالية أرقامها 106،105،89،79،73،60،58،45)
    عن عَظَمَة هذا الكتاب...وتُختتم بتحدي كبير قائلة :" قُل لَئِنِ اجتمَعَت الإنسُ والجِنُّ على أن يأتوا بمِثلٍِ هذا القُرآنِ لا يأتونَ بِمِثلِهِ ولو كان بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرا"!!!!
    ما كل هذه التذكرة بعظمَة وقيمة القرآن؟!!!!!
    لعلها تذكِّرنا بأن هذا الكتاب العظيم قد تخلَّت عنه الأُمم السابقة وفرَّطوا فيه،فلا ينبغي لنا أن نفعل مثلهم!!!!

    وفي ختام السورة تتحدث الآيات (107-109) عن صفات أحبَّاء القُرآن ،قائلة :" قُل آمِنوا به أو لا تؤمِنوا* إنَّ الذين أوتوا العِلمَ مِن قبلِهِ إذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلأذقانِ سُجَّداً *ويقولون سُبحان ربِّنا إن كان وَعدُ ربِّنا لَمَفعولا*ويخِرُّونَ لِلأذقانِ يَبكونَ ويزيدُهُم خُشوعا"
    إنه عِتاب ٌموجِع للذين يُعرِضون عن القرآن ولا ينفِّذون أوامره ،ولا ينتهون عن نواهيه!!!!
    ولكننا –بحمد الله – نرى نماذج لأحِبَّاء القرآن في المساجد ،وخاصَّةً في صلاة التراويح ،فنرى كيف يتفاعلون مع القرآن ،ويبكون ،ثم يزدادون خُشوعاً ...لأنهم يسمعونه بأحاسيسهم كلها،فيشعرون بحلاوته وقيمته !!!
    فطوبى لهؤلاء ومن سار على طريقهم... لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" تركتُ فيكُم ما إن تمسَّكتُم به لن تضِلُّوا بعدي أبداً: كِتاب الله،وسُنَّتي"
    أي أنكم لن تَخرجوا من الظُّلُماتِ إلى النور إلا بالتمسُّك بهذا الكتاب...والدليل قول الله تعالى:" كِتابٌ أُنزِلَ إليكَ لِتُخرِجَ النَّاسَ من الظُّلُماتِ إلى النُّور" فالخروج من الظُّلمات مرتبط به.
    ولكن:
    مَن مِن أُمة الإسلام حتى الآن ختم القرآن في رمضان،أو في غيره؟!
    ومن مِنهم حريص على فَهمه؟
    ومَن منهم يحاول الإحساس بقيمة القرآن؟!!!
    ومَن منهم حريص على أن يتعلم تلاوته بالشكل الصحيح؟
    وكم مِنهم متكاسل عنه؟!!!
    يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فلَهُ به حَسَنة،والحسَنة بِعَشر أمثالها...لا أقول ألف لام ميم حرف،ولكن ألف حرف ،ولام حرف،وميم حرف"
    وفي رمضان الحَسَنة تُضاعَف إلى سبعين ضِعف!!! فمَن يقرأ حرفاً واحداً من كتاب الله يحصل على سبعمائة حسنة،ومن يقرأ جزءاً(الجزء به حوالي 7000حرف) يحصل على أربعة مليون وتسعمائة ألف حسنة!!!!
    فما بالك بمن يفهم القرآن، ومن يشعر أن القرآن أمانة في عُنُقه ؟!!!!
    تُرى هل تُذكِّرك هذه السورة بأنك مسؤول عن هذا الكتاب؟!!!
    وأنك إن لم تحرص على تنفيذ ما به من تعليمات فسوف يستبدلك الله؟!!!
    وهل لاحظت أن سورة الكهف(السورة التالية لسورة الإسراء) تبدأ بحمد الله على نعمة القرآن؟!!!
    وهل لاحظت أيضاً أن آخر سورة الإسراء بها سجدة.... لعلَّها تُشعرك بالذل لله ،وتُذكِّرُك بعظَمة هذا القرآن؟!!!!!


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة
    سورة الكهف
    هذه السورة عبارة عن قصص أربع : قصة أهل الكهف،وقصة الجنَّتين،وقصة موسى والخِضر،وقصة ذو القَرنَين"
    والطريف أننا نجد بين كل قصة وأخرى تعقيباً يتكون من عِدَّة آيات!!!
    فهل هدف السورة أن تسرد هذه القصص؟!!
    أم أن هناك هدف آخر، تخدمه هذه القصص ؟!!!
    قبل أن نجيب عن هذين السؤالين ، تعالوا بنا نستعرض هذه القصص في عُجالة:
    أولاً: قصة أهل الكهف:
    هي قصة مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر وتسعة عشر عاماً ،كانوا يعيشون في بلدة أهلها جميعاً من الكافرين ... بينما كان هؤلاء الشباب على دين المسيحية الحقَّة، فواجهوا قومهم ،ثم واجهوا ملِك البلدة حتى كاد أن يبطش بهم...فاستعانوا بالله تعالى،فوجَّهَهُم إلى أن يأووا إلى الكهف ...فكانت النتيجة أن حدثت معجزة عظيمة تأييداً لهم ،وإكراما :
    فقد ألقى اللهُ عليهم النوم ،وحفِظَهُم ...وعلى الرغم من ظُلمة الكهف إلا أن الشمس كانت إذا طلعَت من المشرق تميل عن مكانهم إلى جهة اليمين،وإذا غربت تتركهم إلى جهة اليسار،
    وهم في مُتَّسع من الكهف،فلا تؤذيهِم حرارة الشمس،ولا ينقطع عنهم الهواء ..وهذه من دلائل قدرة الله ونُصرته لعباده الطائعين!!!!
    كما يظن الناظر إليهم أنهم أيقاظاً،ولكنهم في الواقع نيام!!! وكان الله تعالى يتعهَّدهم بالرعاية،فيقلِّبهم في نومهم مرة للجنب الأيمن ،ومرة للجنب الأيسر ،لِئَلَّا تأكلهم الأرض، وكان كلبهم الذي صاحبهم مادَّاً ذراعيه بفِناء الكهف...ولو عاينهم أحد لفرَّ هارباً من الرعب والفزَع!!!!!!
    هؤلاء الفِتية –الذين اختلف الناس في عددهم،والله أعلم بهذا العدد -استيقظوا بعد 309 سنة على نفس هيئتهم دون تغيُّر ،ليجدوا القرية كلها قد آمَنَت!!!!
    ***
    ثانياً: قصة الجنَّتين:
    هي قصة رجلين من الأُمم السابقة أحدهما مؤمن و الآخر كافر ،وكان للكافر حديقتين من أعناب ،ونخيل ..وفي وسط كل منهما زروعاً نافعة كثيرة ومختلفة، ولتيسير سقياهما أجرى الله بينهما نهراً ...وكان لصاحب الحديقتين ثمر وأموال أخرى ،فقال لصاحبه المؤمن والغرور يملؤه:" أنا أكثر مِنك مالاً وأعزُّ أنصاراً وأعواناً ،ودخل حديقته فأعجبته ثمارها،فقال:" ما أعتقد أن تهلِك هذه الحديقة مدى الحياة ،وما أعتقد أن القيامة واقعة،وإن فُرِضَ وقوعُها –كما تزعم يا صاحبي- ورُجِعتُ إلى ربي فأنا على يقين من أنني سأجد عنده أفضل منها نظراً لِكرامتي ومنزلتي الرفيعة عند الله "!!!!
    فقال له صاحبه المؤمن ناصحاً:" كيف تكفر بالله الذي خلقك من تراب،ثم من نُطفة ثم سوَّاكَ بَشراً مُعتدل القامة والخَلق؟!!"...وفي هذه النصيحة دليل على أن القادر على ابتداء الخلق ،قادر على إعادتهم.....وظل ينصحه،ويحلوا توجيهه للصواب، ولكنه ظل على رأيه،حتى تحقَّق ما قاله المؤمن ،وأصبحت حديقتيه أثراً بعد عَين،وهلك كل ما فيهما،فصار الكافر يقلِّب كفيه حسرةً وندامة ،ويقول:" يا ليتني عرفت حق نِعم الله ،ولم أُشرِك بالله أحداً " ولكن حيث لا ينفعه الندم!!!!
    ثالثاًً: قصة موسى والخضر:
    سأل بنو إسرائيل سيدنا موسى عليه السلام:" مَن أعلَمُ أهلَ الأرض ؟" فقال لهم:"أنا" ،فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن "هناك من هو أعلم منك"!!ووجَّهه إلى الذهاب إلى الخِضر ليتعلم –ونحن من بعده-كيف يتعامل مع قَدَر الله،ويتقبَّله ويرضى به.
    فذهب إليه موسى،وقَبِل الخِضر مصاحبته بشرط ألا يسأله عن شيءٍ يُنكِرُه...فوافق سيدنا موسى،ولكنه لم يستطع أن يصبر حين رأى الخضر يخرق سفينة أناس صالحين وهم في عرض البحر، ثم حين رآه يقتل غلاماً ،ثم حين رآه يبني جداراً لقومٍ غير صالحين دون أن يأخذ منهم أجراًَ !!!!!
    فلما لم ينفذ موسى عليه السلام الشرط المتفَّق عليه طلب منه الخِضر أن يفارقه،ولكنه قبل ذلك أوضح له حِكمة الله من كل فعل فعله الخِضر...فالسفينة كانت لمساكين يعملون عليها سعياً وراء الرزق ،فأراد أن يخرقها ليكون بها عيباً فلا يأخذها منهم الملك الظالم الذي يأخذ السفن الجيدة غصباً من أصحابها!!!
    أما الغلام فكان أبويه مؤمنَين، وإن بقي حيَّاً حتى يكبر فإنه سيكون سبباً في كفرهم!!!
    وأما الجدار الذي بناه فكان تحته كنز لغلامين يتيمين،ولو أنه وقع لانكشف الكنز الذي خبَّأه لهما أبوهما الصالح ،و لاستولى عليه القوم الفاسقين الذين يعيشون حولهم،فأراد الله أن يُقام الجدار حتى يكبر الغلامان ويستخرجا الكنز برحمة الله!!!!
    ومن خلال هذه القصة أراد الله تبارك وتعالى أن يُرينا أن أفعال الله في الكون وراءها حِكَم ،فهناك عِلمٌ آخر غير العلم المُتاح في الكتب ،وهو أن يدرك الإنسان أن مُراد الله يتم بتدبير حكيم،ولذلك يجب أن نفهم ذلك ونتعامل معه بصبر ورضا .
    رابعاً: قصة ذي القَرنَين:
    هي قصة ملك عظيم يمتلك العلم و التكنولوجيا، وينتقل من مكان إلى آخر من مشارق الأرض لمغاربها،ينشر الخير ويساعد المحتاجين ،ويمر على أقوام وأقوام داعياً إلى الله فاتحاً مُنتصراً ،حتى يصل إلى قوم" يأجوج و مأجوج"الذين سيخرجون في آخر الزمان ...فيقيم بينهم ،وبين يأجوج و مأجوج سدَّاً لا يزال مُقاماً حتى اليوم!!!! لأنه بُني بعلم سليم،و تكنولوجيا عظيمة.
    والآن نتساءل:" ما علاقة القصص الأربع ببعضها البعض؟"
    قبل أن نجيب عن هذا السؤال دعونا نتحدث عن فضل سورة الكهف:
    قال صلى الله عليه وسلم:" من يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له نوراً من تحت قدميه إلى عَنان السَّماء"
    وفي حديث آخر:" من أدرك منكم الدَّجال (المسيخ الدجال) فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عِصمة من الدجَّال"، وفي رواية أن :" مَن قرأ خواتيم سورة الكهف عُصم من الدجَّال" لماذا؟!!!!
    وما علاقة فضل سورة الكهف بالخيط الذي يربط القصص الأربع ببعضها؟!!!!
    لقد تحدَّثت القصص الأربع عن أربع فتن:
    1-فتنة الدين(أو البُعد عن طاعة الله)
    2-فتنة المال
    3-فتنة العلم(كأن يتعلم الإنسان العلم لغير الله (للتفاخر و المُباهاة ،أو غير ذلك )، أو يتعلم علماً لا ينفع،أو يغترّ بعلمه)
    4- فتنة السُّلطة.
    ولعل الآية رقم 50- التي جاءت في منتصف السورة بالتحديد- تحكي قصة الشيطان وكيف يزيِّن للإنسان هذه الفتن!!!!!
    و لكن لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه السورة تقي من فتنة الدَّجال؟
    لأن الدجال سوف يحرِّك هذه الفتن حين يظهر :
    1- فتنة الدين : حين يقول للناس أرأيتم إن أحييت لكم أبويكم،أتعبدونني؟!! فيفتنهم في دينهم.
    2- فتنة المال: سيعطيهم مالاً كثيراً ،ويُنزِل لهم المطر،فيتَّبعه أكثر الناس.
    3- فتنة العلم: سيخبرهم بأشياء توضِّح أن علمه غزير.
    4- فتنة السُلطة: سيسيطر على أجزاء كبيرة من الأرض إلا مكة والمدينة.
    لذلك قال صلى الله عليه وسلم:"منذ خُلِقَ آدَم إلى قيام الساعة ، ما مِن فِتنة أعظم من فتنة الدَّجال" رواه الحاكم.
    لذا كانت هذه السورة نجاةً من الفِتَن ،ولذلك أُمرنا بقراءتها كل أسبوع لكي تتجدد التذكرة بأسباب النجاة من الفتن ،ولا يُنسينا الشيطان.
    فالسورة كلها نسيج واحد يتحدث عن: الفتنة،وكيف ننجو منها.
    لذلك كانت تتحدث كل قصة من القصص عن فتنة معينة ، ثم يجيء بعد كل قصة :كيفية النجاة من هذا النوع الذي جاء بها من الفتن،فمثلاً:
    القصة الأولى تتحدث عن فتنة الدين، بعدها جاءت الآية 28 لتشير إلى أن الصحبة الصالحة هي سبيل النجاة من فتنة الدين،ثم تضيف الآية 29 أن السبيل الآخر للنجاة من هذه الفتنة هو تذكُّر الآخرة!!!!
    والقصة الثانية تتحدث عن فتنة المال:فتجيء الآية رقم 45 لتقول: سبيل النجاة منها هو أن تفهم حقيقة الدنيا.
    ثم تضيف الآية رقم 46 أن السبيل الثاني للنجاة من هذه الفتنة هو تذكُّر الآخرة أيضاً.
    وكأن تذكر الآخرة قضية أساسية للنجاة من الفتن!!!!
    أما القصة الثالثة فتتحدث عن فتنة العلم، فتقول الآية رقم 69 أن سبيل النجاة منها هو التواضع!!!!
    وأخيراً القصة الرابعة تتحدث عن فتنة السُّلطة: فتقول الآية 103 أن السبيل للنجاة منها هو تذكُّر الآخرة،ثم تضيف الآية 104 أن السبيل الآخر للنجاة من هذه الفتنة هو إخلاص النية لله تعالى في استخدام هذه السَّلطة فيما يحبُّه ويرضاه.
    فهذه أربع فتن ، وتلك أربع عواصم في مُنتهى القوة !!!!!!
    لذلك تأتي آخر آية من السورة تركِّز تركيزاً شديداً على العِصمة الكاملة من الفتن و تذكِّر باليوم الآخِر:
    " فمن كانَ يرجو لِقاء ربِّه فليَعمل عملاً صالحاً ولا يُشرِك بِعبادَة ِربِّهِ أحداً"
    وكأنَّ أحد المُنجيات من الفتن هي أن تنتظر لقاء الله تعالى!!!!
    وكأنَّ العِصمَة النهائية التي تُغَلِّف كل هذا هي:العمل الصالح،مع إخلاص النية لله تعالى.

    يقول العلماء:" إن شروط قبول العمل هي:
    1- أن يكون العمل صحيحاً(أي صالحا ً ، يُرضي الله عز وجل)
    2-أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى.
    **
    *ولعلنا لاحظنا في هذه السورة بشكل عام أن الحركة فيها كثيرة...فكل الشخصيات بالقصص تتحرك بسرعة!!
    تأمل معي بعض الألفاظ المستخدمة: فَأوُوا ، فابعثوا،ودخل جنَّته،فانطلقا،فانطلقا،فانطلقا،فلما بلغا، فلما جاوزا، ،حتى إذا بلغ، فارتدَّا، هل أتَّبِعُك؟
    وكأن السورة تقول لنا:" تحرَّكوا في الأرض،فالسكون يساعد على ثبات الفِتَن" ولذلك قال ذو القرنين:" فأعينوني بِقوَّة" أي تحرَّكوا،ولا تجلسوا متفرِّجين!!!
    وكأن الله تعالى يقول لنا حين نقرؤها يوم العُطلة الأسبوعية: يوم الراحة:" تجهَّزوا للحركة منذ الغد"!!!
    *وهناك ملحوظة أخرى وهي أن السورة بدأت بالحمد لله على نعمة القرآن،واختُتِمَت أيضاً بالحديث عن القرآن" كلمات ربِّي" وكأن القرآن هو أهم المُنجيات من الفِتن!!!!!
    *كما أن هناك ملحوظة ثالثة ،وهي أن القصص الأربع كانت تحتوي على الدعوة إلى الله!!!*
    فنجد في قصة الكهف شباب يدعون قومهم .
    وفي قصة الجنتين شخص يدعو صاحبه.
    وفي قصة موسى والخِضر معلم يدعو تلميذه.
    وفي قصة ذي القرنين حاكم يدعو رعيَّته!!!!
    وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا: من المُنجيات من الفِتَن أيضاً: الدعوة إلى الله !!!!
    *وأخيراً: ملحوظة رابعة ،وهي :أن ذكر الغيبيات جاء كثيراً في السورة:
    فعدد أصحاب الكهف غيب.
    وفجوة الكهف وتغيير الشمس غيب.
    وقصة ذي القرنين مع يأجوج و مأجوج غيب.
    وقصة الخضر مع موسى مليئة بغيبيات لم يستوعب موسى الحكمة من ورائها!!!!!
    وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا: إن تسليم الأمر لله يعين على النجاة من الفتن...فأنت ترى بعينك أشياء ظاهرة لا تستوعب الحكمة منها،ولكن الله يدبِّر الأمر بعلمه وحكمته،فلا تتَّكِل على ما ترَاه بعينك،بل اتَّكِل على قُدرة الله وحِكمته.
    ثم عليك باتِّباع أوامر الله تعالى ، حتى لو كان ظاهرها مُخيفاً .
    والدليل من السورة: أن الكهف مظلم ومخيف،ولكن الفِتيَة أطاعوا ربهم فأووا إليه دون تخَوُّفٍ أو شك،فماذا حدث لهم؟!!
    تقول الآية 16:" ينْشُر لكُم ربُّكُم مِن رحمته"!!!!!
    فقد تحولت الظُلمة-بفضل الله- إلى رحمة!!!!

    كما أن قصة الكهف تعبير عن أن النجاة من الفتن يكون باللجوء إلى الله،والدليل ما قاله الفِتية حين خافوا من الملك: "قالوا ربَّنا آتِنا مِن لدُنكَ رحمة و هَييِّء لنا مِن أمرِنا رَشَداً"!!!
    ((وهو دعاء نافع لكل مَن يخشى طاغيةً أو جبَّاراً!!!))

    فهذه السورة- في مُجملها - تقول لك أيها المؤمن :
    لو لم تكن تفهم أحداث الدنيا ،فتوكل على الله ،وَثِق بتديره.
    ***
    والآن تعالوا نلخص ما جاء بالسورة من المُُنجيات(أو العواصم) من الفتن :
    أولاً: مُنجيات خاصة:
    1-للنجاة من فتنة الدين عليك بالصحبة الصالحة،وتذكُّر الآخرة.
    2- للنجاة من فتنة المال عليك بفهم الدنيا على حقيقتها،وتذكُّر الآخرة.
    3- للنجاة من فتنة العلم عليك بالتواضع.
    4- للنجاة من فتنة السُّلطة عليك باستخدامها في طاعة الله وخدمة دينك.
    ثانياً: مُنجيات عامة:
    1- العمل الصالح الخالص لله تعالى.
    2-تذكُّر الآخرة وانتظار لقاء الله تعالى.
    3- السعي في الأرض ، وعدم السُّكون .
    4-التمسُّك بتعاليم القرآن الكريم.
    5- الدعوة إلى الله تعالى.
    6- التوكُّل على الله وتسليم الأمر له.
    7- اللجوء إلى الله تعالى ،مع الثقة في تدبيره.




















  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الموقع
    سلطنة عمان
    الردود
    63
    الجنس
    امرأة
    اسفه ..

    الان فقط وجدت سورة الاسراء و الكهف.. بارم الله فيك

مواضيع مشابهه

  1. خواطر قرآنية لعمرو خالد: 11 سورة هود!!
    بواسطة raindrops في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 11-11-2003, 04:31 AM
  2. خواطر قرآنية لعمرو خالد:2- سورة البقرة
    بواسطة raindrops في روضة السعداء
    الردود: 6
    اخر موضوع: 11-11-2003, 03:59 AM
  3. خواطر قرآنية لعمرو خالد: 7- سورة الأعراف
    بواسطة raindrops في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 08-11-2003, 02:14 AM
  4. خواطر قرآنية لعمرو خالد: 4- سورة النساء!!!!
    بواسطة raindrops في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 31-10-2003, 10:21 PM
  5. خواطر قرآنية لعمرو حالد: 1- الفاتحة
    بواسطة raindrops في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 31-10-2003, 03:45 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ