أعماله و جهادة فى سبيل الإسلام
تولي عثمان الخلافة وعمره 68 عاما بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
وأستمرت خلافته من 12 عام
من 23 هـ - 35 هـ
عثمان وجيش العسرة
يقال عن غزوة تبوك غزوة العُسرة مأخوذة من قول الله في القرآن:
قال تعالى :
ِ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة)
التوبة :117
ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة وحثهم على النفقة
فجاءوا بصدقات كثيرة فجهز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرا وبخمسين فرسا
قال أبن أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفقأحد مثلها
وقيل: جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله
بئر رومة
واشترى عثمان رضى الله عنه بئر رومة بعشرين ألف درهم من رجل من بني غفار من قبيلة كنانة
وقيل من اليهود وجعلها للمسلمين كان رسول اللَّه قد قال: من حفر بئر رومة فله الجنة
توسعة المسجد النبوى
عام 29ــ30 هـ،
كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل
ولم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا
ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كبيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالصاج
وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب
عثمان وغزوة بدر
لما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجة عثمان السيدة رقية بنت رسول الله مريضة بمرض الحصبة ولزمت الفراش
في الوقت الذي دعا فيه رسول الله للخروج لملاقاة القافلة وسارع عثمان للخروج مع رسول الله
إلا انه تلقى أمرًا بالبقاء إلى جانب زوجته رقية لتمريضها وامتثل لهذا الأمر بنفس راضية وبقي إلى جوارها إلى ان توافاها الله
وعن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من مصر حج البيت فقال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني أنشدك الله بحرمة هذا البيت
هل تعلم أن عثمان تغيب عن بدر فلم يشهدها؟
فقال: نعم، ولكن أما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله فمرضت
فقال له رسول الله:
«لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه».
الفتوحات في عهد عثمان
من أهم أعمال عثمان فتح مروو وتركيا
وتوسيعت الدولة الإسلامية وفتحت مدينة الأسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان و أفريقيا وقبرص
وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين
جمعه للقرأن الكريم في مصحف واحد
وكان من أهم إنجازاته جمع القرآن لكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق
في عهده أنتشر الإسلام في بلاد كبيرة وتفرق الصحابة مما أدى إلى ظهور قرائات متعددة وأنتشرت لهجات مختلفة فكان الخوف من أختلاف كتابة القرآن وتغير لهجته
فجمع عثمان المسلمين على لغة قريش أي لهجة قريش وهي لهجة العرب
وفأمر عثمان بجمع القرآن فى مصحف وسمى (مصحف عثمان) أو المصحف الامام
وفاته رضى الله عنه
قتل عثمان بن عفان في السنة 35 للهجرة وبشكل شنيع وكان سنه عند قتله اثنان وثمانون عاماً
ودفن بالبقيع
كان مقتله على يد مجموعة من الساخطين على حكمه
والذين تم اعتبارهم لاحقًا مارقين وخارجين على إجماع أهل الحل والعقد
وكان مقتله مقدمة لأحداث جسام في تاريخ المسلمين مثل موقعة الجمل عام 36هجرية وموقعة صفين
ومن فضائله رضي الله عنه على ما ذكر فقد وردت أحاديث كثيرة في فضل عثمان رضى الله عنه:
هناك قصة تروى روايةً محرَّفة، أن النبي عليه الصلاة كان جالساً، وقد حسر عن فخذه ، فدخل سيدنا الصديق فلم يفعل شيئاً عليه الصلاة والسلام، ودخل سيدنا عمر ولم يفعل شيئاً، ثم دخل سيدنا عثمان فقال: ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة، وأسدل ثوبه .
فاسمعوا الرواية الصحيحة,
" فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ لابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ فَأَذِنَ لأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَجَلَسَ وَقَالَ لِعَائِشَةَ اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ ، أَلا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلائِكَةُ "
(أخرجه أحمد عن عائشة في مسنده )
وأخرج الترمذي عن عبد الرحمن بن خبّاب، قال:
(شهدت رسول الله وهو يحث على تجهيز جيش العسرة فقام عثمان فقال:
يا رسول الله علي مئتا بعير، بأحلاسها وأقتابها، في سبيل الله،
ثم حض رسول الله على الجيش على الجيش فقام عثمان فقال: علي ثلثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله
فرأيت رسول الله ينزل عن المنبر، وهو يقول: ما على ما فعل بعد هذه ما على عثمان ما فعل بعد هذه)
رواه عبد الله الإمام أحمد
وأخرج الترمذي عن أنس قال:
(لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان، رسول رسول الله إلى أهل مكة،
فبايع الناس فقال رسول الله: إن عثمان في حاجة الله، وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: هذه لعثمان
فكانت يد رسول الله لعثمان، خيراً في أيديهم لأنفسهم)
وأخرج البخاري في فضائل الصحابة ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد بن حنبل
(أن جبل أُحُد ارتجَّ وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اسكن أُحد، فما عليك إلا نبي وصدّيق وشهيدان)
عن ابن عمر قال :
(كنا نخير بين الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه )
انفرد بإخراجه البخاري
قال تعالى
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِوَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
التوبة:100
هؤلاء هم أمنة الأمة الذين ضحوا بالغالى والنفيس وجادوا بالروح لإعلاء دين الله ونصرة رسوله
فكان فتح الله لهم فتحا مبينا و بشرهم بالرضوان وهم مازالوا احياء
وهم أحياء عند ربهم يرزقون
فلا أقل من أن نسطر بحروفا من نور سيرتهم وكفاحهم من أجل نصرة الإسلام
أن نجعل سيرتهم العطرة قدوة لنا ولشباب المسلمين
الروابط المفضلة