الرسالة الرمضانية الثالثة عشر : فإنما يشكر لنفسه
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ... أحبتي في الله
**أيام الثلث الثاني من رمضان دائما لها طبيعة مختلفة ، وكثير منا لا يعرف كيف يتعامل معها ؟؟

ولذلك يشتكي الكثيرون من الفتور فيها ، ولا يعرف أسبابه ، فنقول إنه سنة الله الماضية " لكل عمل شرة - أي نشاط - وفترة - أي خمول "

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا أن تكون فترتنا إلى سنة .
ودواء هذا الداء في قاعدة ربانية " الشكر أساس المزيد "

**لا يمكن أن تسير بغير الشكر والحمد ، ولذلك لما بدأ الفاتحة بدأها بـ " الحمد " وفي خاتمتها قال " صراط الذين أنعمت عليهم " قالوا لأنه لا يستقيم له الصراط إلا بالشكر والحمد .

**قال تعالى {إِنَّا هَدَينَاه السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفورًا} [الإنسان: 3] .. فلن تستطيع أن تسير في الطريق ولن تتوافر لديك الطاقة المتجددة إلا بـالشكر ..
العبد الشاكر الذي يشعر بقيمة النِّعمة طوال الوقت، هو الذي سيكون عنده طاقة متجددة دائمًا ليسعى فى كل خير .. أما الجاحد فلا يقدِّر نعمة الله عليه، مما يؤدي إلى إنقطاعه.

وإذا كان الإنسان لا يتحرك إلا بالرحمة ، فالرحمة تتنزل مع الشكر .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا قال العبد : ( الحمد لله كثيرا ) ؛ قال الله تعالى : اكتبوا لعبدي رحمتي كثيرا ) صححه الالبانى

ولذلك إذا شكر الإنسان ربه لم ينتكس ويقلُّ فتوره .
الشكر .. يقول تعالى {.. وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .. فالشكر سيحميك من الإنتكاس ..

فعليك بإدمـــان الحمد ..

عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن أعرابيًا قال للنبي : علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به، قال "قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله" [رواه البيهقي وحسنه الألباني]

**روى ابن المبارك في الزهد بسند صحيح موقوفاً على سعيد بن جُبير رحمه الله " أوَّلُ من يُدعى إلى الجنّة الحمَّادون، الذين يحمدون الله في السرّاء والضرّاء"

وتذكر :

" ومن شكر فإنما يشكر لنفسه " " ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون "
أوصيك ونفسي بكثرة الحمد لله تعالى ، لتداوي القلب من بذور التسخط ، وتعالج العمل من شرور الانتكاس والفتور

فقولوا : اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله .



هاني حلمي
(13 رمضان 1433 هـ )