:
:
عندما يرحل العلماء ..
يقع في قلوبنا خوفٌ من أنّ الله يقبض العلم بقبض العلماء !
فعلماؤنا منارات هدى ينيرون الطريق لنا علماً وعملاً
وقد عاشوا يتّقون الله في أمور دنياهم كما في أمور أٌخراهم
:
وأحد هؤلاء القمم السّامقة شيخٌ لا يزال حيّاً بعلمه بين أظهرنا
وهو الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني رحمه الله وغفر له
وقد عاش فترة من الزّمن في دمشق بعد هجرته من ألبانيا مع أبيه
وورث الشيخ مهنة تصليح الساعات عن والده رحمه الله ( ساعاتي )
وعمل بهذه المهنة في هذه المدينة فترةً من الزمن
وتعلّم الدّقة من هذه المهنة كما أتاحت له فرصةً للمطالعة والدراسة
قال عنه الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني،
وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم -:
" إنّ الله يبعث لهذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنة من يجدد لها دينها "
فسُئل من مجدّد هذا القرن ؟ فقال - رحمه الله - :
الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني هو مجدّد هذا العصر في ظنّي والله أعلم
:
ويقول الشّيخ عبد العزيز الهده :
" إن العلّامة الشّنقيطي يجلّ الشّيخ الألباني إجلالاً غريباً ،
حتّى إذا رآه مارّاً وهو في درسه في الحرم المدني ؛ يقطع درسه قائماً ومسلّماً عليه إجلالاً له "
ولنعرف ماكان عليه الشيخ نقرأ جزءًا من وصيته غفر الله له :
( فوصيتي لكل مسلم على وجه الأرض و بخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الإنتماء إلى الدعوة المباركة
دعوة الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
أوصيهم و نفسي بتقوى الله تبارك و تعالى أولاً ، ثم بالإستزادة بـالعلم النافع ،
كما قال تعالى ( واتقّوا الله و يعلّمكم الله )
و أن يعرفوا عملهم الصالح الذّي هو عندنا جميعاً لا يخرج عن كونه كتاب و سنة ، وعلى منهج السلف الصالح ،
و أن يقرنوا مع عملهم هذا و الاستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ؛ العمل بهذا العلم ،
حتى لا يكون حجّة عليهم ، وإنّما يكون حجّة لهم يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )
وقد وقع في يدي أثرٌ نادرٌ وعجيب - بتوفيق الله - من آثار هذا الشيخ الفاضل رحمه الله
وأحببتُ أن تشاركوني التأمّل في هذا الأثر العجيب !
ما سترونه عبارة عن فاتورة تصليح كان يستخدمها أيام عمله كـ ( ساعاتي ) يُصلّح الساعات
أترككم مع الصورة .. ووقفةُ تأمّل في تقوى شيخنا العالم رحمه الله !
هكذا كانوا ..
ولنسأل أنفسنا .. هل نحن في ديننا مثل أحوالهم في دنياهم ؟
وأيّ آثارٍ سنتركها وراءنا - غفر الله لنا - ؟ *
غفر الله للشيخ ورحمه وأسكنه فسيح جنّاته
:
:
الروابط المفضلة