الفرق بين العفُوّ والغفار
أخوتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله
كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يدعوا بِالْجَوَامِعِ وَالْكَوَامِل
بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم
ونعلم أن ليلة القدر فى الوتر من هذه العشر
عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها
قلت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟
قال : قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني
الراوي: عائشة المحدث : عائشة - المصدر : سنن الترمذى
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
شرح الدعاء:
العفو: الإزالة
يقولون:
عَفَت الريح الآثار: أزالتها ومسحتها
ثلاثة أمور في اسم الله العفُوّ :
يزيل ويمحو ثم يرضى ثم يعطي فهو سبحانه أزال وطمس ومحا ذنوب عباده وآثارها ثم رضي عنهم
ثم أعطاهم بعد الرضا عفواً دون سؤال منهم
الفرق بين العفُوّ والغفار:
لكي تشعر باسم العفو حقاً اعرف الفرق بينه وبين الله الغفار وهى من أسماء الله الحسنى
لكن العفو أبلغ من المغفرة كيف ؟
هناك من يتعامل معه الله تبارك وتعالى بالمغفرة وهناك من يتعامل معه الله بمنزلة أعظم بالعفو
و نحن ماذا نستحق؟
أما هو فغفور وعفو المغفرة أنك إذا فعلت ذنباً فالله يسترك في الدنيا ويسترك في الآخرة
ولا يعاقبك على هذا الذنب لكن الذنب موجود
أما العفو فالذنب غير موجود أصلاً كأنك لم ترتكب الخطأ لأنه أزيل ولم تعد آثاره موجودة
لذلك فهو أبلغ فقد تكون عملت صغائر ولم تتقرب من ربنا
أو لم تدرك ليلة القدر فتأتي يوم القيامة فتجد الغفور
وقد تكون عملت كبيرة فتبت وعدت وأدركت ليلة القدر وعبدت الله فيها فتجد يوم القيامة العفو
والعفو لا يذكرك بسيئاتك لأنه محاها أما الغفور فقد يذكرك بسيئاتك ثم لا يعاقبك
والغفور قد يغفر لك ولا يرضى عنك أما العفو فراض عنك بالتأكيد
مثال للفرق بين العفو والغفور يوم القيامة حديث:
قال رجل لابن عمر : كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى ؟ قال : سمعته يقول :
" يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه
فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : أي رب ! أعرف
قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وإني أغفرها لك اليوم . فيعطى صحيفة حسناته
وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق :
هؤلاء الذي كذبوا على الله "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث مسلم - المصدر : صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أرأيت الفرق بين هذه وتلك؟
فأي منزلة سنكون نحن ؟
والعفُوّ تلقاه يوم القيامة كما فى هذا الحديث :
لما قتل عبد الله ابن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا جابر ! ألا أبشرك بما لقي الله به أباك !
ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا
فقال : يا عبدي تمن علي أعطك
قال : يارب تحييني فأقتل فيك ثانية
فقال الرب تبارك وتعالى : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون
قال : يا رب فأبلغ من ورائي
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث : الالبانى - المصدر : صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أخوتى فى الله
هيا بنا لا ننقطع فى ما بقى من رمضان عن قول:
(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا )
ولا ننسى الصلاة على رسولنا الحبيب وآله وصحبه فى أول الدعاء وآخره
( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة )
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة