بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان يمر وكأنه يوم أو يومان وهكذا العمر ينقضي فيفرح الفائزون في رمضان .....سبق قوم وفازوا وتخلف آخرون فخافوا ..... يفوز المحسنون ويخسر المبطلون .....
غداً توفى النفوس ما كسبت
ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا فقد أحسنوا لأنفسهم
وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
من هذا الفائز منا فنهنئه؟؟؟ ومن هذا الخاسر فنعزيه ؟؟؟
أيها الفائز في رمضان : هنئا لك ....
أيها الخاسر : جبر الله مصيبتك ..
وفي آخر رمضان تعلن أسماء الفائزين برمضان في مصليات الأعياد يوم رجعوا إلى بيوتهم كيوم ولدتهم أمهاتهم ,,,,
وللفائزين صفات وأحوال ..فهيا بنا لنحلق جميعا غلى عالم الفائزين برمضان ....إلى عالم الحب والإخاء ..
عالم المجتهدين والمتهجدين والمستغفرين ...
عالم الرقة والخشوع والذلة والخضوع ...
عالم الحرص والاستزادة والتمرغ بأنواع العبادة
وهذه الصفات عرفناها في سلفنا الصالح ....فنِعم العالم عالمهم , ونِعم الصفات صفاتهم ...
أما الذين سنتكلم عنهم لسوا من ذلك الزمان بل هم من عالمنا اليوم , فئة من أهل زماننا ,بهم تفرح قلوبنا , وبالنظر غلى وجوههم تكتحل عيوننا ..وبمجالستهم تأنس نفوسنا, وبالحديث معهم تحلوا ساعاتنا ..
إنهم من آبائنا وإخواننا , وهم من أمهاتنا وأخواتنا .
إنهم التالون لكتاب الله ..
الراكعون الساجدون
المتأثرون الباكون .
المتصدقون المنفقون
المتحدثون الناصحون .
العاملون المخلصون
وفي ذلك فلينافس المتنافسون ..
انظروا لبيوت الله وخاصةً في رمضان .....صلاة وقيام ,وركوع وسجود , واطعام للطعام , بر واحسان ,تذكير باطيب الكلام , تدبر وترتيل ,وأزيز وخنين ...
منظر يبهج النفوس ويوقد الهمم إلى المضي قدما في ركاب الصالحين والصالحات لنيل أعلى المراتب والدرجات ..بإذن بديع الأرض والسماوات ....
وهنالك صور ومواقف كثيرة لهذه الفئه التي آثرت دار البقاء على دار الفناء .
ومن هذه الصور .....................
في صلاة التراويح .....
يقول الشيخ إبراهيم الدويش ....
كنت في طريقي لاحد المساجد لصلاة التراويح وقبل الأذان بدقائق مررت بمسجد آخر ورأيت ذلك الرجل الكبير يتكئ على عُكازتين , ويدب على الارض بمهل شديد يسحب قدميه فتخط في الأرض خطا,وكان واضحا أن المرض أنهكه , وان التعب بلغ منه مبلغه , ومع ذلك خرج ....لماذا ؟؟
خرج من اجل صلاة الجماعة ومن اجل صلاة التراويح .
فذكرت عندها قول ابن معود رضي الله عنه وفيه ( ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ).
ولا أنسى تلك العجوز محدودبة الظهر, متقاربة الخطى متسارعة الأنفاس وهي تزحف إلى المسجد زحفا ..والعجب انها صلت واقفة ورفضت الجلوس ..
إيه أيتها النفوس !أين أنت وهذه الصور أليس لك معتبر ؟ فما ملكت نفسي الا ودمعة تسيل على الخد وأنا اردد اللهم اعنها اللهم يسر عليها اللهم تقبل منها, اللهم أن لم يكن هؤلاء من الفائزين برمضان فمن ؟.
الصورة الثانيه ....
رجل وسع الله عليه بماله , وحسن سمعته ,ودماثة خلقه, فهو ينفق انفاق من لايخشى الفقر .
ذات يوم بحثت عنه عصراً من رمضان ,توجهت إلى محلاته فلم اجده سألت عنه فلم أجد جواباً ! فقيل لي: ربما وجدته في الجامع , دخلت الجامع فوجدت العجب وجدت الموائد ممدودة بالطول والعرض حتى انك لا تجد مكانا لموضع قدميك , وفيها ما لذ وطاب من أنواع المأكولات ..
بحثت عن صاحبي وجدته يصول ويجول بين تلك الموائد ...لحظات قبل الغروب فإذا بمئات المسلمين الصائمين تتوافد على الجامع من كل صوب ...ألفا أو يزيدون ..
قلت سبحان الله في الوقت الذي انشغل أهل الأموال ببيعهم وشرائهم ,فعصر رمضان موسم تجاري لايعوض ..
أما هذا الرجل فهو في تجارة أخرى . تجارة مع الله ,فلم يكفه أن دفع المال لتفطير الصائمين ,بل وقف بنفسه
وعمل بيده , ولم يعتذر يوم ان دعي للإنفاق في مشروع ثانٍ بل ثالث ورابع و........عاشر من تلك المشاريع الخيرية التي يتسابق فيها أهل الخير والصلاح مما لا نعلمه ولكن الله يعلمه عندها ذكرت حديث أبي كبشة عمرو بن سعد الانماري انه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول (( ثلاثٌ اقسم عليهن : ما نقص مال عبدٍ من صدقة ...))
حدثت صاحبي هذا والانس والبشر على محياه .....فالجميع يشهد له بالفضل والاحسان والورع وحسن الخلق وكثرة العباده ....
هكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ...
خرجت من الجامع بصعوبة بالغة لكثرة الحاضرين من الصائمين والمساكين , خرجت وأنا اردد عند الغروب ..
اللهم تقبل منه ..اللهم وسع عليه في ماله وولده .اللهم بارك له وزده وأعطه ولا تحرمه ,,,,
فان لم يكن هذا من الفائزين في رمضان فمن إذن ؟؟؟
الصورة الثالثة ....
حريصة على صغارها فهي معهم ترقبهم وتلحظهم .تعلم هذا وتوجه ذاك , ومع ذلك , ومع هذا فقلبها يهفو لصلاة التراويح مع المسلمين , لكن هيهات هيهات, فتصلي في بيتها .
تريد ان تخشع وان يرق قلبها , أن تشعر بلذة المناجاة لربها , لكن الأصوات والضحكات والتعلق بثوبها من صغارها حرمها ذلك .فما ملكت سوى الدمعات والعبرات على ليالي رمضان ..
ثم جاءت العشر الأخيرة , فاذا بها تهدهد صبيانها وتخادع صغارها حتى ناموا , ثم قامت وانسلت في هدوء وحذر فجهزت سحورها ورتبت أمورها , ثم توضأت وتلحفت بجلبابها ثم سارت الى مسجد حيها والظلام يلفها , فركعت وسجدت , وقامت فبكت وخشعت . وربما تذكرت صغارها فخافت عليهم ووجلت فلا تدري قلبها لصلاتها او على صغارها فرجعت وصلت في بيتها وبجوار صغارها وهي تسمع صوت الإمام يردد ((أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )). فانخرطت في البكاء أن لو كانت من السابقين ...
فقلت لها ابشري أيتها الصالحة أنت على خير لكن احرصي واخلصي واحتسبي الأجر على الله ...ولن يخيب ظنك وهو اعلم بحالك .........................تبارك وتعالى ........
فاسأل الله اللطيف المنان أن يجعلك من الفائزين برمضان . فان لم تكوني أنت فمن ؟؟؟!!
فطوبى لمن عمل فاخلص .......ومن اختار الدار الآخرة وفضلها على الدنيا ...
وطوبى لمن تزود ليوم الرحيل بالعمل الصالح والتقوى ...
******** فيا باغي الخير اقبل , فرمضان فرصة قد لاتتكرر
وموسم قد لايعوض ,,
فالبدار البدار ..................قبل فجأة موت أو مصيبة مرض وعندها لاينفع الندم .....
اللهم ياحي ياقيوم ارحمنا برحمتك ,واجعلنا من الفائزين برمضان .
اللهم اجعلنا من المغفور لهم .....
اللهم آمــــــــــــــــــــيـــــــــــــن ........
****** الموضوع منقول من كتاب الفائزون في رمضان لفضيلة الشيخ إبراهيم الدويش ******
كتاب رائع جدا .......والمحاضرة موجودة على أشرطة كاست ......
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى ......
ومبارك عليكم قرب حلول شهر رمضان الكريم .........
تحياتي لكم وآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفه على الإطاله ......
الروابط المفضلة