انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: قبل وداع رمضان لفضيلة الشيخ محمد المحيسني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الردود
    94
    الجنس
    امرأة

    قبل وداع رمضان لفضيلة الشيخ محمد المحيسني









    قبل وداع رمضان لفضيلة الشيخ محمد المحيسني






    الضيف الكريم يتجهزّ ليودعنا بعد أن حلّ بين ظهرانينا، حاملاً معه الخير والعطاء، والأجر والثواب، فماذا نقول ونحن نودع أكرم الشهور؟

    وما الذي ينبغي لنا أن نكون عليه بعد أن نفارقه؟

    لقد قيل: بأن الصوم عموم.. وخصوص.. وخصوص الخصوص:

    فصوم العموم هو: كف البطن والفرج وسائر الجوارح عن قصد الشهوة، وصوم الخصوص هو: كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام،

    وصوم خصوص الخصوص هو: صوم القلب عن الهمم الدنية، وكفه عما سوى الله بالكلية.

    فأي صوم حظينا به؟



    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه».

    وقال تعالى: ((كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ))[الحاقة:24].

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    «من أفطر يوماً في رمضان من غير رخصة رخصها الله له، لم يقض عنه صيام الدهر».

    فهل نحن من أهل الفرح والبشرى؟ وهل نحن ممن يتلقون التهنئة بما أسلفوا في الأيام الخالية؟

    وعن قتادة أنه كان يقول: "من لم يغفر له في شهر رمضان، فلن يغفر له في غيره".






    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    «لو يعلم الناس ما في شهر رمضان من الخير، لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، ولو أذن الله للسموات والأرض أن تتكلما، لشهدتا لمن صام رمضان بالجنة».

    وقال صلى الله عليه وسلم:

    «ليس من عبد يصلي في ليلة من شهر رمضان، إلا كتب الله له بكل ركعة ألفاً وخمسمائة حسنة، وبنى له بيتاً في الجنة، من ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف باب
    لكل باب منها مصراعان من ذهب، وله بكل سجدة يسجدها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام».

    وقال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل صائم دعوة، فإذا أراد أن تقبل، فليقل في كل ليلة عند فطره: يا واسع المغفرة.. اغفر لي».
    بَلَّغْتَنَا يَا رَبُّ شَهْرَ المَغْفِرَة
    تَمْضِيْ لَيَالِيْهِ كَمَا يَمْضِيْ الْنَّدَى
    لَيْتَ الْصِّيَامَ يَكُوْنَ نَهْجًا دَائِمًا

    أَسَفِيْ عَلَيْهِ وَقَدْ تَوَلَّى أَكْثَرَه
    فَوْقَ الْأَزَاهِيْرِ الْحِسَانِ الْنَّاظِرَة
    عَنْ قَوْلِ سُوْءٍ أَوْ فِعَالٍ مُنْكَرَة



    أخي المسلم الحبيب.. أوشك الشهر الحبيب على الرحيل، وانقضى من أعمارنا زمن ليس بالقليل، فما أسعد المحسن فيه، وما أحراه أن يزداد، ويا ندامة المقصر..

    وما أحراه أن يتدارك ما فات

    ولرب مستدرك جاد، علم الله منه صدق العزم، وخلوص النية، تمكن من اللحاق بالسابق المبكر..

    فينبغي لنا ونحن نودع الضيف الكريم أن نسأل أنفسنا..

    هل أحدثت أيام الشهر الكريم ولياليه في أنفسنا وسلوكياتنا التغيير المنشود؟ وهل ارتقت بنا إلى مقام القرب المطلوب؟ هل سمونا أم فرطنا..؟

    هل كنا ممن ترك قول الزور والعمل به؟ وهل عقدنا العزم على الاستمرار في ذلك النهج القويم؟

    وهل كنا ممن كان صيامه جنة ووقاية من الرفث والفسوق والجدال؟ وهل انعكست علينا أخلاق الصائمين؟ هل كان صومنا مجزئاً مقبولاًَ.. أم مجزئاً فقط؟

    أم أننا قد حرمنا هذا وذاك والعياذ بالله، فكان حظنا هو الجوع والعطش؟ وهل تحقق فينا معنى الاقتداء ومفهوم الإتباع، أم كنا على النقيض من ذلك؟

    وهل نلنا غاية الصيام ومراتبه العليا.. فتحقق فينا مفهوم التقوى، فكان منا العمل بالتنزيل.. والخوف من الجليل.. والاستعداد ليوم الرحيل؟

    وسؤال يطرح نفسه بإلحاح الآن هو: كيف سنكون بعد شهر الصوم؟

    إن الله تعالى لا يطلب منا الاستقامة في رمضان فقط، إنما هو سبحانه قد اصطفى رمضان كزمن نتدرب فيه على الاستقامة

    لتشيع بعد ذلك في كل حياتنا؛ فاصطفاء الله للزمان أو للمكان، الغرض منه التربية والتهذيب والتدريب والتجديد، ليكون زاداً لما بعده...



    وإن من علامات القبول والبشرى والتوفيق.. إتباع الحسنة بالحسنة، فمن ذلك الاستمرار على نهج الطاعة، وتحويل التأسف والندم على التفريط إلى طاقة دافعة للتعويض والمثابرة،

    ومن ذلك صيام ست من شوال استكمالاً لرحلة الصيام، ونيلاً لفضيلة صوم الدهر كله..

    فعن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر»..

    ومن صام الدهر فقد وهب نفسه لله تعالى، ومن وهب نفسه لله تعالى فليس له جزاء عنده إلا الجنة...

    فبادر يا عبدالله إلى التوبة قبل انقضاء الشهر..

    اعقد العزم على الاستمرار إن كنت محسناً، واحرص على الزيادة، فإن الله لا يمل حتى تمل، وبادر إلى تدارك ما فاتك إن كنت مقصراً،

    واحذر أن تكون من المحرومين يوم القيامة، فرب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة، ورب مكرم لنفسه وهو لها مهين،

    ورب مهين لنفسه وهو لها مكرم، ولرب متخوض متنعم في اللذات وما له عند الله من خلاق، ولرب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.
    أيُّ شَهْرٍ قَد تَوَلَّى يا عِبَادَ اللهِ عنّا
    كيفَ لا نَبْكِي لِشَهرٍ مَرّ بالغَفْلَةِ عنّا
    ليتَ شِعْرِي مَنْ هُوَ المَحْرُومُ والمطرود منّا

    حَقَّ أن نَبْكِي عَلَيهِ بِدمَاء لو عَقِلْنَا
    ثُمَّ لا نَعْلَمُ أنّا قَدْ قُبِلْنَاَ أو طُرِدْنَا
    وَمَن المَقبولُ مِمّن صَام مِنّا فَيَهْنا



    وخلاصة القول: أنّ العبادات العظيمة التي شرعها الله عز وجل، تترتب عليها آثار طيبة في حياة المسلم الدنيوية، وآثار عظيمة في حياته الأخروية.

    فإذا لم يتحقق ذلك كان وجودها وعدمها سواء والعياذ بالله، فأين نحن من كل ذلك؟ جعلنا الله جميعاً من المقبولين، ورزقنا حسن الختام

    وجعلنا من أهل البشرى في الدنيا ويوم القيام..

    والحمد لله رب العالمين...



    آخر مرة عدل بواسطة المعالم : 18-08-2012 في 12:09 AM

مواضيع مشابهه

  1. الاحسان .. لفضيلة الشيخ/ محمد المحيسني
    بواسطة المعالم في ركن أمة واحدة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 16-07-2012, 03:18 AM
  2. سبح اسم ربك الأعلى لفضيلة الشيخ / محمد المحيسني
    بواسطة المعالم في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 0
    اخر موضوع: 19-05-2012, 01:03 AM
  3. معجزة القرآن لفضيلة الشيخ / محمد المحيسني
    بواسطة المعالم في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 05-05-2012, 06:08 PM
  4. طغيان العبيد لفضيلة الشيخ / محمد المحيسني
    بواسطة المعالم في المجلس العام
    الردود: 0
    اخر موضوع: 26-04-2012, 11:46 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ