انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: الاداب مع الله عز وجل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2001
    الموقع
    الاسكندريه
    الردود
    228
    الجنس

    Thumbs up الاداب مع الله عز وجل

    المسلم ينظر إلى ما لله تعالى عليه من منن لا تحصى ، ونعم ، لا تعد اكتنفته من ساعة علوقه نطفةً في رحم أمه ، وتسايره إلى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله ، وبجوارحه بتسخيرها في طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى ، إذ ليس من الأدب في شيء كفران النعم ، وجحود فضل النعم ، والتنكر له ولإحسانه وإنعامه ، والله سبحانه يقول : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ويقول سبحانه ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ويقول جل جلاله ( فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون ) " البقرة " .

    وينظر المسلم إلى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلىء قلبه منه مهابة ونفسه له وقاراً وتعظيماً ، فيخجل من معصيته ، ويستحي من مخالفته ، والخروج عن طاعته . فيكون هذا أدبا منه مع الله تعالى ، إذ ليس من الأدب في شيء أن يجاهر العبد سيده بالمعاصي ، أو يقابله بالقبائح والرذائل وهو يشهده وينظر إليه . قال تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) وقال ( يعلم ما تسرون وما تعلنون ) وقال ( وما تكون فى شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ، وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) " يونس " .

    وينظر المسلم إليه تعالى وقد قدر عليه ، وأخذ بناصيته ، وأنه لا مفر له ولا مهرب ، ولا منجا ، ولا ملجأ منه إلا إليه ، فيفر إليه تعالى ويطرح بين يديه ، ويفوض أمره إليه ، ويتوكل عليه ، فيكون هذا أدبا منه مع ربه وخالقه .

    إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفر منه ، ولا الاعتماد على من لا قدرة له ، ولا الاتكال على من لا حول ولا قوة له . قال تعالى ( وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) وقال عز وجل ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) وقال ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) .

    وينظر المسلم إلى ألطاف الله تعالى به في جميع أموره ، وإلى رحمته له ولسائر خلقه فيطمع في المزيد من ذلك ، فيتضرع له بخالص الضرإعة والدعاء ، ويتوسل إليه بطيب القول ، وصالح العمل فيكون هذا أدباً منه مع الله مولاه إذ ليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد من رحمة وسعت كل شيء ، ولا القنوط من إحسان قد عم البرايا ، وألطاف قد انتظمت الوجود . قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) " الأعراف ". وقال : ( الله لطيف بعباده ) " الشورى " . وقال : ( لا تيأسوا من روح الله ) " يوسف " . وقال : ( لا تقنطوا من رحمة الله ) " الزمر " .

    وينظر المسلم إلى شدة بطش ربه ، وإلى قوة انتقامه ، وإلى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته ، ويتوقاه بعدم معصيته فيكون هذا أدبا منه مع الله ، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر ، والقوي القاهر وهو يقول : ( وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ، وما لهم من دونه من والٍ ) " الرعد " ويقول : ( إن بطش ربك لشديد ) " البروج " . ويقول : ( والله عزيز ذو انتقام ) " آل عمران " . وينظر المسلم إلى الله عز وجل عند معصيته ، والخروج عن طاعته ، وكأن وعيده قد تناوله وعذابه قد نزل به ، وعقابه قد حل بساحته ، كما ينظر إليه تعالى عند طاعته ، واتباع شرعته وكأن وعده قد صدقه له ، وكأن حلة رضاه قد خلعها عليه فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله ، ومن الأدب حسن الظن بالله ، إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته ، ويظن أنه غير مطلعٍ عليه ، ولا مؤاخذ له على ذنبه ، وهو يقول : ( ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا تما تعلمون ، فذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) " فصلت " . كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله ، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته ، وهو عـز وجـل يقول : ( أومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) " النور " . ويقول سبحانه : ( من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) " النحل " . ويقول تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) " الأنعام ". وخلاصة القول : أن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياؤه منه تعالى عند الميل إلى معصيته ، وصدق الإنابة إليه ، والتوكل عليه ورجاء رحمته ، والخوف من نقمته وحسن الظن به في إنجاز وعده ، وإنفاذ وعيده فيمن يشاء من عباده ؟ هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه بي ومحافظته عليه تعلو درجته ، ويرتفع مقامه وتسمو مكانته ، وتعظم كرامته فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته ، ومحط رحمته ومنزل نعمته .

    وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول الحياة . اللهم ارزقنا ولايتك ، ولا تحرمنا رعايتك ، واجعلنا لديك من المقربين ، يا ألله يا رب العالمين . .
    ---------------------------------
    نقل هذا الموضوع من كتاب منهاج المسلم للشيخ / أبو بكر الجزائري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2001
    الموقع
    Canada
    الردود
    212
    الجنس
    جزاكِ الله خير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2001
    الموقع
    الاسكندريه
    الردود
    228
    الجنس

    Thumbs up اشكرك

    اشكرك اخى سلمان واتمنى لك الاستفاده دائما

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2001
    الموقع
    canda
    الردود
    374
    الجنس
    جزاك الله خير 00
    واثابك المولى00

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2001
    الموقع
    الاسكندريه
    الردود
    228
    الجنس
    شكرا لك اختى الحبيبه واتمنى للجميع الاستفاده

مواضيع مشابهه

  1. الاداب
    بواسطة أم عبدالله الصغير في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 15-11-2008, 11:59 AM
  2. الردود: 1
    اخر موضوع: 24-11-2007, 04:03 PM
  3. فوائد بعض من الايات
    بواسطة شيمـاء في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 17-09-2007, 04:57 AM
  4. ***& من الاداب &***
    بواسطة اميرة الدلع في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 20
    اخر موضوع: 22-04-2005, 10:39 PM
  5. قسم الايات مع الشرح
    بواسطة العبير في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 72
    اخر موضوع: 16-05-2003, 12:14 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ