بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موعظة بليغة قيل رمضان لعلها تلامس قلباً غافلاً ف...أو ...أو....أو
أفق يا ذا الغي والمحال،واستيقظ يا ذا السهو والإغفال،وانتبه من السكرات الطوال،أترضى يا مسكين أن يرد صومك في وجهك من غير قبول من الله؟أتستحسن أن تكون جائعاً عطشاناً وليس لك عند الله جاه؟أين النية المجردة؟ أين التوبة المجددة؟أين الندامة المؤكدة ؟ أين الحلال من الطعام؟ أين حجر الأوزار والأثام؟أين الرحمة لذوي الفقر والضعفاء والأيتام؟أين الإخلاص للملك العلام؟ أين التزام شريعة الإسلام؟أين الأسوة بالنبي(عليه الصلاة والسلام) أنظر يا مسكين أذا قطعت نهارك بالعطش والجوع،وأحييت ليلك بطول السجود والركوع،أنك فيما تظن صائم،وانت في جهالتك جازم،وفي صلاتك دائم،وفي بحار سكراتك هائم ، أين أنت من التواضع والخشوع؟ أين أنت من الذلة لمولاك والخضوع؟ أتحسب أنك عند الله من أهل الصيام والأمان الفائزون في شهر رمضان؟كلا والله حتى تخلص النية وتجردها،وتطهر الطوية وتجودها ،وتجتنب الأعمال الدنية ولا تردها،وتكثر البكاء والحسرة،وتسيل الدموع والعبرة،وتسأل مولاك إقالة العثرة،فحينئذ يكون صيامك لك من الذنوب شفاء، ومن العيوب ستر وجلباب.
أين الصائمون؟أين القائمون؟أين الطائعون؟أين العاملون؟أين السابقون؟أين المتصدقون؟أين الذاكرون؟أين القانتون؟أين الصادقون؟أين الصابرون؟أين السامعون للعبر؟أين المستشعرون للفكر؟...
بادوا والله مع الصالحين.
وبقينا والله مع الجاهلين،وسكنا مع الفاسقين،وتأسينا بالغافلين،واصطلحنا على معصية رب العالمين.
فصيامك يا مسكين في وجهك مردود ،وأنت عن رشدك مغيب مفقود،وعن صلاحك ونجاحك غير موجود،وأنت عن باب مولاك مبعد مطرود، وأعمالك بالفسق موصولة،وجوارحك للعصيان مبذولة،وألفاظك في الغيبة مجعولة،وعزيمتك للطاعة محلولة،وعبادتك في هذا الشهر غير مقبولة،وفرائض مولاك بالمعاصي مهمولة،وأنشدوا:
الصوم جنة أقوام من النار***والصوم حصن لمن يخشى من النار.
والصوم ستر لأهل الخير**الخائفين من الأوزار والعار.
والشهر شهر إله العرش منّ به***رب رحيم لثقل الوزر ستار.
فصام فيه رجال يربحون به***ثوابهم من عظيم الشأن غفار.
فأصبحوا في جنان الخلد قد نزلوا***من بين حور وأشجار وأنهار.
فهنيئاً لمن أطاع الملك الرحمن،في شهر الرحمة ، شهر رمضان،لقد فاز بالحور والولدان في دار السلام والرضوان.
كلما تعودت من الخير وما تعمل في هذا الشهر،جوزيت الى أخر العمر، فأن الخير عادة، والشر لجاجة.
فأين أنت يا صائم يا قائم؟
أقبل على الخير تفوز بسرور دائم، وتاجر مع مولاك فإنك تربح ،وعامله فإنك تفلح،وأعتذر إليه فإنه يقبل، واستغفره فأنه يغفر ذنبك،وارغب اليه يكشف كربك،واسأله من فضله فإنه يوسع رزقك،وتب اليه فأنه يعظم حظك.
يا أخي هذا الشهر تستر فيه القبائح والذنوب ، وتلين فيه القلوب والنفوس،وتغفر فيه الأوزار والذنوب،وينفس فيه الله عن الحزين المكروب،يقول المولى (جل جلاله)لملائكته:يا ملائكتي انظروا الى الألسن اليابسة كيف تبتل بذكري،أنظروا الى الأحداق(جمع حدقة ،وهي سواد العين)الصلبة كيف تدمع من خوفي ،أنظرو الى الأقدام المنعمة تنصب في المحاريب ابتغاء وجهي .
متى أطعمت في هذا الشهر لله رب الأرض والسموات رفعت الى الدرجات في قرار الجنات،وحصلت مع مولاك مكسياً من الحسنات ،عرياناً من السيئت.
الحمد لله رب العالمين .
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
أتمنى الفائدة للجميع .
بقلمي ..نقلاً من كتاب (بستان الواعظين ورياض السامعين).
---------------------------------
الروابط المفضلة