السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نُـبَـذ في الصـيام

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد …

فهذه نُبَذ في الصيام وحكمه وأقسام الناس فيه ، والمفطرات ، وفوائد أخرى على وجه الإيجاز :-

الصيام هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

صيام رمضان أحد أركان الإسلام العظيمة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت الحرام ). "متفق عليه"
^^^ النـاس في الصيـام ^^^

1- الصوم واجب على كل بالغ عاقل قادر مقيم .

2- الكافر لا يصوم ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم .

الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم ، لكن يؤمر به ليعتاده .

المجنون لا يجب عليه الصوم ولا الإطعام عنه ولو كان كبيراً ، ومثله المعتوه الذي لا تمييز له ، والكبير المهذري الذي لا تمييز له .

العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه ، يطعم عن كل يوم مسكيناً .

المريض مرضاً طارئاً ينتظر برؤه يفطر إن شق عليه الصوم ، ويقضي بعد برؤه .

الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع ، أو خافتا على ولديهما ، تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف .

الحائض و النفساء لا تصومان حال الحيض والنفاس ، وتقضيان ما فاتهما .

المضطر للفطر لإنقاذ معصوم من غرق أو حريق يفطر لينقذ ويقضي .

المسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى ما أفطره ، سواء كان سفره طارئاً كسفر العمرة أم دائماً كأصحاب سيارات الأجرة ( التكاسي والمرسيدس ) فيفطرون إن شاؤوا ما داموا في غير بلدهم .
مفطرات الصائم

* لا يفطر الصائم إذا تناول شيئاً من المفطرات ناسياً أو جاهلاً أو مكرهاً ، لقول الله تعالى:" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا …".

وقوله :" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .." ، وقوله :" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم .." .

* فإذا نسي الصائم فأكل وشرب لم يفسد صوم ؛ لأنه ناسٍ .

* ولو أكل أو شرب يعتقد أن الشمس قد غربت أو أن الفجر لم يطلع لم يفسد صومه ؛ لأنه جاهل .

* ولو تمضمض فدخل الماء إلى حلقه بدون قصد ، لم يفسد صومه لأنه غير متعمد .

* ولو احتلم في نومه ، لم يفسد صومه : لأنه غير مختار .

المفطرات ثمانية وهي :

أ – الجماع: وإذا وقع في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم ، فعليه مع القضاء كفارة مغلّظة ، وهي عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً .

ب – إنزال المني يقظة باستمناء أو مباشرة أو تقبيل أو ضم أو نحو ذلك .

ج – الأكل أو الشرب سواء كان نافعاً أو ضاراً كالدخان .

د – حقن الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الطعام ؛ لأنها بمعنى الأكل والشرب ، فأما الإبر التي لا تغذي فلا تفطر سواء استعملها في العضلات أم في الوريد ، وسواء وجد طعمها في حلقه أم لم يجده .

هـ- حقن الدم مثل أن يحصل للصائم نزيف فيحقن به دم تعويضاً عما نزف منه .

و- خروج دم الحيض والنفاس .

ز- إخراج الدم بالحجامة ونحوها . فأما خروج الدم بنفسه كالرعاف أو خروجه بقلع سن ونحوه فلا يفطر ؛ لأنه ليس حجامة ولا بمعنى الحجامة .

ح – القيء إن تقصده ، فإن قاء من غير قصد لم يفطر.
~ ~ ~ فـوائـد ~ ~ ~
1- يجوز للصائم أن ينوي الصيام وهو جنب ثم يغتسل بعد طلوع الفجر .

2- يجب على المرأة إذا طهرت في رمضان من الحيض أو النفاس قبل الفجر أن تصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر .

3- يجوز للصائم قلع ضرسه أو سنه ومداواة جرحه ، والتقطير في عينه أو أذنيه ، ولا يفطر بذلك ولو أحس بطعم القطور في حلقه .

4- يجوز للصائم أن يتسوك في في أول النهار وآخره وهو سنة في حقه كالمفطرين .

5- يجوز للصائم أن يفعل ما يخفف عنه شدة الحر والعطش كالتبرد بالماء والمكيف .

6- يجوز للصائم أن يبخ في فمه ما يخفف عنه ضيق التنفس الحاصل من الضغط أو غيره.

7- يجوز للصائم أن يبل بالماء شفتيه إذا يبستا ، وأن يتمضمض إذا نشف فمه من غير أن يتغرغر بالماء.

8- يسن للصائم تأخير السحور قبيل الفجر ، وتعجيل الفطور بعد غروب الشمس ، ويفطر على رطب ، فإن لم يجد فعلى تمر ، فإن لم يجد فعلى ماء ، فإن لم يجد فعلى أي طعام حلال ، فإن لم يجد نوى الفطر بقلبه حتى يجد.



يسن للصائم أن يكثر من الطاعات ، ويجتنب جميع المنهيات .

يجب على الصائم المحافظة على الواجبات والبعد عن المحرمات ؛ فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها ، ويؤديها مع الجماعة إن كان من أهل الجماعة ، ويترك الكذب والغيبة والغش والمعاملات الربوية ، وكل قول أو فعل محرم . قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ). "رواه البخاري"

و الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

====================

كتبه الفقير إلى الله تعالى

محمد الصالح العثيمين

في 16/ شعبان / 1401هـ