...
ما أروع أن يوافق القرآن رأيُ بشر ويؤيده..!
وما أجمل إن تنزل كلمات الله لتؤيد قول إنسان ..!
ولكن من هذا الذي وافقه الله سبحانه وتعالى وأنزل أيات من كتابهِ العزيز ليؤيده..!!
هل هو إنسان عادي .. فاشبعه ربه إيماناً ويقيناً..!!
أم هو نوع من البشر تتحلى شخصيته الفذة بصفة نادرة ..؟؟
ذلك الرجل ، الذي يحمل كل تلك المعاني .. هو أحد الخلفاء ، خلفاء رسول الله سيدنا الفاروق ،
الذي كان رجلًا ربانيًّا راقب ربه في كل أموره ، حتى غدا يعبد الله كأنه يراه..
فوافقه ربه لرأيهِ ، في ثلاثة مواضع..
فما قصة هذهِ الموافقات..؟
كان عمر من أكثر الصحابة شجاعة وجرأة ، فكثيراً ما كان يسأل الرسول عن التصرفات التي لم يدرك حكمها ..؟؟
كما كان ، يبدي رأيه واجتهاده بكل صدق ووضوح ، ومن شدة فهمه واستيعابه لمقاصد القرآن الكريم نزل القرآن الكريم
نزل موافقاً لرأيه في بعض المواقف،
ورد في صحيح البخاري أن النبي قال:
عَنْ أبي سعيد الخذري قَالَ: قَالَ رسول الله
[.." بَينَا أنا نَائِمٌ رَأيت النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَليَّ وَعَلَيْهِمْ خُمُصٌ، مِنْها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ، ومنها مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَليَّ عُمَرُ ابْنُ الخَطَّابِ وعليْهِ قَمِيص يَجُرُّهُ "
قَالُوا: فَما أوَّلْتَ ذلِكَ؟ .. قَالَ: " الدِّينَ ..]..
ويستفاد من الحديث ما يأتي:
أولاًً: تفاضل أهل الإيمان في إيمانهم كتفاضل أصحاب القمص في قمصهم .. فكما أن تلك القمص التي رآها في منامه تزيد وتنقص،
ومنها الأطول والأقصر، فكذلك الإيمان يزيد وينقص.
ثانياًً: أن رؤيا الأنبياء كلها حق، ولذلك استدل النبي برؤياه على زيادة إيمان عمر.
لأن النبي فسر القمص المختلفة الأطوال التي يزيد بعضها وينقص بعضها بالدين..
أي :الإيمان. وفسر طول قميص عمر بزيادة إيمانه فدل على أن الإيمان يزيد وينقص.
ومن العلماء من جمع هذه المواضع من القرآن وسموها الموافقات كالبخاري رحمه الله صور لنا هذا في كلمات نقلها لنا أنس عن عمر بن الخطاب..
إنه قال: [..وافقني الله وفي رواية وافقني الله في ثلاثة مواضع..]رواه البخاري
................................................. ..................................................... ........
..
الروابط المفضلة